الرئيسية المقالات تقارير السودان على خط الانتخابات
السودان على خط الانتخابات
محمد شمسان
محمد شمسان

مثلت‭ ‬الانتخابات‭ ‬السودانية‭ ‬التي‭ ‬اليوم الاحد‭ ‬وسط‭ ‬خلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬السودانية‭ (‬السلطة‭ ‬والمعارضة‭) ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬استحقاقات‭ ‬اتفاق‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬2005‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحرير‭ ‬السودان‭ ‬وبين‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬في‭ ‬الشمال،‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬انتخابات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التوقيع‭ ‬عليها‭ ‬وقبل‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يجرى‭ ‬لتقرير‭ ‬مصير‭ ‬جنوب‭ ‬السودان،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬الاتفاقية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاستفتاء‭ ‬قرار‭ ‬خطير‭ ‬وكبير،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬منتخبة‭ ‬بشفافية‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومفوضة‭ ‬جماهيرياً‭ ‬لتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬استحقاقات‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬يتوقف‭ ‬عليها‭ ‬مستقبل‭ ‬السودان‭ ‬‮.‬

شملت‭ ‬الانتخابات‭ ‬كافة‭ ‬مستويات‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬وحكام‭ ‬الولايات‭ ‬والمجالس‭ ‬الولائية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لانتخابات‭ ‬رئاسة‭ ‬حكومة‭ ‬الجنوب‭ ‬والمجلس‭ ‬التشريعي‭ ‬لجنوب‭ ‬السودان،‭ ‬وقد‭ ‬خصصت‭ ‬الانتخابات‭ ‬قوائم‭ ‬نسبية‭ ‬للمرأة‭ ‬والأحزاب‭ ‬بنسبة‭ ‬٪25‭ ‬للمرأة‭ ‬و٪15‭ ‬للاحزاب،‭ ‬وهذه‭ ‬القوائم‭ ‬النسبية‭ ‬ستضمن‭ ‬للمرأة‭ ‬وكل‭ ‬الأحزاب‭ ‬مشاركةً‭ ‬ووجوداً‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬والمجالس‭ ‬الولائية،‭ ‬وهذه‭ ‬القوائم‭ ‬تمثل‭ ‬تمثيلاً‭ ‬احتياطياً‭ ‬للمرأة‭ ‬والأحزاب‭ ‬مع‭ ‬احتفاظهما‭ ‬بكامل‭ ‬حقهما‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬الرئاسية‭ ‬والتشريعية‭ ‬الاتحادية‭ ‬والولائية‮.‬
تشكيل‭ ‬المفوضية‭ ‬
بعد‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام،‭ ‬شُكلت‭ ‬حكومة‭ ‬مركزية‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬قامت‭ ‬بتشكيل‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬مستقلة‭ ‬تم‭ ‬التوافق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطرفين‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬الخبير‭ ‬القانوني‭ ‬آبيل‭ ‬ألير‭ ‬وهو‭ ‬شخصية‭ ‬مسيحية‭ ‬جنوبية‭ ‬عمل‭ ‬سابقاً‭ ‬نائباً‭ ‬للرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جعفر‭ ‬محمد‭ ‬نميري،‭ ‬كما‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬القانونية‭ ‬السودانية،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القضاء‭ ‬والمحاماه،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬خبراء‭ ‬القانون‭ ‬التابعين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وشخصية‭ ‬وصفت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬بالمحايدة،‭ ‬كما‭ ‬ضمت‭ ‬مفوضية‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬القانون‭ ‬والانتخابات،‭ ‬وبحسب‭ ‬تقارير‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬شخصية‭ ‬جنوبية‭ ‬مسيحية‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬المفوضية‭ ‬نال‭ ‬رضا‭ ‬كل‭ ‬قطاعات‭ ‬الأحزاب‭ ‬الجنوبية‭ ‬والحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬كما‭ ‬نال‭ ‬رضا‭ ‬وموافقة‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬السودان‮.‬
‭ ‬عقب‭ ‬تشكيلها‭ ‬بدأت‭ ‬المفوضية‭ ‬بإجراء‭ ‬إحصاء‭ ‬سكاني‭ ‬وتقسيم‭ ‬جغرافي‭ ‬للدوائر‭ ‬شمل‭ ‬كافة‭ ‬أقاليم‭ ‬السودان،‭ ‬أشرفت‭ ‬عليه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وشارك‭ ‬فيه‭ ‬خبراء‭ ‬دوليين‮.‬
وقد‭ ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬الدوائر‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬حيث‭ ‬وصفت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بالأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬كونها‭ ‬جاءت‭ ‬وفق‭ ‬منهج‭ ‬علمي‮.‬
مواقف‭ ‬الأحزاب‭ ‬من‭ ‬الانتخابات
اختلفت‭ ‬مواقف‭ ‬الأحزاب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الحزب‭ ‬الواحد،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬السودان‭ (‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭) ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬البشير‭ ‬متماسكاً‭ ‬وأكثر‭ ‬اندفاعاً‭ ‬نحو‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬البعض‭ ‬بالظروف،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬مصلحته‭ ‬كاتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬الموقعة‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وموقف‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬البشير،‭ ‬وهو‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬حساسية‭ ‬مطلقة‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬الشارع‭ ‬السوداني‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬تباينت‭ ‬مواقف‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬حزب‭ ‬الأمة‭ ‬بزعامة‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي‭ ‬الى‭ ‬توحيد‭ ‬جهود‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المساعي‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬الى‭ ‬نتيجة‭ ‬تجعل‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬قوي‭ ‬أمام‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الحاكم‮.‬
بدأ‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬نحو‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬تدشين‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬بالتلويح‭ ‬بمقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬الانتخابات،‭ ‬كون‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬الضمانات‭ ‬الكافية‭ ‬لضمان‭ ‬نزاهة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المعارضة‭ ‬لتقديم‭ ‬شروط‭ ‬ومطالب‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬توفيرها‭ ‬سيساعد‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬نزاهة‭ ‬الانتخابات‮.‬
الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬اعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬تراجعاً‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬عن‭ ‬العملية‭ ‬الديقراطية،‭ ‬وقال‭ ‬بحسب‭ ‬تعبير‭ ‬أحد‭ ‬قياداته‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬الشعبية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لحزبه‭ ‬وسط‭ ‬الجماهير‭ ‬السودانية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬الى‭ ‬تراجعها‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬والمطالبة‭ ‬بالتأجيل‮.‬
لم‭ ‬تصمد‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬المطالب‭ ‬بالتأجيل‭ ‬بل‭ ‬بدأت‭ ‬بعضها‭ ‬بالتراجع‭ ‬التدريجي‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المطالب‮.‬
‭ ‬حزب‭ ‬الأمة‭ ‬بزعامة‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬ظل‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الاقتراع‭ ‬متردداً،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حدد‭ ‬شروطاً‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬مفوضية‭ ‬الانتخابات‭ ‬وأعلن‭ ‬استمرار‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬حتى‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬ليكون‭ ‬موعداً‭ ‬يحدد‭ ‬فيه‭ ‬موقعه‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬وقبل‭ ‬انتهاء‭ ‬الفترة‭ ‬المحددة‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تلميحات‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬قياداته‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يدخل‭ ‬الانتخابات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استجابت‭ ‬المفوضية‭ ‬لمعظم‭ ‬شروطه‭ ‬ومطالبه،‭ ‬وفي‭ ‬7‭ ‬أبريل‭ ‬أعلن‭ ‬حزب‭ ‬الأمة‭ ‬مقاطعته‭ ‬للانتخابات‭ ‬لنفس‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬حددها‭ ‬مسبقاً‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‮.‬
الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬أكبر‭ ‬فصائل‭ ‬الجنوب‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬وحددت‭ ‬ياسر‭ ‬عرمان‭ ‬كمرشح‭ ‬عنها‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وقبل‭ ‬نحو‭ ‬أسبوعين‭ ‬أعلنت‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬ومقاطعتها‭ ‬لها،‭ ‬ولم‭ ‬تصمد‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬نتيجة‭ ‬الانقسام‭ ‬الحاد‭ ‬وسط‭ ‬قياداتها‭ ‬واستمرت‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭ ‬أمرها‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬الحركة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬ومشاركتها‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬جاء‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬الحركة‭ ‬سلفاكير‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬بقوله‭ ‬إن‭ ‬الحركة‭ ‬لن‭ ‬تقاطع‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬بل‭ ‬ستدخل‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب‭ ‬لكنها‭ ‬ستقاطع‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬المستويات‮.‬
حزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بقيادة‭ ‬الشيخ‭ ‬المرغني‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬مقاطعته‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬ومشاركته‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬والولايات،‭ ‬وقبل‭ ‬موعد‭ ‬الاقترع‭ ‬بأسبوع‭ ‬عاد‭ ‬الحزب‭ ‬عن‭ ‬قراراه‭ ‬وأعلن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬أحزاب‭ ‬أخرى‭ ‬كحزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬بقيادة‭ ‬حسن‭ ‬الترابي‭ ‬والحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬والحزب‭ ‬القومي‭ ‬وأحزاب‭ ‬أخرى‭ ‬صغيرة‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬بكافة‭ ‬مستوياتها‮.‬
أبرز‭ ‬المرشحين‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية
تقدم‭ ‬للترشح‭ ‬لمنصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬مرشحاً‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الأحزاب‭ ‬الرئيسية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬حددت‭ ‬أسماء‭ ‬مرشحيها‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬قاطع‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬انسحب،‭ ‬وهنا‭ ‬نذكر‭ ‬أبرز‭ ‬المرشحين‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬امرأة‭ ‬مع‭ ‬توضيح‭ ‬من‭ ‬انسحب‭ ‬منهم‭:‬
عمر‭ ‬أحمد‭ ‬البشير‭- ‬المؤتمرالوطني‭ ‬الحاكم
ياسر‭ ‬عرمان‭ - ‬الحركة‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحرير‭ ‬السودان‭    ‬منسحب
الصادق‭ ‬المهدي‭-  ‬حزب‭ ‬الأمة‭ - ‬مقاطع
حاتم‭ ‬السر‭- ‬الاتحاد‭ ‬الديمقراطي
إبراهيم‭ ‬نقد‭- ‬الحزب‭ ‬الشيوعي
عبدالله‭ ‬دينق‭ ‬نيال‭ - ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي
كامل‭ ‬إدريس‭ - ‬مستقل
فاطمة‭ ‬عبدالحميد‭ - ‬مستقلة‭ ‬ووزيرة‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬جعفر‭ ‬النميري
الموقف‭ ‬الأوروبي‭ ‬والأمريكي
يرى‭ ‬مراقبون‭ ‬بأن‭ ‬المواقف‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأمريكية‭ ‬جاءت‭ ‬مغايرة‭ ‬كثيراً‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالانتخابات‭ ‬السودانية،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬والرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬السودانية‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬ونصحوا‭ ‬بعدم‭ ‬المقاطعة،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬السودانية‭ ‬ستكون‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬لم‭ ‬تعهده‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‮.‬
‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬تكرر‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬الخاص‭ ‬بالانتخابات‭ ‬السودانية،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬المبعوث‭ ‬برئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬المفوضية‭ ‬أكدت‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬الانتخابات‭ ‬ستكون‭ ‬حرة‭ ‬ونزيهة‭ ‬وأن‭ ‬المفوضية‭ ‬أعطت‭ ‬له‭ ‬ضمانات‭ ‬بعدم‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬تزوير‭ ‬فيها‮.‬
‭ ‬مراقبون‭ ‬اعتبروا‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬بمثابة‭ ‬صفقة‭ ‬سياسية‭ ‬عقدها‭ ‬البشير‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والأوروبيين،‭ ‬وأنها‭ ‬مؤشر‭ ‬لتقبلهم‭ ‬فوز‭ ‬الرئيس‭ ‬البشير،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬برر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬سحب‭ ‬لجان‭ ‬المراقبة‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬فور‭ ‬لدواعي‭ ‬أمنية‮.‬
