في مؤتمر صحفي عن واقعة وفاة سلطان الدعيس في سجن القصيم السعودي

الباشا تدعو المملكة للتوقف عن التعامل مع اليمن كخرابة وحظيرة خلفية ، وودّف يصف نظام الكفيل بأشد أنظمة الرق والعنصرية في التاريخ الإنساني، والخيواني يرجع انتهاكات الشقيقة إلى صمت السلطات اليمنية، و المقالح يطالب الرياض بالتخلص من ثقافة العداء بالهوية

  • الوحدوي نت - خاص- عبدالعزيز الويز:
  • منذ 13 سنة - Saturday 25 December 2010
الباشا تدعو المملكة للتوقف عن التعامل مع اليمن كخرابة وحظيرة خلفية ، وودّف يصف نظام الكفيل بأشد أنظمة الرق والعنصرية في التاريخ الإنساني، والخيواني يرجع انتهاكات الشقيقة إلى صمت السلطات اليمنية، و المقالح يطالب الرياض بالتخلص من ثقافة العداء بالهوية

طالب عشرات من الحقوقيين والسياسيين والناشطين المدنيين والإعلاميين والأهالي في اليمن السلطات السعودية بإيقاف ممارساتها الانتهاكية الإجرامية وأذاها العدواني بالهوية بحق الآلاف من المعتقلين اليمنيين الذين تحتجزهم إثما وجرماً في سجونها الظلامية دون تهم حقيقية وجهت إليهم وتعويضهم عما لحق بهم وأسرهم من أضرار معنوية ومادية جراء ذلك , أو تقديمهم لمحاكمات عادلة في حال ثبت تورط أي إنسان منهم خلال التحقيقات العادلة بأي من التهم المعاقب عليها وفق الشريعة الإسلامية والقانون السعودي المعلن والدساتير والمواثيق الدولية مع تمكينهم من كافة حقوقهم المكفولة أثناء مراحل التقاضي والعقوبة لمن صحت إدانته, وأكدوا على احترام حقوق الجوار والتعايش مع الآخرين بدون استعلاء وكف التعامل مع اليمن كخرابة وحظيرة خلفية. الوحدوي نت

ودعا المشاركون سلطات الشقيقة الكبرى في مؤتمر إعلامي نظمته اللجنة الوطنية للدفاع عن المسجونين في السعودية صباح الأربعاء في مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان على خلفية فاجعة وفاة المعتقل سلطان محمد عبده الدعيس في سجن القصيم السعودي إلى إيقاف انتهاكاتها بحق الدعيس والمستمرة إلى ما بعد وفاته وسرعة تسليم جثته لذويه وتمكينهم من حق الدفن دون ترغيب أو ترهيب أو تسويف واشتراط وكشف الحقيقة المغيبة عن واقعتي الوفاة ومن قبلها الاعتقال.

وحمل المشاركون السلطات اليمنية مسؤولية الانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها أبنائها في السجون والأراضي السعودية بسكوتها عن ذلك وتنازلها عن حياتهم وإهدار كرامتهم وفق ما جاء عنهم.

كما طالبوا بالضغط على النظام السعودي لإسقاط نظام الكفيل باعتباره حسب تعبيرهم عامل رئيسي من عوامل اعتقال الآلاف اليمنيين في السجون السعودية واشد أنظمة الرق والعنصرية في التاريخ الإنساني في دولة تدعي أنها الحاملة للدين الإسلامي وانه بإسقاطه ستتخفف 70% من معاناة المغترب اليمني.

وكانت رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان أمل الباشا أعربت عن قلقها وأسفها لزيادة السجناء اليمنيين في السعودية بتهمة الانحراف الفكري مستغربة من هذه المسمى الجنائي الجديد.

وطالبت الباشا السعودية بالتوقف عن تعاملها مع اليمن كخرابة آو حظيرة خلفية في كل ما تريد التخلص منه,والعودة إلى التعامل مع اليمن كجار شقيق مسلم إما مساعدته آو التوقف عن التدخل المخزي في شؤونه . الوحدوي نت

وذكرت في اللقاء نماذج مما وصفته بالجرائم السعودية في اليمن كإشعال نار الخلافات السياسية والفتن ,وتصدير تجربة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ودورها في الحرب في شمال اليمن لستة أعوام و ومحرقة خميس مشيط التي راح ضحيتها 18 طفل وشاب بعد إقدام السلطات السعودية الأمنية إلى تعمد إحراقهم بمادة البنزين بعد أن لاذوا بالاختفاء منها كونهم متسللين .

وقالت : "بعثنا إليهم بعمالة بسيطة لطلب العيش فأعادوهم إلينا ارهابين مدربين". 

