الرئيسية المقالات حوارات الامين العام للتنظيم الناصري: نرفض استخدام القوة لفرض الآراء ونحذر من مغبة اشعال شرارة الاقتتال الاهلي
الامين العام للتنظيم الناصري: نرفض استخدام القوة لفرض الآراء ونحذر من مغبة اشعال شرارة الاقتتال الاهلي
الوحدوي نت
الوحدوي نت

حذر الامين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان من خطورة التطورات المتلاحقة في المشهد السياسي والأمني في اليمن، ودعا العقلاء في البلد لبذل الجهود الممكنة لإيقاف التداعيات وإنقاذ الموقف، مؤكدا ان لا سبيل لحل الأزمة في اليمن سوى بالحل السياسي والحوار.

الوحدوي نت

وقال ان التنظيم الناصري سعى من خلال المبادرة التي تقدم بها احتواء الموقف والعمل على نزع فتيل الازمة، مشيرا الى أن التنظيم ظل وسيبقى منحازا للوطن وليس له اي مصلحة في التخندق مع طرف دون اخر.

وارجع نعمان في حوار مع صحيفة الوحدوي الانهيار الاقتصادي الحاصل في البلد إلى الفساد المستشري والنهب المنظم للثروات والخزينة المفتوحة لشراء الذمم والولاءات واعتبر ذلك جزء من التركة التي ورثتها الحكومة الحالية عن النظام السابق.

وانتقد الامين العام للتنظيم الناصري سياسة الرئيس هادي في ادارة البلد وقال انه يستخدم اليات وأدوات النظام السابق التي اعتبرها احدى معوقات الخروج من الازمة ومعالجة الاختلالات، داعيا الرئيس هادي لعدم التسرع في اتخاذ القرار، وأن تكون قراراته وتوجهاته متوائمة مع القوانين النافذة وغير متعارضة معها، كما دعاه لتجاوز عقدة التوازن التي حرص عليها بين أطراف القوى العسكرية أو القوى القبلية وأن يتقدم نحو القوى المدنية ذات القوة الحقيقية والفعل الحقيقي.

وتحدث الامين العام للتنظيم الناصري عن مجاز تنظيم القاعدة بحق العسكريين في الجنوب والاقتتال في الشمال، والدور الاقليمي والدولي في اليمن، كما تطرق للحديث عن اداء احزاب اللقاء المشترك، والتوجه لتعزيز البناء المؤسسي للتنظيم الناصري وعديد قضايا تجدونها في الحوار التالي:

حاوره/ محمود شرف الدين

   • ما هي قراءتكم للوضع الراهن في اليمن خاصة في ظل التصعيد الحاصل؟

- الوضع خطير، والتطورات تتسارع وأي شرارة يمكن أن تؤدي إلى مواجهات مسلحة واقتتال داخلي من الصعوبة بمكان توقع نتائجها أو النهاية التي ستنتهي إليها، هناك طبعاً حشود تتجمع على مداخل العاصمة يقال إنها سلمية واعتصامات وحشود بداخلها وهناك حشود ومسيرات مضادة، والتعبئة للشارع من الطرفين قد تؤدي إلى صدام، نحن من حيث المبدأ مع حق التعبير السلمي عن الرأي أو الموقف وضد استخدام العنف والقوة أو التهديد باستخدامهما كوسيلة لفرض الرأي أو الموقف السياسي وقد عبرت الأمانة العامة للتنظيم عن هذا الموقف مراراً، الأمر يتطلب تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية وحقن دماء اليمنيين، لو أشعلت شرارة الفتنة في صنعاء فإن أجزاء من اليمن قد تسقط في يد القاعدة وذلك سيفتح الباب لمواجهات مسلحة واقتتال داخلي قد يأخذ طابعاً مذهبياً ما سوف يؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.. الأمر خطير وخطير جداً يتطلب من كل العقلاء بذل كل الجهود الممكنة لإيقاف التداعيات وإنقاذ الموقف،فلا سبيل لحل الأزمة في اليمن سوى الحل السياسي والحوار.

• هذا الوضع الحالي دفعكم إلى تقديم مبادرة لإزالة هذا التوتر وتلافي ما قد يحدث، إلى أين انتهت هذه المبادرة؟
 

- عندما فكرنا "في الأمانة العامة" بالتداعيات التي يمكن أن يؤدي إليها الوضع الحالي وبعد قراءة متأنية للأزمة، أسبابها وجذورها وتداعياتها اجتهدنا في تقديم مجموعة التصورات تضمنتها المبادرة، رأينا أنها توفر المدخل السياسي لمعالجة الأزمة الظاهرة ومحاصرة تداعياتها وتمهد الطريق السليم لمعالجة الأزمة الوطنية عبر الولوج إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها القوى السياسية والاجتماعية المشاركة في الحوار التي حددت مضامين الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية، والمبادرة هي اجتهاد يوفر الحل الأمثل من وجهة نظرنا، وبعد إعلان المبادرة أجرينا اتصالات ولقاءات مع أغلب القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومع المبعوث الأممي لليمن وبعض السفراء وتم إرسالها إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية.. كثير من القوى السياسية التي تواصلنا معها أو التقينا بها رحبت بالمبادرة وتبنتها والبعض أعلنت عن ذلك بشكل صريح وقد وجدنا لدى البعض ملاحظات وإضافات في التفاصيل لا تتعارض مع المبادئ التي ارتكزت عليها المبادرة يمكن أن تمثل إثراء للمبادرة،كما رحبنا بإجراء حوار بشأنها وإضافة ما يتم الاتفاق على إضافته إلى المبادرة.