لجان‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات
من‭ ‬خلال‭ ‬لجان‭ ‬المراقبة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬السودانية‭ ‬يتضح‭ ‬للمتابع‭ ‬مستوى‭ ‬الاهتمام‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والدولي‭ ‬بهذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬الاطاحة‭ ‬بحكومة‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي‭ ‬عام‭ ‬1989م،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬بثورة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الي‭ ‬جاءت‭ ‬بالبشير‭ ‬الى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‮.‬
وبرغم‭ ‬كثافة‭ ‬المراقبين‭ ‬المحليين‭ ‬والدوليين‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬عملية‭ ‬الانتخابات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬انتقادات‭ ‬كثيرة‭ ‬وجهت‭ ‬للسلطات‭ ‬السودانية‭ ‬بشأن‭ ‬سير‭ ‬وتنظيم‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬كان‭ ‬أبرزها‭ ‬الانتقادات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لمركز‭ ‬كاتر‭ ‬الأمريكي‭ ‬التابع‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬جيمي‭ ‬كارتر،‭ ‬حيث‭ ‬انتقد‭ ‬المركز‭ ‬نقص‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬للمرشحين‭ ‬وسط‭ ‬مقاطعة‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬انتقادات‭ ‬سابقة‭ ‬وجهها‭ ‬المركز‭ ‬اتهم‭ ‬فيها‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬بالفشل‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬أعداد‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬لتسجيل‭ ‬أسمائهم‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬الانتخابي‮.‬
خطوة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح
بحسب‭ ‬مراقبون‭ ‬فإن‭ ‬التجربة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬سنوات‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬وترسيخ‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تشووب‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والاختلالات‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعدد‭ ‬التصويت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرشح‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬الناخبين‭ ‬هن‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬يرى‭ ‬المراقبون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬ا‭ ‬لتجربة‭ ‬تعد‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬

‭ ‬أبرز‭ ‬لجان‭ ‬المراقبة‭ ‬على‭ ‬الانتخابات

‭- ‬لجنة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮.‬
‭- ‬لجنة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮.‬
‭- ‬لجنة‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‮.‬
‭- ‬لجنة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‮.‬
‭- ‬لجنة‭ ‬منظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‮.‬
‭- ‬فريق‭ ‬المراقبين‭ ‬المصريين‮.‬
‭- ‬فريق‭ ‬المراقبين‭ ‬الصينيين
‭- ‬لجنة‭ ‬مركز‭ ‬كارتر‭ ‬الأمريكي،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬والمحلية‮.‬

أرقام‭ ‬سودانية‭:‬
2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬مساحة‭ ‬السودان‭ ‬تقريباً‮.‬
39‭ ‬مليون‭ ‬عدد‭ ‬السكان‮.‬
16‭ ‬مليون‭ ‬عدد‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬جداول‭ ‬الناخبين‮.‬
13000‭ ‬لجنة‭ ‬انتخابية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‮.‬
26‭ ‬ولاية‭ ‬سودانية‮.‬
450‭ ‬مقعداً‭ ‬نيابياً‮.‬
٪60‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬تتم‭ ‬بالانتخابات‭ ‬المباشرة‮.‬
٪40‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬تتم‭ ‬بالتمثيل‭ ‬النسبي‭ ‬وتكون‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الآتي‭:‬
٪25‭ ‬مخصصة‭ ‬كمقاعد‭ ‬للنساء‮.‬
٪15‭ ‬مخصصة‭ ‬كمقاعد‭ ‬للأحزاب‭ ‬الصغيرة‭ ‬‮.‬
100ألف‭ ‬شرطي‭ ‬لتأمين‭ ‬عملية‭ ‬الاقتراع‮.‬
15ألف‭ ‬متطوع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإسعافات‭ ‬الطبية‮.‬
200‭ ‬الف‭ ‬مراقب‭ ‬محلي‭ ‬وعربي‭ ‬ودولي

إقراء أيضا