الرئيسية المقالات حوارات المخلافي: أسس الحل في اليمن متاحة عبر القرار الاممي والمبادرة الخليجية
المخلافي: أسس الحل في اليمن متاحة عبر القرار الاممي والمبادرة الخليجية
الوحدوي نت
الوحدوي نت

اعتبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي أن المشاركة الإماراتية الفعالة على كافة المستويات العسكرية والأمنية والإغاثية في بلاده شكلت إلى جانب جهود التحالف العربي ، العامل الأبرز في تحقيق التحولات الإيجابية التي حققتها الشرعية خلال الأشهر الأخيرة ، ما مكنها من ممارسة صلاحياتها وسلطاتها من داخل اليمن وليس من خارجه مثلما حدث عقب انقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على الدولة اليمنية، ورأى أن الشعب اليمني سيظل ممتناً لهذه المشاركة والتي تجسد الانتماء إلى العروبة الحقيقية وتجسيد ذلك عملياً. 

الوحدوي نت

جاء ذلك في حوار «الخليج» على هامش مشاركة المخلافي مؤخراً في أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم الأحد الماضي ، والذي تطرق إلى كافة الملفات المتصلة بالمشهد اليمني.

أجرى الحوار بالقاهرة:العزب الطيب الطاهر

* بداية سعادة الوزير كيف تقيّم دور دولة الإمارات العربية ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن؟

- لا شك أن تشكيل التحالف العربي وعملياته التي اتخذت في البداية مسمى «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل»، جسد بحق وقوف الأشقاء مع اليمن وشعبه وقيادته الشرعية على تنوع الأدوار التي يلعبها كل طرف للمساعدة في إعادة بناء الدولة، وفي هذا السياق فإن المشاركة الإماراتية في إطار هذا التحالف تبدو شديدة الفعالية على كافة المستويات العسكرية والأمنية والإغاثية، وشكلت إلى جانب جهود التحالف العربي العامل الأبرز في تحقيق التحولات الإيجابية التي حققتها الشرعية خلال الأشهر الأخيرة، وسيظل الشعب اليمني شاعراً بكل الامتنان لهذه المشاركة.

 

* ما الحقائق على الأرض بالنسبة للصراع في المرحلة الراهنة ؟

- إن أغلبية الشعب اليمني ترفض الانقلاب الحوثي وحتى لو كان للمعزول صالح بعض التأثير في بعض المناطق ، فإن هناك تراجعاً وانحساراً في نفوذ الانقلابيين وأستطيع أن أؤكد بيقين أن أكثر من 70 في المئة من الأراضي اليمنية هي الآن تخضع للشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، بعد أن تلقى الانقلابيون هزيمة نكراء في المحافظات الجنوبية وحتى محافظة تعز التي تقع في جنوب شمالي اليمن ، فإن أغلب مساحتها في قبضة الشرعية ، والحصار مفروض على مدينة تعز العاصمة فقط وفي أجزاء مفصلية منها . إن المشهد اليمنى يقوم على معادلة وجود الرئيس هادي وحكومته ووزرائه في عدن والشرعية تتقدم والانقلابيون يتراجعون، وأود هنا أن ألفت إلى أن الحرب الدائرة في اليمن فجرتها مجموعة من الأوهام المدعومة بالقوة وهو ما جعل الشعب اليمني يدفع ثمن هذه الأوهام، فهناك وهم المعزول صالح باستعادة السلطة بعد ثورة عظيمة وشهداء بالآلاف رغم طبيعتها السلمية ، ووهم الحوثيين بالعودة إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول 1962، بالإضافة إلى وهمهم بإمكانية استغلال الانقسام الدولي للتخلص من قرار مجلس الأمن رقم 2216، لكن الحقيقة الساطعة الآن هي أن كل هذه الأوهام انكسرت.

