في ندوة لمناقشة ظاهرة الإختطاف

هيكل يتساءل بمرارة,وسائح الماني يبحث عن الاختطاف من اجل الشهرة ,والسياسة في اليمن اباحت ما لايباح

  • منذ 18 سنة - Sunday 19 February 2006
هيكل يتساءل بمرارة,وسائح الماني يبحث عن الاختطاف من اجل الشهرة ,والسياسة في اليمن اباحت ما لايباح

الوحدوي نت - عادل عبدالمغني

إنتقد عبدالباري طاهر وبشدة إسلوب تعامل الدولة مع ظاهرة إختطاف الاجانب في اليمن .
وقال في ندوة "ظاهرة الاختطافات وآثارها السلبية على الوطن " التي نظمها مركز الدراسات والبحوث بصنعاء اليوم الاحد ان الدولة مجدت الاختطاف ومجدت الاختطاف ومجدت حمل السلاح وشجعت القبيلة في الوقت الذي تتعامل فيه بقسوة مع الصحف والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني .
وفيما اعتبر خالد الرويشان وزير الثقافة اختطاف الاجانب بالحالة النادرة والتي لا تستحق تسميتها بالظاهرة كونها لا تحدث الا مرة كل عام او عامين , قال طاهر ان تجاهل الدولة للظاهرة وعدم الاعتراف بها يعد احد اسباب تناميها متسائلا عما اذا كانت الدولة تريد ان تحدث كل يوم جريمة اختطاف حتى تسميها بالظاهرة .
واكد نقيب الصحفيين اليمنيين السابق في ورقة عمل تحت عنوان (المجتمع المدني ومواجهة العنف - الاختطاف) ان اختطاف الاجانب مشكلة حقيقية تدمر الاقتصاد وتدمر الدولة وتفقدها هيبتها لدى الاخرين .
وعبر خالد الرويشان عن اسفه لما وصفه محاولة البعض تشوية سمعة اليمن وجعل الاختطاف عنوان لها ,موجها اصابع الاتهام الى عدد من وسائل الاعلام بنشر اخبار غير صحيحة عن الظاهرة .
وقال ان بعض الاعلاميين مخطوفون من عملهم في اشارة الى ما يتناقله مراسلي وسائل الاعلام الخارجية من اخبار تخص عمليات الاختطاف .
مؤكدا ان الخاطفون لايدركون فداحة ما يقومون به باعتبار ان الخطف يصير عنوان اليمن في الخارج بدلا عن تاريخ اليمن وتراثه العظيم .
وقال وزير الثقافة ان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل سأله بمراره عند زيارته للقاهرة عن حوادث الاختطاف في اليمن .
علي الانسي - مدير مكتب رئاسة الجمهورية اعتبر حوادث الاختطاف ظهرت عقب قيام الوحدة اليمنية وتحديدا في العام 1991م بعد ان فهم البعض ان اختطاف الاجانب يدخل في اطار الحرية - حسب قوله.
واتهم الانسي الذي راس الجلسة الاولى الصحافة بمساهمتها في الترويج للاختطاف عن طريق اختلاق قصص مشوقة عن حوادث الخطف .
وقال انه عندما اختطف المستشار الثقافي الامريكي بصنعاء في التسعينات ذهبت بعض الصحف الى نشر قصص وكتابات عن كرم الضيافة الذي لاقاه الدبلوماسي الامريكي وزيادة وزنه واستمتاعه بالعيش مع الخاطفين , الامر الذي دفع باحد السياح الالمان - حسب الانسي - الى التوجه لمحافظة الجوف للبحث عن عصابات الخطف لاختطافه سعيا منه للشهرة والاستمتاع وتصحيح نظرة صديقته الالمانية التي كانت تقول له بانه ظعيف الشخصية وجبان .
مدير مكتب رئاسة الجمهورية قال ايضا ان مثل هذه القصص والبطولات التي تنسجها الصحف اليمنية عن الاختطاف - حسب توصيفه - دفعت بمكاتب السياحة في المانيا الى الترويج عن "سياحة الاختطاف" في اليمن .
واكد ان ذلك كان يحصل لان الدولة لم تكن ترغب في استخدام القوة مع الخاطفين وهو ما ادى الى انتشارها  مشيرا الى ان اول ظاهرة اختطاف دموية كانت في ابين نهاية ديسمبر 1998 والتي راح ضحيتها 4 سياح من بين 16 تعرضوا للخطف وان الدولة اتخذت بعدها اجراءات حاسمة الا انها كانت تصطدم برغبات كثير من الدول - دون ان يوضح طبيعة تلك الرغبات - .
واعترف الانسي بان بعض الخاطفين كانوا يقومون باختطاف اجانب لغرض مساومة الدولة بتوظيف ابنائهم او ابتزازها منافع شخصية بحتة .
وشن مدير مكتب رئاسة الجمهورية هجوما شرسا على منظمات المجتمع المدني ودورها في محاربة الظاهرة وقال: رغم وجود اكثر من 6000 منظمة مجتمع مدني في اليمن الا ان بعضها ليس سوى يافطة فقط .
بدوره قال د. عبد العزيز المقالح ان ظاهرة الاختطاف تشير الى ان اليمن لا يزال يعيش ما قبل عصور المدينة وما قبل القوانين وما قبل الضمير الانساني .
مرجعا ذلك الى قلة قليلة ممن قال عنهم انهم يحقرون انفسهم قبل تحقير بلدهم .
واشار المقالح الى ان الاختطاف بدات كحالة عابرة استثنائية خاصة باليمنيين ثم تطور الامر لتكون ظاهرة مستكملة المعاني  .