• الخلاف يتركز بين طرفين الحوثي والرئيس عبدربه منصور هادي.. ما موقفهما من المبادرة ؟
 

- للأسف الشديد لم نتلقَ أي رد من فخامة رئيس الجمهورية مع أننا سلمنا نسخة من المبادرة لمكتبه وطلبنا مقابلته لتوضيح ما قد يكون ملتبساً لديه في المبادرة، أو تقديم الرد على أي تساؤلات بشأنها لكن لم يتفاعل مع هذه المبادرة وحتى هذه اللحظة لم نتلقَ منه أي رد عليها.

وبالنسبة للحوثي فإن الذين قابلناهم من أعضاء المجلس السياسي لأنصار الله رحبوا بالمبادرة وأكدوا اتفاقهم مع مضامينها وأبدوا تحفظاً على ما تضمنته المبادرة بشأن معالجة موضوع رفع الدعم عن المشتقات الذي رأوا أنه يجب التراجع عنه قبل تشكيل الحكومة وإصرارهم على رفع الاعتصامات بالتدريج وباستثناء ذلك فإن المبادرة التي تضمنتها رسالتهم الموجهة لفخامة رئيس الجمهورية بعد عودة اللجنة الرئاسية من صعدة تتوافق إلى حد التطابق مع مضامين مبادرة التنظيم.

• برأيك إلى أين تتجه البلاد في ظل تصلب الطرفين؟
 

- في الظاهر الوضع مخيف، هناك حشود، وهناك إصرار من الطرفين على التمسك بمواقفهما المعلنة، فالرئيس فيما يبدو يصر على عدم التراجع عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية كما أن أنصار الله يصرون على التراجع عن رفع الدعم، وعدم رفع الحشود والمخيمات المحيطة بالعاصمة حتى لو تم التراجع عن رفع الدعم عن المشتقات وإقالة الحكومة بمبرر عدم الثقة، هذه المكابرة من الطرفين نخشى أن تؤدي باليمن إلى منزلقات خطيرة تدخل اليمن في صراع ومواجهات مسلحة تؤدي إلى نتائج كارثية، نحن في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري نطلب من الطرفين تحكيم العقل والمنطق والمصلحة الوطنية، وأي طرف يقدم تنازلاً ساعد على الحل هو تنازل للوطن ولحماية أمنه واستقراره وحقن لدماء اليمنيين وليس تنازلاً من شخص لشخص معين، المهم في هذا الموضوع ألا تقفل أبواب الحوار بل يجب أن تستمر مفتوحة، لأن الثمن الذي يمكن أن يتحمله اليمنيون بالحوار مهما طال أمده أقل بكثير مما يمكن أن يدفع فيما لو أشعلت فتائل الحرب والاقتتال.

• هناك من يروج أنكم إلى حد ما تبدون تعاطفا مع الحوثي، وأيضاً حتى الحوثي شكر التنظيم في خطابه.. ما تعليقكم؟
 

- نحن متعاطفون مع وطننا ومع أبناء شعبنا الذين نحن جزء منهم.. ليست لنا مصالح مع أي طرف من الأطراف، مصلحتنا مع بقاء اليمن موحداً، مع أمن واستقرار اليمن، مع حقن دماء اليمنيين، الأزمة دفعتنا إلى تكثيف اتصالاتنا مع الحوثيين بقصد احتواء الوضع القائم وبقصد إيجاد حلول ومخارج ممكنة للأزمة، واحتواء أي تداعيات لها.. قد نكون متفقين معهم في الموقف من رفع الدعم عن المشتقات، وفي تشكيل حكومة كفاءات تحقق الشراكة الحقيقية بين المكونات والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار وكذا في المطالبة بتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار وفق برنامج زمني وهي مطالب وطنية كنا سباقين في المطالبة برفعها، فالتنظيم مثلاً منذ انتهاء مؤتمر الحوار يطالب بتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار ويدعو إلى تشكيل حكومة كفاءات تحقق الشراكة الحقيقية بين مختلف القوى والمكونات المشاركة في الحوار وكل البيانات الصادرة عن اجتماعات اللجنة المركزية والأمانة العامة للتنظيم تؤكد على تمسك التنظيم بتلك المطالب، كما أن موقف التنظيم من رفع الدعم عن المشتقات النفطية واضح ومعلن في البيانات والبلاغات الصادرة عن الأمانة العامة قبل رفع الدعم وبعد رفعه، فقد حذر التنظيم مراراً من خطورة التداعيات التي قد تترتب على اتخاذ قرار غير مدروس برفع الدعم عن المشتقات ونبه إلى ضرورة القيام بحزمة من الإصلاحات قبل رفع الدعم، منها على سبيل المثال إسقاط الأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات للقوات المسلحة والأمن وأجهزة الخدمة المدنية وإنهاء الازدواج الوظيفي وإسقاط الاعتمادات المرصودة لشؤون القبائل وإسقاط الاعتمادات العينية من البنزين والديزل التي تصرف للقادة العسكريين وبعض المشائخ وإعادة النظر في الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة والأجهزة الحكومية وكنا نرى أنه لو اتخذت هذه المجموعة من الإجراءات مع تحريك سلم الأجور ورفع الحد الأدنى لها إلى الحد الذي يحفظ لكل مواطن يمني أن يعيش بكرامة، ومحاصرة الفساد والحد منه لا سيما في قطاع الكهرباء وقطاع النفط، وإعادة النظر في إنتاج الطاقة بالغاز لأنها غير مكلفة كان يمكن للحكومة أن تتجنب مهاوي الانزلاق إلى ما ذهبت إليه، نحن نختلف إذاً مع أنصار الله في الوسائل التي يعبرون بها عن هذه المطالب، نحن مع حق التعبير السلمي ولكننا نرفض استخدام القوة والتهديد باستخدامها لفرض الآراء والمواقف السياسية من أي طرف كان، كما نرفض أن يمارس أي طرف المظاهر السيادية بدلاً عن الدولة في أي مكان من أراضي الجمهورية ومواقفنا هذه معلنة ونعبر عنها بصورة مباشرة في لقاءاتنا معهم، ونحن لسنا مسؤولين عن ما يقوله الأخ عبدالملك الحوثي في خطاباته سواء شكرنا أو قال غير ذلك، لكني أعتقد أن الشكر هو توظيف سياسي من قبله، لموقف فرع التنظيم بالأمانة، المعبر عن رفض التظاهر المضاد للأسباب التي تضمنها بيان الفرع بعدم المشاركة في تظاهرة يوم الأحد لم يكن تعاطفاً مع عبدالملك الحوثي لكن بالالتباس الذي خلقه خطاب الحوثي، كان موقف الفرع واضحاً أنه ملتزم بمبادرة التنظيم وأنه لن يذهب إلى التظاهر التزاماً بمبادرة التنظيم هذا اولا وثانيا أن حالة الاحتقان الأمني الموجود في العاصمة قد لا تحتمل إخراج مظاهرة بمواجهة مظاهرة أخرى وقد يؤدي هذا إلى مواجهات تجر اليمن كله إلى الاقتتال.

• الانهيار الاقتصادي الحاصل والذي تزعم الحكومة أنه وراء اتخاذ قرار الجرعة هل له علاقة بأداء الحكومة والسلطة الانتقالية؟
 

- سبب الانهيار الاقتصادي يعود إلى الفساد المستشري والنهب المنظم للثروات والخزينة المفتوحة لشراء الذمم والولاءات وهذا منهج وسياسات ورثتها الحكومة الحالية عن النظام السابق الذي استمر شريكاً في حكومة الوفاق التي لم تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام لمعالجة الأوضاع السابقة المتردية اقتصادياً وأمنياً وسياسياً ، بالعكس تشكيل الحكومة من طرفي المؤتمر الشعبي وحلفائه والمشترك وشركائه أوجد قطبية ثنائية داخل الحكومة، في القضايا الخلافية مثلت عائقاً أمام عملية الإصلاح، فكانت الحكومة تعبيراً عن حالة الانقسام وليست حكومة وفاق بالمعنى المطلوب، هذا ساعد على تعميق الأزمة بشكل أكبر وأعاق عمل الحكومة باتجاه اتخاذ إصلاحات حقيقية لمعالجة الاختلالات، نحن نعترف في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن الحكومة كانت فخاً منصوباً لنا وقد شاركنا فيها كي لا يكون عدم المشاركة تعبيراً عن حالة انقسام في المشترك وحالة انقسام مجتمعي، لكن في الحقيقة الحكومة أسهمت في مزيد من الفساد أدى إلى الانهيار الاقتصادي ومزيد من الاختلالات الأمنية.

• هناك مطالبات عدة وبالذات منكم ومن معظم التيارات بتشكيل حكومة كفاءات فلماذا الإصرار على بقاء الحكومة الحالية في ظل الإخفاق القائم ،ومن المصر على بقائها برأيكم؟
 

- لست أدري من هو المصر على بقاء هذه الحكومة بعد إعلان معظم المكونات المشاركة في الحكومة الحالية دعواتها لتشكيل حكومة كفاءات وطنية تجسد الشراكة الحقيقية بين مختلف القوى والمكونات المشاركة في مؤتمر الحوار وفي وقت سابق توافقت الكتل السياسية في مجلس النواب على سحب الثقة من الحكومة وكان ذلك قد وفر فرصة مناسبة لتشكيل حكومة جديدة تنفيذاً لمخرجات الحوار لم يستغلها الأخ الرئيس وفضل إبقاء حكومة لم تعد القوى التي شاركت فيها متمسكة ببقائها، لذلك أخشى أن يحسب استمرار الحكومة على فخامة الأخ الرئيس لا سيما مع ما يتردد في الشارع من أقوال تفيد بأن فخامته لن يجد أفضل من هذه الحكومة الضعيفة ليمرر من خلالها ما يرغب في تمريره من مواقف وقرارات.

