يتكبد المواطن اليمني الكثير من الخسائر الفادحة في حياته ،حالة الكفاح المستمر هي لصيقة بهذا الكائن البشري .منذ أن ظهرت مؤشرات الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه وأسرته .
ومع اتساع رقعة البطالة في البلد وارتفاع منسوب الفقر في اوساط المجتمع حتى صارت لقمة العيش باهضة الكلفة والحصول عليها نوعا من المغامرة المجانية .
ووسط هذه المعادلات الضخمة وما عكسته حالة اللاستقرار السياسية في السمن وما افرزته على الصعيد الانساني ، حتى صار التفكير في الفكاك من هذا البلد والخروج منه امرا لابد منه كحل مرضي لتطلعات الانسان اليمني الساعي دوماوا لباحث عن حالة استقرار معيشية حتى ولو نسبيه نوعا ما ...
تقرير - فهد الأرحبي:
بساط الدخول الى المملكة العربية السعودية لكثير من اليمنيين ازدهر خلال السنوات الاخيرة بشكل ملفت جدا بالرغم من التبعات التي واجهت وتواجه المغامرين في هذه المرحلة المجنونة بالكثير من المخاطر .
المواطن : حسن عبد الله واحد من الذين استقر بهم الحال في المملكة لعديد سنوات الا ان ذلك لم يكن كافيا لتحقيق طموحات هذا الشباب اليمني الذي توقف طموحه تماما .
يسير حسن في 60ال من العمر قضى شطر منها كمواطن يمني مجهول في المملكة العربية السعودية .
يتحدث الرجل ومعاناة الغربة كمواطن غير يمني مجهول تظهر في ملامحه تجاعيد هذا الزمن الصعب .
طموح حسن تعثر .. كان يحلم بمشروع صغير يكفيه عن البحث المستمر، لكن يبدو انه لم يتمكن من تحقيق ولو جزء من ذلك الطموح .
يتسال حسن اين اتفاقية الطائف بين البلدين ؟
انت يماني انت زق انت زيدي... عبارات كثير ة التداول بين مواطني المملكة عادتا ما يتم اطلاقها على ابناء شعب اليمن المتواجدين على اراضيهم .
يتحدث حسن كمثقف رصين لا يتوقف حسن في سرد كثير من الاحداث شهدتها البلاد اثناء غيابه .
قدرته على سر التفاصيل يوحي لك أنه لم يتوقف عن متابعتها باستمرار .
دخل حسن السعودية مند نحو تسع سنوات مؤخرا عاد الى ارض الوطن حاملا كثير من القضايا والمعانات اللانسانية التي عاشها كثير من زملائه اليمنين لدى البلد الجار
في الرياض ينتصب مبنى لاحد السجون في المملكة ، سجن الشميسي يشهد كثير من الاحداث اليومية ابطال هذا السجن مواطنين يمنين ذنبهم انهم دخلوا ذلك البلد للبحث عن لقمة عيش كريمة وهادئة ، لكن يبدو ان اليمنيين صاروا اكثر حظا من غيرهم من الدول الاجنبية ينظر الى المواطن اليمني بنوع من الاستحقار في الاجنبي من الهنود والبنغال ينظر اليد منوع من المسؤولية .
ينظر الى المواطن اليمني في السعودية بنظرات ازدراء وكراهية تامة لدى الجارة السعودية قالها حسن بثقة تامة دونه ان يعبئه لذلك .
يقول حسن يتسع سجن الشميسي في الرياض لعشرات الآلاف من البشر قوامه 27 عنبر " هنجر في العنبر الواحد يزج بأكثر من 500 سجين
هناك سجناء من مختلف الدول العربية والأجنبية لكن يأخذ اليمنيين النصيب او الرقم الضخم في الحضور حتى النساء اليمنيان يتواجدن هناك بكثرة .
شان هذا السجن انه مخصص لمخالفي الاقامات والغير مقيمين بطريقة غير مشروعة (المجهولين )
يكتظ هذا المبنى بكائنات بشرية مختلفة وتتم اجراءات ايداعهم السجن بعد اخضاعهم للتفتيش الدقيق واخذ البصمة والصورة لكل مرتادي هذا السجن الذي اوقف طموحات عشرات الالاف من الباحثين عن حياة افضل .
يأخذ السجن موقعا مهما كنقطة التقاء السجناء من سجون فرعية مختلفة .
في هذا السجن يقدم الاكل بطرق غير مهذبة ...و يتم توزيع الارز بالة تستخدم في المواد الخرسانية " الكريك " كل عشرة سجناء يجتمعون على صحن من الارز وربع دجاج تنبع منه رائحة الدم .
لشهور وسنوات لا يزال كثير من اليمنيين عالقين في ذلك السجن وسط ظروف سيئة جدا .
السريحي احد العالقين لأكثر من عام مشكلة هذا المواطن عدم ظهور بصمة يده في سجن نجران الحدودي بعد رسالة من سجن الشميسي في الرياض .
السريحي شاب في ال 22 من عمره تمكن الجهاز في سجن الشميسي من اخذ بصمته الشخصية ، غير ان جهاز سجن نجران لم يتمكن من التقاط بصمت يديه وهو ما حال دون عودته الى ارض اليمن وعلى الفور تم اعادته الى سجن الرياض ولا يزال عالقا هناك الى اللحظة .
كثير من اليمنيين يحاولون زيارة معارفهم الى ذلك السجن لكنهم يقعون في ايادي مسئولي السجن .
الهمداني واحد من الذين تم الزج بهم الى ذلك السجن و تم القاء القبض عليه حتى اتصل بأحد اليمنيين المقيمين هناك لأخذ فلوسه المودعة لديه ، غير ان هذا اليمني المقيم ما ان وصل الى بوابة السجن حتى وقع في ايدي شرطة السجن وتم ادخاله مع صديقه المجهول بالرغم من ان وثائق اقامته رسمية ولا شيء يوحي بارتكاب مخالفة ما .
هناك حالة على ما يبدو من العداء لدى رجال امن ومواطني ذلك البلد الجار على ابناء الشعب اليمني .
فاتورة العداء هذه يدفع ثمنها مواطنين من ابناء اليمن على ارض البلد الحرام بصورة يومية ومستمرة ، هذه التصرفات الغير انسانية بوسعها ان تطيح بعلاقات البلدين وتدفع نحو اغلاق نافذة الجوار نهائيا ، وبلا مقدمات، لكن كثير من رجالات البلد ومن يقودون شان اليمن السياسي صاروا من موظفي اللجان الخاصة التابعة للمملكة العربية السعودية كإجراء وموظفين يتقاضون رواتب مجزية
يتأكد لي ولملايين من الناس ان هناك حالة اذلال متواصل ومستمر لأبناء الشعب اليمني وبشكل متعمد من قبل سلطة وشعب المملكة العربية السعودية .
لا يراعي بلد المملكة ادنى معايير القيم والاخلاق وحق الجوار في حق شعب يمني بامكانه ان يتخلص من عاهة التبعية الممنهجة والمخزية لذلك البلد الجار ..
رئيس البلد وحكومته غير معنيين بما يحدث وبما يمارس لابناء هذا الشعب انهم منهمكون حتى الرمق الاخير في البحث عن مفجري الكهرباء وتسهيل مهام الطائرات الاجنية للمرور في سماء البلد لضرب ابنائه بدم بارد.
يتعرض مواطني اليمن لممارسات لا اخلاقية ولا انسانية بشكل يومي وتنظر المملكة الى هذا الشعب الجار وكل مواطن فيه بنظرة استحقار وكراهية مقيتة .
تتوسع المملكة في التهام مئات الكيلوات من الاراضي اليمنية وتتوسع ايضا في دوس كرامة ابنائه و التنكيل بالإنسان اليمني شعبا وحكومة ومسئولين .
هذه الممارسات لم تحرك في قيادات ومسؤولي البلد ادنى معايير المسؤولية او ا لغيرة التي من المفترض ان تخلق لديهم حافزا قويا في الانتصار لقضايا اليمنيين وكرامتهم على الاقل تسخلق لدى راس هرم حاكم هذا الشعب نوعا من الرجولة والانسانية للإفراج عن المواطن السريحي وكثير من امثاله القابعين خلف السجون السعودية بدون أي وجه حق لاعتقالهم الغير قانوني ولإيقاف نزيف شرف نساء كثيرات
في سياق استثمار ادمية المواطن اليمني تأخذ المملكة ومسؤوليها هذا الشأن كواحد من عناصر مشاريع مدرة الدخل .
تتعمد المملكة في التوسع في بناء سجون رسمية وخاصة لاعتقال الاف اليمنييين سواء النظاميين وغير النظاميين
سجن القصيم وأبهاء ونجران وسجون الدمام والخميس والمنطقة الشرقية معبئة تماما بالسجناء اليمنيين واليمنيات ممن قذفتهم ظروف هذا البلد السيئة للبحث عن لقمة العيش
يحدث الان انه تحولت كرامة ومواطنة اليمني الى بطاقة ائتمان نقذيه لصالح شعب ومسئولي المملكة
يحدث ان يدفع المواطن المقيم في المملكة ما يزيد عن سبعة ألاف ريال سعودي في العام في الوقت الحالي مقابل التحاقه بسوق العمل على اراضي ذلك البلد ، غير ذلك هناك جبايات وممارسات مستمرة تخضع المواطن اليمني للابتزاز والنهب والفيد بوسائل راقيه وممنهجة .
هناك اشكال ووسائل تجلب لابناء المملكة السعادة والبذخ بالمال على حساب كائنات بشرية يمنية بامتياز لا يهم مصادر هذا الدخل ومشروعيته بقدر ما يهمم طرق ووسائل مصدرة الغير مكلفة جدا .
مؤخرا تطور الامر لدى ابناء المملكة في البحث عن مصادر دخل قيمة ومربحة ايضا .
حيث اتخدت عديد من الشركات الاستتمارية مسألة التسول في اراضي المملكة حيزا كبيرا من الاهتمام نظرا لقلة تكلفة هذا العمل ولأرباحه الضخمة في ذات الوقت .
ازدهرت ظاهرة التهريب بشكل ملفت لأطفال ونساء هم مصادر دخل مغرية لممارسة هذه المهنة .
اذ تقوم هذه الشركات باستقدام الاطفال والنساء وغيرهم من اليمن عبر منافذ برية وإيصالهم الى كل ارجاء المملكة . عبر شركاء يمنيين وسعوديين يعملون بشكل مخفي .
وما ان يصل هؤلاء اليمنيين حتى تقوم هذه الشركات والشركاء بتوزيعهم بشكل منظم في الجولات والأسواق واماكن التجمع لممارسة مهنة التسول عبر اتفاق بين الشركات والمتسولين بإعطائهم مبلغ مقطوع للفرد الواحد يصل الى 70 ريال سعودي في اليوم وما تبقى يتم تسليمه للشركة والسماسرة .
شركة التسول ا فرجت في كثير أحيان عن متسولين في السجون تم القاء القبض عليهم وبعد تدخل تلك الشركات ودفع مبلغ يصل ال نحو خمسة الف ريال سعودي لمن يتم الافراج عنه.
غير ذلك هناك ممارسات لا اخلاقية ضد نساء يمنيات يتواجدن على ارضي المملكة .. ويدفع كثير من السعودين المئات والالاف من اجل ممارسة الرذيلة معهم . ولان هذه الظاهرة مربحة جدا فقد ازدهرت مثل هذه الحالات وتتواجد الاف النساء بصورة غير قانونية في السعودية منهن من لازلن يعملن في ممارسة الزنا دون التفريق بين نساء بيض ذات بشرة داكنة ، منهن من كن عازبات ومنهن من كن متزوجات والسجون مليئة بآلاف منهن .
في سياق المحصلة اللانسانية واللااخلاقية التي ترتكب بحق مواطني ومواطنات وأطفال شعب اليمن من قبل بعض من رجالات ومسئولي المملكة العربية السعودية سواء اثناء ممارسة الاعمال او التسول او ممارسة الرذيلة ، نقف عند هذا المنعطف السيئ والغير انساني ونتساءل هل تبقى لدى رجالات اليمن اية ذرة من الدم والكرامة والقيم لإنقاذ حالات الاذلال والمتاجرة بأبناء هذا الشعب لدى راعية البيت الحرام والجارة السيئة الصيت ، ام ان الامر لا يعدو كونه فرقعات اعلامية تستهدف ا من المملكة ولا تستهدف شرف ابناء اليمن ومسؤولية ممسوخي القيم والهوية .