أجرت قناة سهيل الفضائىة الخميس الماضي في برنامجها «حوار المستقبل» حواراً مع الأخ محمد يحيي الصبري عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ونظراً لأهمية الحوار، الوحدوي تعيد نشره كما ورد:
تحولت اليمن الى مشكلة بالنسبة للعالم، وعُقد من أجلها مؤتمراً دولياً في لندن الأربعاء الماضي وقد رحبت السلطة بنتائجه، وأكدت وسائل الإعلام الرسمية بأنه كان صفعة لأعداء اليمن وأن مؤتمر لندن الذي عقد لمدة ساعتين فقط أنجز ما لم تنجزه مؤتمرات مماثلة في أيام كما قال وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي، فيما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أن اليمن ليست دولة فاشلة بل دولة هشة بشكل غير معقول، وقد ناقش المؤتمر أسباب فشل اليمن في إنفاق تعهدات المانحين في عام 2006م التي بلغت خمسة مليارات دولار، فيما انتقد رئيس الوزراء اليمني في حديثه أمام المؤتمر القول بأن اليمن دولة فاشلة واستدل على ذلك بوجود التعددية الحزبية وحرية الرأي والتعبير وانتخابات ديمقراطية، وقال بأن المشكلة الرئيسية هي مشكلة اقتصادية بالدرجة الأولى، وأوضح أن نصف سكان اليمن لايزالون خارج نطاق الخدمات الأساسية وبالذات الكهرباء، التي تغطي احتياجات 42% من السكان والمياه 26% وأن نسبة 32% تواجه نقصاً حاداً في الأمن الغذائي، وأكثر من ثلاثة ملايين طفل خارج نطاق التعليم إلا أن اليمن كما قال قطعت شوطاً كبيراً في محاربة الإرهاب وأنها بحاجة الى دعم دولي لإكمال المشوار.
أعدها للنشر- محمد شمسان
والمفارقة العجيبة كما يرى بعض المحللين السياسيين أن السلطة اليمنية تواجه بعض مطالب قوى الحراك الجنوبي بالرفض بحجة أنها مدفوعة من الخارج وهي في الوقت ذاته -أي السلطة- تشارك في مؤتمر لندن الدولي وتوافق القوات الأمريكية بضربات عسكرية جوية لقواعد تنظيم القاعدة في اليمن، ويرى بعض المتابعين للشأن اليمني أن اليمن قد فتح على نفسه باباً الى المجهول فماذا ينفع الدعم المالي والمساعدات إذا كان عليه أن يضع سيادته وقراره رهن تصرف الخارج؟ فيما أعلن تكتل اللقاء المشترك المعارض بأن تعامل السلطة اللامسؤول سينتهي بالبلاد نحو الوصاية وأن قرارات مؤتمر لندن الغامضة تستهدف إنقاذ السلطة لا الدولة.
وهنا نضع عدة تساؤلات.. هل يعتبر مؤتمر لندن البداية لتدويل الأزمة اليمنية؟
ومن المعني بإنقاذ اليمن الداخل أم الخارج؟ وعلى أي نجاح تتحدث السلطة بعد أن أصبحت اليمن مشكلة دولية؟ وهل لازالت الحكومة اليمنية قادمة على الوفاء بمتطلبات المجتمع الدولي؟ ولماذا لم يتطرق مؤتمر لندن الى المعارضة اليمنية؟ هل هذا التهميش متعمد أم أنه يعود لعدم فاعلية المعارضة؟ بل لماذا تجاهل المؤتمر دعوة الجامعة العربية؟ وأخيراً هل شخص المؤتمر الأزمة الحقيقية التي يمر بها اليمن وقدم الحلول أم أنه يحوم حول الحمى؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يسرنا أن نستضيف الخبير والمحلل السياسي الأستاذ محمد يحيي الصبري- عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، والناطق الأسبق باسم أحزاب اللقاء المشترك وعضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك، ورئيس اللجنة الإعلامية للجنة التحضيرية للحوار الوطني، والناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للحوار الوطني.
< أستاذ محمد مرحباً بك في هذا اللقاء وسنخصص هذه الحلقة لمناقشة البعد الإقليمي والدولي في الأزمة اليمنية.
الحدث الأخير الذي شهدته اليمن «مؤتمر لندن» بداية كمدخل لهذا الحوار كيف تقيمون المشهد السياسي اليمني على غرار مؤتمر لندن؟
- أولاً أسمح لي في البداية أن أشكر الجهود المبذولة في هذا البرنامج في متابعة كل جديد ولكن أيضاً ضمن رؤية المستقبل.
أعتقد أن الحديث عن المستقبل والحوار حول المستقبل يكاد يكون أكثر الأشياء المطلوبة فيما يتعلق بالحوار السياسي والحوار الإعلامي والحوار مع الرأي العام، ولكن المستقبل يكاد يكون هو أهم القضايا التي نحن معنيون بها والشكر موصول لسهيل، وللجهود التي بذلت في هذا البرنامج.