• برأيكم ماهي الآلية التي يدير بها الرئيس هادي البلد؟
 

- مع الأسف الشديد الرئيس هادي يدير البلد بآليات وأدوات النظام السابق وآليات الأقارب والمقربين المحيطين به والغارقين في الفساد، وهي آليات لا تساعد على الخروج من الأزمة ومعالجة الاختلالات، على الرئيس أن يختار فريقاً قادراً على مواكبة المرحلة، وأن لا يكون متسرعاً في اتخاذ القرار، وأن تكون قراراته وتوجهاته متوائمة مع القوانين النافذة وغير متعارضة معها وعليه أن يتجاوز عقدة التوازن التي حرص عليها بين أطراف القوى العسكرية أو القوى القبلية وأن يتقدم نحو القوى المدنية ذات القوة الحقيقية والفعل الحقيقي إذا ما استطاع أن يتجاوب مع طلباتها وأن يلبي تطلعاتها بقرارات يلمسها الشعب اليمني وتلمس هذه القوى توجهاً حقيقياً ماضياً نحو إصلاح الأوضاع في البلد فإن هذه القوى ستدافع عن مكاسبها وستشكل السياج الحامي والقوي للرئيس هادي ولمسيرة الإصلاح، اما إذا ما ظل مصراً على الإمساك بالعصا بين طرفي القوة أو أطراف القوة الموجودة ليخلق توازناً بينها كما يظن فإنه سيقود البلد نحو الدمار وليس نحو الخلاص.

• قراءتك لما يجري من حرب وأحداث عنف بشعة في الجنوب من قبل القاعدة؟
 

- القاعدة في اليمن دعمت من قبل قوى نافذة في النظام السابق، وضفت نشاطها لتكون أداة بيدها لتهديد خصومها ومعارضيها وإسكاتهم بل وإقصائهم من الحياة، وفي فترة تالية كانت وسيلة من وسائل الابتزاز للداخل والخارج ومن أجل ذلك قدمت لها التسهيلات والحماية لأفرادها، وبفعل تلك التسهيلات تحولت اليمن إلى ملاذ آمن للقاعدة ومعسكر تدريب وقاعدة انطلاق وهي منتشرة بشكل كبير في كثير من المحافظات وقد ساعدها على ذلك اتساع رقعة الفقر والبطالة في صفوف الشباب، كما أن أعمال العنف التي نفذت خلال الفترة السابقة تدل على أن القاعدة تمكنت من اختراق الأجهزة الأمنية والعسكرية وبشكل مرعب وكادت أن تسقط محافظات كاملة في مرحلة من المراحل، هذا العنف الموجود الآن في المحافظات الجنوبية من أشد الأخطار التي تواجه اليمن لا سيما مع حالة الاحتشاد في صنعاء ومحيطها التي تصنف بأنها ذات لون مذهبي بما يوفره من بيئة مناسبة لتعبئة متطرفة في الجانب المقابل، وإذا لم توقف التداعيات واستمر تصاعد الأزمة باتجاه مواجهة مسلحة فإن القاعدة المنتشرة في حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء ومأرب ومحافظة إب يمكن أن تبسط سيطرتها على هذه المحافظات أو أجزاء منها لتعلن فيها إمارة مستقلة أو تابعة لدولة الخلافة الداعشية، فالوضع خطير جداً وأعتقد أن الأدوات الخارجية التي مولت القاعدة وما يسمى بالدواعش، الآن باتت تشعر بخطورة ما أقدمت عليه وهي الآن تعاني من نذر الخطر المحدقة بها سواء من شمالها أو من جنوبها، نحن في اليمن نسأل الله سبحانه تعالى ان يعيننا على أن لا تقع هذه الكارثة.

• .. سقوط عمران بهذه السهولة في ظل غياب دور الرئيس والدولة بعد فترة طويلة من المواجهات هناك، يقال بأنه هوالذي فتح شهية الحوثي لأن يخيم في مداخل صنعاء،ما رأيكم في ذلكم؟
 

في اعتقادي أن عمران لم تسقط بسبب قوة الحوثي فقط وإنما كانت هناك أسباب كثيرة سهلت سقوطها، ومن ذلك شعور كثير من العشائر والقبائل بأنها ظلمت وهضمت من قبل قوى النفوذ القبلي وكانت تنتظر اللحظة التي يمكن أن تثور أو تعبر فيها عن رفضها لهذا الظلم القائم، ومنها أيضاً عدم قدرة قوى النفوذ القبلي على حشد وتحشيد القبائل للقتال معها، لأنها لم تعد في حاجة لما تقدمه مراكز النفوذ القبلي من فتات الأموال، إضافة إلى التسهيلات التي قدمها الرئيس السابق بحشد قوى النفوذ التابعة له في مناطق حاشد والمناطق الأخرى المحيطة بعمران لمناصرة الحوثي وتسهيل تقدمه نحو عمران والسيطرة عليها، وهناك أخطاء اخرى أيضاً لبعض القوى التي حشدت مع لواء القشيبي وعلي محسن من مختلف المحافظات، تواجد هذه المليشيات مع قوات الجيش ربما أثرت على معنوياته لا سيما مع ما يشاع من أن تلك المليشيات مارست أساليب استعلاء على منتسبي الوحدات العسكرية أضعف معنوياتهم، كما أعتقد أن قائد المعسكر لم يكن مقدراً للمخاطر ولا لقوة الحوثي بشكل دقيق، هذه العوامل المجتمعة أسهمت في السقوط ، فضلاً عن الموقف السلبي للقيادة السياسية من هذا الأمر فقد ساهم إلى حد كبير في تسهيل اجتياح وسقوط عمران، لأن موقف القيادة حينها كان أمراً غير مفهوم، بمعنى ان هناك معسكراً موجوداً داخل المعركة فإما أن يكون هذا المعسكر معتدى عليه وهنا يجب أن يعزز بقوة لحمايته وإذا كان المعسكر دخل في الحرب بغير قرار كان من الواجب أن تتخذ الإجراءات القانونية لمحاسبة من دخل في الحرب بغير قرار لكن تغافل القيادة عن هذا وذاك فسر من البعض بأنه تعبير عن رضاها بما يجري لأنه سوف يؤدي إلى إضعاف قوة لديها رغبة في إضعافها.

