الرئيسية المقالات مدارات قتلى (حبيل جبر).. قرائن جديدة تكشف من يقف وراء قتلة (1-2)
قتلى (حبيل جبر).. قرائن جديدة تكشف من يقف وراء قتلة (1-2)
أحمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد

"أنا اتصلت بمدير أمن حبيل جبر وقلت له لماذا لا تقبضوا على القاتل فقال لي توجد توجيهات من مدير أمن المحافظة بعدم القبض على القاتل".
هكذا فجرها عضو مجلس النواب المؤتمري (خالد شائف) أحد نواب مديرية ردفان أمام رئيس البرلمان ورئيس الحكومة ونائبه لشئون الأمن والدفاع ووزير الداخلية والدفاع ورؤساء الكتل واللجان في البرلمان في اجتماع مغلق ومحصور عليهم وغير مبثوث بوسائل الإعلام ..
لقد كان وقع ما قاله هذا النائب صاعق وفاجع حد جعل بعض الحضور يغرق بالذهول والخرس وبالمقابل أخزى الوزراء الحاضرين ولا سيما العليمي والمصري حيث كشف مستوراً صار بياناً وعيانا ً..
لقد كنت حاضرا هذا الاجتماع بصفتي مقررا لكتلة المستقلين حيث حضرت بدلا عن رئيس الكتلة الذي كان غائبا يومها.. وكان قدرا طيبا أن أبوح وأكشف هنا بعضاً ما يجري خلف الجدران والأبواب المغلقة مما يحرص القائمون عليه بالكتمان وعدم التسريب..
لقد كان ما سمعت، بالنسبة لي، صادما ولذلك سألت النائب خالد عن الموضوع عندما وجدته في صباح اليوم التالي فقال: " اتصلت لمدير أمن حبيل جبر وكان إلى جانبي حمود عباد وزير الشباب والرياضة قلت لهم كيف القاتل يسير ويروح من عندكم .. ما لكم ما تقبضوا عليه .. قال: نحن ما فيش معانا أوامر للقبض عليه.. أما بخصوص مدير مديرية حبيل جبر، فقد تم عزل المدير السابق وتعيين شخص أخر من قبيلة القاتل.
ونقل النائب خالد، على لسان مدير أمن حبيل جبر، بعد نزوله إلى محافظة لحج يطلب تعزيزات للقبض على القاتل في وقت لاحق قوله: "سرحت للمحافظة قلت لهم: أريد قوة.. أريد إمكانية للقبض على القاتل وما عاد وصلت المديرية إلا والبرقية قدامي بتغييري.. سلمت العمل وروحت .."
يا إلهي .. ماذا يعني كل هذا ؟!!
ماذا يعني أن يتم في المجلس مناقشة موضوع شهداء القبيطة في حبيل جبر وقتل قريب الضحايا وكيل وقريب أولياء الدم في العند بحضور الوزيرين العليمي والمصري ويتم الاستماع لواحد وثلاثين نائباً إلا نائب الدائرة التي ينتمي إليها الشهداء مُنع من الكلام رغم احتجاجه وصعوده للمنصة مرتين ومرة إلى أمامها يطلب حق الكلام فلم يسمح له رئيس المجلس لا بصفته ممثلاً للدائرة التي ينتمي إليها الشهداء ولا بصفته نائبا لرئيس كتلة المستقلين في ظل غياب رئيس الكتلة !!!
والأهم ماذا يعني أن مجلس النواب يكلف نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع ووزير الداخلية بالقبض على القاتل خلال48 ساعة أو استجوابهما وسحب الثقة عنهما ثم يعدل عن قراراه في اليوم التالي وقبل أن يجف حبر القرار الأول بل والأكثر من هذا أن لا يتم تضمين ذلك القرار في محضر جلسة المجلس؟!!! ثم بعد أيام يميت رئيس المجلس الموضوع برمته إلى الأبد .. ماذا جرى لعنترة المجلس الذي شهدناها في اليوم الأول ؟ هل جاء أمر عالٍ لراعي المجلس أن يخمد الأمر ويميته.. ربما هذا بعض ما حصل.
