عدت من اجازة عيدية طويلة قضيتها في ريف محافظة إب.. حيث الريف هذا العام مكتظ بالنازحين القادمين من عدد كبير من المحافظات التي تشهد اقتتال وقصف، ومزدحم بالعاطلين الذين فقدوا اعمالهم جراء الوضع الامني والاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ ما يزيد عن الاربعة أشهر، والذي ادى الى فقدان الغالبية العظمى من العمال وأصحاب المهن والحرف اعمالهم ووظائفهم ومصدر دخلهم ومن يعولون..
وعدا الخضرة التي تنتشر في الارجاء، وزخات المطر التي توحي باستمرار الحياة، فإن الفقر والفاقة اللذان يتملكان الكثير هناك يشعرهم بالإحباط واليأس. ويتعزز هذا الشعور بانعدام الخدمات، حيث لا وجود للكهرباء منذ شهور، فضلا عن رداءة خدمة الانترنت المتقطعة وغير المجدية، وغياب المشتقات النفطية التي باتت حكرا على صفوة القوم القادرون على شرائها بأسعار خيالية من السوق السوداء.
غير ان التراحم بين الناس والتكافل وتفقد كل منهم للآخر ساهم بشكل مباشر في التخفيف من وطأة المعدمين منهم، وهي الصفة المشتركة التي امتاز بها ابناء اليمن في المحنة التي يعيشها وطنهم اليوم، والتي كشفت عن معادن اصيلة وصفات نبيلة لدى المقتدرين الذين تلمسوا جيرانهم ومن يستطيعون الوصول اليهم وفق امكانياتهم، الامر الذي مكن الجميع من صيام رمضان والاحتفال بعيد الفطر المبارك وان غابت اجوائه الفرائحية المعتادة لدى البعض.
عيدكم مبارك جميعا ايها الاحبة، وأعاده الله والوطن ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار والرخاء..