عند زيارتي لصديقي جمال قائد الزغير اليوم في مستشفى خليفة العام بالتربة في تعز استقبلني بدمعتين وكأنه يعاتبني "لماذا تأخرت؟" لم أتمالك نفسي وبادرته بقبلة على الجبين وطمأنته أن العملية نجحت رغم شحه الإمكانيات في هذه المشفى.
جمال سبق أن اجرى عملية استئصال لإحدى كليتيه وهذه المرة كادت أن تتوقف الأخرى لولا رعاية الله ولطفه كما انه أصيب في وقت سابق بجلطة سببت له شلل في الجزء الأيسر ..
الرجل أسعف الى قسم الطوارئ ومكث يومين يعاني الألم دون أن يشعر به أحد بأنه لا يملك تكاليف العملية والدواء ولأنه عزيز نفس ظل هكذا إلى جاء إليه احد الكوادر المستشفى فعرفه وعلى الفور ادخل غرفة العمليات فتمت بنجاح ..قبلها اتصل به عدنان عبدالله سلام المقطري"مقعد" وأحد النازحين بالمقاطرة الشرقي ويسكن تحت شجرة وقال له إنا أتبرع لك بكليتي لكي تعيش أما انأ في مدرب السيل ولا تعني لي الحياة بشيء ..زادت أوجاعه من هذه المكرمة الإنسانية وبعد خروجه من العناية المركزة عاود الاتصال به فكان الرد :" لقد نجحت العملية " وشكرا لمعروفك الجميل .
الآلام تزول بالتكاتف والتعاون والزيارات الإنسانية لرفع معنويات المرضى فالحياة تبقى جميلة بوجود الطيبين وكل بحسب استطاعته وتستمر رحلة الحياة وإن كانت مؤلمة وهناك مقاييس تتيح للناس تقييم الألم الذي عانوا منه سيشعر البعض بعدم ارتياح عندما يمر الناس بجواره فلا يعبئون به وبأوجاعه ، وتبقى مثل هذه الذكريات معنا في العقل الباطن ويظل الشعور بالألم يلازم الذاكرة على الدوام .