ماذا يعني أن علي سيف العبدلي القاتل الرئيس لشهداء القبيطة في حبيل جبر لا زال يستلم راتبه بعد ارتكابه لجريمة هزت ببشاعتها الرأي العام بل وفلقت بشاعتها حتى الحجارة؟!!!
ماذا يعني أن اللجنة الأمنية في محافظة لحج تجتمع بعد وقوع الجريمة إثنتي عشر ساعة متواصلة ولم تقم بأي إجراء عملي جاد على الأرض للقبض على القتلة حتى اليوم.. نعم حتى اليوم ؟!!!
شيخ حبيل جبر شاكر العبدلي يشير إلى أن أجهزة الأمن لا تلاحق المتهم علي سيف العبدلي بل ويعتبره غير مطارد أمنيا.. ماذا يعني هذا؟!!!
التقيت بوزير الداخلية في مقر مجلس الوزراء أطلب منه تحديد موعداً للقبض على القتلة ولو خلال عام فيرفض تحديد أي موعد للقبض على القتلة ولو بعد عام؟!!! نعم هذا حدث أمام الملأ والأشهاد.. ألم يحيركم هذا الأمر ويصيبكم بالخيبة إن لم يكن بالصدمة ؟!!!
ماذا تعني تلميحات أحد أعضاء مجلس النواب المؤتمرين في اجتماع حضره بعض أولياء الدم عن إمكانية التسوية نظير مبالغ مالية كبيرة !!!
لماذا شن إعلام السلطة في البداية من خلال هذه الجريمة حملة إعلامية عريضة على الحراك ثم نجده الآن، بعد أن وعى أبناء القبيطة وكثير من غيرهم لحقيقة ما جرى، نكص وأنكسر ولم يعد يتحدث عن هذه الجريمة وبشاعتها والأكثر من هذا أن أجهزة الأمن لم تقم بفعل أي شيء جاد لملاحقة القتلة حتى نهار يومنا هذا؟!!!
 إن الأسئلة كثيرة وبارقة وكلها في مضمونها تصل بنا إلى حقيقة مُرة تكشف لنا انحياز السلطة في الواقع للقتلة بل وتكشف جانباً مهما من طبيعة علاقة هذه السلطة القذرة بالقاتل والجريمة التي أرادت أن تستغلها ضمن أجندتها السياسية في محاولة لتأليب الرأي العام ضد الحراك ..
إن هذه السلطة القذرة لا تعبأ بالضحايا ولا تعبأ بالجريمة مهما كانت بشاعتها طالما أنه بإمكانها استغلالها أو أن تحقق من خلالها بعض رصيد لصالح أجندتها الإعلامية والسياسية .. إنها سلطة خسيسة تدوس المشاعر وتزيف الوعي الهش وتشق طريقها العابث على أشلاء وجماجم الضحايا الأبرياء دون تردد أو اكتراث حتى وإن كانوا أطفالاً..    
لقد أدرك أبناء القبيطة اليوم وفي طليعتهم أولياء الدم إن حبل كذب السلطة أصبح أقصر من قصير، وأن مطبخها شديد النتانة والعفن، وطريقها إلى هدفها، أكثر دموية وبشاعة وقذارة.. حقيقة عرفناها جيدا وسيعرفها من لم يعرفها بعد، وعما قريب..
وسيعرف أبناء القبيطة كيف يجعلون حساب السلطة حاسراً وخاسراً وسيحولون مصابهم الجلل إلى ضوء يتناسل ويكبر يعري الدمامة والقبح ويضيء طريق الحق وسيردون للسلطة الصاع صاعين وما نمو الرفض وعدم انجرارهم للفتنة التي كانت ترسم لها السلطة وتخطط إلا مؤشر إدراك ووعي كثيف من قبلهم لما حدث ويحدث وسيعرفون كيف يجعلون هذه السلطة تدفع الثمن وتندم أشد الندم ولن تكون (القبيطة) بعد اليوم وإلى الأبد دهماء أو عبيد سلطان ومن أستلذ العيش في روث البغال أو أراد أن يبقى حذاءاً أو عبداً فأيامه غاربة ، يحاصره الحق وتسحقه الوحشة والتلاشي ويقبره الجرب والنسيان..  


________-
نائب برلماني

إقراء أيضا