الرئيسية المقالات مدارات غاب البطل.. فتوارى الحُلم؟
غاب البطل.. فتوارى الحُلم؟
فريدة الشوباشى
فريدة الشوباشى

سأبقى إلى آخر نفس فى حياتى أثق بأن العداء الأمريكى - الإسرائيلى لـ«جمال عبدالناصر» كان عداء للحلم.. كان عبدالناصر كتلة من الأحلام النبيلة لمصر والوطن العربى والقارة الأفريقية، وكل شعوب العالم

الثالث المقهورة التى استنفدت واستنزفت ثرواتها القوى الاستعمارية الطامعة، ولا تكف شهيتها عن طلب المزيد..

وهو ما يفسر أن الحرب على المشروع الناصرى لم تضع أوزارها طوال ما يقرب من أربعين عاماً بعد رحيله، بل يشتعل أوارها بضراوة متزايدة كما يتبدى فى تفتيت الوطن العربى واحتلال بعض أقطاره.. فى زمن

انتهى فيه الاحتلال من كل بقاع الدنيا من جهة، ومن جهة أخرى فى اللعب الإسرائيلى - الأمريكى فى أفريقيا وتحديداً العبث فى دول المنبع بحوض النيل، وأرجو ألاّ «يفترض» أحد العقلاء أن أفيجور ليبرمان وزير

خارجية إسرائيل كان يوصى إثيوبيا وكينيا وأوغندا خيراً بمصر!!

سلمت مصر 99٪ من «أوراق الحل» لأمريكا، وكادت مساحة الواحد بالمائة المتبقية تخنقنا لفرض ضالتها على كل الأصعدة.. وفى ذكرى يوم رحيله التاسعة والثلاثين بدأت الأمور تتكشف بأكثر من قدرة العقلاء»

على إخفاء عوراتها..

كانت شعوب القارة الأفريقية تهتف فى الستينيات ناصر.. ناصر.. وكان الحكام يدركون أنهم يعتمدون على بلد عريق بقيادة ثائر عظيم - ومع ذلك - لم تغمض عيناه عما يحيكه الأعداء، فكانت استراتيجية

واعية بأن الأمان فى المصالح المتبادلة والاستفادة لكل الأطراف، كانت مصر السياسية والثقافية والمناصرة لحرية الشعوب هى القدوة والمثل.. ولكن.. جرت فى النهر مياه كثيرة وولينا وجوهنا شطر «

أصدقاء»؟!.. جدد، يثبت فى كل يوم أنهم إن لم يريدوا فناءنا فعلى الأقل بالتحكم فى مصائرنا وليس هناك أخطر من العبث فى مياه النيل!!

أتمنى أن يعيد الجميع قراءة تفاصيل سياسة القاهرة التى جعلت معظم الدول الأفريقية تقطع علاقاتها بإسرائيل بعد عدوان 1967 التى يقول حكامها لأنفسهم الآن: إن إسرائيل باتت دولة صديقة، وعقدت سلاماً مع مصر!

فلماذا نقاطع نحن؟ ولماذا لا نستفيد من «التكنولوجيا» الإسرائيلية، والتحويل الأمريكى؟.. ومن بين دموعى فى هذه الذكرى أقول مع نزار: رفيق صلاح الدين هل لك عودة.. فإن جيوش الروم تنهى

وتأمر!!

إقراء أيضا