الرئيسية المقالات مدارات سبع سنوات .. ثائر وعبيد
سبع سنوات .. ثائر وعبيد
أحمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد
- لقد كان من حق ثور (بيت معياد) أن يثور ويقتحم مجلس النواب في بداية دورته عام 2003 لأنه على ما يبدو ـ كان أعلم وأخبر بما سيكون عليه حال هذا المجلس من شعب استحق يومها "لعنة الثلاياء" و"صياح الحذاء"..

- سقط الثور شهيدا برصاصتين، فيما أثبتت السنوات الماضيات كم كان هذا الثور محقا ومصيبا، بل وبعيد النظر أيضا..

- بين اليوم الذي سقط فيها ثور بيت معياد شهيدا، واليوم الذي زورا فيه بطائق انتخاب رئيس المجلس قرابة سبع سنوات مثقلات بالفساد والحروب والقمع والتراجع المميت..

- سبع سنوات كانت رحلة بائسة لمجلس مصادر الإرادة والفعل، ومغيب حد العدم عن دوره الحقيقي؛ حيث لم يستطع إيقاف حرب، أو محاسبة مسؤول، أو سحب ثقة عن وزير، أو إحالة مفسد إلى العدالة، أو إيقاف التعديات الصارخة على الدستور، أو منع الإهدار اليومي لكرامة وحريات وحقوق المواطنين..

- سبع سنوات ذُبحت فيها الصحافة من الوريد إلى الوريد، وارتكبت في حقها أبشع المجازر، وتم تسقيفها بالخطوط الحمراء.. وأوغلت خلالها السلطة قي قمع يومي للحريات العامة والخاصة، وانتهجت فيها سياسة قمعية قاسية حيال حرية التعبير، تجلت في أبشع صورها تجاه المسيرات والاعتصامات السلمية لشعبنا الحي في الجنوب .. قمع أُزهقت فيه الأنفس ومُلئت فيه المعتقلات والسجون بالكثير من أبرياء وأحرار اليمن حد بلغ بالوطن شفير مهلكة من جحيم.. والمؤسف أكثر أن هذا المجلس كان عونا وسندا للسلطة في هذا القمع والفساد وتضييق الحريات..

-  هذا المجلس، المثقل بالقبيلة، والمسكون بثقافة الماضي .. المأسور بالجهل والتخلف، حد الخرافة، لم يستوعب بعد خطر زواج القاصرات وظاهرة تهريب الأطفال، ولم يفقه بعد لمساواة دية المرأة بدية الرجل، ولم يفكر بمكافحة القات، ولم يع أهمية الدفاع عن الحقوق والحريات، ويتصدى لإصدار قانون منع حمل وحيازة السلاح، ولا يعير بالا إلى أهمية الرقابة على العمل بالاتفاقيات والصكوك الدولية الموقعة عليها بلادنا، لاسيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.. بل والأسوأ لا يعي حتى الحد الأدنى للمعنى الحقوقي والسياسي لطرد وتهجير أهالي (الجعاشن) من مناطقهم ومساكنهم إلى العاصمة صنعاء ..

- هذا المجلس مثقل بالأميين والمشايخ ورجال الأمن والقبيلة، وأما من يطلق عليهم، من أعضائه، بـ (علماء) و(أهل حل وعقد)، ودكاترة، وحملة شهادات عليا تغطي مائة جدار ، فكثير منهم ـ مع احترامي للقليل ـ يقبلون على أنفسهم أن تسوسهم الأمية والعجرفة، وتذهب بهم كيفما تشاء يمنا ويسرا وإلى الجحيم..

- هذا المجلس- في أفضل حال- لا يزيد عن كونه بوق، وصوت يستلب الوعي، ويوهم الغير أن هناك ديمقراطية في بلادنا، وعندما تضعه على المحك تجد إن حقيقة الديمقراطية في اليمن كذبة كبيرة تلتهم الوطن وتفترس الحقيقة..

 

 

- كل عضو في مجلس النواب أقسم في أول يوم، وعلى المصحف، وأمام الملأ الأعلى والأسفل، قسما يقسم جبلا، ولكن ما يحدث في الواقع أمر لا تقوى على حمله الجبال والوهاد .. إنه شيء مريع أن تشهد ما يحدث، وكثير ما يحدث لا يبر بيمين، ولا ينتصر لأمانة، ولا يراعى فيه حتى بقية ضمير..

- مجلس نواب.. توصياته مكرورة من سنوات طوال .. لا حساب ولا عقاب.. مجلس يقر موازنة لا يزيد فيها مخصص تعليم الطفل في العام عن 1000 ريال، ولا يتعدى فيها مخصص كل مواطن من العلاج عن 750 ريال.. إنه مجلس يشرعن الفساد ويسوق الجهل والمرض والتخلف..

- مجلس النواب هذا يا سادة (راعي ورعية).. مجلس محكوم بالعائلة والقبيلة ورجال الأمن.. دوره في الأساس - كما هو شاهد الحال- تمرير القروض، وتشريع الجرع والفساد.. مجلس لا يمارس رقابة حقيقية حتى في حدودها الأدنى.. والأقسى من ذلك أن المعارضة فيه (لا تهش ولا تنش)؛ ولائحة المجلس تداس كل يوم أمام العين والبصر ولا يثور أحد، وبعض نواب المعارضة، ممن يظهرون كبار، يصدعون بالحق في قاعة المجلس على شاشة التلفاز، تجدهم بالسر وفي الغرف المغلقة خاضعون، حداً تستحي منه الجداران والحجارة، ويستلذون بالسفرات والرحلات على حساب المجلس وتصريف رئيسه .. إنهم أرخص مما تتصورون ..وسأكتب عن هذا ذات يوم .

 

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي