اجتاحت مدينة العدين ظهر امس مجاميع من المسلحين على متن عشرات من السيارات والدراجات النارية قدمت من جهة المدخل الغربي للمدينة المتصل بطريق العدين - الجراحي.
وشوهدت المئات من المجاميع المسلحة وهي تمر في الشارع العام بالمدينة مدججة بأسلحة خفيفة ومتوسطة ،وترفع علم القاعدة المعروف باللون الأسود ولا اله الا الله ، وتردد التكبير بصوت مرتفع ،وكانت غالبية عناصرها ملثمة بأردية(غتر) متصلة بها رؤوسهم مع وجوههم.
واستهدفت عناصر من المجموعة منزل وكيل محافظة اب سابقا الشيخ محمد احمد زيد المساوى بقذيفة وعدد من الأعيرة النارية ،اخترقت المنزل واحرقته بعد صب مادة مشتعلة داخل وحوالي المنزل مما أحدث فيه خرابا كبيرا دون حدوث اي إصابات بشرية،نظرا لخلو المنزل من اي ساكنين فيه.
وشوهدت نيران تشتعل في المنزل وتصاعد أعمدة من الدخان فور تنفيذ العملية .
واقتحم المسلحون المفترض انتمائهم لتنظيم القاعدة مبنى ادارة الشرطة والأحوال المدنية ،واضرموا النيران في مبنى سكن الجنود،بعد استهدافه بعدد من الأعيرة النارية، بالاضافة الى اقتحام مبنى الواجبات الزكوية، و يقع في الطابق الثاني فيه سكن مدير الواجبات حسين احمد محمد زيد المساوى مع أسرته ، الذين كانوا غير متواجدين ساعة الاقتحام ، وقد تم نهب المبنى بكامل أثاثه مع السكن من قبل مواطنين بعد السماح لهم من بعض العناصر المسلحة ودعوتهم لذلك بحسب إفادة شهود عيان .
كما تم إحراق سيارة كانت واقفة في حوش المبنى تتبع المواطن احمد طه العواضي.
وتمركزت المجاميع المسلحة في مبنى السلطة المحلية بعد ان رفعوا علم القاعدة في سقفه وعلى مبنى الشرطة وانزلوا العلم الجمهوري منهما، كما تمركزوا عند مداخل ومخارج المدينة ، فيما مجموعة منها بقت تمشط الشارع العام على سياراتها ودراجاتها النارية طوال الوقت.
وجاء دخول المسلحين عقب مغادرة مدير عام المديرية عادل الشعيبي مع امين العام المجلس المحلي بنصف ساعة مقر السلطة المحلية مع مرافقيهما وبعض الموظفين الذين حضروا للدوام.
وأحدثت الظاهرة حالة من الفزع والخوف في أوساط الأهالي وتوقفت الحركة تماماً، بعد إغلاق الجميع محلاتهم التجارية وإخلاءهم الاسواق والشوارع جراء ذلك، رغم محاولة بعض العناصر المسلحة طمأنتهم.
و يسود المديرية حاليا حالة انفلات أمني مروع ،ونهب كبير لأثاث ووثائق مبنى الشرطة والنيابة والمحكمة والسلطة المحلية والواجبات من قبل الأهالي بعد اقتحام المسلحين لها والسماح للمواطنين بنهبها.
وتعم المنطقة حالة خوف وقلق نظرا لاستمرار تواجد المجاميع المسلحة فيها وعدم مغادرتها الى لحظة كتابة هذا،وعدم تفاعل السلطة المحلية في المحافظة مع ما يحدث في العدين منذ وقوع حادثة الأربعاء
الماضية، في حين يكتفي المواطنين في المدينة بملازمة منازلهم وعدم مغادرتها الا للضرورة القصوى تحت ضيق وضجر مطبق لا يدرون ماذا يصنعون لاستعادة الحياة التي بدت تحت رحمة المسلحين.
يأتي هذا بعد خمسة ايام من مهاجمة مسلحون يشتبه بأنهم من تنظيم القاعدة العدين بإطلاق انواع من الأسلحة المختلفة على مقر ادارة الشرطة ومكتب الأحوال المدنية ومقر النيابة والمحكمة ومقر السلطة المحلية أدت الى حدوث خراب فيها والعبث بمحتوياتها ،فيما تم تفجير بنك فرع التسليف الزراعي ونهب أموال منه ومن مكتب البريد بلغت بحسب مصادر رسمية ما يقارب الأربعين مليون ريال ، وإحراق مقر النيابة والمحكمة بما فيه من وثائق متعلقة بحقوق وقضايا المواطنين، في ظل عدم اي تجاوب من السلطات المحلية بالمديرية والمحافظة مع ما حدث، الامر الذي اشعر المواطنين بكثير من الحزن والسخط لتعامل السلطات مع ما يصيبهم من ارهاب وجرائم بهذه السلبية المقززة والمريبة.