أسمح لي في البداية أن أقول بأن المشهد السياسي الوطني أو البعد الخارجي أو الدولي فيما يتعلق بالأزمة الوطنية يفتح أبواب اليمن نحو الكثير من الاحتمالات والكثير من المسارات التي قد لا تكون طيبة إذا ظلت الأمور تسير على ما هي عليه الآن، وإذا ظل الخطاب الرسمي والسياسي للسلطة كما أشرت إليه في مقدمة هذا التقرير يتجرد من أبسط مسؤولياته المتعارف عليها تجاه ما يتعلق بعلاقات اليمن الخارجية وعلاقاته الإقليمية والدولية من باب الأزمة الوطنية. اليمن كانت باستمرار على مدى تاريخ ليس بالقصير تتداخل أزماتها الداخلية مع الجانب الدولي والجانب الإقليمي ولكن نحن اليوم أمام مشهد مختلف عن الفترات الماضية، أزمة اليمن اليوم غير مسبوقة، أزمة اليمن اليوم معقدة ومتشابكة، ومن ثم نحن أمام تداخل إقليمي وخارجي في غاية التعقيد، وللأسف الشديد أن هناك تسطيح في الخطاب الرسمي، ويجري نوع من الكذب والدجل على الرأي العام لايجوز أن يستمر على الإطلاق، نحن اليوم نعتقد أن الدول والحكومات الخارجية سواءً كانت إقليمية أو دولية حين تتعامل مع اليمن، هذه ليست جمعيات خيرية أو جمعيات للرفق بالحيوان ولا هم معنيين بما نسمعه يومياً يتردد في الخطاب الإعلامي والرسمي بأن العالم سيهب لنجدة اليمن لماذا سيهب لنجدة اليمن؟ نحن لسنا ضاحية من ضواحي لندن ولا ولاية من ولايات أمريكا، نحن بالأخير كما ينظر لنا التقرير الدولي بأننا دولة عجزت أن تقوم بواجبها ووظائفها الداخلية والخارجية، يعني دولة عاجزة عن أن تحقق مصالح أبنائها، ودولة عاجزة عن أن تحمي المصالح الدولية لكن بالاخير المجتمع الدولي أو الدول حين تتحدث عن الأزمة في اليمن تتحدث عن مخاوفها على مصالحها وليس على ما طرح خلال الفترة الماضية، موضوع التنمية وموضوع الدعم هذا شأن يمني. لذلك أنا أعتقد بأن الرأي العام العربي والرأي العام اليمني بدرجة رئيسية تعرض خلال الفترة تقريباً في حدود الخمسة أو الستة الأشهر الماضية الى حملة استطيع أن أسميها حملة غسيل دماغ أو غسيل وعي، عدوان على العقل بمعنى أن هذا الترويج بأن الخارج سيأتي منقذ لليمن أمر يحتاج الى إعادة تفسير يحتاج الى محاسبة وأنا أعتقد أن بعض الحقائق يمكن أن تكون مجال....
< سهيل مقاطعاً: لكن ألا ترى أن واحد وعشرين دولة تحضر مؤتمر لندن لتناقش موضوع اليمن يعطي أهمية كبيرة للسلطة، كما تقول السلطة ويعد مفخرة كبيرة لليمن يستقطب مساعدات دولية للتنمية في اليمن؟
- يبدو أن هناك خلط في المفاهيم بين حقائق الأشياء وبين الأوهام والدعاية، نحن نقول أنه من الطبيعي أن تهتم الدول الإقليمية أو الغربية باليمن، لكن لماذا تهتم بها؟ نريد أن نجيب على هذا السؤال بطريقة صحيحة حتى نعرف هذه الأكاذيب التي يحاول البعض وأنا أقول البعض لأن هناك من لا يزال يحترم مسؤولياته ويتحدث من موقع أنه يمثل اليمن، وأنه يمثل الدولة اليمنية والجانب السيادي والاستقلالي لليمن، أما البعض الآخر الذي انفلت زمام اللغة منه للأسف الشديد.
لماذا الواحد والعشرين وزير خارجية أو دولة يجتمعون في لندن؟ هل حباً في اليمن أو سواد عيون اليمنيين؟ في الأخير العلاقات الدولية وهذا ما درسناه نحن وما يدرس في جامعات العالم بأسره وما يعرفه علماء العلاقات الدولية بأن هذه دول اجتمعت خوفاً على مصالحها في اليمن و ليس حباً في اليمن، لكن كيف تستطيع اليمن أن تنتبه لموضوع المصالح الخارجية في اليمن أو المصالح الدولية؟ لن تستطيع اليمن أن تحمي المصالح الدولية أو تتعامل معها ما لم يكن هناك دولة. إذن هذا الاجتماع علاقة رئيسية وشهادة لا أتمناها ولا أريد أن أقولها لكن يمكن أن تكون شهادة بمفهوم أن الدولة في اليمن في غرفة الاحتضار...
> سهيل مقاطعاً: يعني هل نفهم من كلامك أن الأزمة في اليمن تتجه نحو التدويل؟ الآن عقد مؤتمر في لندن وفي شهر فبراير سوف يعقد مؤتمر في الرياض، بعدها سيعقد مؤتمر في مارس في إحدى دول المنطقة؟
- السؤال أنا أعتقد أنه فوق كونه صحيح هو مشروع أيضاً، علينا أن نتساءل اليوم ما هو مستقبل اليمن وعلى كل اليمنيين بعد الذي تعرضت لهم عقولهم كما أشرت خلال الفترة الماضية أن يتساءلوا الى أين ستذهب هذه البلاد؟ الوقائع تقول الخطاب الرسمي الممارسات الحكومية أدوات أجهزت الأمن والجيش كل هذا يقول أن اليمن موضوعة أمام الفحص والاختبار والمراقبة الخارجية والدولية والإقليمية.
إن هذه الدولة أصبحت عاجزة أن تقوم بواجبها وتقوم بوظائفها وأن ما يصدر من المسؤولين مهما كان بغض النظر عن الخطاب الإعلامي الذي يحاول مرات عدة بالتجاوز على الوجبات، يعني من حق أي مسؤول أن لا يبعث الخوف في نفوس الناس من المستقبل القادم، لكن ليس من حقه أن يكذب أن يمارس الدجل والكذب على الناس حتى يقول لهم أن الأمور بخير وهو لا يعمل شيء.
< هم ذهبو في لندن كما يقولون من أجل الشعب وليس من أجل النظام، هم ذهبوا من أجل الحصول على دعم لغرض رفع مستوى الشعب اقتصادياً وتنموياً.
- الصبري مقاطعاً: لذلك دعنا نتوقف قليلاً قبل أن نصل الى مؤتمر لندن نتوقف عند السؤال نفسه ما هو البعد الخارجي والإقليمي أو الدولي في الأزمة اليمنية؟ وهل سيؤدي هذا البعد الى التدخل في الشأن اليمني أو وضع اليمن كما أشارت أحزاب اللقاء المشترك تحت الوصاية أم لا؟ لكي يكون واضحاً أمام الرأي العام اليمني أن عليه واجبات يقوم بها تجاه بلده طالما السلطة وصلت الى هذا الحد من العجز، وطالما وصلت الى درجة انهم لا يفرقون حتى بين المفاهيم، يعني موضوع الدولة الفاشلة أو الدولة المنهارة هذا مصطلح ومفهوم ظهر وتم التسويق له دولياً خلال فترة العشر السنوات الماضية، وأصبح أبسط المتابعين لشؤون السياسة الدولية يفهمون هذا إلا أصحابنا في الحكومة مرة يقولون حتى يصححوا على الخطاب الخارجي يقولون أن المسؤول البريطاني لم يقل أن الدولة في اليمن فاشلة ولكنها في طريقها الى الفشل، يعني وصل العجز الى عدم وجود قدرة على التفريق بين المفاهيم والمصطلحات المتداولة.
أقول إن جانب التدخل الدولي نحن في عصر أزمات البلدان الداخلية تتلافى باستمرار مع الأزمات الخارجية ولكن لا يستطيع أي طرف اليوم أن يتحاشى عدم تداخل المصالح الوطنية الداخلية مع المصالح الدولية والإقليمية، ولكن ما هو شكل التدخل المطلوب اليوم، أو السائد على الأقل في المنطقة العربية أنا أقول أن هناك مجموعة من المؤشرات علينا أن نقرأها حتى لا أمارس التبشير بالخراب.
أمامنا العديد من المؤشرات التي يجب أن نقرأها ونقف أمامها وأول هذه المؤشرات هو انعقاد هذا المؤتمر بالتزامن مع انعقاد مؤتمر خاص بأفغانستان.
< هل هناك دلالة أو ربط بينهما؟
- بالتأكيد هناك دلالة أفغانستان ما الذي يجري فيها الآن؟ هل هذا المجتمع الدولي الذي اجتمع من أجل أفغانستان خمس مرات وقدموا واحد وعشرين مليار دولار لها؟ فهل وصلت أفغانستان الى وضع معين من الاستقرار؟ اليوم في أفغانستان الآلاف يقتلون شهرياً ومئات الآلاف يقتلون سنوياً بمعنى أن التدخل الواضح في الشأن العربي ابتداءًً من العراق ومروراً بأفغانستان وبلبنان وفلسطين والسودان كلها ذات طابع احتلالي ذات طابع عسكري عدواني، لسنا أمام دول نستطيع أن نقول أنها تمارس سياسة الرفق أو سياسة الإغاثة، نحن أمام مشهد مفزع ومقلق في هذا الجانب.
< في اليوم التالي للمؤتمر تحدثت صحف أمريكية عن إرسال قوات خاصة عسكرية الى اليمن؟
- في نفس اليوم الذي عقد فيه المؤتمر حدث ذلك وهذا كلام صحيح.
< لاحظ أنا أسوق فقط مقارنة التدخل الأمريكي في باكستان رغم أن باكستان كما تقول الاحصائيات مختلفة على اليمن تماماً عسكرياً واقتصادياً وبشرياً عدد سكانها يساوي تقريباً نصف سكان الوطن العربي، أي ما يعادل ثمانية أضعاف عدد سكان اليمن يتجاوز اقتصاده عشرين مرة نسبة اقتصاد اليمن، ترسانتها العسكرية وصلت الى امتلاك السلاح النووي، ومع هذا اليوم الدولة في باكستان تقترب من الانهيار بسبب أن مشرف فتح الباب للدخل الأمريكي وحصل آلاف القتلى والمشردين بسبب هذا.
- نعم صحيح هذا أنا كنت أتمنى بدلاً من هذا الخطاب المفلس الذي قيل قبل مؤتمر لندن وبعده وخلال انعقاده، كنت أتمنى أن يكون لدينا خطاب دولة، خطاب رجال دولة، خلال هذه الفترة التي انعقد فيها مؤتمر لندن كان هناك كماً هائلاً من الصحف وكماً هائلاً من الصحفيين ووسائل الإعلام التي تتابع الشأن اليمني تعال اعمل مقارنة وأنا أتمنى أن يكون هناك برنامج في إحدى وسائل الإعلام سهيل أو غيرها ليتم عمل تحليل لكل ما نشر في وسائل الإعلام الغربية خلال هذه الفترة سوف نكتشف ونجد وأنا لا أقول أنني تابعت كل ما نشر لكن على الأقل ما تم متابعته من قبلنا يقدم هذا البلد والقائمين عليه وحكومته ومسؤوليه في غاية السوء الى الحد أنه يقال في مجله أمريكية شهيرة أن الذين يحكمون اليمن هم من رجال وكالة الاستخبارات الأمريكية. إذن اليوم ونحن نتحدث عن الشأن الدولي في اليمن نقول أن من حق المجتمع الدولي أن يهتم باليمن هذا حقه، اليمن يحتل موقعاً استراتيجياً، قريباً من أكبر مخزون نفطي في العالم، يطل على أهم ممر دولي مائي إذن من حق العالم أن يقلق إذا جرى لهذا البلد أي شيء.
< سهيل مقاطعاً: ولكن؟
- ولكن هل هذا القلق وأن ما طرح يعني أن العالم سيهب لمساعدة اليمن ونجدته كما طلب نائب وزير التخطيط هشام شرف ورئيس الحكومة أننا نحتاج ثلاثين مليار فهل المجتمع الدولي سيدفع لليمن ثلاثين مليار؟ مقابل ماذا سيدفع ذلك؟ ولماذا سيدفع هذا المبلغ؟
< استاذ محمد أنتم تنظرون بنظرة سلبية أين النظرة الإيجابية وصحف المؤتمر تتحدث عن إنجاز تاريخي تحقق من خلال مؤتمر لندن بل إن إحدى الصحف الرسمية قالت أن المؤتمر صفعة لأعداء اليمن وفي صحيفة الثورة عنوان رئيسي قالت الثورة في افتتاحيتها فليمت طراطير السياسة بغيضهم، يعني النتائج كانت طيبة ومبهرة لكنكم تنظرون بنظارة سوداء الى النتائج وأراك تضحك من هذا.
