الرئيسية الأخبار عربي ودولي

الأمل والتغيير

  • بقلم:عزمي بشارة
  • منذ 15 سنة - Saturday 15 November 2008
          الأمل والتغيير

 أسلوب حملاته الانتخابية شكّل أحد عوامل فوزه بالرئاسة (مارك لينيهان ـــ أ ب)         انتهت الحملات الانتخابية التي أبدع فيها باراك أوباما وأطاح خصومه في المعسكرين الديموقراطي والجمهوري. أما بعد، فماذا سيفعل الرئيس الأسود؟ ذاك الذي تبنّى قواعد «اللعبة» الأميركية حتى النهاية لتقتنع المؤسسة بأنه مرشّح صالح للتغيير. هل فعلاً وصول رئيس أسود «معجزة»؟ يبقى «التغيير» الجدي في السياسات الأميركية غير خاضع لإرادة الرجل، الذي سيكون مرهوناً لجملة من التطورات العالمية ولقواعد اللعبة الأميركية.
      ليس صحيحاً بالطبع، أن الإنسان في أميركا، إذا صمّم واجتهد يمكنه تحقيق كل ما يرغب. ينطبق هذا الحكم على معظم الشعارات المبسّطة والسهلة التكرار والمعدّة بعناية «كوبي رايتر» للإعلام، مثل «ساوند بايت». ولكن هكذا عَنْوَنَ باراك أوباما فوزه، وهكذا وقعه في الحفل الختامي. وهو الحفل الذي ذكَّر المشاهدين الذين تابعوا حفل الختام على الشاشة (وشاهدوا المشاهدين الذين حضروا وأحاطوا بالمنصة برهبة ودموع وتقوى من يشهد حدثاً تاريخياً، ويعرف أنه يشهده، ويصرخ مؤكداً أنه يعرف) ذكَّرهم بنهايات هوليوود السعيدة في الأفلام التي تنتهي بفوز الرئيس الأسود، أو النائبة المرأة، أو الفريق الضعيف، أو اللاعب المعوق، أو مثلي النزعة الجنسية الذي قرر أن يصبح رئيس أركان، أو نجاة العالم على يد بطل أبيض، وصاحبي البطل: الزميل أو الزميلة السوداء والزميل أو الزميلة اليهودية.
وعلى كل حال، ساد شعور من النوع الذي يشوب الإنسان عندما يعتقد أن ما يشاهده أو يمر به سبق أن رآه في حلم... مع الفرق أنه سبق أن رآه في فيلم. فسبق أن سبقت هوليوود الواقع، وأنتجت أفلاماً يظهر فيها بدور رئيس الولايات المتحدة ممثل أسود البشرة. وما ذاك إلا وجه هوليوود المتنور، بما للتنوير من تقدمية وما عليه من احتكار الحقيقة والتنميط وهندسة المجتمع وتوزيع علماني للخير والشر. ولكن هوليوود لم تنتقل من عكس الواقع إلى صنعه، فهي على أية حال تقوم بالعمليتين سوية دائماً، حالها كحال الإنتاج الثقافي عموماً، ناهيك بالثقافة السينمائية الشمولية... وإنما ما رأيناه في هذه الحملة هو أن صناعة أفلام هوليوود هي نفسها صناعة الصور والأحلام والدعاية والتسويق التي صنعت ظاهرة أوباما... لا مؤامرة هنا، بل بنية اقتصاد وثقافة.
ورغم شاعرية الموقف بالنسبة للكثيرين، لم ينتصر عالم الشعر والفن والأفلام، بل حصلت تغيرات أخرى هامة، وهي تؤثر على شقي الدنيا، الواقع والخيال، وتتأثر بهما. لا يمكن تجاهل الأسطورة التي تُصنع، ولكن لا يجوز لنا أن نساهم في صنعها.
على كل حال لدينا شخص حاول طويلاً تجسيد الأسطورة وأتقن الدور حتى تقمّصه... وأقصد الحديث المستمر عن الأصل وسياسات الهوية، والأب من كينيا، الأم من كنساس... الطريق الشاق إلى هارفرد... ومنها إلى السياسة عبر التطوع، ثم الطريق الشاق لكي يقبل كشخصية قيادية ومرشح رئاسة في مؤسسة الحزب الديموقراطي. وكأنه كائن مبرمج، وضع نصب عينيه هدفاً هو أن يصبح رئيساً، فصار رئيساً، مثبّتاً صحة الأسطورة أعلاه التي كررها من دون أن يرف له جفن في حفل الافتتاح، ما يطرح ألف علامة سؤال على نقديته للواقع الأميركي.
أوباما رئيساً بين الواقع والخيال
باراك أوباما (جايسون ريد ـــ رويترز)وحتى لو صحت أسطورة تحقيق الفرد ما يصبو إليه في أميركا، فإذا كان الهدف فردياً إلى هذا الحد، وإذا كانت القصة قصة نجاح فردية، لا علاقة لها بالقيم والبرامج السياسية التي يحملها هذا الرئيس... فلماذا نهتم؟
نهتم، لأن الأمور ليست بهذه البساطة التي يصوّرها. علينا أن نذكر أن وصول أوباما إلى السلطة لم يحقق حلمه الفردي (الذي لا يهمنا) فحسب، بل عكس تغيراً أعمق في المجتمع الأميركي. وهذا الأخير يجب أن يهمّ كل من يريد أن يفهم ما جرى. وهو تغيير حقيقي وفعلي حمله خاصة الجيل الشاب الذي يصوّت لأول مرة، والأقليات والنساء، والقوى الليبرالية في المجتمع الأميركي... كان هؤلاء وكلاء تغيير آن أوانه بعد عقود من المخاض في مرحلة حركة الحقوق المدنية. ولكي لا نعود إلى تاريخ العبودية والتمييز العنصري الذي وصل حدّ الفصل العرقي حتى ستينيات القرن العشرين في الولايات الجنوبية، نذكِّر فقط بأن دوكاكيس حاكم ولاية ماساشوستس الأبيض عُيِّر قبل عقدين عندما رشحه الحزب الديموقراطي جورج بوش (جوشوا روبرتس ـــ رويترز)للرئاسة بأنه مولود كجيل أول في الولايات المتحدة من مهاجر من اليونان. لا بد من أن تغيّراً عميقاً جرى وجعل ترشيح أوباما باسم الحزب الديموقراطي وفوزه ممكنين.
لا شك في مساهمة صناعة البضاعة، بما فيها الصور والأحلام وعملية التسويق المسمى «علماً» في تلك البلاد في خلق الثقافة والحاجات. ولكن الصناعة والتسويق يتعاملان مع حاجات ظهرت في المجتمع الأميركي نتيجة لتغيرات أعمق من مجرد التغيرات التي تحدثها الدعاية لمنتوج.
لقد تراكمت تطوّرات أدت إلى تغيير تدريحي في الثقافة الأميركية، وهذا التغيير لا يسمح فقط بتنافس امرأة ورجل أفريقي الأصل على منصب مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة، بل ويحوّل الرجل الأفريقي إلى الحصان الرابح لأحد شقي المؤسسة في عملية التغيير وتداول السلطة مع شقها الثاني.
لم يصنع الفائز أسطورة النجاح في بلد الفرص غير المحدودة، ولم يثبتها، ولكن صناع الأسطورة صنعوه أيضاً، لأنه آن الأوان لذلك... وهو كان منهجياً ومثابراً ومقنعاً طبعاً. وهذا هو جانب الحقيقة في الموضوع.
لدينا هنا مثال حي ليس على تغيير سوف يحدثه رجل أسود البشرة في سياسة أميركا ومؤسستها السياسية، بل على تغيير حصل وجعل وصوله ممكناً. لقد حصل التغيير، وهو تغيير جدي، وأفهم أنه يُدمِع عينيّ من نادوا بالمساواة طيلة عقود ورأوا انتخاب رئيس أسود أمام أعينهم. أما أن يؤدي هذا التغيير إلى تغيرات جوهرية في السياسة الأميركية، فليس أمراً مرهوناً بهذا الشخص، بل بالمؤسسة الحاكمة وبالتطورات العالمية نفسها...