• هل تعتقد أنه كان هناك تسهيل او ضوء اخضر إقليمي أو دولي؟
 

- كل شيء وارد، على الأقل على المستوى الإقليمي.

• مخرجات الحوار الكل يتحدث عنهاوضرورة الالتزام بها وتنفيذها.. لكنها لم تتقدم خطوة وكذلك عملية استكمال نقل السلطة، ما هي برأيكم معيقات ذلك؟
 

- مخرجات الحوار في وثيقة الضمانات كان الأمر واضحاً أنه لكي تنفذ يجب أن تنشأ مؤسسات التنفيذ من القوى التي شاركت في الحوار والتي لديها القناعة بهذه المخرجات لتسرع خطوات عملية التنفيذ وهي الهيئة الوطنية للإشراف ومتابعة تنفيذ مخرجات الحوار والتي تم إصدار قرار متأخر بتشكيلها وبصورة مخالفة لوثيقة الضمانات وهو القرار الذي أشرنا في مبادرتنا إلى ضرورة تصويبه وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ليعود الأمر إلى نصابه الصحيح، وحكومة الشراكة الوطنية هي المؤسسة المهمة التي ذكرت في وثيقة الضمانات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، لم تشكل حتى الآن، وعدم تشكيلها مخالف لوثيقة الضمانات لتنفيذ المخرجات التي تضمنت النص على تشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل فيها كل الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار لتمضي باليمن قدما عبر تنفيذ هذه المخرجات، وجاء هذا النص في وثيقة الضمانات معبراً عن قناعة كل القوى المشاركة في الحوار لأنهم كانوا يدركون بأن حكومة الوفاق عاجزة وفاشلة وغير مؤتمنة على تنفيذ مخرجات الحوار ومع ذلك كان هناك إصرار على بقائها، وهناك مجلس الشورى رغم أنه لا يملك صلاحيات تشريعية لكن كان هناك توافق على أن تمثل فيه كل القوى المشاركة في مؤتمر الحوار، هذه مؤسسات معطلة حتى الآن، فمخرجات مؤتمر الحوار لا يمكن لها أن ترى النور ما لم تتوافق المكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار على تشكيل حكومة شراكة تمثل فيها بشكل صحيح وأن يتم التغيير في مستويات السلطة المختلفة، ونحن لا نقصد تقاسم الوظيفة العامة كما يقال لكن التغيير في مستويات السلطة المركزية والمحلية في مواقع صنع القرار واعني المحافظين و مدراء المديريات، إذا لم يتم التغيير في هذه المواقع فمعنى ذلك أن القاعدة الشعبية سوف تظل مشدودة للقوى القديمة التي أنتجت السلطة المحلية القائمة على مستوى المديرية والمحافظة وبالتالي فإن هذه القوى سوف تذهب إلى الانتخابات محتفظة بكل قواها وإمكانياتها وسوف تعيد إنتاج نفسها من جديد.

• تقييمكم لأداء المشترك، وهل لديكم رغبة بإقامة تحالفات مع كيانات أخرى خارج المشترك أيضاً؟
 

- بعد المؤتمر الحادي عشر وقفت الأمانة العامة أمام أداء المشترك خلال المرحلة السابقة وأمام ما تتطلبه هذه المرحلة أيضاً من اصطفاف وتحالفات لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والعبور نحو الدولة المدنية ورأينا أن هناك اختلالات كبيرة جداً صاحبت أداء المشترك في الفترة السابقة سواء من حيث الأداء أو من حيث اتخاذ القرار، ورأينا أن أول قضية يجب أن تطرح على شركائنا في المشترك هي تقييم تجربة المشترك وأدائه خلال المرحلة الماضية، لا بقصد المحاكمة لأحد ولكن لاكتشاف الأخطاء لتجاوزها والصعوبات لمعالجتها وتصويب الاختلالات التي رافقت أداء المشترك وتصويب العلاقة بين أطرافه، ثم يأتي بعد ذلك التوافق على برنامج محدد المهام للمرحلة القادمة في إطار المشترك ليكون ذلك البرنامج مشروعاً مطروحاً للحوار مع مختلف القوى لخلق تحالف واسع.