* كيف تستعدون للجولة الجديدة المرتقبة في جنيف نهاية الشهر الحالي؟

- إننا نستعد للتوجه إلى جنيف على الرغم من المماطلات الحوثية، ولدينا معطيان أساسيان أولهما أن هناك توافقاً دولياً على الحل السياسي للأزمة من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 وقناعتي بأن لدينا فرصة في هذا الجانب أكثر من الأزمات الأخرى في المنطقة ، باعتبار أن أسس الحل متاحة وقائمة سواء عبر القرار الأممي أو المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أما الثاني فيكمن في امتلاكنا مساحة من التفاؤل بأن ثمة سلاماً قادماً وقناعتنا بأن الصراعات الداخلية لا تنتهي إلا عبر الانخراط في المفاوضات وصولاً لاتفاق سياسي.

* وما تقييمكم لجولة المفاوضات التي جرت في جنيف ديسمبر الماضي؟

- قبل التوجه إلى جنيف لبدء الجولة الثانية من المفاوضات أمضينا ما يقارب الشهر والنصف في مفاوضات غير مباشرة مع إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن لتحديد الأسس التي تنهض عليها عملية التفاوض مع الجانب الحوثي وجماعة صالح، وتم الاتفاق على جدول الأعمال وعلى اللائحة التنظيمية لتشكيل الوفود ، وكنا من جهتنا كممثلين للشرعية جادين وتم تحديد أربع نقاط لتدور بشأنها المباحثات، وهي أسس تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 واستمرار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ثم خطوات بناء الثقة عن طريق الإفراج عن المعتقلين والانسحاب من المدن وأخيرا تيسير تقديم الإغاثات الإنسانية للمناطق المتضررة، والمفارقة أنه عند بدء المفاوضات في جنيف أعلن الجانب الآخر رفضه للإفراج عن المعتقلين وملف الإغاثة ، غير أننا أعلنا لهم رفضنا القاطع لهذا التوجه بالذات فيما يتصل بالإغاثة على أساس أننا نتصرف كدولة مؤكدين التزامنا بإزالة أي عقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية لأي منطقة في اليمن، بينما الطرف الآخر أصر على موقفه وبالتالي فإن مدينة تعز المحاصرة لم تدخلها أي مساعدات منذ شهر يوليو/تموز الماضي ، وهي تكابد أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة ، وعلى الرغم من بعض الضغوط الدولية التي مورست على الوفد الحوثي في نهاية مفاوضات الجولة الأخيرة في جنيف وإعلان موافقتهم على دخول المساعدات الإنسانية لتعز إلا أنه لم تدخلها حتى الآن أي أنواع من المساعدات والحصار ما زال مستمراً.

 

* ماذا حدث في ملف الإفراج عن المعتقلين والذي نص عليه قرار مجلس الأمن؟

 

- لقد رفض ممثلو الانقلابيين عملية الإفراج عن المعتقلين بينما التزمنا من جهتنا بالإفراج عن أي معتقل ينتمي للحوثيين أو لجماعة صالح ، وفي حقيقية الأمر لا يوجد لدينا معتقلون، بينما يوجد نحو 1900 أسير منهم ويوجد لديهم نحو 1400 أسير ينتمون لقوات الجيش اليمني والمقاومة ، لقد بلغ الأمر بنا أن ناقشنا الطرف الآخر حول ما إذا كان المعتقلون أحياء أو لقوا حتفهم، ومن بينهم شقيق الرئيس هادي وغيره، ووعدونا بالإفراج عنهم إلا أنهم لم يقوموا بالوفاء بهذا الوعد.

