الرئيسية المقالات مدارات عبدالجليل قائد حسن.. القائد الشعبي الذي لا يعوض
عبدالجليل قائد حسن.. القائد الشعبي الذي لا يعوض
عبدالملك المخلافي
عبدالملك المخلافي

عبدالملك المخلافي

غاب عن الدنيا المناضل الوطني والناصري البارز والقيادة الشعبية المتميزة عبدالجليل قائد حسن .

رحل رجل التعاون والخير والكرم والجود والمربي والأب للمئات من أبناء منطقته (جبل حبشي ) ، والمئات من الناصريين من كل مكان.. رحل الجبل الذي لم تهزه العواصف .. بل كانت تثبت دائماً قوته وصلابته .

رحل المناضل الذي لم تحرقه نار المحن التي واجهها بل زادت من نضوجه.

رحل صاحب الجسد النحيل والهمة العالية فقدت الناصرية رجلا من رجالها المخلصين وقامة باسقة لا تدانيها قامة في ميدان العمل بين صفوف الجماهير .

رحل عبدالجليل قائد بحادث سيارة وهو الرجل الذي انتصر بالصبر والإيمان على الأمراض التي رافقت حياتة والتي كادت ان تفتك به اكثر من مرة حتى ان عيني وعيون زملائه دمعت في الثمانيات عندما نقل الى مستشفى الثورة بتعز بعد ان انفجرت معدتة بسبب القرحة. خوفا عليه ، لكنه واجه خوفنا بابتسامة الرضى وبجلد معهود عنه .. فلا حول ولا قوة الا بالله ولا راد لقضائه وقدره وانا لله وانا اليه راجعون .

اي ضؤ قد انطفأ برحيلك يا عبدالجليل.. وانت صاحب الحضور الذي لاي عوض ..

كم سيتيتم بعدك من مئات ممن هم أبنائك بالمعنى المباشر رعاية واهتمام وحنو وأمان. أتذكر عندما تعرفت عليك لأول مرة أواخر العام 1975 عندما جئت الى مقر اللجنة الأساسية للتصحيح التي كنت اعمل فيها فا استقبلناك انا والأخ المناضل الكبير الفقيد كامل محمد قاسم مغلس عضو اللجنة ومقررها والأخ المناضل الكبير امين قاسم محمد العريقي أطال الله في عمره لتشكوا من الفساد الذي وقف ضدك وانت صاحب الحق ونصر غريمك وهو على الباطل واكتشفنا معدنك واكتشفت انت من خلال التصحيح ورجاله ان في الوطن رجال مختلفون يجسدون تطلعات وتوجهات حركة 13يونيو وقائدها الوطني الكبير ابراهيم الحمدي من خلال التصحيح و ان المبادئ الناصرية التي تؤمن بها مجسدة في من يمثلون حركة يونيو التي كنت تؤيدها وتؤيد قائدها وعندما قمنا بزيارتك في مقرك في شارع المصلى تفاجئنا عندما وجدنا ان عمارتك التي تمتلكها في الشارع قد كتب عليها عمارة ناصر والسادات وعام البناء 1970 وهو العام الذي رحل فيه القائد المعلم وجاء السادات ليقسم انه سيسير على طريقه وخطه قبل ان ينحرف ولعل هذا مايفسر التسمية كما وجدنا أيضاً مقولة عبدالناصر “اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء.” مكتوبة وتحتها اسم جمال عبدالناصر وكل ذلك بخط عريض احتل مساحة بارزة فوق أبواب دكاكين العمارة يمكن قراءته من على مسافة كبيرة .

ومنه عرفنا انك ناصري منذو ان تفتح وعيك في بواكير الشباب وأنك تناضل على الصعيد الشعبي في خدمة الجماهير وتنشر مبادئ وأفكار الناصرية وتدافع عن قائدها المعلم دون ان تكون منتمي الي تنظيم وكأنك تنظيم لوحدك ، فحدث اللقاء بينك وبين التنظيم الناصري الأداة المعبرة عن الناصرية في اليمن التي كنت تبحث عنها .

واذكر ان الأب والقائد والمناضل المؤسس هاشم على عابد ((رياض )) أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وهو امين سر فرع الشهيد المجعلي كما كان يسمى (فرع محافظتي تعز وأب آنذاك ) قال عند الزامك للتنظيم انك اضافة نوعية ومتميزة للتنظيم وان المناضل الكبير الراحل عبداللطيف علي عبدالله الشرجبي عضو قيادة الفرع المسؤول السياسي للفرع نائب رئيس اللجنة الاساسية للتصحيح في محافظة تعز ومدير عام الشؤون الاجتماعية والعمل والشباب آنذاك قال ان التنظيم قد كسب قيادة شعبية هامة ونادرة تمثل القيادة الشعبية بالتعريف الناصري الكامل للقيادات الشعبية التي تنبثق من بين صفوف الجماهير ، وهذا ما كان راي كل قيادات الفرع انذات عند تعرف اي شخص منهم عليك وعلى شخصيتك وعلى نضا لك الشعبي والتعاوني والوطني والتنظيمي .

كما كان أيضاً هو رأي القائد والمؤسس عيسى محمد سيف عند زيارة الفرع عام 1976

منذو ذلك الحين وحتى رحيلك الفاجع أيها المناضل الكبير أربعون عاما هي معظم عمرك وقبلها ثلاثون عاما قضيت معظمها أيضاً في النضال الوطني والقومي والعمل التعاوني والخيري ومنها نضا لك وانت مغترب في السعودية واعتقا لك هناك سبعون عاما تقريبا حوت سفر كبير من النضال والتاريخ الحافل والتضحيات بل أسفار لا يمكن ان تلم بها اوتختصرها مقالة رثاء وتابين في لحظة فاجعة

وأتمنى ان يقوم تلاميذك وهم كثر وبالمئات ان يقوموا بتوثيقها كجزاء من وفائهم لك ورد الجميل لما قدمت لهم على الصعيد الشخصي والموضوعي .

ولتكون أيضاً دروسا للأجيال من الناصريين ومن أبناء الشعب يتعلمون منها معاني النضال والتضحية والإيثار والعمل الوطني والتعاوني والشعبي والمبادرة والتمسك بالمبادئ ومعاني العطاء وتقديم الخدمات والخير للناس .

وان تحتوي كل هذه السيرة الفذة والعمرة دفتي كتاب او كتب وانت الذي كنت مهتم بتعليم الشباب القراءة وافتتحت العديد من المكتبات في منطقتك وفي اكثر من مكان واشتريت في مسيرة حياتك الآلاف من الكتب من مالك الخاص للشباب من كل مكان لتثقيفهم. وإعدادهم أيها المربي والمعلم .

يجب أيها الراحل الكبير ان يقدم للناس سفر العمل التعاوني وقد أعطيت حياتك للعمل التعاوني والخدمي في مرحلة الشهيد الحمدي مرحلة العمل التعاون الصادق والجاد وما بعدها حتى أصبحت بحق احد ابرز رجال التعاون على مستوى منطقتك ومحافظة تعز بل والوطن .

....ويجب أيضاً ان لاننسى عشرات من الكوادر والشباب الذين قدمتهم للتنظيم منذو بداية انتسابك له ممن لايتسع المجال لذكرهم ومنهم أولئك الشباب الذين كنت تحتضنهم في عمارتك ومحلاتك الكثيرة آنذاك من أقاربك ومن أبناء المنطقة توفر لهم الماؤى والمأكل ليواصلوا دراساتهم وتوفر لمن يريد منهم العمل ، وهم ومن أتى بعدهم بالمئات عبر مختلف العقود والحقب. توزعوا على عدد من فروع التنظيم ومحافظات الوطن والمغتربات وليس فرع تعز فقط و وعلى مختلف المواقع التنظيمية من اللجنة المركزية والرقابة حتى الوحدة الاساسية .

ولايمكن ان ينسى انك من أسس موقع جبل حبشي كما كان يسمى تنظيميا او منطقة جبل حبشي بدائرتيهاكما تسمى الان وان هذه المنطقة غدت آنذاك اهم المناطق التنظيمية في الفرع وأكثرها انضباطا بما في ذلك ان التقرير الذي قدم لمؤتمر الفرع السابع عام 1981 وكنت انا آنذاك مسؤول للفرع قد أشار الى ان موقع جبل حبشي هو الاول في تسديد الاشتراكات بنسبة تتجاوز 95% . وأظن انها نسبة أولى على مستوى التنظيم وعلى مستوى الأحزاب السياسية

لايمكن أيضاً ان يُنسى ان هذه المنطقة منحت التنظيم دائرة انتخابية في انتخابات 2003 وأنها منذو الانتخابات التعددية الاولى بعد الوحدة وفي كل الانتخابات من ذلك الوقت كان يمكن ان تمنح دائرتيها للتنظيم لولا التزوير والعنف الذي كان يستخدم لمنع مرشحي التنظيم من الفوز وكل ذلك بفضلك وجهودك وجهود أمثالك ومنهم زميلك واخونا الكبير الأستاذ محمد علي احمد ناصر البكاري أطال الله في عمره وبفضل جهود وتضحيات ونضال قيادات وأعضاء التنظيم في المنطقة بدائرتيها التي رغم منع التنظيم من الفوز فيها فإنها منحت التنظيم في كل الانتخابات اعلى الأصوات .

في سفر نضا لك وحياتك وتضحياتك وعطائك الكثير في فترة السرية في السبعينات وماقبل حركة 15اكتوبر 1978المجيدة وفي مابعد الحركة وعقد الثمانينات ومابعد الوحدة والعلنية عام 1990وحتى رحيلك ، توليت فيها الكثير من المواقع التنظيمية : مسؤول عن موقع جبل حبشي قبل الحركة وبعدها ونائب رئيس لجنة المواقع التي كانت مسؤولة عن ريف محافظة تعز وكان يرئسها الراحل الكبير المناضل والقائد عبده عبدالله قاسم الذي تتشابه معه بالكثير نضالا وعمل تعاوني وقيادة شعبية وتضحية وعطاء الخ. 

وعضوا قيادة الفرع وعضوا في اللجنة المركزية

أسفار ومراحل تتعد فيها أشكال النضال ويتعدد العطاء الذي يقوم به رجل واحد في خط متصاعد لا يتوقف ولا يتراجع ولا يستريح ولا يهادن ولا يتهاون لا تخفيه المطاردة ولا الاعتقالات في سنوات الجمر ،

وتتعدد المواقع وتتنوع ولكنها لرجل واحد أيضاً دوره اكبر من المواقع ودوره لا يتوقف على الموقع الذي يشغله ولا على الدور الذي يسند اليه وإنما ينطلق قبل كل شي من الدور الذي حدده لنفسه وهو دور القيادة الشعبية ودور العطاء والتضحية و ودور من جعل حياته ملك للتنظيم والمبادئ والوطن والنضال والخير والعمل الخيري والتعاوني مهما كانت التضحية والخسارة الشخصية ولو على حساب صحته و مصلحته المادية واسرته وتجارته او الجهد المطلوب او المخاطر .

دور من لا ينتظر موقع او تكليف ليعطي لانه يقوم على المبادرة لا التكليف دور من نذر نفسه وكلفها لعطاء ونضال لا ينقطع وتلك هي مواصفات القائد الشعبي والتاريخي ولهذا رحيلك لا يعوض أيها القائد والأخ الكبير.

ولهذا في القلب وجع وألم وفي العقل حسرة وشعور بالخسارة برحيلك يا أبا خالد وعبد الناصر وجمال يضاف الى مصابي ووجعي ومصاب ووجع كل الناصريين بمن فقدناهم في الفترة الاخيرة من بعد الثورة الشعبية السلمية التي كنت انت احد المحرضين عليها واحد المشاركين فيها و الداعمين لها وآخر من فقدناهم ياسين عبدالله غانم القرشي الذي لم يمضى على فاجعة رحيله الا أسبوع واحد فقط وقبلكما عبدالقدوس المضواحي ودرهم علي احمد وغيرهما .

اسأل الله لك الرحمة أيها القائد وان يسكنك فسيح جناته مع الشهداء والصديقين انت وكل من فقدناهم وان يلهمنا جميعا وفي المقدمة أبنائك واخوانك وأهلك وتلاميذك ومحبيك وكل رفاقك الصبر والسلوان وان يعوضنا عنك خيرا ويجزيك خير الجزاء لما قدمت لهذا الوطن وللناس وللمبادئ والقيم والنضال الوطني وللحركة الناصرية .

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي