الرئيسية المقالات مدارات الحرية لعبيد اليمن
الحرية لعبيد اليمن
ريما الشامي
ريما الشامي
تخلصت البشرية من العبودية منذ قرون مضت وصارت مسألة استعباد الانسان لاخيه الانسان وصمة عار في جبين الانسانية وجريمة بشعة بكل المقاييس الاخلاقية والقانونية والدينية الا ان الرق والعبودية على أرض الواقع لازال قائما في اليمن وعلى وجه التحديد في ثلاث مديريات في محافظني الحديدة وحجة هي مديريات الزهرة وكعيدنة والمحراق رغما عن الدستور اليمني الذي يحرم العبودية وينص على ان جميع اليمنين هم مواطنون احرارا متساوون في الحقوق و الواجبات ، وملف العبودية والرق في اليمن فتحه تقرير صحفي أجرته صحيفة المصدر الأهلية حيث قامت بتحقيقي ميداني في مديريات الزهرة وكعيدنة والمحراق وكشفت عن فئة من المجتمع لا يزالون عبيد وجواري ومماليك يتملكهم أسياد ومشائخ واعضاء مجلس نواب في تلك المديريات الثلاث الواقعة في غرب اليمن ويحدث كل هذا تحت سمع وبصر الدولة واجهزتها التنفيذية والتشريعية والقضائية ودستورها الذي يحرم جريمة الرق ، وما تناوله التحقيق الصحفي الميداني الذي أجرته صحيقة المصدر مؤخرا عن حياة العبيد اليمنيين في تلك المديريات الثلاث يكشف عن الواقع المهين الذي يعيشونه والانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان التي لايمكن أن تصدقها او تقبلها البشرية التي تعيش اليوم في القرن الواحد والعشرين، فحال اولئك العبيد مأساوي للغاية فهم يقضون اعمارهم كادحين في مزارع أسيادهم المشائخ وفي خدمتهم حتى اذا كبروا في السن وعجزوا عن العمل رموا بهم للعراء بلا مأوى وبدون مصدر رزق وهو حال أسوأ مما كان عليه الأفارقة السود خلال القرن الثامن عشر الذين أفنوا اعمارهم في خدمة أسيادهم المستعمرين البيض، وأبشع من هذا كله ما تعرض له تحقيق صحيفة المصدر من وقائع تتحدث عن جرائم لاانسانية تتعرض لها الجواري في تلك المديريات الثلاث من جرائم الاغتصاب الجنسي الجماعي بالتداول بين الأسياد ومن قبل أكثر من شخص بحجة انهم أسياد وهن جواري و رقيق، ومن ثم يرفض هؤلاء الأسياد الاعتراف بابنائهم و قد نتج عن هذا الوضع أن أبناء العبيد في مديريات الزهرة وكعيدنة يقترن اسماؤهم بأمهاتهم وهنا تكتمل المأساة الانسانية التي يعيشها أفراد هذه الفئة الممتهنة الفاقدة انسانيتها
ان اولئك العبيد الذين يعيشون في مديريات الزهرة وكعيدنة والمحرق هم جزء من بني الانسان وينتمون الى الأرض اليمنية التي يحرم دستورها وثورتها وقوانينها الرق والعبودية ورغم مرور قرابة الخمسين عاما من عمر الثورة التي قامت أصلا لتحرير الانسان اليمني الا ان أولئك الناس الذين يقطنون في تلك المديريات اليمنية الثلاثة لا يزالون عبيدا وجواري ويرجع ذلك الى الوجاهة والقوة والتحالف مع السلطة التي يتمتع بها المشائخ المتملكون لهم ما جعل الدولة تغض الطرف عنهم وتتصرف وكأن الأمر لا يعنيها ، وما تناوله تحقيق صحيفة المصدر انما هو عينة صغيرة من واقع فئة مقهورة محرومة من أبسط الحقوق الانسانية ، فقناف ووالدته سيارة وغيرهم ممن تعرض لهم التحقيق الصحفي هم أمثلة لحالات انسانية في مجتمع العبيد يتعرضون بشكل يومي ومنذ ساعة مولدهم حتى أخر رمق في حياتهم لشتى صنوف التعذيب والامتهان والانتهاكات لأدميتهم وكرامتهم الانسانية، وكل هذه المعاناة والانتهاكات والألم الذي يعيشة العبيد والجواري في غرب اليمن يفرض على جميع المهتمين بحقوق الانسان والتجار ورجال الأعمال والمنظمات الانسانية المحلية والدولية ان يبادروا على نحو عاجل و بدافع انساني لانقاذ هؤلاء الناس المقهورين الذين هم اخوة لنا وجزء من بني البشر لتخليصهم من ذل العبودية والرق والمعاناة والأسياد الذين يتوارثونهم جيلا عن جيل
ان تحرير عبيد اليمن في مديريات الزهرة وكعيدنة والمحرق سيسجل كأهم انتصارات الانسانية لنفسها و لقيم الحرية والكرامة الانسانية المنشودة لجميع البشر في القرن الواحد والعشرين فهل يحتفل اليمن والعالم قريبا بالانتصار لقيمة الحرية بالغاء العبودية والرق القائمة للانسان في تلك المديريات الذي يتوق للتحرر والانعتاق

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي