التنظيم الناصري يحيي الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسه (نص البيان)

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 3 سنوات - Saturday 26 December 2020
التنظيم الناصري يحيي الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسه (نص البيان)

  الوحدوي نت

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين  لتأسيس التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري

تهل علينا اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس التنظيم الناصري في اليمن. وتنتهز الأمانة العامة هذه المناسبة لتتقدم بأسمى آيات التهاني لأعضاء التنظيم وأنصاره وجماهير شعبنا الأبي بهذه المناسبة الغالية. متمنية أن تعود هذه المناسبة علينا وقد تحققت آمال شعبنا في استعادة دولته، والمضي في طريق بناء هذه الدولة وفق الأسس التي ارتضاها شعبنا وأعلنها في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

لقد ولد هذا التنظيم المناضل فتياً في خضم معارك التحرر العربي الكبرى ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية، مستنداً إلى تجارب نضال الحركة الناصرية،التي توجّت بتأسيس هذا التنظيم، مستلهما المشروع النهضوي العربي الكبير للقائد المعلم جمال عبد الناصر.

ومنذ المقدمات الأولى لنشوء التنظيم وبعد ميلاده وحتى الآن ظل التنظيم الناصري في الصفوف الأولى مع شعبه في كل المعارك التي خاضها، في مواجهة الاستعمار البريطاني، والنظام الإمامي، والاستبداد والتسلط، مخلصاً لمبادئه، وفياً لقيمه، ولم يتوان لحظة في أن يدفع الثمن الغالي لهذا الموقف، دماً زكيا من خيرة أبنائه ومناضليه، ارتوت به ثرى هذا الوطن.

 

ونؤكد اليوم لشعبنا العظيم أننا على العهد ماضون، وعلى الدرب سائرون، ولمبادئنا وقيمنا مخلصون، لا نتوانى لحظة عن المضي في الطريق الذي اختطه آباؤنا المؤسسون وشهداؤنا الأبرار العظام.

ويأتي احتفاؤنا اليوم بهذه المناسبة في ظروف وطنية بالغة التعقيد والخطورة على كل المستويات، وصلت الأوضاع فيها إلى أقصى حالات التردي والخطورة.

لقد بادر التنظيم منذ وقت مبكر في التنبيه إلى خطورة الأوضاع القائمة، وقدم مبادرات عديدة لإصلاح هذه الأوضاع المختلة، لكنها لم تجد أي استجابة تستشعر المخاطر التي يعيشها الوطن وتهدده بالضياع. ونعيد التذكير بالعناوين الرئيسية لأهم تلك المخاطر التي أشرنا إليها، والمتمثلة، في: عدم وجود رؤية استراتيجية مشتركة لقيادة الشرعية والتحالف لا ستعادة الدولة وإدارة الأزمة بمساراتها المختلفة، والخلل الكبير في إدارة الدولة، وغياب أي بنية مؤسسية لها، وعدم وجود حكومة تعمل كهيئة واحدة وتمارس مهامها وفقا لما هو منصوص عليه دستوريا، والإلغاء المتعمد لأساس دستوري جوهري في إدارة المرحلة الحالية وهو مبدأ الشراكة والتوافق، واستحواذ طرف سياسي على الجزء الأكبر من القرار السياسي للدولة، وتغييب دور القوى السياسية الداعمة للشرعية، وتعطيل عمل تحالفها المعلن، وهو ما أدى إلى تراكم الأخطاء، ثم الوصول إلى هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها، والمتمثلة في: التراجع العسكري الكبير، وعدم وجود مشروع وطني حقيقي لإنهاء الانقلاب، والفساد المستشري في أوساط السلطة الشرعية، وغياب تواجد الدولة في الجغرافيا المسيطرة عليها، والمعاناة الكبيرة المستمرة التي يعيشها شعبنا بسبب انهيار الوضع الاقتصادي، ولارتفاع المخيف للأسعار وانهيار العملة الوطنية، وانقطاع المرتبات، وتردي وضع الخدمات كافة، وافتقاد الأمن، وسيطرة الميليشيات المسلحة على الخارطة الوطنية كلها تقريبا، .... إلخ في سلسلة لا تنتهي من المعاناة.

وبقدر إدراكنا أن الشرعية هي الحامل الذي نستند إليه لاستعادة الدولة، وإخراج البلاد من أزماتها، ينبغي أن نعي أيضا أن على الشرعية تجسيد هذه المعاني وألا تكون بابا مشرعاً لإغراق البلد في مزيد من الأزمات والحروب التي تؤدي إلى المزيد من الانقسام والتشظي، وقد آن الأوان لكل القوى السياسية والاجتماعية الحية والرموز الوطنية أن تستنهض قواها لاستعادة دورها في الشراكة وإصلاح مسار الشرعية، وإنقاذ الوطن، واستعادة الدولة ووقف الحرب، وإحلال السلام الشامل والدائم. ونرى أن تنفيذ اتفاق الرياض بكافة بنوده يمثل مدخلا أساسيا لذلك.

وننتهز هذه المناسبة لنؤكد لكل شركائنا في العمل السياسي أننا كنا ومازلنا حريصين على تماسك قوى الشرعية، وبذلنا جهوداً مضنية في الإعداد والتحضير لقيام وإعلان التحالف الوطني للقوى السياسية، لكنه للأسف ظل حبراً على ورق.

ونؤكد اليوم أنه لا بديل سوى تنفيذ برنامج هذا التحالف، وهو التحدي الذي سيظل قائما أمام كل القوى لإثبات مصداقيتها.

وبهذه المناسبة الغالية نرفع أسمى آيات التقدير والاحترام لشعبنا الصابر الأبي الذي تحالفت عليه كل الظروف وكل قوى الظلام لتركيعه وسلب إرادته، وراحت تضيّق عليه سبل حياته في كل اتجاه. لكننا على يقين أن هذا الشعب العظيم لن يعدم الوسائل التي تمكنه من الاستمرار في مقاومته، والمحافظة على وحدته الوطنية، واجتراح الأساليب الكفيلة باستعادة دولته، وبناء مشروعه الوطني.

 

والتحية والتقدير لكل عضوات وأعضاء التنظيم الناصري، في كل ربوع الوطن وفي المهجر. ندرك أنكم كنتم في الصفوف الأولى في مسيرة نضال شعبنا كعهدنا بكم دائماً. نشد على أيديكم، وندعوكم إلى مزيد من العمل والنضال، ومزيد من الصبر والثبات، والتحلي بالمسئولية الوطنية العالية، والتسامي على الصغائر، وعدم الانجرار إلى معارك جانبية تستهلك طاقاتنا وتبعدنا عن المعركة الحقيقة التي يجب أن نخوضها، واثقين بمستقبل أفضل بإذن الله. ونؤكد لكم أننا على العهد ماضون، وعلى الجمر قابضون، وبكل مبادئنا وقيمنا محصنون،، لن نحيد قيد أنملة عنها، والله على ما نقول شهيد.

 

 عاش نضال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.

الأمانة العامة -  25 ديسمبر 2020