- نعم للأسف الشديد كما يقال شر البلية ما يضحك، وأقول لم نصل في أي فترة من تاريخ اليمن الى مستوى هذا الإسفاف من الخطاب الإعلامي والسياسي الرسمي، وأنا أقول أن هذه صحيفة ممولة من المال العام وناطقة باسم الحكومة اليمنية لذا لا يوجد ذرة من الاحترام للذات والاعتزاز بالنفس عند طرف يقول مثل هذا الكلام، وبالمناسبة هذا الكلام ليس موجهاً لنا يعني ما ورد في الصحف الرسمية الثورة الجمهورية، اكتوبر، سبتمبر خلال الثلاث الأيام التالية للمؤتمر هو موجه بدرجة رئيسية لطرف ما داخلي في السلطة أو في الخارج أو يمكن أن يكون موجه لعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية لكونه انتقد المؤتمر.
< سهيل مقاطعاً: عمرو موسى لم يُدع لهذا المؤتمر.
- هو لم يُدع لكنه انتقد أيضاً طريقة الدعوة للمؤتمر والتحضير له، وأشار الى المؤتمر بانتقادات واضحة وصريحة لكن بغض النظر أنا أقول هذا الخطاب هو نموذج لمن يحكمون هذا البلد، وعلينا أن نتوقع ما النتائج التي سوف تترتب على عقلية تحكم البلد بهذا الشكل وتتعامل مع مجتمع دولي مستنفر ومستفز ومعد كل طاقاته وإمكانياته ليتدخل في شؤون البلدان لا لشيء، وإنما يريد أن يتابع الأشخاص ويتابع التنظيمات ويريد أن يتابع..
< سهيل مقاطعاً: إذن ما النجاح الذي تتحدث عنه السلطة؟
- أنا اعتقد أننا بحاجة الى استعادة الوعي في الخطاب الرسمي حتى نتحدث عن ما تحقق في هذا المؤتمر من عدمه، دعني أقول لك هذه مجموعة من الحقائق التي تم المغالطة بشأنها وتم التمويه حولها بطريقة لا مسؤولة، وأكتفي بالإشارة الى هذا الأمر أولاً الحقيقة الأولى: هذا المؤتمر دعا له وزير الدولة البريطاني دون التشاور مع اليمن، وظل المعنيون بالسلطة والحكومة لا يعرفون طبيعة الدعوة ولا يعرفون ما هي أجندة هذا الاجتماع طوال خمسة عشر يوماً، حتى أن وزير الاعلام حسن اللوزي وهو ينظر لجدول اجتماع اللجنة التحضيرية قال لصحيفة الأخبار المصرية بعد عشر أيام من إطلاق الدعوة: نحن لازلنا ننتظر دعوات رئيس الوزراء البريطاني وما نعرفه من معلومات حول هذا المؤتمر استقيناه من الشبكة العنكبوتية (خلي بالك من الشبكة العنكبوتية هنا في تقدم)
< سهيل مقاطعاً: هذا وزير الإعلام.
- نعم هذا وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة ويقول عرفنا موضوع الدعوة من موقع رئيس الوزراء البريطاني إذن هذه هي الحكومة التي تقول انها حققت إنجازات.
ثانياً: أن يأتي مسؤول ويقول أنه حقق في ساعتين مالم ينجزه في أيام بشأن الأزمة اليمنية هذا دليل على حالة افتقاد الوعي والمعنى للعمل السياسي والحكومي، والمعلومات تقول أيضاً وهي معلومة ثالثة أن الجهاز الحكومي والطاقم الحكومي الذي أعد التقرير الى مؤتمر لندن أعد تقريراً أمنياً حول كم قتلوا، كم سجنوا، كم طاردوا، وعرضوا ذلك في اجتماع رسمي فطلب منهم رئيس ذلك الاجتماع أن يقدم التقرير الى رئيس الجمهورية لكي يطلع على ما يجري في اليمن لا أن يقدم الى الاجتماع في مؤتمر لندن والدول المانحة.
الاختلاف الذي جرى حول التسمية من مؤتمر الى اجتماع الى جلسة استماع الى لقاء والحقيقة أن الوصف الذي ينطبق على ما عقد في لندن هو جلسة استماع فعلاً وهو ما تم بالفعل حيث لم يتعد الأمر أكثر من جلسة استماع لمسؤولين يمنيين عاجزين عن أن يقولوا ماذا يصنعون؟ لكن مع ذلك أنا لا أقول هذا الكلام من باب المناكفة لأنه في الأخير هذا بلدنا ونحن لا نتمنى ولا نرجو إلا أن يكون وجهنا في الخارج يتطابق مع أننا دول،ة نحن لسنا موظفين لا مع الولايات المتحدة الأمريكية ولا مع الوزير البريطاني، لكن ما ظهر في مداولات هذا الاجتماع والمؤتمرات الصحفية أننا ذهبنا نبحث عن فلوس من أجل مكافحة الإرهاب وكأنهم موظفين مع المجتمع الدولي والدول الغربية وليس مع اليمن.
< هناك وسائل إعلامية رسمية تقول أنهم حصلوا على خمسة وثلاثين مليار دولار فما صحة ذلك؟
- يا سيدي إذا كانو الآن وبعد أربع سنوات من عقد المؤتمر السابق في 2006م وهو بالفعل مؤتمر المانحين والذي تم الإعلان بعده أن اليمن حصلت على خمسة مليارات دولار، وما تم الحصول عليه بعد أربع سنوات بالفعل يقارب 900 مليون دولار فقط بحسب الاحصائيات الرسمية، وهذا يؤكد لنا أن المسؤولين في هذا البلد ليسوا معنيين لا بالسيادة الوطنية ولا بالاستقلال ولا بالوحدة ولا بالأمن ولا هم لهم سوى الفلوس والحصول عليها، وذهبوا الى لندن من أجل الحصول على دعم والحقيقة أن الدول ليست جمعيات خيرية تدفع فلوس فقط، لا بل إن أي مبالغ ستدفع لن تكون إلا شكلاً من أشكال الوجود والتواجد في اليمن، ولذلك نحن نقول أن بيان المعارضة كان واضحاً في هذا الخصوص.
< سهيل مقاطعاً: سنأتي الى بيان المعارضة لاحقاً لكن هل نفهم من كلامك وكما يقول البعض أن القرارات والتوصيات التي خرج بها الاجتماع كانت جاهزة مسبقاً؟
- هذا كلام صحيح.
< معظم المؤتمرات والاجتماعات تعقد وتكون قراراتها جاهزة مسبقاً ما الجديد في هذا الأمر؟
- لا دعنا نأخذ السياق الذي سار فيه مؤتمر لندن، السياق الذي جاء به مؤتمر لندن أنه جاء في سياق أمني أي بعد العمليات التي نفذتها الطائرات الأمريكية في المحفد محافظة أبين، وبعد تلك المجزرة أظهرت ستين قتيلاً من النساء والأطفال في هذه العملية التي جاءت تحت ذريعة أنهم يطاردون عناصر القاعدة، السياق الأمني الأمريكي البريطاني والغربي بشكل إجمالي يعتمد في المعادلة الأمنية على ما يسمى بالدبلوماسية السرية، بمعنى أنه جرت عدة اجتماعات ومنها الاجتماع الذي ذهب إليه وزير الخارجية في واشنطن أبوبكر القربي قبل اجتماع لندن، الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع الجانب الأمريكي ولم يعلن عنها وتم نفيها. إذن من خلال ذلك لم تكن جلسة استماع لندن أو جلسة المحاسبة للمسؤولين اليمنيين أكثر من طريقة فقط لإخراج اتفاق ما تم التوصل اليه مسبقاً فيما يتعلق بالجانب الأمني ونحن نتوقع وهذا ما يجب أن ينتبه اليه جميع اليمنيين، وأنا أقولها بخوف وقلق هناك مناطق موجودة في اليمن يجري التركيز عليها وهي محل للتدخل الدولي القادم.
> ما دلالة انعقاد هذا المؤتمر في العاصمة البريطانية لندن؟
- أولاً الحكومة البريطانية كانت باستمرار في كل قراراتها تابعة للأمريكان، وهذا ليس استعداءً لبريطانيا أو البريطانيين، لكن هذا ما يقوله معظم البريطانيين عن حكومتهم بأن المسؤولين البريطانيين هم عبارة عن طلائع سياسية وأمنية ودبلوماسية للأمريكان، وهذا الأمر يجب أن يكون مفهوماً بالنسبة للجميع بمعنى أن البريطانيين قد يكون لهم بعض المصالح الموجودة في اليمن بحكم الإرث التاريخي القديم وقد كان البريطانيين هم العربة الأولى للتدخل الأمريكي لكن إجمالاً أنا أريد أن أقول وبدون ذكر تفاصيل، إن اليمنيين يقع عليهم دورٌ كبير بأن يتنبهوا أن هناك مناطق سواءً في الحدود الشمالية أو الحدود البحرية أو في الوسط تكاد تكون محل اهتمام ومحور يتم التركيز عليها من قبل الأمريكان والبريطانيين، وأقول إن الواجب الوطني اليوم أمام الواقع الذي نشهده، وأمام الفشل الذريع للسلطة هو أن يتصرف اليمنيين بحكمة عالية ومسؤولية تامة وأنا اليوم لا أستطيع أن أبرر لشخص يطلع بكل بساطة أمام وسائل الإعلام وبيده الأولى قنبلة واليد الأخرى مسبحة وفي الأخير يكون كل اليمنيين هم من يدفعون الثمن وتقع الكارثة عليهم جميعاً.
إجمالاً يا أخي أنا أقول إن هذا الاجتماع أو جلسة الاستماع أو أي مؤتمرات أخرى مماثلة جميعها ستفتح باباً للتدخل الخارجي في اليمن، والتدخل الخارجي هو أصلاً موجود، ولكن مثل هذه المؤتمرات ستفتح الباب بطريقة مشروعة ونحن خلال الفترة الماضية تعرضنا لحملة إعلامية كبيرة لتبرير هذا التدخل إما تحت مبرر الأوهام والأكاذيب التي تبثها وسائل الإعلام أو تحت منطق كالذي قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن الوضع في اليمن يهدد الأمن والاستقرار العالمي، وقالت بعد اختتام هذا الاجتماع في لندن خلال مؤتمرها الصحفي إن الحكومة اليمنية والمسؤولين اليمنيين وهم يبدأوون في تأدية دورهم الجديد أو مهمتهم الجديدة إنما هم يعملون على حماية أمن الولايات المتحدة الأمريكية.
بمعنى أننا أمام وضع سيكون بالتأكيد أقرب الى ما شهدته لبنان في نهاية القرن التاسع عشر، حيث كانت جميع السفارات والملحقيات تتدخل في شأن لبنان الداخلي فسميت بدولة القناصل، يعني أننا سنكون شكل من أشكال تلقي الأوامر أو تلقي السياسات أو صناعة القرارات، وفقاً لما يقره هؤلاء السفراء والقناصل، وقد شكلوا من باب الأدب جمعية سموها جمعية أصدقاء اليمن وهذه هي كما يبدو وكما جاء في البيان الختامي أنها ستراقب وتدرس وتخطط وستعمل على التنفيذ وتمرير تلك التدخلات، وهذا يعني أننا قادمون على وضع ليس بالجيد على الإطلاق.
> رئيس الوزراء د. علي محمد مجور في هذا المؤتمر عندما دافع عن اليمن وقال بأن اليمن ليست دولة فاضلة، وقال عندنا تعددية حزبية وعندنا انتخابات ديمقراطية، ولدينا حرية الرأي والتعبير. هل تفهمون أنتم كمعارضة أن السلطة تستخدم المصطلحات لتحسين صورتها أمام الخارج ولو كان بالفعل يوجد ديمقراطية وتعددية وحرية تعبير فلماذا عقد مؤتمر لندن؟
- للمرة الثانية أقول إن ما تعرضنا له من حملة إعلامية خلال الفترة السابقة فيما يتعلق بالمؤتمر يبدو أن ذلك لم يجعلنا نقتنع أن ما تم يعد مؤتمر، نحن لسنا قادرين حتى الآن أن نقتنع بأنه مؤتمر بالفعل.