* تبدو هناك إشكالية في الاتفاق على وقف إطلاق النار؟

- لقد كان شرطاً ضرورياً قبل التوجه لمفاوضات جنيف الأخيرة، وتباحثت مع ولد الشيخ حول هذه النقطة واتفقنا على أن نذهب لجنيف في ظل وقف إطلاق النار بشكل متزامن ومتبادل ، وتوجهت إلى الرئيس هادي في عدن والذي أصدر قراراً بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع بشرط التزام الجانب الآخر به وطرح خيار تمديده ، وعشية بدء المفاوضات في الرابع من ديسمبر/كانون الأول التقيت بولد الشيخ وقررنا إصدار بيان بشأن ذلك ، وعندما انطلقت جولة المفاوضات في اليوم التالي كان بحث وقف إطلاق النار أول بند تتم مناقشته ، لكن سرعان ما طالب الانقلابيون بأن يوقف التحالف العربي إطلاق النار أولا.. ويبدو أنه كانت لديهم وعود غامضة من بعض الدوائر الدولية بأنه سيتم الضغط على التحالف العربي لوقف إطلاق النار جوا على أن يبقى استمرار القتال برا ثم قالوا بعد رفضنا ذلك إنهم على استعداد لوقف إطلاق النار بالسلاح الثقيل غير أننا رفضنا، وبعد شد وجذب وافقوا على إصدار بيان أيدوا فيه وقف إطلاق النار غير أنه عمليا لم ينفذوه على الأرض ، ففي تعز لم يتوقف القتال دقيقة واحدة والغريب أنهم قالوا ردا على ذلك أن قوات الحكومة احتلت بعض المدن الجديدة ، فقلنا لهم إن الحكومات في العادة لا تحتل مدنها ولكنها تستعيد ما احتله الآخرون المتمردون أو المعتدون من الخارج ، وأكدنا لهم أن ما قام به الجيش اليمني والمقاومة الشعبية هو رد على اختراقات ميليشيات الحوثي وصالح لقرار وقف إطلاق النار، وأشير في هذا السياق إلى أن ثمة هاجساً يسكن عقول هؤلاء الانقلابيين مؤداه أن الحرب هي مع السعودية ولا توجد مشكلة داخلية ، وبالتالي أخذوا في إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية تزامنا مع انطلاق المفاوضات ، ظناً منهم أن ذلك سيجبرها على القبول بالتفاوض معهم ، وما زال صالح يردد نفس المقولات الخاطئة والمتناقضة مع الواقع.

* ما تعليقك على تصريحات صالح بأنه لن يتفاوض مع الرئيس هادي وأنه يجب أن يتفاوض مع السعودية؟

- بالطبع هي تأتي في إطار الأوهام التي تسكن عقلية صالح فهو يعتقد أن الصراع مع السعودية وليس هناك صراع داخلي وهو عكس الحقيقة ، فالصراع في اليمن داخلي بالأساس. لقد كان ولد الشيخ في الرياض قبل أيام واقترحنا عليه نقل المفاوضات إلى المنطقة سواء في مصر أو الأردن وولد الشيخ اقترح الكويت ، ولكن بعد الرفض الحوثي للانتقال إلى المنطقة العربية تقرر أن تستمر المفاوضات في جنيف وهي من المنتظر أن تعقد إما في 23 أو 25 يناير بعد أن كان مقررا لها أن تعقد في 15 يناير حسبما أبلغني به ولد الشيخ، ومن جهتنا اشترطنا أن يأتي كل طرف إلى جنيف ولديه وثيقة مكتوبة يحدد فيها مواقفه ، فنحن لا نريد اجتماعات ومفاوضات لتبادل النوايا الحسنة، لاسيما أننا أمام مجموعة لا تدرك معطيات المجتمع الدولي وتفتقر إلى الإحساس بفكرة الدولة وهم مستعدون للاستمرار في القتال إلى ما لا نهاية ، لكن ما لا يتمكنون من إدراكه واستيعابه أن الشعب اليمني قام بثورته العظيمة التي لن يفرط في منجزاتها وما يجري هو محض محطة من محطاتها ، فهي لا تحقق كل أهدافها في مرحلة واحدة وإنما يتطلب الأمر عدة مراحل ، ولدينا أمل في الشرعية في بناء الدولة على أساس يمن موحد مع استقلال كل إقليم في إطار الدولة الموحدة التي تقوم على الديمقراطية العادلة وتعظيم خيار المواطنة واحترام التنوع والتعددية.

* لماذا تأخر حسم معركة تعز على الرغم من التصريحات بقرب حسمها؟ ومتى سيتم تحرير صنعاء؟

- المسألة مرتبطة ببعض الصعوبات العملياتية أو العسكرية على الأرض وقد تكون مرتبطة بتعقيدات الواقع، ومع ذلك فإن الأمور تمضي إلى الأمام وأظن أن المسألة مسألة وقت، خاصة بعد السيطرة على مأرب وثمة قناعة بأنه إذا حسمت معركة تعز فإن مسألة صنعاء ستكون منتهية ، لاسيما أن قوات الشرعية باتت على بعد أربعين كم من العاصمة، فضلاً عن ذلك فإن معظم سكان صنعاء رافضون للانقلاب الحوثي المدعوم من صالح وبالتالي فإنه بمجرد أن يقترب موعد تحريرها سينتفض هؤلاء السكان، والذي يجدر الانتباه إليه أن صنعاء اليوم ليست هي صنعاء القديمة فهي تحتوي حالياً أكثر من 10 في المئة من سكان اليمن.

* يقال إن حسم معركة تعز مرهون ربما بقرار دولي أو إقليمي . فهل توافق على ذلك؟

- ربما هناك قرار خارجي لم يحسم فيما يتعلق بتعز.

* هل أفهم من ذلك أن ما يجري في اليمن هو انعكاس لعوامل خارجية؟

- ثمة صراع إقليمي في اليمن بدأ بالتدخل الإيراني الذي فرض معادلة الانقلاب الحوثي المدعوم من قبل جماعة صالح وهو ما أفضى إلى التدخل العربي عبر التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ، ولكن الأغلبية في اليمن تريد أن يكون متصالحا مع إقليمه المحيط (الخليج والجزيرة العربية) ، وأن يكون حر الإرادة وهو ما سوف نحققه بدعم من التحالف العربي الذي نفذ عملية عاصفة الحزم والآن ينفذ عملة إعادة الأمل وتتواجد قواته البرية على الأرض مساهمة بفعالية في الانتصارات التي تحققها قوات الجيش والمقاومة الشعبية.

* إلى أي مدى يمكن القول إن حل الأزمة اليمنية بات مرتبطاً بتوافق سعودي - إيراني؟

- الحل مرهون بتوافق داخلي أولاً وإذا ما تحقق وفق الشروط والضوابط الصحيحة فإنه لن تكون هناك حاجة لتدخل خارجي بالثقل الذي عليه الآن.

* يتردد أن هناك خلافات في معسكر الشرعية خاصة بعد التغييرات الأخيرة التي أدخلها الرئيس هادي على تركيبة حكومة خالد بحاح، ما صحة ذلك؟

- من الطبيعي في المراحل التي تحدث فيها عملية خطف للدولة تقع تباينات بين القيادات حول كيفية معالجة الأمور والتطورات ومع ذلك تزول هذه التباينات ثم يتحقق التماسك ، وأؤكد لك أن حالة التماسك التي تتسم بها القيادة السياسية في المرحلة الراهنة هي أكثر من أي وقت مضى.

* إلى أي مدى بات يمثل تنظيم القاعدة تهديداً للشرعية . خاصة في عقر دارها مثلما حدث مؤخراً في عدن ومدن جنوبية أخرى؟

- بالتأكيد الحكومة الشرعية تواجه مهمة صعبة في المناطق المحررة للقضاء على الإرهاب، وقد بدأت المواجهات في عدن وهناك توجه للتمدد في حضرموت والمكلا ومناطق أخرى في إطار التزام الحكومة بمحاصرة ومحاربة الإرهاب ، لأن تداعياته لا تتوقف عند اليمن فحسب، ولكنها تمتد إلى المنطقة كلها.

* هل هناك وجود فاعل لتنظيم «داعش»؟

- حتى الآن لم نرصد تحولاً من العناصر الموالية لتنظيم القاعدة إلى «داعش» لكن تصدر في بعض الأحيان بيانات باسم هذا التنظيم وهي جزء من لعبة النظام السابق بقيادة المعزول صالح وما زالت قائمة.

  

إقراء أيضا