كما طالبت السلطات السعودية كشفها الحقيقة عن عدد المعتقلين اليمنيين المتناثرين في سجونها والتهم الموجهة لهم والإجراءات القانونية المتخذة بحقهم, وتساءلت عما إذا كانوا نالوا حقهم في تحقيقات ومحاكمات عادلة أم لا ؟ آم أن المسالة لملمة بشر والزج بهم في معتقلات جونتناموا السعودية حد وصفها.

وهددت رئيسة منتدى الشقائق بتصعيد الاحتجاجات وتدويل قضية المعتقلين اليمنيين وفضح الانتهاكات بحقهم في حال لم تتم استجابة النظام السعودي للمطالب المشروعة والتي منها تسليم جثة القتيل سلطان الدعيس.

وأعلنت الباشا تضامنها المطلق مع أسرة سلطان الدعيس وحقها في معرفة ملابسات وفاته واعتقاله.

وكان رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن المسجونين اليمنيين في السعودية د.إبراهيم ياسين استعرض في مستهل المؤتمر الصحفي فكرة وظروف تأسيس اللجنة والأهداف المرجوة من ذلك والتطورات اللاحقة التي شهدتها خلال أكثر من شهرين من إعلانها في 14 أكتوبر 2010م , والية العمل التي تنتهجها اللجنة وتنوي الأخذ بها في قادم الأيام لتحقيق غايتها , داعياً الحضور وكافة ناشطي ومنظمات العمل المدني في الداخل والخارج إلى الوقوف معها ومساندتها لتحقيق غايتها .

وكشف ياسين في معرض رده على بعض أسئلة الحاضرين عن زيادة يومية في عدد المعتقلين اليمنيين في السجون السعودية غالبيتهم بدون تهم أو محاكمات وان اللجنة تتلقى يوماً عن أخر معلومات جديدة عن معتقلين والإحصاء لديها في ارتفاع مستمر يكاد أن يصل حد قوله إلى 1500 معتقل وفقاً لما هو متوفر ليهم الآن , و 1250 معتقل في سجن القصيم لوحده بناءً على معلومات موثوقة تلقاها من شقيق احد السجناء هناك أثناء قيامه بزيارة شقيقه في السجن فوجده يحمل الرقم المذكور وحينما سأل عن الرقمً أجابه أن ذلك الترقيم خاص باليمنيين.

وفي حين كانت جدران قاعة مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان المكان المستضيف للفعالية تزدحم بصور بعض المعتقلين وبياناتهم لتدعم ما يقوله تابع ياسين أن معظم معتقل بدون تهمه سوى ما تسميه السلطات السعودية قضية "الانحراف الفكري " أو الاشتباه بالانتماء والتعاون مع ما يسمى تنظيم القاعدة واجرين بتهمة التسلل إلى الأراضي السعودية طلباً للعيش.

وأوضح رئيس لجنة الدفاع عن المعتقلين أن سلطان الدعيس لم توجه له أي تهمه حقيقية طيلة فترة اعتقاله الممتدة لما يقارب أربع سنوات وان ظروف وفاته ما تزال غامضة ويشكك بعض أقرباؤه من خلال مؤشرات لديهم في أن تكون طبيعية , وزاد أن الدعيس دخل السعودية بطريقة رسمية(فيزة عمل) واشتغل فيها عاملاً في أكثر من نشاط تجاري ما يقارب ثلاث سنوات يمارس حياته يغادر فيها المملكة إلى أهله في اليمن ويعود إليها بصورة طبيعية إلى أن تم اعتقاله فجأة.

 واختتم " نخشى أن يكون التنسيق الأمني بين النظامين اليمني والسعودي المسموع في أجهزة التلفزة قصة يتحول معها المواطن اليمني إلى سلعة بسيطة ورخيصة بلا حقوق ".

من جانبه مسؤل العلاقات العامة في اللجنة والمحلل السياسي محمد علي ودّف في حديثه أشار إلى ما كشفته إحدى وثائق ويكيليكس عن مساعد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف قوله "أثناء الحرب مع الحوثيين كنا نعتقل ألفين يمني متسللين بتهمة أنهم مع الحوثيين" , وتابع في تدليل منه إلى تأكيد اعتقال الأجهزة الأمنية السعودية لليمنيين ان صحيفة القدس العربي بعد أربعة أيام من دخول السعوديين الحرب عسكرياً مع الحوثيين أوردت خبر عن اعتقال السعودية 5000 يمني على أنهم من الحوثين ومتسللين دون أن يتضح بعد ذلك مصيرهم متسائلاً هل تم الإفراج عنهم أم ما يزالون رهن الاعتقال ؟.

.وافصح وفقاً لأحد المغتربين عن وجود سجن في مكة المكرمة اسمه "سجن غزة" يرزح فيه 1200 يمني.

واعتبر ودّف نظام الكفيل الذي تتبعه الجارة الشقيقة عامل رئيسي من عوامل اعتقال الآلاف اليمنيين العاملين وظاهرة خطيرة تنظمن اشد أنظمة الرق العنصرية في التاريخ الإنساني.

وأنكر على الدولة السعودية تطبيقها ذاك النظام مع ادعائها أنها حاملة الدين الإسلامي الذي لا يقر ذلك وجاء ليحرر الإنسان من الرق والعبودية فيما السعودية حاملة دين الإسلام تمارسه تحت نظرية عنصرية حد قوله.

وأضاف "إن إلغاء نظام الكفيل سيخفف 70% من معاناة المغترب اليمني ", مطالباً الدولة السعودية العمل على إلغائه وان تحذو حذو دولة الكويت ومملكة البحرين اللتان بادرتا إلى إلغاء نظام الكفيل و كذا الإمارات التي بدأت مؤخراً في التخفيف من قيود هذا النظام. 

وأعاب مسؤل العلاقات في اللجنة على الحكومة اليمنية صمتها الخجول إزاء الانتهاكات التي تمارسها السلطات السعودية ضد المغترب اليمني واعتقالها الآلاف من اليمنيين في عشرات سجونها بدون تهمة , مشيراً إلى ما تقوم به الدول الأخرى مع مواطنيها العمالة في السعودية او غيرها من تحركات في حال تعرض احدهم لممارسات تعسفية كما حدث مؤخراً مع قضية المواطنة الاندونيسية وكيف تعاملت معها الحكومة الاندونيسية بمسؤولية.

فيما انتقد المسؤول الإعلامي في اللجنة الصحفي مختار الرحبي تقاعس الكثير وفي مقدمتهم السلطات اليمنية أمام قضية المعتقلين اليمنيين في السجون السعودية التي وصفها أنها من اخطر القضايا لأسباب ترغيبية وترهيبية في حين قال أنهم في اللجنة تصلهم بلاغات شبه يومية عن سجن يمنيين في السعودية مضى عليهم سنوات فيما أسرهم تعيش أوضاع قاسية جراء تلك الاعتقالات الجائرة , معلقاً على ذلك بقوله " ناس باعوا الغالي والنفيس لأجل طلب الرزق نفاجأ بهم وقد أصبحوا ارهابين من دون تهمة".

وذكر الرحبي المعوقات التي يواجهونها في اللجنة والمتمثلة في أهمها حد تعبيره عدم الحصول على المعلومات كاملة عن كافة السجناء وأحوالهم لعدم تمكن اللجنة من الدخول إلى السعودية كون طبيعة النظام الملكي السعودي يحظر على جميع المنظمات القيام بذلك .

 وفيما يخص حادثة وفاة السجين سلطان الدعيس شكك الرحبي في وفاته طبيعياً مؤكداً أنهم في اللجنة وصلهم نبا وفاته في 1 ديسمبر محتملا أن يكون قد توفي قبل ذلك التاريخ , وقال إن المحاولات السعودية في الضغط على أسرته لأجل دفنه في السعودية وعدم تسليمهم الجثة حتى الآن يعطي مؤشر خطير عن احتمال تعرضه للتعذيب وحرص النظام السعودي على إخفاء ذلك , واعتبر ظهور كدمات على جسد الضحية دليل آخر على وفاة غير طبيعية .

وتمنى على موقع ويكيليكس أن يكون له دور في فضح الممارسات والانتهاكات في السجون السعودية كما فعل وكشف فضائح الزعماء العرب السياسية وغيرهم.

وكان الصحفي عبدالكريم الخيواني حمل السلطات اليمنية المسؤولية الأولى في الانتهاكات التي يتعرض لها مواطنيها في السجون السعودية ووزر موت سلطان الدعيس متهماً إياها بإهدار حياة أبنائه وتجويعهم والتنازل عن كرامتهم مطالباً بتنظيم احتجاج أولا عليها قبل السلطات السعودية, وقال"هذه السلطات هي من فتحت الأجواء للطيران السعودي للاعتداء على اليمنيين في قراهم وتدمير مساكنهم وقتلهم , وهي سلطة لا تجيد غير القمع والحرب والتنكيل بأبنائها فكيف يمكن أن نتوقع منها القيام بواجبها تجاه المغتربين اليمنيين الذين أسقطت حقهم في اتفاقية جدة وأهدرت مال اليمني في اتفاقية الطائف" .

وأضاف "السعودية تتعامل باستعلاء مع انتهاكاتها بحق اليمنيين لأنها تعلم جيداً أن السلطات اليمنية لن تحرك ساكناً تجاه ما تقوم به ".

وكشف الخيواني عن قيام الأجهزة السعودية باعتقال المواطن عبدالله احمد حسن المؤيد 12 عاماً بتهمة انه كان يصلي في احد مساجدها وهو مسربل وان الرجل بعد أن كانت أسرته اعتقدت وفاته وصول إلى اليمن في 2003م وتم الإفراج عنه لإصابته بسرطان المري ليغادر بعده الحياة بستة أشهر من تاريخ الإفراج عنه.

وطالب في خاتمة مداخلته الحكومة السعودية بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين المودعين سجونها او تقديمهم لمحاكمات عادلة وبإجراءات عادلة.

الصحفي محمد المقالح كان له الأخر مداخلة تحدث فيها أن السعودية تحكم بلا قانون وكل مسؤل فيها يحكم من رأسه باسم الشريعة الإسلامية , ووصف تعاملها مع اليمن انه خال من أي قيد .

وقال إن هناك معلومات عن وجود 30000 ألف معتقل في السجون السعودية .

ودعا المقالح السعودية إلى احترام حق الجوار والدين والتعايش مع الآخرين بدون استعلاء والتخلص من ثقافة العداء بالهوية, والتعامل مع اليمنيين وفق " الناس سواسية" مؤكداً أن اليمنيين لا يستطيعون الخروج عن السعودية كأشقاء وجيران .

إلى ذلك استعرض شقيق سلطان الدعيس (نجم الدين) موجز عن ظروف اعتقال آخيه في أكتوبر 2006م من قبل المباحث السعودية وانقطاع إخباره عنهم لمدة 7 أشهر ليأتي الخبر بعدها باعتقاله في سجن العليشه ثم الانتقال إلى سجن الحائل في الرياض لينتهي به المطاف في سجن القصيم الذي انتقل منه إلى ثلاجة الموتى في ديسمبر 2010م.

 وكشف نجم الدين عن سرد أخيه تعرضه للتعذيب أثناء قيام أسرته بزيارته في مايو 2009م لأنه رفض في بادئ الأمر التوقيع على عريضة فيها انه سافر إلى أفغانستان والعراق وانه عضو في جماعة منحرفة فكرياً ليضطربعد ذلك التوقيع عليها تحت وحشية التعذيب وتوعد المحققين له بالتعفن في السجن والخروج منه على نقالة. وهو ما تحقق بعدها حسب نجم الدين حيث خرج اخاه سلطان من السجن على نقالة ميتاً

وعن نباً وفاته قال : ان أخاه نور الدين المقيم في السعودية تلقى اتصالاً من إدارة السجن طلبوا فيه منه بالحضور بصورة عاجلة اليها وعند وصوله قدموا له أوراق وطلبوا منه التوقيع عليها والبصم بشكل إجباري وسريع دون أن يطلعوه على مضمونها وكانوا حينها مرتبكين وتصرفاتهم غير طبيعية وبعد ذلك بنصف ساعة اخبروه أن سلطان مات بذبحة صدرية ثم أخذوه إلى المستشفى ليرى أخيه وقد أصبح جثة هامدة .

وواصل نجم الدين : اتصل بنا أخي نور الدين ليخبرنا بالفاجعة فطلبنا منه إخراج الجثة إلا أن جهات سعودية عرضت علينا الصلاة عليه ودفنه في مكة المكرمة فرفضنا ذلك جميعاً لان سلطان في أخر زيارة له قال لنا إذا مت في السجن فادفنوني في اليمن بجوار أهلي وأولادي الذين لم يستطيعوا رؤيتي حياً ليروني ميتاً.

وناشد نجم الدين باسم الدين والإخوة ونيابة عن أولاد وأهل سلطان الدعيس الحكام في السعودية تمكينهم من استلام جثته , كما ناشد الحكومة اليمنية بالوقوف الى جانب مواطنيها في مطالبهم المشروعة بإعادة جثمان من قتل منهم. 

وفي المؤتمر الصحفي الذي حظي بتغطيه واسعة لعدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية أعلن المشاركين تضامنهم مع المعتقلين في سجون "جونتناموا السعودية" كما وصفها البعض وأسرة القتيل الضحية سلطان الدعيس معربين عن استعدادهم للمشاركة الدائمة في فعاليات اللجنة حتى تسليم الجثة والإفراج عن كافة المسجونين الضحايا.