الأزمة المالية الحادة والكساد المقبل مثلاً، مضافاً إليهما زيادة قوة الصين وروسيا وغيرها، يضاف إليها فشل فكرة الإمبراطورية المفروضة بقوة السلاح دون هيمنة أو جاذبية معنوية... هذه العوامل مجتمعة سوف تفرض تغيرات أعمق وأهم من وصول الرئيس بحد ذاته، فوصوله عكس ولخّص وأكّد تغيّراً آخر جرى وأدى إلى نجاحه الانتخابي. وسوف يجد أمامه اقتصاداً بدون لون بشرة، وسوف يصعب عليه تحقيق وعوده الانتخابية، وباختصار سوف يدخل عالم الواقع وحدود الإمكانات.
والحال أنّ استراتيجية الأفارقة الأميركيّين في مطلب المساواة لم يكن بإمكانها إلا أن تكون اندماجية، فليس لديهم قومية أو إثنية تجمعهم، ولا كان يمكنهم الحفاظ على لغة أو لغات أفريقية، ولا عاشوا في منطقة محددة، بل وزعوا كعبيد على المزارع أفراداً ولم يراع التوزيع أحياناً حتى روابطهم العائلية ناهيك، بروابطهم القبلية... وكانت الاستراتيجية التي فَرَضَت نفسها عفوياً عبر قرون، ثم أُدْلِجَت في حملة الحقوق المدنية هي تبني المسيحية السائدة حيث يعيشون وتبني قيمها وتبني الدستور الأميركي وإعلان حقوق الإنسان كقواعد مشتركة يصعب على الأغلبية التنكر لها طويلاً (حالة مارتن لوثر القس لم تأت صدفة)...
تصبح المسيرة مسألة وقت يجري فيه التركيز على المشترك المكتسب المتبنى بالمواطنة، وليس المشترك المولود.
وطبعاً لم تقد إلى هذه الاستراتيجية ظروف السود المشتتين في ثنايا المجتمع الأميركي القاري عبر القرون فقط، بل أيضاً اللاهوت السياسي والقانوني الأميركي الذي يعتمد المواطنة، لا الإثنية، كتذكرة دخول إلى الأمة وصناعتها. وبطبيعة الحال يتوجه النضال في مثل هذه الحالة ضد الفجوة بين النص الدستوري والواقع، وذلك عبر الاستشهاد بالنص الدستوري والديني ضد الممارسة وضد الواقع.
وبالنسبة للأهداف التي تسعى هذه الاستراتيجية لتحقيقها، والأمل ــ الحلم الذي تنشده، يبدو أول طالب طب أسود إنجازاً، وأول طيار إنجازاً، كما يُعدّ أول سيناتور وأول ممثل في الأمم المتحدة ورئيس أركان ووزيرة خارجية، بغض النظر عن سياسة هؤلاء... إنها عملية تدريجية يرافقها إنتاج ثقافي وأسطوري وأفلام وغيرها، لا تذكّر بالثورات إطلاقاً، فاستراتيجيتها القبول المتدرج من خلال المؤسسة، لا من خارجها... وإذا جرى تنظيم نضال من خارج المؤسسة، فإنه يجري احتجاجاً على عدم القبول فيها، ولغرض الضغط لمصلحة الاندماج فيها، وفي البنية الطبقية القائمة لا من أجل تغييرها... ولكن البنية مضطرة للتغير لقبول هذه المطالب واستيعابها. كان على الأسود حتى منتصف القرن الماضي أن يقنع «الناس والمجتمع والصالونات» أنه يمكنه أن يكون محامياً أو محاضراً أو أن يقبل في نادري متخرّجي جامعة هارفرد. وطبعاً، لا تلبث هذه السياسة أن تعود وتنقلب إلى سياسات هوية، على درجة أعلى من التطوّر، عندما تتحوّل إلى قياس المساواة بمدى تمثيل السود في المناصب والمواقع المختلفة، المهمّ لونهم لا مواقفهم... ويُقصى فقراء السود غير القادرين على المنافسة منها، إلا بمدى ما يرضي تمثيل الآخرين، لهم معنوياتهم وهويتهم.
عندما طرح أوباما نفسه مرشحاً للرئاسة من جانب الحزب الديموقراطي، كانت هذه الآليات والأدوات قد تبلورت بقوة. وقد تميز الرجل بقدرته على استخدامها سجالاً وخطابة وتنظيماً في الوقت المناسب، أي في أوج أزمة الفكر السياسي المحافظ الذي كان يمنع أمثاله من مجرد التفكير بترشيح الحزب للرئاسة. لدينا كاريزما وموهبة تنظيمية وخطابية وقعت على تغيير حاصل وجاهز.
وطبعاً، خلافاً لما يُعتقد، لم تكن القيم المناهضة لوصوله، قيم المحافظين الجدد، فهؤلاء لا يعيرون لون البشرة أهمية، وليس لديهم مانع من أن تكون كوندليزا رايس رئيساً أو نائب رئيس، بل كان المانع قيماً محافظة شكلت وتشكل عبر قرون تياراً رئيسياً في المجتمع والسياسة والثقافة والجيش، وحتى فروعاً أساسية من الاقتصاد.
العامل الأول في وصول أوباما إلى الرئاسة هو تغيير حقيقي جرى وجعل وصوله ممكناً. (ولم نقل حتمياً).
أما العامل الثاني، فهو الذي أَسْهَبت في شرحه وسائل الإعلام. وهو العامل الذي جعل فوز مرشح الحزب الديموقراطي، أياً كان، ضرورياً وليس ممكناً فقط. ولم يعق ترشيح أوباما فعل هذا العامل الثاني، بل ربما منحه دفعة خاصة بين الفئات المذكورة أعلاه، مثل الشباب والأقليات.
والمقصود بالعامل الثاني هو النفور من سياسة بوش وفشلها الداخلي والخارجي. هذا العامل هو ما جعل فوز الحزب الديموقراطي ضرورياً. ولكنه لا يكفي بأي حال لفهم فوز مرشح من أصل أفريقي بترشيح الحزب، ولا لفهم عدم تقليل ترشيحه من فرص فوز هذا الحزب بل حتى زيادتها.
لا شك في أن المسألة هنا هي خسارة سياسة بوش المعنونة بـ«الحرب على الإرهاب» ساحة بعد أخرى، يضاف إليها فشل سياسته الاقتصادية، أو فشل السياسة الاقتصادية في عهده (نؤكد هذا لأنها سياسة فشلت في عهده، ولم تبدأ كلها في هذا العهد). كلا الفشلين زاد في حدة الآخر.
وطبعاً استيقظ جزء من المجتمع الذي دعم الحرب بصحفه ورأيه العام بين إعصار الفلوجة وإعصار كاترينا. وصار يتبنى أوباما أداة للتغيير. ولا شك في أن في معسكر أوباما تياراً واسعاً عارض الحرب وتظاهر ضدها، ولكن هذا التيار لم يمكنه في يوم من الأيام أن يفرض رئيساً للولايات المتحدة. وكانت قوة هذا التيار وازنة في الانتخابات التمهيدية. ولا شك في أن من انضم إليهم في الانتخابات العامة ممن أيدوا الحرب في الماضي هم الذين جعلوا التغيير ممكناً.
لقد برز التغيير الحاد والموهبة التنظيمية عند أوباما في تلك الانتخابات التمهيدية. فقد تبين أن الرجل قادر على تعبئة جمهور واسع من الشباب ضد بيت كلينتون واستمراره في الحكم. فلم يكن من شأن اختيار هيلاري كلينتون أن يعكس حجم التغيير المطلوب. وانتصرت ماكنة أوباما التنظيمية ودعايته وتمويله على وثوق كلينتون الذي لامس الغرور.
في هذه الأثناء، وبعد الفوز بالترشيح نفسه، تصبح نواة التغيير أقل أهمية. يُبْقي لها المرشح سحر لون البشرة والكاريزما، هذا ما يبقيه لمعسكر التغيير الذي أكسبه الانتخابات التمهيدية، ولكنه في الوقت ذاته يتبنى موقف المؤسسة السياسي برمته من أجل الفوز.
لدينا مرشح للرئاسة قرر أن يلعب اللعبة حتى النهاية، وأن يتبنى طبعاً مسلّمات الأمن القومي الأميركي، ومتطلّباته. لم يتخلّ الفائز المحتفى بفوزه عن أسوأ عنوان لسياسة بوش «الحرب عل الإرهاب». وسوف نرى هل من نص جديد سيوضع تحت العنوان. ورغم أنه لم يعط جواباً واضحاً على أي قضية دولية كبرى سوى على حالة الاحتلال في العراق، لكن هنالك أموراً ساهمت في التغيير، لأنها من مظاهر فشل سياسة بوش، مثل تنامي القوة الصينية والروسية وتآكل القوة المالية الأميركية، وسوف يأخذها بعين الاعتبار بالضرورة.
وهنالك طبعاً الأزمة الاقتصادية التي شاءت المفارقات أن تنفجر كالبركان في أوج المعركة الانتخابية فترسخ ما لديه من تأييد، وتضيف له رصيداً.
عندما رشح الحزب الديموقراطي أوباما بعد صراع طويل، وقررت قواعده أنه آن الأوان لترشيح أسود، كان المرشح قد قرر أن يلعب اللعبة حتى النهاية لتقتنع المؤسسة الحاكمة من الحزب وحتى «نيويورك تايمز» و«وول ستريت»، ومراكز القوة الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية أنه هو مرشحها للتغيير المقبل لا محالة، وأن ترشيحه لن يؤثر على فرص الحزب بل سيزيدها.
ولا شك في أن الرهان حمل بعض المجازفة، ولكن الأزمة الاقتصادية قطعت قول كلِّ خطيب، وكلِّ استطلاع رأي.
لدينا مرشح قرر قبول كل مسلّمات المؤسسة الأميركية، من التحالف مع اللوبي الإسرائيلي، حتى التظاهر بتقمصه عاطفياً إلى درجة المقارنة بين ترشيحه للرئاسة كمظلوم وإن مهاجراً (الأسطورة مرة أخرى)، وأقلية وسيرة شعب إسرائيل المهاجرة والمظلومة (أسطورة أخرى)، وإغراقنا في سيل من العواطف الدبقة والكلام المعسول وترهات الهوية والسير الذاتية التي تخفي في هذه الحالة استمرار السياسة نفسها بلون بشرة مختلف، وتبرّر التحالفات مع الاحتلال ضد الواقعين تحت الاحتلال، بواسطة روايات عن الظلم والذاكرة الانتقائية والكليشيهات الصهيونية والسير الذاتية.
لقد جاء أوباما نتاج تغييرين كبيرين. انتخابه هو التغيير أو التعبير عن التغيير. وهو تغيير هام وتاريخي، وسوف يلهب خيال الكثيرين في العالم ضد واقعهم. ولكن هل سوف يغير هو بنفسه شيئاً؟ هل في جعبته بشرى سواه؟ من المبكر الحكم. فحتى الآن لم نر أي تغيير، سوى الإبداع في أسلوب تنظيم المعركة الانتخابية الذي استنزف هيلاري كلينتون، أما بالنسبة إلى السياسات فقد رَفعَت حملته شعار تغيير سياسة بوش، لا تغيير السياسة الأميركية حتى بوش. فما هي السيناريوهيات والإمكانات؟ قد نعالج هذا الموضوع في مقال مقبل.