وعبر عن اسفه لتجاهل بعض الصحف لهذه الضاهرة وقال ان السياسة في اليمن اباحت مالا يباح .
وطالب المقالح بضرورة تصحيح مسار القضاء وتطبيق القانون ومكافحة الجهل وتقديم الخدمات الصحية حتى لا تكون هناك بؤر جهل وتخلف تؤدي الى انتشار ظاهرة الاختطاف .
من جهته أكد الدكتور عبدالقادر علي عبده على غياب الارادة السياسية تجاه ظاهرة الاختطاف الاجانب مشيرا الى وجود تداخل بن ظاهرة الاختطاف وادارة الدولة واجهزتها باعتبار ان الدولة كانت حريصة على تنظيم أشكال متعددة من العلاقات بالجهات الداعمة والحاضنة للخاطفين وهو ما يرتبط برغبتها في توظيف هذه العلاقات في الاتجاهات النافعة , وانها تعمل على ايجاد بيئة خصبة ومناسبة لنمو ظاهرة الاختطاف .
وقال ان تعامل الدولة مع ظاهرة الاخحتطاف التي تمت بابين تحت اطار ديني او سياسي مختلفة تماما عن تعاملها مع حوادث الاختطاف في محافظات اخرى,باعتبار ان الارادة السياسية توفرت في الاولى وغابت في الثانية .
 د.سمير العبدلي ربط في ورقته المقدمه ضمن 13 ورقة عمل لعدد من الباحثين والاختصاصين بين ظاهرة اختطاف الاجانب و الثقافة القبلية، وضعف مستوى التعليم, وضعف البنية التحتية والحروب والمشاكل بين القبائل، إضافة إلى ضعف المشاركة السياسية, وعدم تطبيق القانون مع غياب الشفافية وقلة المعلومات في هذا الجانب، وغياب الإعلام الرسمي في نشر ثقافة التسامح, وأخيراً ضعف قوة الردع الأمنية وانتشار السلاح , فيما ربط سعيد الشدادي ربط بين ظاهرة الاختطافات وانتشار السلاح الذي هو ناتج ٌعن غياب سلطة الدولة في مناطق هذه الأحداث .