العيش على الحافة : المدافعون عن حرية الصحافة في اليمن

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 8 سنوات - Tuesday 05 May 2015
العيش على الحافة : المدافعون عن حرية الصحافة في اليمن

أحيى الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابات الصحفيين اليوم العالمي لحرية الصحافة بتنظيم عشرات الفعاليات حول العالم، بما فيها المؤتمر الدولي لحرية الصحافة الذي تشرف على عقده منظمة "اليونسكو" في "ريجا"/لاتفيا. كما قام الاتحاد باصدار نشرة بمناسبة هذا اليوم تضم عدد من القصص الشخصية لصحفيين نقابيين من حول العالم والتزامهم العنيد بالدفاع عن حرية الصحافة خلال السنوات الماضية .وفي العالم العربي، تم تسليط الضوء هذه السنة على نضال الصحفيين اليمنيين ممثلين بمروان دماج، أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين. 

مروان دماج، أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين

يحظى مروان دماج، وهو أب لطفلين، بتقدير كبير من قبل زملائه الصحفيين والناشطين النقابيين علي حد سواء، وقد أمضى العقدين الأخيرين يعمل في الصحافة ومدافعا عن حقوق الصحفيين في اليمن.

والتحق دماج بالعمل الصحفي في اليمن في التسعينات من القرن الماضي، وعمل في صحف محلية مختلفة منها صحيفة الناس، وجريدة الأسبوع التي شارك في تأسيسها، وأيضا صحيفة الشورى التابعة لاتحاد القوى الشعبية في اليمن، إلى أن نهبت مكاتبها عام 2005.

ثم انتقل بعدها للعمل في صحيفة الثوري، وهي أسبوعية الحزب الاشتراكي اليمني، كمدير تحرير لها لغاية سنة 2013 عندما قبل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة الثورة، وهي الصحيفة المملوكة للدولة وأكبر الصحف في البلاد.

يمتلك مروان سجلا حافلا من الإنجازات في مجال النضال من أجل حقوق الصحفيين والعدالة الاجتماعية. ومع ازدهار حياته المهنية، تعمق التزامه بالدفاع عن حرية الصحافة.

وانتخب عضوا في مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين منذ عام 2004، وتولي فيها عدد من الملفات منها رئيس لجنة الحريات، والأمين المالي، ثم تم اختياره كأمين عام النقابة سنة 2009. وقاد مع زملائه حملة النقابة ضد الملاحقات الجزائية للصحفيين، وعقوبة السجن واستخدام المحاكم والقوانين العسكرية ضد الصحفيين. وكان الصحفيون في ذلك الوقت يحاكمون بشكل روتيني أمام هيئات وأجسام تسيطر عليها الحكومة.

إن محاولة تلخيص سنوات من النضال اليومي من أجل الحرية والاستقلالية في بضعة فقرات هو تحد حقيقي. ذكر بعض المعالم الرئيسية من هذا النضال هو كل ما نستطيعه.

دعونا نبدأ بحملة تحرير عبد الكريم الخيواني، رئيس تحرير صحيفة الشورى الالكترونية السابق، والفائز بجائزة منظمة العفو الدولية لصحافة لحقوق الإنسان تحت التهديد. ألقي القبض على الخيواني في حزيران يونيو 2008 وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة التآمر مع منظمة ارهابية. وتم العفو عنه من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مارس 2009 بعد حملة عالمية لعب فيها دماج دورا فعالا. وللأسف، تم اغتيال الخيواني بالرصاص في شهر اذار/مارس الماضي في صنعاء ، تماما بعد ست سنوات من الإفراج عنه.

ومع انتشار الثورة في شوارع اليمن في مطلع سنة 2011، قامت النقابة في شهر آذار/مارس، بقيادة دماج، باعلان بيان رسمي دعمت فيه مطالب المتظاهرين من أجل الإصلاح السياسي والديمقراطية، وقد أدت التظاهرات الشعبية في نهاية المطاف إلى استقالة الرئيس صالح

وفي أعقاب حملة نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين عام 2012، رفعت وزارة الداخلية اليمنية الحظر المفروض على قناة الجزيرة والتزمت بإعادة إصدار تصاريح عمل لموظفيها في البلاد.

وفي تموز يوليو 2013، وبفضل جهد وطني ودولي مشترك، نسقه دماج، تم إطلاق سراح الصحفي الاستقصائي عبد الإله الشائع، ليقضي المدة المتبقية من عقوبة سجنه تحت الإقامة الجبرية. وكان قد حكم عليه في عام 2010 بالسجن لمدة خمس سنوات لفضح وفيات المدنيين الناجمة عن ضربة صاروخية أمريكية

وبعدها بأشهر، وفي مؤتمر عالمي للاتحاد الدولي للصحفيين الذي عقد في دبلن/ايرلندا والذي شارك فيه دماج كممثل لنقابة الصحفيين اليمنيين، قدم للمشاركين الدوليين تقريرا عن المخاطر التي تواجه الإعلاميين اليمنيين.

منذ الخريف الماضي، بدأ اليمن نزول انحداره نحو الحرب الأهلية. وارتفعت معها الضريبة التي تدفعها المؤسسات الاعلامية الخاصة والمملوكة للدولية نتيجة لهذا الصراع. ويعيش اليمن حاليا في ظل اليأس والخوف، وفي أكثر المراحل خطورة عبر تاريخه العريق. ويقوم مروان، مع غيره من الصحفيين في اليمن، بما اعتاد على ممارسته منذ تخرجه من كلية الصحافة في صنعاء: كتابة الحقيقة، إدانة الاعتداءات على الصحفيين، والدفاع عن نزاهة نقابة الصحفيين اليمنيين واستقلاليتها.