> سهيل مقاطعاً يعني هل هو مؤتمر أم اجتماع أو جلسة استماع؟
- نعم لكن أنا لا أريد أن أضاعف من حجم المأساة اليمنية من حيث المصيبة التي حلت علينا من خلال من يحكمون هذا البلد نحن بالفعل مصابون بمسؤولين في الغالب وليس عموماً أنهم في حالة سيئة من الإرباك، وفي وضع متدنٍ من الاهتراء وعدم ضبط النفس فيما يتعلق بالحديث عن الشركاء في الوطن وبما يتعلق بالحديث عن الشركاء الدوليين والشركاء الإقليميين إذا جاز الوصف.
الوضع الرسمي والوضع الحكومي اليمني في حالة يرثى لها وأنا أقول إن الضرب في الميت حرام.
> الآن الحكومة التزمت كما التزمت في العام 2006م أمام مؤتمر المانحين، الآن التزمت أمام مؤتمر لندن في 2010م أنها ستحارب الإرهاب وأنها ستنفذ كل ما يطلب منها المجتمع الدولي. هل برأيك النظام قادر هذه المرة على أن يلتزم بما يطلب منه أمام المانحين؟
- قل لي ما الذي استجد هذه المرة حتى تكون أنت على ثقة أو أكون أنا كمواطن يمني بغض النظر عن هويتي الحزبية، وأنا أسأل هنا وليس السؤال لك بل يمكن أن يكون لكل اليمنيين ما الذين استجد في سلوك الحكومة اليمنية حتى نكون على ثقة ونطمئن بأن السلطة والحكومة ستكون قادرة على الوفاء بهذا الالتزام الذي التزمت به امام المجتمع الدولي، وأن هذا الالتزام سوف يؤدي الى نتيجة؟ ولذلك أنا اقول إننا أمام مشكلة خطيرة نحن أمام مجموعة من الالتزامات للخارج تعرض وتقدم، ونحن نعرف أنه لم يتغير شيء لا من أداء الحكومة ولا من أداء المسؤولين فيها من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الأمنية، بل بالعكس كان الوضع الأمني في العام 2005م أفضل من العام 2006م، وكان في العام 2006م أفضل من العام 2010م مما يؤكد أن الوضع الأمني في منحدر متدنٍ، حيث كان قبل عام أفضل من هذا العام وهكذا مستوى الأداء يتجه نحو الصفر إذن أنا أوافقك الرأي نحن أمام مشكلة في هذه الحكومة ماذا لو أن هذه الحكومة وأدائها لم تنجح في تنفيذ ما يطلب منها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ما الذي سيجري؟ ألن يكون هناك تدخل خارجي قادم؟ أي بمعنى ألن يأتي الطرف الخارجي بنفسه لينقذ المهمة؟
لذلك أنا أقول اليوم المخرج من هذا المأزق... دعني أقول لك ما سمعته بالأمس الناطق باسم الخارجية الأمريكية والناطق باسم الخارجية البريطانية يتحدثون أن الوضع في اليمن وبالذات الوضع الرسمي غير قادر على استيعاب المساعدات، غير قادر على تحسين الأداء الأمني غير قادر على تطوير آلياته العسكرية، لقد وضعونا في مأزق في موضوع التعامل ونحن لا نمتلك أمام هذا الوضع إلا أن نظل خلال الفترة القادمة نراقب ما الذي سيفعلونه إزاء تلك التعهدات والالتزامات.
> هذا يقود
نا الى سؤال مهم. كيف ستتعامل قوى المعارضة مع مجمل التطورات بما في ذلك مخرجات اجتماع لندن؟ بمعنى آخر هل يمكن أن حل المشاكل اليمنية سيتم من خلال المؤتمرات الخارجية؟ ومن المسؤول عن إنقاذ اليمن الخارج أم الداخل؟
- هذا سؤال جميل ومهم أيضاً وكنت أتمنى أن يكون هذا السؤال في بداية الحلقة، على كل حال ما الذي ستعمله المعارضة أنا اعتقد أن قوى المعارضة ناقشت خلال اليومين الماضيين نتائج ومخرجات مؤتمر لندن وما جرى خلاله في اجتماع لها، وذلك بحسب ما توفر لها من معلومات وما نتج عن اتصالات من قيادة المعارضة مع بعض الجهات المنظمة للمؤتمر وانتهت المعارضة الى موقف أولي يقول إن السلطة في هذا البلد تعبث بعلاقات اليمن الخارجية أيما عبث وهذا العبث لم يسبق له مثيل وأن هذا العبث وهذا الافساد ونشر الأكاذيب والأوهام حول ما جرى خلال هذا المؤتمر أو عن طريق الوعود والأحلام الزائفة والدعاية الكاذبة التي تروج لها السلطة لتظلل بها الرأي العام ولتقول إن الأمور ستكون بخير، كان الموقف يتركز على أن اليمن خلال المرحلة القادمة ستقبل على مرحلة تكون فيها تحت الوصاية نتيجة تلك السياسات الخاطئة التي تمارسها السلطة في اليمن، وأنا أعتقد أن المعارضة موقفها هنا واضح وهي تقول للمواطن إنها ستعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات حتى لا تصل اليمن الى هذا الوضع.
وفي هذا الخصوص ستعمل المعارضة مع جميع اليمنيين بمسؤولية كبيرة إزاء ما يتعلق بالمصالح الخارجية في بلادنا وإزاء ما يتعلق بالمصالح الإقليمية، نحن سنعمل مع كل اليمنيين، والمعارضة اليوم لم تعد تتحدث لوحدها لأن المعارضة اليوم تعمل مع شركاء لها في اللجنة التحضرية للحوار الوطني، المعارضة اليوم تعمل على دعوة جميع أبناء الوطن في الشمال والجنوب والوسط مع الحوثيين في شمال الوطن مع الحراك في جنوب الوطن وذلك من أجل أن يكون الجميع على مستوى عالٍ من المسؤولية فيما يتعلق بالأزمات التي تمر بها اليمن، هذه بلدنا جميعاً ونحن جميعاً مسؤولين عنها وكل تصرف من أي طرف في الأزمة لا يراعي هذه المسؤولية سيعمل على جلب الضرر لكل اليمنيين، وأنا أعتقد أنه لا يوجد طرف من أطراف الأزمة في اليمن يحب لنفسه أن يكون جزءًا من الأزمة ولا يجب أن يكون جزءًا من الحل هذا الامر الأول.
الأمر الثاني: لايزال هناك متسع من الوقت ونحن لازلنا ندعو إخواننا في الحزب الحاكم، وندعو جميع من لديهم إحساس وقدر من المسؤولية، وندعو من لديهم قدرة على الادراك بالمخاطر القادمة ومن لديهم الشجاعة الكاملة لكي يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية إزاء هذه الأوضاع وأن الحوار الوطني هو الطريق الوحيد والصحيح والأسلم والأنسب للخروج من ذلك. وهنا أقول أي حوار وطني نريده ونطلبه من أجل ذلك ليس بطريقة الأكاذيب ونشر الدعاية الزائفة وتحريف المعاني والمصطلحات والترويج للمفاهيم الخاطئة عن الحوار.
اليمن اليوم يحتاج الى حوار جاد ومسؤول حوار للإنقاذ الوطني، ونحن نقول بذلنا خلال السنتين الماضيتين جهداً شاقاً حيث تم الالتقاء بعشرات الآلاف من الناس والمئات من المفكرين والمثقفين والسياسيين وأسفر ذلك عن الخروج بوثيقة للإنقاذ الوطني ومشروع للإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والإداري لهذا الوطن، وهذا المشروع معروض على جميع أطياف الشعب اليمني بمختلف شرائحه وفئاته ومكوناته وسنعمل على أن يصل هذا المشروع لكل فرد من أفراد هذا المجتمع ونقول هذا هو الطريق الوحيد للإنقاذ في هذا البلد.
وما يجب أن أؤكد عليه هنا أن جميع الحكومات والسلطات بمختلف دول العالم ستحترمنا إذا نحن احترمنا انفسنا واحترمنا مسؤولياتنا الملقاة على عاتقنا وإذا قمنا بواجباتنا نحو شعبنا ووطننا، عندها سنستطيع أن نقوم بواجبنا ونتعامل مع المصالح الإقليمية والدولية بحكمة وعناية فائقة.
> بالحكمة والحوار والوقوف صفاً واحداً نستطيع التغلب على مشاكلنا.
- نعم
> كيف تقرأ توصيات مؤتمر لندن الخمس؟
- خطيرة جداً أول توصية فيها أنا أعتقد أنها تفتح أبواب الجحيم على الشعب اليمني وهي أن تبدأ الحكومة بمناقشة برنامج صندوق النقد والبنك الدوليين، هذا البرنامج الذي لم نعرف من إيجابياته وفوائده إلا الجرع إذن هذا، هو برنامج رفع الأسعار، هو برنامج تحفيض العملة، هو برنامج رفع الدعم الحكومي عن الخدمات الأساسية المتعلقة بمعيشة المواطن وأمنه الغذائي، هذا هو أول التزام موجود ضمن التوصيات.
الإلتزام الثاني موجود فيه أن الحكومة اليمنية ملتزمة بمكافحة ما يسمى بالإرهاب، ونحن الى الآن لا يوجد أمامنا لا تسمية ولا تعريف ولا اتفاقية أمنية ولا قانونية تقول لنا كيف ستقوم الحكومة بواجبها فيما يتعلق بهذا الموضوع.
نحن ندين الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه وندين كل التصرفات اللامسؤولة، وندين العنف، نحن أصحاب مشروع مدني سلمي لكننا نريد أن تكون أي مكافحة للعنف في إطار القانون في إطار نظام الدولة العام المنصوص عليه بالدستور، هذه دولة ولا يجب أن تكون ساحة فراغ للقنص.
> سهيل مقاطعاً: أستاذ محمد هناك من يعيق التنمية في اليمن، هناك الحرب في صعدة, هناك الحرب في الجنوب, هناك تنظيم القاعدة كل ذلك يعيق التنمية في اليمن برأيك ماذا ستفعل السلطة إزاء هذه التحديات كلها؟ لماذا لا تنظرون الى الأمور بشكل عقلاني كما تقول السلطة، البلد اليوم تواجه ثالوث مخيف؟
- أولاً هناك نوع من المغالطة في هذا لابد أن يستقيم الحديث في هذا الخصوص، أنا أقول بأمانة لقد حان الوقت لأن تكون هناك هبة شعبية وهبة إعلامية من قبلكم أنتم كإعلاميين لوقف الأكاذيب والمغالطات التي تنشر وتروج لها وسائل السلطة لأن مخاطر ذلك الآن هي أخطر من أي وقت مضى، يا أخي موضوع التنمية ليس وليد الأمس، هذه حكومة ايضاً ليست وليدة الأمس، دولة الوحدة لها عشرون سنة على الأقل فماذا صنعوا خلال تلك السنوات العشرين التي مضت؟ ومع ذلك لنسلم أن هناك تحديات لنسلم أن الحرب في صعدة والحراك في الجنوب، وأنا أسمي انتفاضة شعبية في الجنوب لنسلم أن ذلك يعد تحدياً لا توجد مشكلة ماذا فعلت الحكومة والسلطة القائمة لمواجهة تلك التحديات؟ هذه السلطة كيف تدير حرب صعدة، ستة حروب وهي تعمل من أجل كيف تتجدد هذه الحرب وليس من أجل كيف تنتهي، ما الذي جرى في الجنوب كيف تعاملت السلطة مع أبناء المحافظات الجنوبية وهم ينتفضون من أجل حقوقهم وكرامتهم من أجل رغيف الخبز بطريقة سلمية ووفق القانون، القتلة والمجرمون اليوم يسرحون ويمرحون في كل مكان والذين خرجو بالطرق السلمية والمدنية السجون تمتلئ بهم في عموم المحافظات إذن كيف نواجه التحديات؟
> سهيل مقاطعاً: كلما أرادت أن تصلح الوضع إذا بها تأتي بمشكلة جديدة وأنتم في المعارضة تحملون السلطة فوق طاقتها.
- أولاً لم يعد هناك سراً ليس من باب الافتراء على هذه الحكومة، أن الذين يديرون شؤون هذا البلد، يدرونها بالأزمات وليس من هم لهم سوى أن ينقلوا هذا الشعب من أزمة الى أزمة وذلك من أجل بقائهم في كراسيهم.
> نعود الى مؤتمر لندن، ونحن قد ناقشنا الأزمات الوطنية في أكثر من حلقة برأيك لماذا تم تجاهل الجامعة العربية من قبل مؤتمر لندن ولم تدعى حتى الى الحضور؟
- أنا أعتقد أن الطريق الى مؤتمر لندن كان طريق مليء إذا جاز الوصف بالمؤامرات لأن الطابع كان طابعاً أمنياً، وأنا أعتقد أن الطرف الذي دعي الى هذا المؤتمر يأتي على السياق الأمريكي البريطاني في التعامل مع الدول العربية والشأن العربي وهم أساساً أطراف غير مكترثين أو مبالين بهذه الأنظمة، وأنا أذكر حقيقة الرئيس في مقابلة مع قناة أبوظبي وبعد ستة أو ثمانية أيام من الدعوة للمؤتمر قال: جاءتنا دعوة من السفارة البريطانية تقول بأن هناك دعوة لعقد مؤتمر في لندن بخصوص اليمن ولكن ليس لدينا تفاصيل بهذا الخصوص، وهذا يؤكد أن هناك نوع من الصلف والاستهزاء فيما يخص القضايا العربية من قبل الغرب والرعاة الدوليين الأمريكان والبريطانيين، وإذا كان هذا تعاملهم مع البلد الذي هم سوف يجتمعون من أجله فكيف بالجامعة العربية.
> خلاصة الموضوع في هذه الحلقة مؤتمر لندن هل شخص الأزمة الحقيقية التي تمر بها اليمن وهل قدم لها الحلول أم أنه يدور حول الحمى؟
- لم يكن مؤتمر لندن معني بالتشخيص ثم من قال أنه مؤتمر أساساً أنت مصر على أنه مؤتمر وأنا أُصر على أنه كان اجتماع أو جلسة استماع وليس مؤتمراً على الإطلاق.
> سهيل مقاطعاً: إذن ما هو؟
- هذه جلسة استماع، جلسة استماع أمنية للحكومة، جلسة لإخراج قرارات خطيرة في المستقبل ستأتي نتائجها خلال الأيام القادمة، اجتماع لندن لم يكن معني بالتشخيص، بتشخيص الأزمة اليمنية إطلاقاً.
>سهيل مقاطعاً: الاعلام الرسمي قال إنه مؤتمر؟
- هذه هي الكذبة الإعلامية تكرير الكذبة حتى يقطع الحبل الحجر، يعني اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك وتكتب عندالله كذابا. أقول هذا المؤتمر كان معني بوضع إطار في الاعتراف السياسي والاعتراف النفسي والوجداني والاعتراف الإقليمي بالقرارات التي ستتدخل في الشؤون اليمنية قريباً.
> استاذ محمد كيف نوفق بين التدخل الخارجي كما سميته أنت والأوضاع غير المستقرة في الداخل؟
- سؤال صحيح وهو في محله، هناك من سيستمع إلينا الآن ويقول هؤلاء لايزالون يمارسون الخطب على طريقة العهد القديم رغم أننا نتمنى أن تعود تلك الفترة لكي تحفظ للناس كرامتهم وعزتهم حتى وإن ساروا حفاة في الشوارع لكن تبقى لديهم كرامة وعزة.
لكن أقول التوفيق بين هذه الأوضاع في الداخل وبين مجمل المصالح الخارجية في اليمن يحتاج الى أن تبدأ العجلة الوطنية بالتحرك نحو الأمام وتبدأ السلطة بالعودة الى أن تمارس مسؤولياتها وواجباتها وفق القانون والدستور ولو حتى بالحد الأدنى نحتاج الى مناخ يهيئ للمصالح الوطنية مناخ يطلق الحريات العامة للناس لكي يعبروا عن آرائهم ومواقفهم وعن وجودهم كيمنيين وبعد ذلك نحتاج الى توافق وطني.
أنا اعتقد أن وزير الخارجية أبوبكر القربي قال كلاماً برغم اختلافنا معه قال كلام قبل الذهاب الى مؤتمر لندن حقيقي ومسؤول وهو أن الموضوع في الحقيقة بأيدي اليمنيين هو تمنى أن يعود العقل لليمنيين لأن الأمر يتعلق بهم. وأنا أقول اليوم نفس الكلام الموضوع بأيدينا نحن اليمنيين كي نوفق بين مصالحنا وبين مصالح الدول الإقليمية الغربية علينا أن نعيد الاعتبار أولاً للوفاق الوطني الداخلي ونعيد الاعتبار للدستور الذي يحتكم إليه اليمنيين ونعيد الاعتبار للدولة التي حاول بعض المسؤولين التمريغ بوجهها وإنزالها الى الوحل وأظهرونا أمام العالم كما قال أحد الصحفيين إن اجتماع لندن جاء ليؤكد أننا أفشل دولة في العالم وأفشل حكومة في العالم.
> إذن هل ترى أن المخرج الآن هو بالاصطفاف الوطني والحوار الجاد والمسؤول؟ ما هي كلمتك الأخيرة في هذا الخصوص؟
- بالمناسبة حتى لا نقع في شباك استخدام المفاهيم في غير محلها وعلى غير حقيقتها أنا أقول إن اليمنيين يحتاجون الى وثيقة استراتيجية وطنية لمكافحة الفشل ومكافحة العجز وهذا لن يأتي إلا عن طريق توافق وطني وحوار وطني جاد ومسؤول.
> الأستاذ محمد الصبري أشكرك على هذا اللقاء الشيق وأتمنى لك التوفيق.
- شكراً جزيلاً.__