الرئيسية الأخبار عربي ودولي

ترامب: بدءا من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد .. أمريكا أولا

  • الوحدوي نت - رويترز
  • منذ 7 سنوات - Saturday 21 January 2017
ترامب:  بدءا من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد .. أمريكا أولا

أدى دونالد ترامب اليمين يوم الجمعة ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة خلفا لباراك أوباما وتعهد بإنهاء "مجزرة" المصانع الصدئة والجريمة في خطاب تنصيبه الذي كان صيحة حشد شعبوية وقومية.

الوحدوي نت

ورسم ترامب صورة قاتمة لبلد قال إنه تضرر بشدة جراء توقف مصانع عن العمل والجريمة والعصابات والمخدرات وألقى باللوم بشكل غير مباشر على أسلافه في البيت الأبيض بسبب سياسات ساعدت واشنطن على حساب الأسر المطحونة.

وقال ترامب مخاطبا حشدا كبيرا تجمع في ساحة متنزه ناشيونال مول مع توليه السلطة من الديمقراطي أوباما "بدءا من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد .. أمريكا أولا."

وبعيدا عن مبنى الكونجرس احتج نشطاء ملثمون بالشوارع وحطموا زجاج فرع لمطاعم مكدونالدز بالمطارق ومقهى لستاربكس على مقربة من البيت الأبيض.

وحملوا أعلام ولافتات الفوضويين السوداء كتب عليها "انضموا للمقاومة.. تصدوا الآن."

وأظهرت صور التقطت من الجو لأنصار ترامب المحتشدين في المتنزه إقبالا أقل بكثير عند منتصف النهار يوم الجمعة مقارنة مع صور مماثلة لتنصيب أوباما الأول في 2009. ولم تصدر الشرطة على الفور تقديرات بشأن حجم الحشد يوم الجمعة.

واتهم ترامب في خطابه القصير مؤسسة الحكم في واشنطن بحماية نفسها والتخلي عن المواطنين العاديين الذين يعانون من الفقر والجريمة.

وقال "هذه المجزرة الأمريكية تتوقف هنا وتتوقف الآن... أي قرار بخصوص التجارة أو الضرائب أو الهجرة أو الشؤون الخارجية سيتخذ لصالح العمال الأمريكيين والأسر الأمريكية."

ويقود ترامب (70 عاما) بلدا منقسما بعد حملة انتخابية مريرة.

وتتناقض الرؤية القاتمة التي كثيرا ما يرسمها لأمريكا مع الإحصاءات التي تظهر تراجع مستويات البطالة والجريمة على المستوى الوطني برغم أن ترامب نال كثيرا من الأصوات في مناطق تضرر قطاع الصناعات التحويلية فيها بشدة.

وسيضع ترامب قطب الأعمال في نيويورك ونجم تلفزيون الواقع سابقا الذي لم يسبق له أن تقلد منصبا عاما قط البلاد على طريق جديد غامض في الداخل والخارج.

ردود فعل عالمية

وقوبل انتخاب ترامب بالقلق من جانب كثير من دول العالم فيما يرجع لأسباب منها السياسة الخارجية الانعزالية التي يحتمل أن يتبناها.

وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة عقب تنصيب ترامب "ما سمعناه اليوم كان نبرات قومية حادة."

وأضاف لتلفزيون (زد.دي.إف) العام "أعتقد أن علينا أن نستعد لرحلة صعبة" وقال إنه يجب أن تتحد أوروبا للدفاع عن مصالحها.

وهنأ الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو ترامب على تنصيبه لكنه قال إنه سيولي أهمية قصوى للسيادة والمصلحة القومية وحماية المكسيكيين.

وغضب المكسيكيون لتعهد ترامب ببناء جدار على الحدود الجنوبية الأمريكية مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين غير القانونيين وبأن تدفع المكسيك تكلفة الجدار. وانتقد ترامب مرارا أيضا الشركات الأمريكية التي تملك مصانع في المكسيك.

