القدومي يدعو سفراء فلسطين للعصيان الدبلوماسي ويحيل عددا من السفراء الي التقاعد للمرة الثانية

  • منذ 18 سنة - Wednesday 07 September 2005
القدومي يدعو سفراء فلسطين للعصيان الدبلوماسي ويحيل عددا من السفراء الي التقاعد للمرة الثانية

وجه رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي ما يمكن اعتباره بدعوة للعصيان الدبلوماسي شملت جميع سفراء فلسطين وممثليها في الخارج الذين طلب منهم القدومي في تعميم جديد له صدر امس من تونس تجاهل القرارات الادارية التي صدرت بحق السفراء والسفارات من رام الله، وتحديدا من مكتب الرئيس محمود عباس.
وتحدث القدومي في تعميمه مباشرة عن تجاهل تعليمات مكتب عباس وطلب من جميع سفراء فلسطين عدم الاستجابة لمضمون المراسلات التي ترسل للسفارات والمقرات الدبلوماسية من قبل مقر الرئيس عباس. واعتبر القدومي في تعميمه انه شخصيا المسؤول الاول والوحيد فيما يخص ترتيب اوضاع السفراء في الخارج وتحديدا فيما يتعلق باحالتهم علي التقاعد او دفع رواتب نهاية الخدمة لهم.
وكان الرئيس عباس وفي خطوة عارضها القدومي قد اصدر كتابا قرر فيه احالة 22 سفيرا مع قائم بالاعمال الي التقاعد او دفع بدل نهاية الخدمة في اطار خطة علنية لتحديث الجهاز الدبلوماسي الفلسطيني، الامر الذي فسر باعتباره نزعا لصلاحيات القدومي فيما يتعلق بالمقرات والبعثات الدبلوماسية.
وفي التعميم الجديد حرض القدومي السفراء علي العصيان، مذكرا بانه شخصيا الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بالتعامل مع بعثات فلسطين بالخارج بموجب مقررات المؤسسات الشرعية الفلسطينية.
واعقب القدومي هذا التعميم باصدار لائحة غريبة تتضمن اسماء عشرين دبلوماسيا وسفيرا فلسطينيا ممن تجاوزا سن السبعين وقرر القدومي احالتهم علي التقاعد او دفع بدل نهاية الخدمة لهم وضمن هذه القائمة اطاح القدومي باقرب المقربين اليه فقد ورد اسم مدير الدائرة السياسية ونائب القدومي عبد اللطيف ابو حجلة ضمن الذين تقرر خروجهم وفقا لقائمة القدومي علما بان ابو حجلة كان قد طلب في وقت سابق من تلقاء نفسه الانسحاب من موقعه الرسمي.
والمفارقة التي تسببت بها قائمة القدومي انها تضمنت في معظمها اسماء نفس السفراء والدبلوماسيين والشخصيات الذين قرر الرئيس عباس احالتهم الي التقاعد.
وفي مظهر اخر من مظاهر الصراع، قرر الرئيس عباس حرمان القدومي من المشاركة بفعاليات اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة المقبل ومن المشاركة بفعاليات لجنة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني. وكان القدومي قد ارسل رسالة لعباس يخبره فيها بانه سيلقي كلمة فلسطين في اجتماع لجنة التضامن، فيما سيلقي الرئيس كلمة فلسطين في اجتماع الجمعية العامة في نيويورك، الا ان الرئيس عباس رد برسالة مختصرة قال فيها انه سيلقي كلمة فلسطين في الامم المتحدة فيما سيلقي الكلمة في اجتماع لجنة التضامن الوزير ناصر القدوة.
وفي الاثناء اثار تصريح صدر للقدومي عقب زيارته الاخيرة لدمشق جدلا واسعا في صفوف حركة فتح امس وامس الاول حيث اشار التصريح المنقول علي لسان القدومي الي ان سورية لا تريد فتح سفارة فلسطينية في اراضيها علي اعتبار عدم وجود دولة فلسطينية. واعتبرت اوساط حركة فتح هذا التصريح خطيرا للغاية من جهة القدومي، لانه ينزع الشرعية عن السفارات الفلسطينية في الخارج، ولانه يسحب الاعتراف بمضمون اعلان الجزائر بخصوص دولة فلسطين.
وكانت سورية قد وعدت عباس بفتح سفارة قريبا لفلسطين وبالاعتراف بجواز السفر الفلسطيني، لكن مباحثات القدومي الاخيرة في دمشق فهم منها بان دمشق ابلغته بانها لا تفكر الآن في فتح سفارة فلسطينية، وسط مؤشرات عدم ارتياح داخل حركة فتح من تنامي مستويات الاتصال بين حركة حماس والحكومة السورية.

نقلا عن القدس العربي