ليس مجرد سقطة
نائف حسان
نائف حسان

"نقاتل دفاعاً عن الدين والأرض والعرض"!

عندما تقول أنك تُقاتل مسلحي الحوثي "دفاعاً عن الدين"، فهذا يعني أنك محكوم بوعي طائفي يجعلك تتعامل مع الحوثيين كـ"آخر".

عندما تقول أنك تُقاتل مسلحي الحوثي "دفاعاً عن الأرض"، فهذا يعني أنك محكوم بوعي مناطقي يجعلك تتعامل مع الحوثيين كـ"آخر".

عندما تقول أنك تُقاتل مسلحي الحوثي "دفاعاً عن العرض"، فهذا يعني أنك كاذب؛ إذ لا علاقة للأعراض بالحرب الأهلية الحاصلة.

مليشيا الحوثي اقتحمت العاصمة صنعاء، وابتلعت رمزية "الدولة" المركزية الهشة، التي كانت متجسدة فيها. لهذا، فقتال هذه المليشيا يُفترض أن يتم تحت شعار وطني، وليس طائفي أو مناطقي؛ شعار يُجسد سعي الشعب اليمني نحو استعادة كيانه الوطني المُتجسد في الدولة، والعملية السياسية الديمقراطية المنبثقة عن الوحدة، وشرعية التوافق السياسي المنبثق عن ثورة 2011.

 "نقاتل دفاعاً عن الدين والأرض والعرض"!

هذا الشعار ليس هذا مجرد سقطة من سقطات ألسن خصوم الحوثيين، بل هو تعبيراً عن مأزق حقيقي يتعلق بغياب المشروع الوطني في هذه اللحظة اليمنية الفارقة والحساسة. وغياب المشروع الوطني عائد إلى ضعف وبؤس الطرف المُمثل لـ"الشرعية"؛ وهو الطرف الذي يُفترض به تمثيل اليمنيين، وقيادتهم لاستعادة "الدولة الهشة" التي كانت متوافرة لديهم والعمل على تقويتها بشكل تدريجي؛ عبر مواجهة تغول مليشيا الحوثي باعتبار ذلك ضرورة لإيقاف الحرب الأهلية الحالية، ومقدمة لبناء دولة وطنية حديثة.

صنعاء عاصمة الوطنية اليمنية، و"الدولة الهشة" التي كانت فيها هي تعبير رمزي جامع للهوية الوطنية لجميع اليمنيين. لهذا، فاستدعاء "الدين والأرض والعرض" في قتال مسلحي الحوثي يُضاعف المأزق الوطني، ويجعلنا لا نراه إلا باعتباره صراعاً طائفياً ومناطقياً!

ضمن أشياء أخرى، أحدث هذا الشعار حالة من التشويش على الهدف الوطني المفترض لليمنيين، وحال دون تشكل مقاومة وطنية حقيقية. والأخطر من ذلك أن هذا الشعار مد/ يمد الحوثي بأسباب القوة والبقاء، إذ يُكرسه كممثل لقطاع واسع من اليمنيين.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي