الرئيسية المقالات مدارات يوم الإستقلال المجيد (1)
يوم الإستقلال المجيد (1)
علي سعيد الضالعي
علي سعيد الضالعي

تحتفل جماهير شعبنا بالذكرى الـ ( 54) ليوم الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر الذي كان انتصار تاريخيا وتتويجا نهائيا  لنضالات الشعب ضد الاستعمار البريطاني الذي ظل يقاوم الاستعمار طوال فترة وجوده الذي استمر حوالى المائة والثلاثون عاما حيث كانت التمردات والارهاصات والانتفاضات والاضرابات والمظاهرات تتكرر بين الحين والاخر ولم يهنا الاستعمار بالاستقرار نسبيا الا في مستعمرة عدن ولفترات محدودة . 

ولكن ذلك الاستقرار النسبي كان يمثل الهدوء الذي يسبق العاصفة فقد نشأت وترعرعت ونمت الحركة الوطنية بعدن وتكونت التنظيمات السياسية والنقابية وانتشرت الصحف ولجاء اليها المناضلون من شمال الوطن هروباُ من النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف وتكونت الجمعيات الخيرية لمختلف ابناء المناطق مما خلق وعيا وطنيا وقوميا بين الناس حيث كان لخطب القائد المعلم جمال عبدالناصر ولإذاعة صوت العرب دورا مهما في خلق ذلك الوعي الكبير  والحماس الثوري لدى الجماهير في عدن ومن ثم إلى مختلف مناطق الوطن جنوبه وشماله .

وعندما تفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 الخالدة لتخلص الشعب من أعتى نظام رجعي متخلف حاولت قوى الاستعمار العالمي بقيادة بريطانيا وقوى التخلف والرجعية بالمنطقة العربية ومعهم النظام الإيراني الشاهنشاهي والكيان الصهيوني حاولت تلك القوى   القضاء على الثورة فانطلقت قوافل المناضلين وبعشرات الالاف من ابناء الجنوب للانخراط بالحرس الوطني والقوات المسلحة مع اخوانهم من ابناء المحافظات الشمالية  وابناء مصر العروبة مصر جمال عبدالناصر وامتزجت الداء العربية في ملحمة رائعة من ملاحم النضال العربي دعما للثورة وتثبيتها لنظامها الجمهوري .  

وما ان استقرت الاوضاع نسبيا للنظام الجمهوري حتى بدأ التواصل والحوار بين المناضلين لضرورة وأهمية تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني وتمخضت تلك الحوارات عن الاتفاق على عقد اجتماع يشارك فيه كل أبناء الجنوب المتواجدين في شمال الوطن والساعين لتحريره وسمي ذلك الاجتماع باجتماع دار السعادة ، وعقد اجتماع دار السعادة في شهر فبراير 1963 بعد موافقة ومباركه الرئيس عبدالله السلال وقيادة القوات العربية ( المصرية ) وفقا لتوجيهات القائد المعلم جمال عبدالناصر 

وقد حضرته حوالي 100 شخصية تمثل مختلف الشرائح الاجتماعية والقوى السياسية مثل حركة القوميين العرب والجبهة الناصرية وحزب البعث وحزب الشعب الاشتراكي ورابطة ابناء الجنوب العربي والتشكيل السري للضباط الأحرار وتشكيل القبائل وجمعية الإصلاح اليافعية والمؤتمر العمالي والجبهة الوطنية المتحدة والمنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل وبعض الوجهات الاجتماعية من قادة النقابات ومشائخ القبائل وغيرهم وبعد نقاشات ومداولات تم اتفاق الجميع على ضرورة الاستعداد والتهيئة للقيام بالكفاح المسلح لطرد الاستعمار من جنوب الوطن  أن يكون التنظيم الثوري باسم  ( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )  لقيادة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني . 


وبدأت عملية الإعداد والتجهيز للثورة ودعم ذلك واكده وصول القائد المعلم جمال عبدالناصر إلى تعز في ابريل 1964و وقوله ( على بريطانيا أن تحمل عصاها على كاهلها وترحل من عدن والجنوب ) مما أدى إلى مزيد من التفاعل والحماس في أوسط أبناء الشعب 

  تكوين الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل

 في صيف 1963 عقدت قيادة حركة القوميين العرب اجتماعا في قرية حارات بالاعبوس مديرية حيفان محافظة تعز ناقشوا ماتم الاتفاق عليه في اجتماع دار السعادة والقاضي  بتبني الكفاح المسلح مع تغيير اسم جبهة التحرير الى الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل واختارت قحطان الشعبي رئيسا للمجلس المركزي لإقليم اليمن .

وبدأت قيادة المجلس المركزي  لحركة القوميين العرب بالتواصل الثنائي مع بعض الفصائل التي حضرت اجتماع دار السعادة وإقناعهم بأضرورة تجاوز حزب الشعب الاشتراكي خوفا من شعبية عبدالله الاصنج التي يحظى بها في عدن وايضا تجاوز حزب رابطة ابناء الجنوب العربي  وكذا تجاوز تسمية جبهة التحرير وان تسمية الجبهة القومية هي أكثر شمولية وتعبير عن الانتماء إلى الأمة العربية بقيادة جمال عبدالناصر وقد تقبلت سبعة تشكيلة هذا المقترح نتيجة لدور مصر عبدالناصر الثوري في مواجهة الاستعمار ونضاله المتواصل لتحرير الأرض والأمة من نير الاستعمار والرجعية حيث تم عقد اجتماعا في 19/8/1963 حضرته :

1 حركة القوميين العرب .

2 الجبهة الناصرية. 

3 التشكيل السري للضباط الأحرار 

4 الجبهة الوطنية . 

5 المنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل .

6 جمعية الإصلاح اليافعي. 

7 تشكيل القبائل . 

وتم الاتفاق على اسم الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتعيين قحطان الشعبي أمينا عاما للجبهة وتشكيل قيادة  للجبهة  6 من حركة القوميين العرب و 6 من التشكيلات الأخرى اي واحد من كل تشكيل مما يعطي ضمنيا لحركة القوميين العرب السيطرة على الجبهة خاصة ان منظمتين من السبعة التنظيمات هي مجرد غطاء لحركة القوميين العرب .

عموما تصادف ذلك مع تلقي  قيادة القوات العربية باليمن توجيهات من القاهرة بالعمل إلى بدأ تنفيذ الخطة ( صلاح الدين ) التي أعدتها مصر العروبة لتحرير الجنوب اليمني حيث تقوم الخطة على تدريب المقاتلين بالارياف والفدائيين بعدن وتجهيزهم بالأسلحة والذخائر وتسريب الأسلحة وتخزينها وبالذات في عدن ووضع برنامج اعلامي من إذاعة صوت العرب والعمل مستقبلا على إنشاء إذاعة خاصة للثورة ووضع ميزانية لكل ذلك وقد تم فتح مقر قيادة القوات العربية في تعز للقيام بتدريب الفدائيين حيث كانت منطقة صالة مقرا لتدريب البعض وإرسال البعض الآخر للتدريب بمصر وكان ظمنهم هشام عمر اسماعيل وعلي ناصر محمد وبخيت ميلط وآخرين

إقراء أيضا