مأساة ميتم..
أحمد عبدالمغني
أحمد عبدالمغني

لم يدر بخلد مفيد الحبيشي - الذي جاء من غربته في السعودية قبل ايام- ان الوضع في اليمن وصل الى درجة الاستهانة بإزهاق الارواح وانتهاك الحرمات .

في بداية شهر فبراير عاد الشاب الثلاثيني من غربته التي دامت سنوات وفي 14 من شهر فبراير الماضي شارك مفيد في مسيرة ابناء اب الحاشدة ضد المليشيا، وعصر الاحد 15 فبراير كان مفيد في مقيله في بيته - الذي يقع في القريتين عزلة ميتم، وكان في المقيل مجموعة من اصدقاءه وابناء عمومته الذين كانوا يتحدثون باستغراب عن الانباء التي وصلتهم عن اطقم حوثية جاءت في الصباح الى سوق الثلوث واعتقلت الناشط مؤمن الحبيشي واخرين .

لكن المفاجأة الاكبر كانت حين وصلت اطقم حوثية الى مقيلهم وهدفت الى اختطافهم، وحين اعترض على سلوكهم عبدالسلام الحبيشي -ابن عم مفيد - بادروه بإطلاق الرصاص فاردوه قتيلا !!

فغضب كل من كان في الموقف وخاصة مفيد صاحب المنزل الذي اعترض على تصرفاتهم فأطلقوا عليه الرصاص الحي مباشرة في صدره !! كادت تودي بحياته لولا لطف الله ومسارعة الناس بإسعافه الى مستشفى اليمن الدولي بتعز ...

الماساة لم تنته هنا..

بل ازدادت حين احتل الحوثيون منزل مفيد وعبثوا بمحتوياته وأقاموا به عدة ايام.. في حين تشردت عائلة مفيد .

يصرخ ابناء عبدالسلام الخمسة: بأي ذنب قتل والدنا ؟

كيف حولتمونا الى ايتام في لحظة واحدة ؟؟؟

وتساءل الناس :

اي خير بشر به القادمون من الكهوف ؟ 

سوى انين الثكالى ...

وبكاء اليتامى ....

ودعاء المقهورين .....

لا يعرف ابناء ميتم سر استهدافهم

ويسالون :

لماذا قتل عبدالسلام؟

ولماذا جرح مفيد؟

ولماذا اختطف مؤمن؟

وهم جميعا شباب في الثلاثينات من اعمارهم ..

لم توجه لهم تهم محددة ..

لم يحاكموا ...

لكن مأساة ميتم هي جزء من مأساة وطن

فحيثما حلت المليشيا ....استبيحت الدماء .

واهدرت حرمة البيوت ..

ولا عزاء للوطن

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي