كشفت مصادر صحافية أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بصفته قائدا للقوات المسلحة استحدث مؤخرا قوات عسكرية بمسمى جديد مهمتها حماية العاصمة صنعاء وأوكل مهمة قيادتها لنجله الذي تخرج للتو من كلية عسكرية بريطانية خالد علي عبدالله صالح.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر وصفتها بوثيقة الاطلاع أن النظام في اليمن قام مؤخرا باستحداث قوات عسكرية جديدة تحت مسمى 'فرقة مشاة جبلي'، تضاهي الفرقة الأولى مدرع التي يقودها الرجل العسكري المخضرم اللواء علي محسن صالح الأحمر.
وأوضحت المصادر أن فرقة المشاة جبلي تشتمل على ثلاثة ألوية، يتمركز اللواء الأول في جبال منطقة بني حشيش بشرق العاصمة صنعاء ويتمركز اللواء الثاني في جبال منطقة الصّمع المحاذية للعاصمة صنعاء فيما يتمركز الثالث في جبال مدينة رداع بمحافظة البيضاء.
وأكدت أن قيادة هذه القوات المستحدثة أسندت للنجل الأصغر للرئيس علي عبد الله صالح وهو العقيد خالد علي عبد الله صالح، وهو في العشرين من العمر وتخرج منتصف العام الماضي من الكلية الملكية البريطانية ساند هيرست.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه مختلف مناطق اليمن احتجاجات واسعة للتنديد بالتعديلات الدستورية التي يعتزم الحزب الحاكم تمريرها وتطالب بتنحية الرئيس صالح عن الحكم.
وأرجعت مصادر سياسية لـ(الوحدوي نت) القرار إلى تخوف النظام في اليمن من تكرار المشهد التونسي والمصري في البلد، خاصة مع تزايد اعدد الجماهير التي تطالب بالتغيير.
وأشاروا إلى أن مثل هذا القرار يزيد من احتقان الشارع اليمني ويتناقض مع أحاديث رئيس الجمهورية عن عدم توجهه نحو التوريث في الوقت الذي يعين اصغر أولاده لقيادة قوة عسكرية كبيرة في البلد دون الاعتبار للقيادات العسكرية الكبيرة والتي ستكون تحت إمرة شاب في مقتبل عمره.
يذكر أن الرئيس صالح دأب منذ توليه الحكم على إيكال مهمة قيادة القوات والوحدات العسكرية الهامة والحساسة في اليمن إلى أولاده وأشقاءه وأولاد أخيه وأشقاءه ، حيث يشغل نجله الأكبر أحمد علي عبدالله صالح مهمة قائد القوات الخاصة والحرس الجمهورية، فيما يقود نجل شقيقه يحيى محمد عبدالله صالح الأمن المركزي ويتولى شقيق يحيى الآخر طارق محمد عبدالله صالح قيادة الحرس الخاص، بينما يقود الشقيق الثالث لهما عمار محمد عبدالله صالح الأمن القومي.
وان كان أخ الرئيس صالح غير الشقيق علي محسن الأحمر يشغل منذ عقود قيادة الفرقة الأولى مدرع التي كانت توفر الحماية العسكرية للعاصمة صنعاء وعدد من المقار الحكومية الحساسة كجهازي الإذاعة والتلفزيون ووكالة الإنباء الرسمية سبأ إلا أن العلاقة بين الشقيقين شهدت مؤخرا فتورا ملحوظاً، الأمر الذي جعل صالح يسحب بساط سيطرة الفرقة الأولى عن المرافق الحساسة في الدولة وإيكال هذه المهام إلى فرق خاصة تحت قيادة نجله أحمد وأولاد شقيقه الراحل محمد عبدالله صالح.
وتعد سيطرة أقرباء الرئيس صالح على مفاصل الأمن والجيش في اليمن إحدى النقاط بالغة الحساسية التي تثير خلافا مستمرا بين السلطة والمعارضة وان لم يظهر هذا الخلاف بشكل علني.
