الرئيسية المقالات تقارير باجمال يكشف المستور عن جامعة صنعاء
باجمال يكشف المستور عن جامعة صنعاء
عادل عبدالمغني
عادل عبدالمغني

حين‭ ‬كان‭ ‬رئيساً‭ ‬للوزراء‭ ‬عبر‭ ‬عبدالقادر‭ ‬باجمال‭ ‬عن‭ ‬استيائه‭ ‬وتذمره‭ ‬البالغين‭ ‬من‭ ‬بقاء‭ ‬الحراسة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ صنعاء‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬المدنية‭.‬
ولأن‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬حسنات‭ ‬الرجل‭ ‬تحليه‭ ‬بالشجاعة‭ ‬في‭ ‬إبداء‭ ‬مواقفه‭ ‬وإعلانها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬‮«‬المدنية‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬عسكرة‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬جمعته‭ ‬بـ‭ ‬الناشط‭ ‬الحقوقي‭ ‬محمد‭ ‬ناجي‭ ‬علاو،‭ ‬ليبادر‭ ‬الأخير‭ ‬بسؤال‭ ‬باجمال‭ ‬عما‭ ‬يمنعه‭ ‬من‭ ‬استبدال‭ ‬الحراسة‭ ‬العسكرية‭ ‬باخرى‭ ‬مدنية‭ ‬وهو‭ ‬رئيس‭ ‬للحكومة،‭ ‬فجاء‭ ‬الرد‭ ‬أكثر‭ ‬صراحة‭ ‬من‭ ‬اعلان‭ ‬التذمر‭.‬
لقد‭ ‬قال‭ ‬باجمال‭ ‬والعهدة‭ ‬على‭ ‬الراوي‭ ‬علاو‭- ‬أن‭ ‬لا‭ ‬سلطة‭ ‬للحكومة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬جامعة‭ ‬صنعاء‭ ‬كون‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬وحدها‭..‬
كلام‭ ‬كهذا‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عالي‭ ‬من‭ ‬الحساسية‭ ‬والأهمية‭ ‬وهو‭ ‬ربما‭ ‬وراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أصوات‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬التشاور‭ ‬الوطني‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عقب‭ ‬سماعهم‭ ‬حديث‭ ‬علاو‭ ‬الأحد،‭ ‬ليكون‭ ‬الرد‭ ‬واضحاً‭ ‬وصريحاً‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هود‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬كلام‭ ‬باجمال‭ ‬وأتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬النقل‮»‬‭.‬
باجمال‭ ‬لايزال‭ ‬حياً‭ ‬يرزق‭ ‬ونتمنى‭ ‬له‭ ‬موفور‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭.. ‬الرجل‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬ينفي‭ ‬أو‭ ‬يؤكد‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬نقل‭ ‬على‭ ‬لسانه‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬غيره‭ ‬انكار‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬عسكرة‭ ‬للحياة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬ومفاصلها‭.‬
ومن‭ ‬غير‭ ‬الانصاف‭ ‬اختزال‭ ‬عمل‭ ‬المخابرات‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬صنعاء‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬للغالبية‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬الأمن‭ ‬السياسي‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬القومي‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬مرفق‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزتها‭.‬
وحيث‭ ‬تبدأ‭ ‬صلاحيات‭ ‬المخابرات‭ ‬وهي‭ ‬تبدأ‭ ‬دوماً‭- ‬تنتهي‭ ‬كل‭ ‬الصلاحيات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬صلاحيات‭ ‬القضاء‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬المحامي‭ ‬خالد‭ ‬الآنسي‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬حلقة‭ ‬التشاور‭ ‬الوطني‭ ‬بإحدى‭ ‬شعب‭ ‬المخابرات‭.‬
جهازاً‭ ‬الاذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬ووكالة‭ ‬الانباء‭ ‬الرسمية‭ ‬تدار‭ ‬وإن‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬بالمخابرات‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬مداخل‭ ‬البلاد‭ ‬ومخارجها‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬والأسواق،‭ ‬وأحكمت‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الاتصالات‭ ‬والانترنت‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬مواقع‭ ‬وصناديق‭ ‬الالكتروني‭ ‬للافراد‭ ‬والصحف‭ ‬والمؤسسات‭.‬
وحتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬نفذ‭ ‬جهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬حملة‭ ‬تجنيد‭ ‬شملت‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭ ‬الصغيرة‭ ‬كالبقالات‭ ‬والمطاعم‭ ‬والبوفيات‭ ‬وصوالين‭ ‬الحلاقة‭ ‬وسائقي‭ ‬الباصات‭ ‬وقام‭ ‬بتدريبهم‭ ‬بشكل‭ ‬سري‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬تقارير‭ ‬يومية‭ ‬عما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والأسواق‭.. ‬وبالطبع‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬المجانين‭ ‬في‭ ‬الحارات‭ ‬والازقة‭ ‬والجولات‭ ‬الذين‭ ‬يبدوا‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬ذوي‭ ‬جدوى‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لهم‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬باستثناء‭ ‬ما‭ ‬يلحقون‭ ‬من‭ ‬أذى‭ ‬بالمجانين‭ ‬الحقيقيين‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬تعاطف‭ ‬الناس‭ ‬وإحسانهم‭ ‬لعدم‭ ‬قدرة‭ ‬المرء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬جنون‭ ‬الأمن‭ ‬وجنون‭ ‬الواقع‭.‬
الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬اذن‭ ‬كيف‭ ‬تدار‭ ‬شؤون‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬باجمال‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬امتلك‭ ‬الجرأة‭ ‬وأفصح‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬وهو‭ ‬رئيس‭ ‬للوزراء‭.‬
فقط‭ ‬ما‭ ‬يحز‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬بكل‭ ‬مقدراته‭ ‬وعناصره‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬حوادث‭ ‬التفجير‭ ‬الارهابية‭ ‬وحينها‭ ‬فقط‭ ‬سيكون‭ ‬لهذا‭ ‬الجهاز‭ ‬حضور‭ ‬آخر‭ ‬ونكهة‭ ‬مختلفة‭.‬


إقراء أيضا