تقرير أممي يقدم 7 سيناريوهات للتعافي ما بعد الحرب في اليمن ويحذر من ارتفاع نسبة وفيات الأطفال

  • الوحدوي نت - متابعات:
  • منذ سنتين - Wednesday 24 November 2021
تقرير أممي يقدم 7 سيناريوهات للتعافي ما بعد الحرب في اليمن ويحذر من ارتفاع نسبة وفيات الأطفال

كشف تقرير جديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنه في حال استمر الحرب في اليمن حتى نهاية العام الجاري، فإنه سيتسبب في وفاة 377 ألف شخص، منهم 223 ألف حالة وفاة غير مباشرة وناجمة عن قضايا مرتبطة بالنزاع مثل نقص الغذاء والرعاية الصحية، بنسبة 60 بالمئة من الوفيات.

وذكر  التقرير الذي أطلق اليوم الاثنين، أن 259 ألف حالة وفاة ستكون بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 70 بالمئة من إجمالي عدد الوفيات المنسوبة للنزاع الجاري، المقدرة بـ 377 ألف حالة وفاة،  منها 154 ألف وفاة بسبب النزاع المباشر.

وأوضح التقرير الثالث المعنون بـ “تقييم أثر النزاع في اليمن: مسارات التعافي”، أن جزء كبير من هذه الوفيات هم من الأطفال والمعرضين لنقص وسوء التغذية. حيث خلص إلى أنه في كل تسع دقائق يموت طفل يمني دون سن الخامسة بسبب الحرب وتداعياتها، بزيادة عن المعدل المقدر خلال العام 2019 الذي أشار إلى موت طفل كل 12 دقيقة تقريباً.

وقال التقرير: إن “النزاع الممتد في اليمن أدى إلى أزمات إنسانية وإنمائية ملحة واسعة النطاق. إذ تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد والبنية التحتية، وتدهور خدمات الصحة والتعليم. كما تسبب في وفاة مئات الألاف”.

وأضاف: أنه “في حين أن العديد من الوفيات نتجت عن الآثار المباشرة للنزاع، إلا أن الكثير منها كان من مترتبات الآثار غير المباشرة للنزاع مثل نفص الغذاء المستمر وتدهور الظروف المعيشية”.

وقدر التقرير خسارة اليمن مبلغا تراكميا قدره 126 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الاجمالي منذ 2015، في حين دفعت الحرب 15.6 مليون يمني إلى هاوية الفقر المدقع، ويعاني 8.6 مليون منهم من نقص التغذية.

ودعا البرنامج الانمائي الأطراف اليمنية إلى العمل من أجل تحقيق تسوية سياسية شاملة وإنهاء الحرب والدفع نحو التعافي وبناء التنمية، بحيث يكون المجتمع الدولي شريكا فاعلاً ومنخرطا مع اليمن ويدعم جهود التعافي بموارد مالية كبيرة.

وأكد التقرير على ضرورة الشراكات الفعالة بين الموارد العامة والخاصة التي تتدفق من خلاله الاستثمارات الخارجية إلى اليمن، على أن تضع فيه الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية مثل الزراعة والتعليم والصحة بمسار تنموي جديد. كما شدد على أهمية اشراك النساء في القيادة السياسية والاقتصادية.

وقدم التقرير، سبعة سيناريوهات مختلفة للتعافي وهي: سيناريو التعافي المتكامل، سيناريو التعافي المجزأ، سيناريو الاستثمارات الزراعية، سيناريو التنمية الاقتصادية، سيناريو تمكين المرأة، سيناريو القدرات البشرية، وسيناريو الحوكمة.

وقال إن السيناريوهات تشمل مسارات وأولويات التعافي وإعادة الإعمار في اليمن. كما تحدد نقاط الارتكاز الرئيسية والتوصيات لتحقيق التعافي الناجح – بما في ذلك تمكين المرأة، الاستثمارات في قطاع الزراعة وتعزيز القطاع الخاص. علاوة على ذلك، ومن خلال الجمع بين هذه العناصر والمسارات، فإنه من الممكن إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح ووضع اليمن مجددا على الطريق الصحيح ليس فقط لمواكبة مسار أهداف التنمية المستدامة في زمن ما قبل النزاع – ولكن لتخطيه بحلول عام 2050 م.

ونوه إلى أنه من خلال التوصل إلى اتفاق سلام واتباع استراتيجية متكاملة للتعافي واستغلال الفرص الرئيسية لإحداث التحول، فإنه يمكن لليمن تعويض الوقت الضائع وتوفير فرص أفضل للجيل القادم.

وفيما أشار إلى أن آفاق السلام في اليمن لا تزال ضعيفة، أكد على أهمية التخطيط من الآن لإعادة الإعمار والتعافي بعد انتهاء الحرب.

ولفت إلى أن انتهاء النزاع سيجلب التعافي الفوري للعديد من الذين يعانون الفقر والجوع، حيث يعالج سيناريو التعافي المتكامل الاحتياجات الملحة ويستثمر في الوقت نفسه إرساء الأسس لتعافٍ مستدام وطويل الأجل.

كما أوضح أن سيناريو التعافي المجزأ يجعل البلد معرضاً لخطر تجدد النزاع والاقتتال، لذلك يتطلب تحقيق السلام المستدام القيام بتغييرات تحويلية في أنظمة التنمية والحوكمة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين بتعزيز التماسك والصمود الاجتماعي، واستعادة العقد الاجتماعي.

وقال: “ينبغي أن تكون استراتيجيات التعافي شاملة ومنصفة لضمان السلام المستدام والحفاظ على مبدأ إشراك الجميع دون استثناء”.

وتابع: إن جميع لبنات التعافي الأساسية تعالج جوانب مختلفة من الانصاف بشكل مباشر. حيث يركز سيناريو الاستثمارات الزراعية على التخفيف من حدة مشكلات الحصول على الغذاء وزيادة الانتاج في قطاع الزراعة وهو ما يوفر فرص عمل لكثير من الفقراء في البلاد.

ويشمل سيناريو التنمية الاقتصادية، اتخاذ تدابير تتعلق بالتحويلات النقدية وتوفير دخلا إضافيا للأسر الفقيرة والحد من عدم المساواة في الدخل، في حين أن سيناريو نوعية الحوكمة لديه القدرة على دفع عجلة التعافي الشامل من خلال تحسين كفاءة وفعالية توفير الخدمات الحكومية وزيادة الإيرادات.

أما سيناريو القدرات البشرية يركز على ضمان الوصول إلى الهياكل الأساسية للمياه والصرف الصحي والتعليم بشكل أكثر إنصافا. فيما يسعى سيناريو تمكين المرأة إلى تحسين المساواة بين الرجال والنساء بشكل مباشر من خلال زيادة تعليم الفتيات ومشاركة المرأة في الاقتصاد والمجتمع.

ورسم التقرير صورة قاتمة للوضع الانساني في اليمن في حال استمرت الحرب حتى نهاية 2030، حيث توقع وفاة نحو 1.3 مليون شخص، وأكثر من 70 بالمئة منها ستكون وفيات غير مباشرة، غي حين ستبلغ نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة 80 بالمئة من إجمالي الوفيات.