اللجنة التحضيرية لإحياء مئوية عبدالناصر تدشن موسمها الثقافي بمحاضرة بعنوان (الوحدة العربية شرط لتحقيق النهوض الحضاري العربي الشامل)

  • الوحدوي نت - صنعاء - محمد مغلس
  • منذ 5 سنوات - Saturday 31 March 2018
اللجنة التحضيرية لإحياء مئوية عبدالناصر تدشن موسمها الثقافي بمحاضرة بعنوان (الوحدة العربية شرط لتحقيق النهوض الحضاري العربي الشامل)

   الوحدوي نت

دشنت اللجنة التحضيرية لإحياء مئوية القائد المعلم جمال عبدالناصر اليوم موسمها الثقافي بمحاضرة في مقر اللجنة المركزية للتنظيم بالعاصمة صنعاء حيث قدم المحاضرة الاستاذ الدكتور أحمد قايد الصايدي رئيس الهيئة الإدارية للتجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية.

وفي البداية رحب رئيس اللجنة التحضيرية لإحياء المئوية الاستاذ محمد سيف ناجي بالحاضرين وقال" أرحب بكم أجمل ترحيب وأشكر لكم تشريفكم مقر تنظيمنا المناضل التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي يسعد بوجودكم واستجابتكم لدعوة اللجنة التحضيرية وأمانه التثقيف بالتنظيم، لحضور المحاضرة الأولى من برنامج الاحتفال بمئوية القائد الخالد جمال عبد الناصر، وفاءً من اللجنة التحضيرية بالتزام قطعته على نفسها ، وأعلنت عنه يوم تدشين فعالية المئوية في ال 22 من فبراير الماضي في (قاعة الزعيم جمال عبدالناصر) بجامعة صنعاء" .

وقد تناول الأستاذ الدكتور أحمد قايد الصايدي في محاضرته بعنوان (الوحدة العربية شرط لتحقيق النهوض الحضاري العربي الشامل)، تناول ضرورات الوحدة العربية من عدة جوانب استراتيجية واقتصادية وعسكرية وثقافية. حيث اعتبر أن الإرتقاء إلى مستوى الندية في التعامل مع القوى الكبرى في العالم مرهون بتحقيق الوحدة العربية الشاملة وإقامة الدولة العربية الواحدة.

وأشار إلى أن الوطن العربي بموقعه المتميز يمثل قلب العالم إذ يربط بين القارات الثلاث، آسيا وأفريقيا وأروبا، ويتحكم بأهم الممرات المائية ويمتلك ثروات طبيعية وامتدادا جغرافيا واحدا كل هذا يجعل من يسيطر عليه قادرا على السيطرة على اقتصاد العالم ومن يسيطر على اقتصاد العالم يتحكم بسياساته، ولا يمكن للوطن العربي حماية ثروته وامتلاك قراره السياسي إلا من خلال التحول إلى كيان سياسي واحد ودولة واحدة قوية. وأنه لا يمكن للأمة العربية أن تجد لها مكانا بين الأقوياء وتتخلص من هيمنة الدول الاستعمارية وتتعامل معها بندية إلا من خلال دولة عربية واحدة قوية يسمع صوتها وتراعى مصالحها ويحسب الآخرون لها حسابا.

وأكد أن الاستعمار الغربي يسعى إلى إحداث مزيد من التقسيم والتمزيق وتجزئة كل قطر عربي إلى أجزاء أكثر ضعفاً بحيث يصبح كل جزء كيانا سياسيا هزيلا ذا طابع طائفي أو عرقي، وذلك للقضاء على كل حلم عربي بوحدة الأمة، وأن هذا المشروع الاستعماري الكبير لا يمكن مواجهته إلا بمشروع عربي نهضوي كبير يحفظ سيادة وكيان واستقلال الوطن العربي. مؤكداً بأن الوحدة العربية هي السبيل إلى تحرير الأراضي العربية المحتلة والمغتصبة في فلسطين والإسكندرون والأحواز والجزر العربية في الخليج العربي وسبتة ومليلة وغيرها من الأراضي التي انتزعت من الأمة العربية بسبب تمزقها وضعفها.