وفي الأسواق المالية تراجع الدولار وقلصت الأسهم الأمريكية مكاسبها في اليوم الأخير من أسبوع شهد تقلبا في التعاملات وذلك بعدما أثار خطاب ترامب قلق المستثمرين من سياسات تنطوي على إجراءات حماية تجارية.

ودعا البابا فرنسيس ترامب للتصرف على هدي القيم الأخلاقية وقال إنه يتعين عليه الاهتمام بالفقراء والمنبوذين خلال رئاسته.

وفي موسكو احتفل بتنصيب ترامب روس يأملون في أن يدشن عهدا جديدا من العلاقات الطيبة. وأقام قوميون روس حفلا طوال الليل فيما كان مكتب البريد الرئيسي إبان عهد الاتحاد السوفيتي في موسكو. وإلى الشرق من هناك في مدينة زلاتوست أصدر حرفيون مجموعة محدودة من العملات التذكارية الفضية والذهبية نقشت عليها عبارة "نحن نثق في ترامب".

خطابات الحملة الانتخابية

وكرر ترامب في خطابه موضوعات خطابات الحملة الانتخابية التي دفعته لتحقيق انتصار غير متوقع في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني على الديمقراطية هيلاري كلينتون التي حضرت مراسم تنصيبه برفقة زوجها الرئيس السابق بيل كلبنتون.

وأشار ترامب إلى احتمال تشديد النهج ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال "سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة وسنوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سوف نستأصله تماما من على وجه الأرض."

وبعدما أدى ترامب اليمين فرد ذراعيه وعانق زوجته ميلانيا وأفرادا آخرين من أسرته. وأطلقت المدفعية طلقات للتحية.

وسافر أوباما لقضاء عطلة في بالم سبرينجز في كاليفورنيا بعد المراسم. وصافح ترامب هيلاري وزوجها قبل أن يجلس لتناول الغداء في قاعة التماثيل بالكونجرس.

وسيحتاج ترامب إلى بذل جهود لتحسين صورته.

ووجد استطلاع أجرته شبكة (إيه.بي.سي) نيوز بالتعاون مع صحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع أن 40 في المئة من الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بإيجابية وهو أدنى مستوى من التأييد لرئيس قادم منذ الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر عام 1977. وكانت هذه نسبة التأييد نفسها لكيفية تعامله مع الفترة الانتقالية.

وفي حين أن الجمهوريين الذين ضاقوا ذرعا بسنوات أوباما الثماني في الحكم يرحبون بوصوله إلى البيت الأبيض فإن توليه المنصب يثير عددا من التساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.

وأثناء حملته الانتخابية تعهد ترامب بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35 في المئة على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة.

وقاطع أكثر من 60 عضوا ديمقراطيا بالكونجرس مراسم التنصيب احتجاجا على ترامب.

ومن المتوقع أن يشارك آلاف المتظاهرين في "مسيرة النساء في واشنطن" يوم السبت. ومن المزمع أيضا تنظيم احتجاجات في مدن أخرى بالولايات المتحدة وخارجها.

تحرك سريع

ومنحت قائمة أعمال ترامب الجمهوريين الأمل في أنه نظرا لسيطرتهم أيضا على الكونجرس الأمريكي فيمكنهم سريعا إلغاء وتبديل قانون الرعاية الصحية الذي تبناه أوباما وإقرار إصلاحات ضريبية واسعة وإلغاء كثير من اللوائح التنظيمية الاتحادية التي يرون أنها تخنق الاقتصاد الأمريكي.

وقالت كيليان كونواي كبيرة مستشاري ترامب لفوكس نيوز "سوف يجري صدمة كهربائية للنظام هنا على الفور تقريبا."

ويبحث الديمقراطيون عن توازن سياسي بعد الهزيمة غير المتوقعة لكلينتون ويخططون للتصدي له في كل مناسبة. وهم يعارضون بشدة خطاب ترامب المناهض للهجرة.