في يوم 28 سبتمبر يتذكر المصريون من كل عام ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، والذي يشهد اليوم الخميس ذكراه السابعة والأربعون، بعد أن توفي في 28 سبتمبر 1970.
وتخليداً للذكرى التي مثلت أهم محطات الحكم في مصر عقب ثورة 23 يوليو، حرصت الدولة العام الماضي متمثلة في وزارة الثقافة بتحويل منزل والد جمال عبد الناصر في حي باكوس بالإسكندرية إلى مكتبة عامة لأهالي المنطقة، بعد أن شهد المنزل إتمام مرحلته الابتدائية، فيما تم تحويل منزله في منطقة منشية البكري بالقاهرة إلى متحف كبير يضم مقتنياته.
المكتبة العامة في حي باكوس التي افتتحها وزير الثقافة حلمي النمنم، وعبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل العام الماضي تضم داخل أروقتها 1636كتاب، تتناول أهم المجلدات عن المرحلة الناصرية، ومجلدات الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل عن فترة حكم جمال عبد الناصر، ومجلدات الدكتورة هدى جمال عبد الناصر عن الأوراق الخاصة به، والمجموعة الكاملة لخطب وتصريحات الرئيس جمال عبد الناصر.
كما تضم مجلدات لصور مراحل حياة الزعيم من الطفولة إلى التعليم والزواج وقيادة الثورة إلى الحكم، كما تضم المكتبة كتبًا عن ثورة 25 يناير، ثورة 30 يونيو، والكتب التي دونها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والتي عبارة عن أربعة كتب، كما تشمل أفلام تسجيلية عن فترة حكمه.
ومر عام كامل على افتتاح المكتبة داخل المنطقة الشعبية بحي باكوس، تحديداً داخل شارع القنواتي المتفرع من شارع مصطفى كامل، والذي يقع داخل المباني السكنية، وطرح “إسكندراني” سؤاله عقب مرور عام على افتتاح المكتبة.. ماذا حدث؟
مكتبة جمال عبد الناصر تتبع إدارياً مركز الإبداع بالإسكندرية الذي يترأسه الدكتور وليد قانوش، والذي أوضح في بداية حديثه لـ”إسكندراني” أنه عقب افتتاح المكتبة في يوم 5 سبتمبر العام الماضي تم نقل تبعيتها من قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة إلى قطاع صندوق التنمية الثقافية في نوفمبر 2016، وأن تكون تحت إشراف مركز الإبداع، وتم صدور قرار بتغيير الاسم من مكتبة منزل والد جمال عبد الناصر إلى مركز جمال عبد الناصر الثقافي، وإن الهدف الأساسي للمركز هو كونه مكتبة عامة ويقدم أنشطة ثقافية متنوعة.
الأنشطة التجريبية داخل مركز جمال عبد الناصر تمت خلال العام الماضي، لمعرفة مدى تفاعل واستجابة الجمهور مع المركز، ومدى ملائمة المكان للأنشطة المقامة، هكذا أوضح”قانوش” ما تم عقب افتتاح المركز، مشيراً إلى أنه تم إقامة أمسيات شعرية وحفلات موسيقية وورش للأطفال، مع فتح المكتبة للقراءة يومياً وطوال اليوم للجمهور.
وأضاف أن الأنشطة كشفت عن أن الانشطة الموسيقية والندوات الثقافية لديها حضور مكثف عن المكتبة العامة التي يعد زوارها محدودين من أهالي المنطقة، وأن أهالي باكوس ثمنوا تلك الفعاليات واستجابوا لها، وأنه بناء على تلك الأنشطة سيتم إجراء تعديلات بالمركز تتضمن تغطية الساحة الخلفية للمسرح الذي يسع 70 شخصًا فقط، وإقامة تجهيزات فنية مثل الصوت والاضاءة، إعادة تخصيص القاعات الداخلية، وبعض قاعات البدروم التي سيتم تأهيلها لإقامة ورش للأطفال، وأن تلك التجيهزات المطلوبة هي قيد الدراسة في صندوق التنمية الثقافية.
كما أن المركز وضع خطة واسعة منتظرة التنفيذ تشمل إنشاء كورال لجميع الأطفال، ورشة فنون تشكيلية، عروض سينمائية لافلام السينما المصرية، ورشة لتعليم المسرح، انشاء مسابقات حول تاريخ مصر المعاصر على شريحتين الشباب والنشئ من خلال محتويات الكتب، وأنشطة موسيقية وعرض مسرحي بشكل شهري، وأن تلك الأنشطة جاهزة وسيتم عرضها على مجلس إدارة مركز الإبداع بعد إعادة تشكيله والبدء في توفير الاعتمادات المالية اللازمة، والتي سوف تكون في منتصف أكتوبر المقبل.
مدير مركز الإبداع: مكتبة خاصة بالأطفال
وأشار إلى أن الأنشطة التجريبية بالمركز أظهرت أن الأطفال أكثر استفادة من المركز بشكل كبير عن الكبار، وأنه سيتم نقل مكتبة الطفل المزمع اقامتها بمركز الإبداع إلى مركز جمال عبد الناصر، كما أن المركز أصبح من أهم أولوياته استهداف الأطفال والنشئ نحو المجالات الإبداعية والثقافية بشكل عام، وخصوصاً أن المنطقة المحيطة بالمركز تعاني من نقص شديد بالخدمات الثقافية وتتسم بظروف اقتصادية محدودة.
وذكر أن أنشطة المركز لها طبيعة خاصة كونها مجانية، وهي تناسب الطبيعة السكانية، وتغطي أكبر عدد من الشرائح العمرية، وأن وزارة الثقافة وأسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تهتم بشكل كبير بالمركز وانشطته، وأن نجل الزعيم عبد الحكيم عبد الناصر زار المركز أكثر من مرة، لمتابعة نشاطه.
وداخل مركز جمال عبد الناصر، الذي زارته “إسكندراني” والتقطت صور لأهم عناوين الكتب، تقول سامية صادق أمين المركز إن المكتبة مفتوحة طوال اليوم لخدمة أهالي منطقة باكوس والمناطق القريبة، وأهالي الحي متفاعلين بشكل كبير مع تلك المكتبة، كما أنهم يريدون أن تقدم خدمة أكبر لأطفال عن كبار السن، وإن مركز الإبداع استجاب بتنظيم ورشة خط عربي، كما تم تنظيم ثلاث حفلات داخل مسرح المكتبة، وحضر إليها أهالي الحي.
أجانب يزورون المركز حبًا في الزعيم:
وأضافت أن معظم زائرين المكتبة من طلاب المدارس الذين يحضرون أبحاث عن تاريخ مصر الحديث، وباحثي الدراسات العليا، ويحضر في اوقات أخرى كبار السن، لقراءة كتب عن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأشارت في ذات الوقت أنه خلال الشهور السابقة قد حضرت زائرة كويتية وأخرى سويدية، لمشاهدة المكتبة، ولحبهم لشخص الراحل جمال عبد الناصر.
اخبارك
