الرئيسية الأخبار الحوار الوطني

الدكتورة ميرفت مجلي: الجوف إهمال تنموي لأرض ثرية تتكئ عليها أحلام الوطن

  • الوحدوي نت - المركز الإعلامي ـ يحيى الضبيبي
  • منذ 10 سنوات - Saturday 15 June 2013
الدكتورة ميرفت مجلي: الجوف إهمال تنموي لأرض ثرية تتكئ عليها أحلام الوطن

" ثمة لحظات غريبة انتابتني وأنا أعتلي الطائرة المروحية مع أعضاء من فريق التنمية الشاملة بمؤتمر الحوار الوطني متجهين نحو محافظة الجوف.. تلك اللحظات امتزجت فيها السعادة بالحزن والابتهاج بالكآبة، فأطرقتُ ملياً أستدعي من ذاكرتي ما يساعدني على تجاوز ذلك الشعور المختلط برهبة الخوف لدى تحليق الطائرة عالياً في السماء واقترابها من محافظة الجوف، في وقت لم تمر عليه ساعات من سماعي حادثة إطلاق نار على طائرة في مهمة مماثلة في محافظة البيضاء ".

الوحدوي نت

هكذا تبدأ الدكتورة ميرفت مجلي عضو مؤتمر الحوار الوطني حديثها عن زيارتها الميدانية مع مجموعة من فريق التنمية الشاملة بمؤتمر الحوار الوطني إلى محافظة الجوف.

وتروي أسباب ذلك الشعور قائلة :"أما السعادة فإنها تكمن حينما أشاهد الوطنية المخلصة متجسدة في مواقف أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذين يبذلون ما بوسعهم لتشخيص آلآم وأوجاع أبناء وطنهم والاقتراب من كل الطبقات للاستماع المباشر لتطلعاتهم في بناء اليمن الجديد، فيما يداهم الحزن ذلك الشعور حينما أتذكر أن ثمة مواطنين يسعون إلى اغتيال هذا المشروع وعرقلته وإحداث الفوضى، وهم في الأغلب ـ أكثر الفئات حاجة إلى الاستقرار".

وتستكمل حديثها :" لعل أبرز ما استدعته الذاكرة لتخفيف علكة التناقض الشعوري في ذاتي، هو تخيل ذلك الماضي من الحضارة اليمنية الأصيلة التي شاهدنا معالمها على جنبات الطريق وفي أماكن متفرقة أخرى، وهي التي عززت الأمل في نفسي التي حدثتها خلسة بأن الزيارة لن تذهب سدى، فحيثما اتجهت بك الأنظار، لن تخلو من مشاهدة معلم أثري أو أطلال ممالك شيدت بنياتها على تلك الأرض والتي لاتزال شاهدة على عظمة تاريخ أبناء هذا الوطن".

تضيف: "محافظة الجوف هي العمق الاستراتيجي للحضارة اليمنية، وكل ما تسمعه من صفات الكرم والشهامة والأصالة لن تفي قدر هذه المحافظة، وكما يقال ليس الخبر كالمعاينة".

وتروي عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتورة ميرفت مجلي قصصاً حية، تستهوي القلب حيناً حينما يتعلق الأمر بالحضارة والصفات الإيجابية والمستقبل المأمول لثروات عائمة في أدغال تلك الأرض، لكن الأمر يختلف حينما تتحدث عن التنمية في المحافظة والتي تدمي أحاديثها القلوب ويندى لها الجبين كما تقول.

وتشير إلى أن أبرز ما يمكن استحضاره هو الوضع التنموي البائس والذي تصفه بأنه يعكس صورة قاتمة عن المحافظة التي لاتزال تعيش خارج أطوار القرن الحادي والعشرين، وكأنها لم تدخل ذاكرة الخطط التنموية طيلة السنوات الماضية.

وتذهب في أحاديتها بعيداً عن المزايدات السياسية لتؤكد أنه يفترض أن تكون القضايا التنموية محل اهتمام من قبل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، على اعتبار أن الأزمة في اليمن جميعها ومنها "الجوف " قديماً وحديثاً وربما مستقبلاً هي نتاج للتخلف الاقتصادي وحرمان المواطنين من المشاريع التنموية والخدمية وتوفير سبل العيش الكريم.

وتنتقد أخطاء حسابات الساسة في البحث عن الوسائل التي تمكن بقاءهم وتطيل مدة استحواذهم على الثروة والسلطة ولهذا يهملون جانبين غاية في الأهمية هما التعليم والصحة في تلك المناطق، دونما إدراك بأن إهمال هذين الجانبين يعني القتل الحقيقي للمعنى الجوهري للإنسانية واغتيال مشروع بناء الوطن.

وتختتم الدكتورة ميرفت حديثها بالتأكيد على أن مؤتمر الحوار الوطني يضطلع بمسؤولية كبيرة في إحداث توازن بين القضايا التي يتم بحثها والتي يجب أن تكون التنموية منها على سلم أولويات ما يتم بحثه سيما في تلك المناطق التي تأمل أن تكون مخرجات المؤتمر أولى الطرق التي تساعدهم على مد أقدامهم لتخطو نحو الحياة التي يعيشها الناس في القرن الحادي والعشرين والتي تحفظ بقاء ثوابت الإنسانية، وتغير اتجاهات وآراء وقناعات المجتمع ليدرك الجميع عملياً أننا نتجه نحو بناء يمن جديد ينعم أبناؤه جميعهم بالعدل والحرية والكرامة والمواطنة المتساوية.