خلال ندوة للتنظيم الناصري بمشرعة وحدنان في ذكرى ثورة أكتوبر

نعمان: لا يمكن إنجاح الاجراءات الاقتصادية التي حددتها الحكومة ما لم تتوفر البيئة الملائمة

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 5 سنوات - Saturday 13 October 2018
نعمان: لا يمكن إنجاح الاجراءات الاقتصادية التي حددتها الحكومة ما لم تتوفر البيئة الملائمة

قال المحامي عبدالله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إن الاجراءات الاصلاحية التي تتحدث عنها الحكومة لمحاولة احتواء حالة الانهيار الاقتصادي لا يمكن أن تنجح وحكومتنا في الخارج، وفي وضع أمني غير مستقر، وفي ظل العبث والتفرد في إدارة الدولة والاسراف في اصدار قرارات تعيين في أجهزة تعاني أصلا من التضخم والبطالة.

وتساءل نعمان خلال ندوة سياسية أحياها التنظيم الناصري بمشرعة وحدنان ”كيف يمكن أن تنجح هذه الاصلاحات ومواردنا معطلة، والدولة لا تستطيع أن تضع يدها حتى هذه اللحظة على كافة الموارد، وكيف يمكن أن تنجح هذه الاجراءات في ظل تعدد سلطات الأمر الواقع حتى في مناطق التي تسيطر عليها الشرعية، فهناك سلطة أمر واقع تتشكل في عدن وبعض المحافظات الجنوبية، ودويلات قائمة في أكثر من مكان، وموارد لا تصل إلى البنك المركزي، وأوعية جباية ليست نظيفة، وفي غياب عمل المؤسسات، حكومة مترهلة ومقيمة في الخارج، ومجلس نواب لا يستطيع أن يجتمع، وأجهزة رقابة ومحاسبة معطلة، وقضاء مشلول، ومواطن يعاني من حالة انعدام وحرمان من الاحتياجات الضرورية ويكابد معاناة الموت جوعا، وأزمة إنسانية تتعاظم باستمرار الحرب.”

وأشار نعمان إلى أن نجاح الاجراءات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة يرتبط بتوفير البيئة الملائمة عبر الاتفاق على مشروع مشترك بين الشرعية والتحالف من أجل ازالة كافة العقبات التي تحد من قدرة الدولة على فرض سيطرتها على كل المناطق المحررة، فهناك جماعات مسلحة ارتبطت بدول التحالف نتيجة تعامل مباشر تراكمت لديها مصالح خلال القترة السابقة وباتت هذه القوى تشكل عائقا أمام اعادة بناء الدولة، مضيفا أنه ينبغي على من ارتكب الخطأ أن يصلح هذا الخطأ ومن ارتكب الخطأ هي دول التحالف الداعمة للشرعية وقيادة الشرعية فينبغي أن تعملان معا على ازالة كل المعوقات التي تحد دون بسط الشرعية لسيطرتها على مختلف المناطق المحررة.

وأكد نعمان أن ذلك يستلزم تعاون الشرعية والتحالف وتحديدا الأشقاء في دولة الامارات على تهيئة عدن لتكون عاصمة لكل اليمنيين، صالحة لأن تعود إليها كافة مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية وقيادات العمل السياسي لتمارس عملها منها، وهذا الأمر سهل ومتيسر بإعداد ثلاثة أو أربعة ألوية عسكرية وأمنية مبنية على أسس وطنية ومؤهلة بكافة الامكانيات ومدربة قادرة على أن تقوم بدورها يسند لها مهمة حفظ الأمن في عدن ومحيطها ويخرج منها كل القوات المتواجدة فيها حاليا التي باتت جزءا من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل لأنها قد تقاتلت وتصارعت وبالتالي لا يمكن أن يوفر بقاؤها الأمن والاستقرار للعاصمة المؤقتة.

كما جدد الدعوة إلى ضرورة إجراء حوار شفاف وصريح بين قيادة الشرعية ودول التحالف من أجل الاتفاق على استراتيجية واضحة ويحدد فيها الأدوار المناطة بكل طرف من الأطراف لاستكمال ما تبقى من التحرير وانهاء الانقلاب واستعادة الدولة واعادة بناء المؤسسات وتحت قيادة واحدة سياسية وعسكرية، ولابد من الاتفاق على مشروع ”مارشال” لاعادة بناء اليمن.

