اكدت وفاة 18 شخصا بينهم أطفال بسبب نقص الأكسجين في المشافي

منظمة العفو الدولية: مليشيات الحوثي وصالح مستمرة في منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية الى تعز

  • البديل نت - متابعات
  • منذ 8 سنوات - Wednesday 10 February 2016
منظمة العفو الدولية: مليشيات الحوثي وصالح مستمرة في منع دخول المساعدات الغذائية والدوائية الى تعز

قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) ان مليشيات وصالح منعت دخول المساعدات الأساسية إلى مدينة تعز على مدى الأشهر الثلاثة الماضية "في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني". 

الوحدوي نت

وأشارت أمنستي في تقريرنشرتها مؤخرا إلى أن الحوثيين يمنعون بشكل متعمد دخول المستلزمات الطبية والمواد الغذائية الأساسية، مهددين بذلك حياة آلاف المدنيين في تعز.

ووصفت المنظمة محاصرة السكان "بشكل فعال داخل جيب تعز وحرمانهم من الضروريات الأساسية بأنها تصل إلى حد العقاب الجماعي للسكان المدنيين" لافتة إلى أن منع دخول المواد الطبية والغذائية يشكل خرقا للقانون الدولي الإنساني.

ووفق شهادات عدد من السكان والطواقم الطبية في المدينة، فإن أربعة مستشفيات فقط لا تزال تعمل في ظل نقص كبير في المواد الطبية التي يتم تهريب بعضها عبر طرق جبلية وعرة.

كما نقلت منظمة العفو عن عدد من الأطباء تأكيدهم وفاة 18 شخصا بينهم أطفال بسبب نقص عبوات الأوكسجين في المستشفيات.

وقال جيمس لينش، نائب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أمنستي إن "قوات الحوثيين يبدو أنها تمنع بشكل متعمد دخول السلع المدنية، بما في ذلك الإمدادات الطبية الحيوية والمواد الغذائية، الأمر الذي أدى إلى أزمة إنسانية ذات عواقب وخيمة على سكان تعز".

وترسم الشهادات التي جمعتها المنظمة من 22 شخصا من المقيمين بتعز والعاملين بالمجال الطبي بالمدينة، التي تعد ثالث أكبر المدن اليمنية، ترسم صورة مقلقة لمعاناة المدنيين وصعوبة الحياة أمامهم؛ فقد أغلقت معظم مستشفيات المدينة أبوابها، بينما باتت المستشفيات القليلة التي لا تزال مفتوحة على شفى الانهيار بسبب نقص الإمدادات. وقد توفي رضيع ابن أحد الأهالي بعد بضع ساعات من مولده بسبب النقص الحاد في الأكسجين بمستشفيات المدينة.

وقال أهالي المدينة لمنظمة العفو الدولية إن رجال جماعة الحوثيين المسلحة وحلفاءها يمنعون المدنيين الذين يعبرون نقاط التفتيش من جلب الفاكهة والخضروات واللحوم والملابس، إلى جانب اسطوانات الغاز اللازمة للطهو واسطوانات الأكسجين المخصصة للمستشفيات، وفي بعض الحالات يصادرون تلك السلع. وجدير بالذكر أن القانون الإنساني الدولي يحظر حظرا مطلقا منع الإمدادات الطبية. ولذلك يجب على كافة أطراف الصراع السماح بمرور إمدادات الإغاثة الإنسانية المحايدة الموجهة للمدنيين دون أي عائق.

 

وقد تحدثت منظمة العفو الدولية إلى خمسة أطباء في تعز قالوا إنهم في أمس الحاجة إلى المزيد من عقاقير التخدير والأكسجين والأدوات الجراحية اللازمة لعلاج المرضي الذين يصابون خلال القتال الدائر بين الحوثيين والجماعات المسلحة المناهضة لها داخل المدينة. ولم يبق من المستشفيات المحلية العاملة بجيب تعز سوى أربعة فقط. وحتى هذه المستشفيات تفتح أبوابها وتغلقها من آن لآخر تبعا لقدرتها على الحصول على الإمدادات الطبية، والتي يتم تهريبها في معظم الأحوال عبر طريق خاص للتهريب يمر بجبل يقع جنوبي المدينة ويصل ارتفاعه إلى 3,000 متر.

 

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اضطر محمد شهابي لأخذ طفله حديث الولادة إلى خمس مستشفيات مختلفة في بحث محموم عن الأكسجين لكنه لم يتمكن من الحصول على الإمدادات المطلوبة لإنقاذ حياة ابنه.

"كان ابني يبلغ من العمر 14 ساعة عندما توفي... عندما ولد أخبرنا الأطباء أنه بحاجة للرعاية المركزة والأكسجين لعدم كفاية السوائل في جسمه، فأخذناه إلى كل مستشفى استطعنا الذهاب إليه قبل أن يقضي نحبه في آخر الأمر. كنت أريد اصطحابه خارج المدينة ولكن لم يكن هناك طريق للخروج منها".

 

وقال الأطباء لمنظمة العفو الدولية إن ما لا يقل عن 18 شخصا، منهم خمسة أطفال، لقوا حتفهم نتيجة لنقص الأكسجين في الأشهر الأخيرة.

 

وقال مدير "مستشفى الروضة" إنهم في أمس الحاجة إلى اسطوانات الأكسجين من أجل وحدات الرعاية المركزة وحضانات الأطفال حديثي الولادة، وأضاف أن مستشفى الروضة لم يعد قادرا على استقبال المرضى المحتاجين إلى الرعاية المركزة أو الجراحة بسبب نقص الأكسجين. كما قال مدير المستشفى لمنظمة العفو الدولية في ديسمبر/كانون الأول: "نستقبل كل يوم ما بين 15 و20 حالة من هذه الحالات. واليوم استقبلنا خمس حالات، توفي ثلاثة منهم، وجميعهم مدنيون أصيبوا بإصابات خطيرة خلال القصف العشوائي".

 

كما حذر مدير "مستشفى الروضة" من اقتراب نفاذ إمدادات الأكسجين بأحد المستشفيات المحلية الأخرى، وهو مستشفى الثورة.

وطبقا لما أفادت به "اللجنة الطبية بتعز"، وهي منظمة محلية أنشئت للمساعدة على التعامل مع الوضع الطبي وإعادة تخصيص الإمدادات، فإن مستشفيات المدينة قبل بدء الصراع كانت تحتاج إلى نحو 200-250 اسطوانة أكسجين يوميا، أما اليوم فإن المستشفيات الأربعة التي لا تزال تعمل تضطر إلى اقتسام 20-30 اسطوانة فيما بينها، يتم تهريبها عبر الجبال محمولة على ظهور الحمير. وقد ارتفع متوسط سعر أسطوانات الأكسجين المهربة ارتفاعا حادا من 20 إلى 70 دولار للأسطوانة.