ونوه الدكتور الصايدي إلى أن دعوات التمزيق والتفتيت التي تستهدف الوطن العربي دعوات قديمة وتنطلق من مخطط صهيوني غربي غايته تفتيت الوطن العربي إلى كيانات طائفية وعرقية. وأن الوحدة العربية هي السبيل إلى مواجهة هذا المخطط. ولكن تحقيق الوحدة العربية يقتضي أولا تعزيز الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي. وذلك بالتصدي لكل دعوات التمزيق المناطقية والطائفية والعرقية وغيرها، ليشعر كل مواطن بانتمائه للوطن الواحد. لأن من يعجز عن تحقيق الوحدة الوطنية داخل قطره لا يستطيع أن يسهم في تحقيق الوحدة العربية الشاملة.

كما أكد الدكتور الصايدي بأن الوحدة العربية هي الضمان لتحقيق الأمن الاقتصادي العربي إذ أن قطرا واحدا مثل السودان قادر على تأمين نصف احتياجات العرب من الغذاء ومع ذلك يعيش مجاعات متكررة لعدم توفر التمويل اللازم للإستثمار في مجال الزراعة. فأموال النفط العربي لا تستثمر في الوطن العربي، بل توجه لصالح الإستعمار الغربي. ولا شك في أن التكامل الاقتصادي في الوطن العربي لو تحقق لأدى إلى نهضة اقتصادية كبرى ينافس العرب بها أكبر اقتصاديات العالم ولمكن من استغلال القوى البشرية العربية والتقليل من الاعتماد على العمالة غير العربية وحقق التنمية الشاملة ووحد السوق الداخلية في الوطن العربي.

واعتبر المحاضر أن الاعتماد على المصادر الخارجية في التسليح يبقي العرب تحت رحمة المصنع الخارجي وسياساته التي تضع في حساباتها متطلبات الأمن الإسرائيلي بالدرجة الأولى. وأنه لا يمكن إيجاد صناعة عسكرية عربية متقدمة تؤمن حاجة القوات المسلحة العربية من السلاح بأنواعه وتنهي التبعية للمصنعين الغربيين والشرقيين إلا بتحقيق الوحدة العربية. لما تتطلبه هذه الصناعة من موارد مالية كبيرة وخبرات تكنولوجية متطورة. إن الوطن العربي يمكن أن يصبح قوة عسكرية واقتصادية وسياسية كبرى إذا توحد في دولة عربية واحدة. وذلك لأنه يمتلك جميع عوامل القوة، من موقع جغرافي وتنوع مناخي وكثافة سكانية وثروات متنوعة وإرث حضاري هو الأقدم في العالم.

وأكد الدكتور الصايدي بأن الوحدة العربية ستمكن من توحيد مناهج التربية والتعليم في الوطن العربي بما يسهم في بناء الشخصية العربية الواحدة ذات التكوين المعرفي والاخلاقي المتميز. كما ستهيئ الظروف الملائمة لإطلاق الطاقات الابداعية في كل مجالات الحياة وتحصن الشخصية العربية من كل المحاولات الهادفة إلى اضعاف الروح الوطنية والقومية. إن الوحدة العربية هي السبيل إلى بناء الانسان العربي القادر على التفكير العلمي والاسهام في الحضارة الانسانية من موقع الندية بعيداً عن التبعية والإحساس بالدونية. منوهاً إلى أن الوحدة العربية مجسدة في دولة عربية واحدة ممتدة من الخليج إلى المحيط سوف تكون قادرة على تهيئة الشروط اللازمة لتحقيق النهضة الحضارية العربية الشاملة التي لا يمكن إنجاز ها في ظل التجزئة، بأي حال من الأحوال.

كما أشار الدكتور الصايدي إلى أن كل القوى السياسية في الساحة العربية مهيئة من حيث الشروط الموضوعية للنضال من أجل تحقيق الوحدة العربية، مالم تكن امتدادا لمشاريع خارجية معادية للأمة العربية.

وفي ختام المحاضرة وجه الاستاذ محمد سعيد ظافر وباسم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور أحمد قايد الصايدي ولكل الحضور. وأشاد بمحتوى المحاضرة التي أعتبرها الأولى من نوعها من حيث الموضوعية في الطرح ولتميزها في تناول الوحدة العربية الشاملة من عدة جوانب مكنت من إعطاء صورة واضحة عن الوحدة العربية وأبعادها.

وقد تم بعد ذلك فتح باب النقاش للحاضرين. وبعد انتهاء النقاش قدم رئيس اللجنة التحضيرية لمئوية الزعيم جمال عبد الناصر شكره وتقديره مجددا للأستاذ الدكتور أحمد قايد الصايدي وجميع الحاضرين. ونوه إلى أن برنامج الفعالية سيستمر خلال الفترة القادمة وسيتم الإعلان عن مواعيد المحاضرات تباعا.