وشدد نعمان أنه لابد أن يدرك الأشقاء في دول التحالف أن استقرار اليمن هو حجر الأساس لاستقرار أمن دول الخليج، وتفكيك اليمن مقدمة لتفكيك كل الدول في المنطقة ما لم نتوصل إلى هذه القناعة ونعيد صياغة العلاقة المستقبلية بين اليمن وأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي على قدر كبير من الوضوح لنبني علاقة ندية ومتكافئة، علاقة شراكة وتعاون تتكامل فيها القدرات والامكانيات المادية والبشرية من أجل النهوض بدول وشعوب المنطقة بشكل عام لنبني تكتل يكون قاعدة لبناء تكتل اقليمي يضم كل الدول العربية في مواجهة التكتلات الاقليمية المقابلة في المنطقة، من شأن هذا التكتل أن يوجد توازن في القوى يضمن أمن واستقرار المنطقة.

وطمأن نعمان دول التحالف أنه لا يجب أن يخشى أحد من دول المنطقة قيام دولة قوية في اليمن بصيغتها الاتحادية ومضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فالدولة القوية في اليمن هي محور ومرتكز القوة لكل دول المنطقة، دولة قوية لا تهدد أحد ولكن تتكامل مع أشقائها من أجل صياغة أمن واستقرار المنطقة والتصدي للمخططات الخارجية التي تستهدف تمزيق كيانات المنطقة وتفتيت نسيجها الاجتماعي.

كما حذر من تكرار التجارب السابقة بإبقاء اليمن دولة ضعيفة بزرع قوى ومراكز قوى في الداخل تضعف الدولة اليمنية، فقد جربنا هذه السياسة خلال الفترات السابقة، وكانت النتيجة أن مراكز القوى أضعفت الدولة اليمنية وأسقطتها ولم تستطع أن توفر الأمن والحماية لتلك الكيانات التي صنعت مراكز القوى في الداخل، تكرار التجربة على مستوى اليمن سيكون تكرار لأخطاء ثبت فشلها خلال المرحلة السابقة لن تخدم من يسعون لتنفيذ هذه السياسات في الداخل ولن تخدم اليمن في نفس الوقت، فقوة اليمن قوة لأشقائه وأمن واستقرار اليمن حجر الأساس لأمن واستقرار المنطقة.

وأضاف ”يجب أن ندرك ونحن نصيغ هذه العلاقة أيضا بأن هناك خصوصيات لكل دولة من دول المنطقة وغير قابلة للتصدير، فالتجربة التعددية لدينا في اليمن هي تجربة خاصة باليمن وليست قابلة للتصدير لدول المنطقة، يجب أن تقوم العلاقة ويعاد صياغتها اذن على أساس احترام الخصوصية الداخلية لكل دولة من دول المنطقة على أساس احترام خصوصية الأنظمة السياسية لكل دولة في المنطقة، ونحن هنا لا نبتدع شيئا جديدا فأوروبا في تجربة الاتحاد الأوروبي تتعايش الدول الجمهورية مع الملكية والدول الرأسمالية مع دول كانت ذات يوم ذات نظام اشتراكي، فالمصالح تبني جسورا قوية بين الناس تتجاوز منظور الطبيعة السياسية وأشكال الأنظمة الداخلية لدول المنطقة.

واعتبر نعمان أن أبناء الشعب وفي مقدمتهم الناصريين هم أصحاب المصلحة الحقيقية من نجاح الثورة وأصحاب المصلحة الحقيقية في الدولة وفي بناء الدولة القوية القادرة العادلة، وعلينا أن نبقى في صف الشرعية وأن نعمل من أجل تصويب كل الاختلالات في اطار الشرعية واعادة الأمور إلى نصابها وتجاوز الأخطاء والاختلالات، ومن أجل فرض مشروع دولة المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة، فنحن أصحاب المصلحة الحقيقية في نجاح عملية التحول.

وأشاد نعمان في الندوة التي أقيمت بالذكرى الخامسة والخمسين لثورة 14 أكتوبر بالدور البطولي لأبناء مديرية مشرعة وحدنان الذين يستلهم منهم روح التوحد والاخاء وأسباب ومعالم الانتصار الذي صنعوه والتضحيات التي قدموها في تحرير مديريتهم وفي بقاع تعز والجمهورية بشكل عام، مؤكدا أنهم كانوا مثالا في توحدهم وتلاحمهم وتوحد مقاومتهم حتى صنعوا النصر، مؤكدا أن هذه المديرية تستحق الشكر من كل اليمنيين نتيجة توحد مقاومتها ومكوناتها السياسية وبنفس العزيمة سترمم ما خربته الحرب وترميم تماسكها ونسيجها الاجتماعي وازالة آثار الحرب والتوجه جميعا لبناء مشروع الدولة اليمنية الاتحادية وذلك هو الانتصار الحقيقي.