• التوافق والشراكة هما أساس إدارة المرحلة الانتقالية.. إلى أي مدى تحقق هذا؟
 

- لم يتحقق شيء من ذلك لا توافق ولا شراكة، فإذا كانت العلاقة بين الشركاء في اللقاء المشترك اختلت بسبب الرغبة في الاستحواذ والاستئثار من قبل بعض الأطراف فيه، فإن التوافق والشراكة على صعيد الدولة اختلت أيضاً، ففيما عدا تشكيل الحكومة والتوافق على بعض القرارات الأخرى، كانت تؤخذ معظم القرارات لا سيما تلك المتعلقة بإحداث تغييرات في مواقع القرارات في السلطة على المستوى المركزي والمستوى المحلي تمت بإرادة الرئيس فقط، وإن كان بعضها استفاد منه بعض أطراف المشترك، فقد تنازل المشترك عن ممارسة حقوق الشراكة في التغيير وإدارة البلاد للرئيس تحت زعم تقويته في مواجهة حالة الانقسام في المؤتمر التي مثلت عائقاً للرئيس وبعد ذلك صار ما تنازل به المشترك حقاً مكتسباً للرئيس الذي تفرد في كثير من القرارات المتعلقة بعملية التغيير بما في ذلك قرار التعديل الوزاري الجزئي الذي كان مخالفاً للإرادة التي توافق عليها المتحاورون في مؤتمر الحوار، وهو ما أدى إلى بقاء الحكومة رغم دعوة كل الأطراف لتغييرها وتشكيل حكومة شراكة حقيقية.

• في اتجاه استكمال نقل السلطة..شكلت لجنة التحقيق الدولية، هل ترى أن هناك جدية في التحقيق من قبلها وانها ستصدر إدانات وعقوبات بحق المعرقلين أم انها مجرد سيف مسلط لتحقيق أشياء اخرى؟
 

- اقول لك بصراحة ما لم يصنع القرار بإرادة اليمنيين في الداخل وتستمر إرادة التغيير وتتوحد قواه، فان المجتمع الدولي لن يعمل شيئاً، يعني في النهاية المجتمع الدولي يعبر عن مصالح قوى معينة، لذلك يجب أن تكون قرارات التغيير مصنوعة في الداخل، قرارات يمنية تفرضها قوى التغيير، المجتمع الدولي يمكن أن يكون عبارة عن قوة معززة لهذه القوى، أما أن نراهن على أن هذا التحقيق وان هذه اللجنة سوف تؤدي إلى احداث التغيير الحقيقي في اليمن فهذا أمر غير صحيح.

• هناك أحداث تجري بين الحين والآخر تتخذ كأوراق، وهناك أحداث تكون قائمة في الواقع، مثلاً قضية النفق الذي قيل أنه يستهدف اغتيال الرئيس السابق، ما صحة ذلك؟
 

- بصرف النظر عن حقيقة القصة ومن ورائها نحن ندين أعمال العنف والاغتيالات من أي طرف كان وضد أي طرف كان، موضوع النفق أنا الآن لا أستطيع أن أتحدث فيه لأن الموضوع لا يزال رهن التحقيق ومطلوب من السلطات المعنية أن تعلن نتائج التحقيق أولاً بأول وبشفافية.

• في الشأن التنظيمي استقبلت القوى السياسية وكذلك الشعب اليمني عقد المؤتمر العام الحادي عشر بحفاوة بالغة وبترحيب واسع على أنه سيسهم من خلال مخرجاته التنظيمية والسياسية وغيرها من الجوانب في تحريك الجمود والدفع بالعملية السياسية باتجاه استكمال تحقيق أهداف الثورة، إلى أي مدى أنتم متجهون في ذلك؟
 

- انعقاد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر للتنظيم في هذه الظروف عبر عن إرادة وعزيمة الناصريين وإصرارهم على ممارسة الديمقراطية والاستحقاقات في إطار التنظيم مهما كانت الظروف وقد مثل ذلك ظاهرة إيجابية لاقت ترحيباً من كل القوى في الساحة اليمنية وخارجها ونحن بصراحة شعرنا بأن ثقة زملائنا في اللجنة المركزية ألقت علينا بمسؤولية وطنية وتنظيمية كبيرة، نسأل الله أن يعيننا للقيام بها، ونحن في الأمانة العامة بدأنا نضع خارطة طريق بالقضايا العاجلة والملحة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الوطني وبدأنا نحدد أولوياتنا.. على صعيد التنظيم ستكون باتجاه تعزيز البناء المؤسسي داخله هذه الخطوة الأولى، الخطوة الثانية : نبحث في وسائل تطوير أداء التنظيم وفاعلية الهيكل وتوظيف القدرات الموجودة لدينا في التنظيم لخلق أداء فاعل على الصعيد التنظيمي وداخل المجتمع، لأننا ندرك أن علينا مسؤولية وطنية في التنظيم، كما أن الأحداث المتسارعة منذ انعقاد مؤتمر التنظيم وحتى هذه اللحظة تفرض علينا أيضاً دوراً يجب أن نقوم به ولا يمكن النهوض به ما لم نعد أنفسنا داخلياً للقيام به، نحن الآن على الصعيد النظري استكملنا مشروع خطتنا للبناء الداخلي ولتعزيز دورنا على المستوى الوطني، هذه الخطة سوف تقدم للجنة المركزية التي ستنعقد في نهاية هذا الأسبوع وبمجرد إقرار هذه الخطة سوف نشرع في تنفيذها، لكن لدينا بعض الصعوبات، منها صعوبات ذاتية على المستوى الداخلي تتعلق بالإمكانيات، نعتقد أننا لو فعلنا جانب تقييم الأداء والفاعلية في الجانب التنظيمي فسنستطيع التغلب عليها وسنحتاج وقتاً فيما يتعلق بالإمكانيات، والنقطة الأخرى هي: عملية ضبط الأداء المؤسسي، نحن وضعنا في اعتقادنا فترة سنة إذا ما تمكنا خلالها من ضبط هذه الأمور سنجد أنفسنا في وضع أفضل مما نحن عليه بكثير إن شاء الله.

• هل لديكم رؤية لتعزيز البناء المؤسسي الداخلي للتنظيم ؟
 

- أكيد.. أكيد.

التنظيم يمثل الحامل السياسي للمشروع القومي العربي وأيضاً يمتلك رصيداً نضالياً وتاريخياً مشهوداًولديه زخم شعبي واسع في اليمن، ما هي رؤيتكم المستقبلية لإنعاش عملية الاستقطاب، وهل ترى حاجة لإعادة الهيكلة داخل التنظيم؟
 

- طبعاً في هذا الإطار نحن درسنا الوضع القائم والقدرات الموجودة لدينا ولدينا تصورات لإعادة بناء الهيكل ولإعادة التواصل وتطوير وتفعيل الأداء وحتى وسائل الاستقطاب أيضاً والعمل الجماهيري ولدينا تصورات تساعد على توسيع قاعدة انتشار التنظيم وإبراز حضوره، ولكن الخطوة الأولى الآن أن نبدأ بترتيب بعض المؤسسات الموجودة لدينا، ولدينا أيضاً برامج ومشاريع لتطوير أدائنا وتأهيل القيادات وكوادر التنظيم وإمكانية الاستفادة من القوى البشرية المتوافرة وتوظيفها لتحقيق حضور فاعل يمكن التنظيم من التحول إلى قوى مشاركة ومؤثرة.

• مخرجات الحوار الوطني تستدعي اعادة النظر في النظم والآليات التنظيمية بما يتوافق معها هل تم ذلك؟
 

- هذا قرار صدر من المؤتمر الوطني العام ولدينا تصور لتنفيذ هذا القرار، حيث يجب أن نعيد النظر في الهيكل بما يتوافق مع شكل الدولة وتطوير مؤسسات التنظيم بما ينسجم معها.

• تاريخ الحركة الناصرية والأحداث التي واكبتها وكانت جزءا منها..هل هناك من توجه لكتابتها؟
 

- نعم شكلنا لجنة لهذا الموضوع ولدينا توجه الآن وقد تضمنت خطة العمل التي ستقدم إلى اللجنة المركزية رؤية للتعامل مع هذا الموضوع، ونحن طبعاً عازمون على كتابة تاريخ التنظيم خلال هذه المرحلة.

• جثامين شهداء حركة 78 لا تزال مجهولة المصير هل من تحركات جدية للكشف عنها؟ وما الذي تم في اتجاه المطالبة بإعادة فتح التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي؟
 

- هذا الموضوع يحتل أهمية كبيرة في اهتمام الأمانة العامة وهو ضمن أولويات عملها، الآن ما يعني أن تصبح مسألة البحث عن الجثامين مؤجلة في هذه المرحلة، حسب الأولويات.

• ما رأيكم في دعوة المصالحة خارج إطار العدالة الانتقالية ومبدأ التعويض وجبر الضرر؟
 

- المصالحة السياسية بين الأطراف، قد تمت في مؤتمر الحوار الوطني، فقد جلست كل القوى وتحاورت وتوافقت على مخرجات تضمنت المضامين لبناء الدولة، لكن المصالحة الوطنية التي تعني حق الناس في معرفة مصير ذويهم وفي معرفة من ارتكب الانتهاكات، حق الناس في الحصول على التعويض، و الاعتذار، وفي تخليد الذكرى هذا أمر لا يمكن أن يتم إلا بعد العدالة الانتقالية، فالمصالحة الوطنية أمر يخص المتضررين وذوي الضحايا.

• أستاذي يفترض خلال الفترة الانتقالية إتاحة الفرصة للأحزاب التي تعرضت للتهميش والإقصاء في السابق أن تأخذ نفساً وأيضاً أن تعيد بناء نفسها وتثبت وجودها وحجمها الحقيقي بما تمتلكه من تجربة، و بحكم أن التنظيم كان إحدى الكيانات التي تعرضت للملاحقة والتهميش والتضييق الخ.. هل أتيح لكم ذلك؟
 

- المشاركة أولاً يجب أن تستند على أساس شركة كل القوى في السلطة المركزية وكذلك السلطة المحلية المناط بهما إدارة سياسة الدولة وتعديل قانون الأحزاب بما يحقق العدالة في توزيع الدعم المالي على أسس ومعايير جديدة غير تلك الأسس المعتمدة في القانون النافذ، شراكة تقوم أيضاً على قاعدة المساواة بين كل القوى السياسية ومن ثم تحييد الوظيفة العامة التي يجب أن تستند على قاعدة القدرة والكفاءة فقط وهو أمر ننشد الوصول إليه بعد إخفاق الحكومة في تحقيقه خلال الثلاث السنوات المنصرمة والذي إن استمر فإن قوى النظام السابق أو تلك التي تمتلك الإمكانيات ستتمكن من خلاله من إعادة إنتاج نفسها ومن ثم تسيير الأداء بنظمها وآلياتها السابقة التي أوصلت البلاد إلى ما هو حاصل اليوم من تراكم فشل في مختلف مجالات الحياة نجني نتائجه ونتجرع تبعاته..

