الدم المراق في صعدة !

  • الوحدوي نت - جلال الشرعبي
  • منذ 18 سنة - Sunday 29 January 2006
الدم المراق في صعدة !

دخلت صعدة العام الجديد بحرب ثالثة زاد فيها سقوط الجرحى والقتلى وتناثرت الجثث والاشلاء على الجبال والسهول في حرب لم نعرف حتى اللحظة لها مبررات واقعية .
مايبدو في الافق هو تضليل شامل تمارسه السلطة على ما يدور هناك على الارض من مذابح تعكس مدى همجية السلطة وغيبوبة عقلها,اذا هي تتعامل مع الانسان بالعبودية المختارة.
على ان ما يمكن رصدة بعد كل هذه الشهور من مواجهات القوات الحكومية اليمنية مع جماعة الحوثي يدعو للتأمل في مواقف كثيرة بل انه يكشف في مجمله قصة الحاكم المستبد الذي يعيش على الجهل فيما هو يحاول اقناع العالم بانه يسير في جادة الصواب .
اولى ما يمكن رصده انه في الوقت الذي بدأت فيه السلطة بتوزيع الحصة الاولى من التعويضات لضحايا حروبها الكارثية قبل نحو اسبوع في صعدة واصلت قواتها المجبورة على الموت معاركها في اكثر من عشر مناطق مختلفة في صعدة .
ثانيا: فان السلطة التي استنفرت كل قوتها لتقتل حسين بدر الدين الحوثي ومعه سقط المئات من القتلى في الجيش واتباع الحوثي اعلنت بطبيعتها الساذجة العفو بعد كل هذه المواجهات بل ومدت الاب بدر الدين الحوثي الدعم المادي والمعنوي لعدد
مائتين شخص يوميا اي ما يعادل ستة مليون ريال في الشهر وبعدها بدأت حربها الثانية .
ثالثا: اعلنت المعارك مجددا للمرة الثالثة بضراوة أشد من اي وقت مضى لكن لااحد حتى الان سواء من رجال الصحافة والإعلام اواعضاء مجلس النواب او منظمات حقوق الانسان رصدت المأساة الانسانية للمواطنين في صعدة اوحتى اي وجاهات اجتماعية او احزاب حاولت حتى ابداء النصيحة للسلطة باستخدام العقل والمنطق في هذه المواجهة التي يخسر فيها كل يوم مواطنيها مرتين : مرة وهم يسقطون ضحايا على يد هذه السلطة التي تبتز ثرواتهم ومرة اخرى وهذه السلطة تجعل من الضرائب التي يدفعها المواطنين ثمنا لشراء اسلحة لفتك ارواحهم .
ورابعا : انه حتى اللحظة لم يقم اي من اولياء ومسؤولي الاسر للضحايا من العسكريين والذين سقطوا في هذه الحرب بالاحتجاج في حين انهم يشكلون بعددهم مظاهرة جرارة قادرة على التاثير.
اما المواطنين في صعدة فانهم على موعد يوحي للقتل,لذا يصعب عليهم هذا وما يبقى امام كثير منهم سوى الانظمام لقوات الحوثي كخيار وحيد امامهم .
وخامسا : أن الالاف من المسجونين على ذمة حرب صعدة أعمارهم ما بين 10- 20 عاما حالتهم مأساوية وهم الان بامس الحاجة لتدخل المنظمات المهتمة بحقوق الانسان في العالم, بل أن من يقومون بالتحقيق معهم اليوم هم من كانوا لهم بالامس مرشدين وموجهين وممولين لتعليمهم المذهبي.
سادسا: فان المشائخ والاعيان الذين كانو السبب الاول في تراجع الرئيس "وهو بالطبع الحكومة والبرلمان والشعب في غالب الاحيان " وتخفيض سعر الديزل اظهرت هذه الحرب قلة حيلتهم ومقدرتهم حتى عن حماية رعاياهم ومايبدو هنا ان الثمن كان باهضا مقابل هذا السكوت .
وسابعا : ان المجتمع الدولي لم يسأل السلطة اليمنية حتى الان لماذا هي تقاتل في صعدة ومن تقاتل وما مصير الحقوق والحريات هناك ؟
الحقيقة ان الدلائل الماثلة تقول ان من يقاتل في صعدة له معارك اخرى وبادوات واساليب اخرى في مدن اخرى في اليمن لكنها تستخدم في كل مدينة وسائل مختلفة .
والحقيقة ايضا ان الضحية في مثل هذه المواجهة الهمجية التي تحتشد لها كل مفردات البطولة من الجمهورية ,والوحدة وبناء اليمن الحديث في فم الرئيس ليزفرها دفعة واحدة في كل مناسبة هو المواطن التي اضحت كرامته ممرغة في التراب .
والحقيقة الثالثة ان تجار الحروب يبدوا ان صعدة فتحت شهيتهم حد "الهواره" واصبحوا هم المستفيدون الوحيدون في هذه الحرب الظالمة .
علينا ان ننبذ الارهاب وهذا هدف لا يختلف عليه اي يمني لكن علينا بالمقابل ان نصرخ في وجه هذه السلطة لاجل ايقاف حرب صعدة صون للدم والاهل والعرض ..