الرئيسية المقالات مدارات همجيةْ الحاكم سبب غوغائية الحراك
همجيةْ الحاكم سبب غوغائية الحراك
موسى مجرد
موسى مجرد
 هلّل البعض لرياح التغيير الوافدة على وطننا اليمني كالحراك القائم حالياً في جزء من المحافظات الجنوبية وبغض النظر عن صدق أو عدم صدق من يقف وراء هذا الحراك ومع أن هناك نوع من المطالب العادلة المعلنة التي قام من أجلها الحراك غير أن هناك من المطالب المرادة بأسم الحراك السلمي تظل مبهمة الملامح ... ؟؟؟ لأنها في مجملها كادت تقتصر على ملمح واحد هو ملمح التغيير عبر الأنفصال وعودة البلد إلى مرحلة التجزئة والتشطير وكأن الحراك هذا كان شفافاً أو غير شفافاً فيهِ الحل السحري للخّلاصْ من كل مشاكلنا التي نعيشها . لكن طرح مفهوم الأنفصال بهذا الشكل المتسرع والمبستر مع ما ألحق به من مطالبة لحقوقٍ مدنية شخصيةٍ أو فئوية أيقظ لدى النخبة اليمنية مخاوف وتحفظات كثيرة بالرغم من إيمان هذه النخب بجوهر الديمقراطية كنهج لتأكيد حرية الأنسان وتشريف إختياره والتشديد على حقوقة في الحياة والتطلع للأفضل . والمفارقة بين التحبيذ والتحفظ ..؟؟ في مسألة الوحده أو الأنفصال عالجتها أصوات وأقلام يمنية عديدة شمالية وجنوبية في الداخل والخارج رصدت لها أعتراضات من زوايا مختلفه تخص هذا الفصيل السياسي أو ذاك بينما حقيقة التحفظات في صميمها ينبغي أن تكون ثقافية لأن التحفظات في هذه الحالة يجب أن لا تصب في خانة أن الوحدة مسألة هامشية أو كانت إرتباط نتيجة هفوة حاكم بل تصر على أن بقاء وأستمرارالوحدة مسألة أساسية تماماً في صلب أي عملية إصلاح أو نهوض وطني مرتقب ولكن أي نوع من المطالب نريد ؟ وأي نوع من الممارسات الشعبية والأحتجاجات الجماهيرية تكون لنا أنفع وأكثر قدرة على الحياة والتفاعل مع الواقع بجذوره وفروعه المتشابكة دون تعسفٍ أو أصطناع فالوحدة بكل تجلياتها الجوهرية هى نشاطٍ إنساني لنداءٍ رباني وما دامت كذالك فلا بد لها أن ترتكز على أسس إيمانبة وثقافية وثيقة الصلة بألأنسان الذي يمارسها أي تجد الأجتهاد الملائم لهوية أي تصرف في حقل الممارسة الدينية والدنيوية وصدق عز من قائل (( وأعتصّموا بِحبل اللهِ جميعّـــــــــاً ولا تفَرقوا )) صدق الله العظيم نعم نحن بحاجه ماسة إلى التغيير والأصلاح عبر عدة وسائل وليكن إحداها الحراك السلمي القائم حالياً في الجنوب وإن أقتضت الحاجة إلى قيام حراك أخر في الشمال أو الجنوب أو الوسط لِمْا لا ما دام هناك دمٍ حُر يجري في عروقنا لم يتلوث بزوابع التفرقة والكراهية ولكن ما الذي نريدهُ من هذه الحراكات ...؟؟؟ نعم إنهُ ألأختيار الأكثر رشداً والأبتعاد عن المُزايدات وعن غوغائية الخطاب الذي يداعب الغرائز السياسية والأجتماعية والمناطقية لدى الشارع اليمني الذي لا يزال يسودهُ الجهل والأمُيه وإذا قُلنا مجازاً أن قادة الحراك في الشارع الجنوبي المتشددون منهم بدأوا في أستغلال التهييج الجماهيري المناطقي ذات النُزعهْ الأنفصالية وأقتناصة لأقامة أوتوقراطيات جماهيرية في هذه المحافظة أو تلك أو في عدة محافظات أخرى صحيح أن السلطة الحاكمة سرعان ما تحاول تصحيح مسارها لكن التصحيح غالباً ما يأتي بعد خسائر مادية وروحية هائلة تصيب جسد الوطن ويتطلب تعويضات باهظه فهل يحتمل جسد وطننا المُنهك أصلاً مغامرة الخسارة وفداحة التعويض أم أن المراجعه والتحفظات لا بد أن تكون واضحه من الأساس ولا بد من البحث عن مكمن الخلل وعقدة الأفتراق بين الوحدة الشكلية المقصورة على أطرها السياسية وبين الوحدة الأندماجية الشاملة المشمولة بالقيم العليا للمواطن اليمني . لم يكن إخواننا في جنوب الوطن هم وحدهم من رصدوا التشوة الذي لحق بجوهر الوحدة والذي أنعكس سلباً على جميع ممارساتهم الحياتية وتفريطاً باهتاً في حقوقهم المدنية وعلى رأسها حق المواطنة العادلة بل هناك الكثير من أبناء الوطن في الداخل والخارج ممن رصدو وتأثروا بهذا التشوه أيضاً ونتيجة اللامبالاة التي تبديها السلطة الحاكمة في أدائها وسلوكها تجاه مُجمل القضايا القائمة في الساحة ومحاولتها تصدير القضايا الداخلية إلى الخارج بدلاً من أحتوائها ومعالجتها جعل من مصيرأعظم إنجاز في تاريخ اليمن الحديث والمعاصروهو الوحدة اليمنية في الثاني والعشرون من مايو سنة 1990م يتأرجح بين أداء طرفين - أداء حاكمٍ مُتسلط بأغلبية تحت أسم ديمقراطية وهمية تبتعد عن قيم التعددية وعدالة القانون وإحترام حقوق المساواة بين مواطنية هذه الديمقراطية الزائفة أوصلت الحاكم الى درجة الهمجية تجاه المختلف والمعترض والمغاير... نعم إنها همجيه مخيفة يمكن أن تأتي ببساطة إلى رفض الوحدة وتحبيذ نقيضها لا سمح الله .. أي الأنفصال ؟؟ - وبين أداء الطرف الأخر والمتمثل بالحراك السلمي الذي ما فتئ يصّعد من أعماله الأحتجاجية
حتى تحول الحراك إلى شكل من الشعبوية الجارفة في الشارع الجنوبي الذي بداء يظهرفي ملامحهِ تغير ثقافي غير مألوف وميولٍ ملحوظ في السنوات القليلة الماضية هذا الميول بدأ يتجه نحو المحافظة حيث صار المجتمع الجنوبي أقل قبولاً للأخر وأكثر نبذاً لحق الأختلاف ومن ثم أكثر تعصباً وأوفر تزمتاً إجتماعياً كل ذالك أدى إلى تكريس غوغائية الأعلى صوتاً داخل الحراك والأمهر في مغازلة الميول المتعصبة والأنانية لدى الجماهير في بيئة مثقله بتراث العصبيات والقبليات والمناطقيات حتى صار حقلاً خصباً لنمو الغوغائية حين
 أخذت تتغلغل في أوساطة أصواتٍ موتوره ذات نزعه عدوانية إنفصالية ما فتئت تستخدم هذه الآلية السياسية على نحوٍ إنتهازي للتعبير عن ميول شعبوي ساحق هى في الواقع منافية للوحدة بل تشكل مقتلاً لها كما أن هذه الأصوات قد أستبدلت الشعبوية في الشارع الجنوبي بنوعٍ أخطر هو ( القومية الشعبوية ) في الجنوب العربي وليس الجنوب اليمني وهنا الطامة الكبرى في نظري ... ؟؟ والسبب في ذالك أنهُ عندما تستنفر الأكثرية في الشارع الجنوبي على قاعدة من الميول القومية الشعبوية عدوانية كانت أم متطرفة أو مأزومة سرعان ما تتحول إلى كتلة غريبة عن واقعها المادي الملموس تبداء رحلتها الذاتية في البحث عن واقعٍ مغاير ينشد ضالتهُ في الأسطورة أو الخرافة
________________________________________
موسى مـــــــجرد
كاتب يمني أمريكا
[email protected]

إقراء أيضا