إذاً نحن نريد أن نصل إلى مرحلة يقف فيها الناس جميعاً على قاعدة واحدة.. أرضية مستوية يتساوى عليها جميعهم دون تمييز.. قد تكون النظرة مثالثة لكن على الأقل نعمل على الحد من حجم الفارق وفراغ الهوة.

• فيما يخص المشهد العربي، هناك صراعات قائمة وازمات في كل دول ثورات الربيع العربي، كيف تفسر ذلك؟ وما تأثيرها على اليمن؟
 

- تفسيري طبعاً يتمثل في أن القوى الدولية المهيمنة فوجئت بثورات الربيع العربي هذه المفاجأة دفعتها لحشد إمكانياتها بأقصى طاقة لديها لاحتواء الثورات إن استطاعت فإن لم تستطع احتواءها فإن البديل هو دفع قوى الثورة إلى الصدام والصراع على السلطة وضرب مؤسسات الدولة والعمل على تمزيقها، هذه القوى التي تفاجأت ارتبكت فذهبت بدون مشروع جاهز للتعامل مع هذه الثورات إما بالاحتواء أو بالتدمير والإعاقة.

- فيما يخص القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني الذي تعرضت له غزة والمقاومة والاتفاق الذي تم كيف تقرؤون ذلك؟
 

رغم كل الألم الذي يعتصرنا مما جرى في غزة من تدمير وتمزيق، وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين نترحم عليهم والجرحى الذين ندعو لهم بالشفاء أستطيع القول بأن صمود المقاومة حقق انتصاراً باهراً على الصعيد الميداني، وأسقط هالة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، آثار هذا النصر تظهر داخل الكيان الصهيوني الذي برزت فيه حالة الانقسام وقد تؤدي إلى إسقاط حكومة نتنياهو التي خاضت الحرب، انتصار المقاومة عزز من معنويات المقاومة في فلسطين، وعزز معنوياتنا نحن في الوطن العربي، ونحن نشعر بالعزة والفخر.. لأول مرةفيتاريخ الصراع مع الصهاينة تقصف الأراضي المحتلة في 48 من داخل الأراضي الفلسطينية ، رغم أن الخسائر كبيرة وفادحة لكن هذه عززت قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية والصمود لدى الشعب الفلسطيني ووضعت هذه الخطوة اللبنات الأولى في طريق تحرير كافة الأراضي الفلسطينية، ولولا التخاذل العربي لكانت النتائج أجبرت إسرائيل على القبول بكل شروط المقاومة، لكن التخاذل العربي، والتردد المصري، وقبولها بدور الوسيط في الوقت الذي يفترض أن تكون طرفاً في هذه المعركة، لأنها معركة الأمة العربية كلها وهذه القضية هي قضية العرب المركزية.

• التقيتم جمال بن عمر فماذا جرى خلال اللقاء؟
 

- قدمنا له مبادرة التنظيم وعرضنا عليه وجهة نظرنا في الأزمة القائمة وأسبابها والتداعيات التي يمكن أن تؤدي إليها من وجهة نظرنا وقد رحب بمبادرة التنظيم وأثنى على دوره في الحوار وحثنا على تكثيف اتصالاتنا بمختلف الأطراف لاحتواء التداعيات.

• برأيكم ماهو المخرج من الوضع الراهن في اليمن؟
 

- نرى أن الحل هو في أن يوجه فخامة الأخ الرئيس دعوة لكل الأطراف المشاركة في الحوار للتشاور لتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الحقيقية بين الأطراف التي شاركت في الحوار والاتفاق على برنامج زمني للحكومة لإنهاء المرحلة الانتقالية ومعالجة تداعيات رفع الدعم عن المشتقات التي لم يصدر قرار برفعها حتى هذه اللحظة من الحكومة والمبادرة إلى تطبيق حزمة الإصلاحات التي قدمها التنظيم وأقرها المشترك وقدمت للحكومة، وعدم التصعيد من قبل الأطراف والقبول بالحوار كونه الطريق إلى الحل وعلى فخامة الأخ الرئيس أن يباشر بالدعوة إلى التشاور حول تشكيل الحكومة والاتفاق عليها ما دام ذلك يمثل مطلباً تجمع عليه كل القوى.

• هناك اتهامات لجهات اقليمية ودولية بالتورط في جر اليمن الى حرب طائفية ومذهبية خدمة لمصالحها مامدى صحة ذلك ؟؟ وهل ترون انها قد تنجح في ذلك؟؟
 

- هناك أخبار يتم تداولها في وسائل الإعلام وفي المستوى السياسي نحن لا نملك معلومات حولها المفروض أن تعلن للناس تلك المعلومات وأن يتم التحقيق في أي اتهامات أو قضايا وتقدم للمحكمة الأطراف الإقليمية التي لها مصالح في اليمن كثيرة وإذا لم يتحصن اليمن بوحدة قوى المجتمع فإنه سيكون ساحة مفتوحة لكل الطامعين في خيراته.

إقراء أيضا