الرئيسية المقالات مدارات عبد الناصر... أفنى حياته في سبيل أمته العربية
عبد الناصر... أفنى حياته في سبيل أمته العربية
صالح المنصوب
صالح المنصوب
في مثل هذا اليوم ودعت ألامه العربية الزعيم الخالد جمال عبد الناصر القائد الكارزمي الذي رحل عنها وبكته وحزنت لفراقه كونه أفنى حياته من اجل قضايا هذه ألامه حتى آخر أيامه .
ووضع عبد الناصر بصمات من الكرامة والعزة للإنسان العربي حتى إنها تأبى الأيام والذكريات أن تمحوه من الذاكرة ، حيث لازال يفوح شذى عظمته وإخلاصه وشجاعته عطرا في زمن لم ينجب قائدا مثله.. زمن كله خنوع وخضوع واستسلام, زمن عقم الوطن العربي من إنجاب قيادة بحجمه .
كثيرة هي المناسبات التي تذكرنا بزعيمنا الراحل جمال عبد الناصر,وكأن الزمان يأبى أن تضيع ذكراه من خريطة الأيام والأعوام
قد يكون الذين يتذكرونه اليوم قله, ولكنهم الشرفاء والأوفياء وكم نتمنى أن نكون منهم .
لكن وبرغم مرور الأعوام على الرحيل المفاجئ في 28سبتمبر1970م وبالرغم من المتغيرات الدولية,وبرغم نقيع الضفادع وعواء الذئاب,وحاملي الاقنعه,فمازال عبد الناصر شامخا حاضرا في أعماق الوجدان وسويداء القلوب وفي العقول المتوهجة بالوعي الحقيقي بالحرية والعزة والمبادئ والفكر العربي الأصيل.
فما زال الثرى يتذكر وقع خطا قامته المديدة كنخيل بني مره.
تتذكره مآذن الوطن ,حدائقه ومدارسه,جوامعه وجامعاته...,النهر الخالد السد العالي,لم تزل قطرات عرقه بين طياتها ذلك إن قانون السماء يقول ((فأما الزبد فيذهب جفأواما ماينفع الناس فيمكث في الأرض)).
كانت القلوب تطرب لأمانيه(وحده عربيه), ينزاح عن كاهلها التعب,وكانت تطرق العقول لكلماته(مش عيب أننا أبقى فقير عشان ابني بلدي العيب أننا نمتص دماء الشعوب)فقد كان كبيرا كبيرا.
أعطى ألامه العربية عمره, وأعطته الجماهير مالم يخطر بباله وأحلامه.
ومنذ البداية حتى النهاية,أفنى حياته في سبيل أمته ,ألقى الجميع همومهم عليه,حملها ولم يئن,فأوشكوا أن يقدسوه ولكنه كان يحذر من عبادة الفرد والاعتماد عليه قائلا(إن حياة أي إنسان هي وديعة الخالق يستردها حين يشاء0000وكنت ادر إنني أتعرض لمفاجآت لاحصر لها, ولم أكن في خشيه على نفسي ولكن كانت الخشية على وطني).
حقيقة جاءت الرياح من بعده بما حذر منه وخشي منها فالعراق اليوم محتل وقتل يومي ولبنان وسوريا يتربصون بها الدوائر, والإرهاب الدولي يفترس المدنيين وإسرائيل وبدعم مطلق تعربد وتفعل ماتريد بعلم من أمريكا.
لكن عبد الناصر وبالرغم من الرحيل لا يزال شامخا صامدا يخشاه أعدائه وأعداء أمته حتى اليوم وما يخشون منه هو مشروعه الوحدوي, حيث يؤرقهم سماع صوته,تفزعهم رؤية صورته لتأثيرها في نفوس الأجيال.
تحيه لكل من مشى على دربه,تحية لكل نافذة نظيفة تطل صورته من خلف ستائرها ,ومعذرة لقائدنا الراحل,من كلمات لم تف بمكانته وعظمته ،لكنها كلمات نابعة من القلب ،جاءت صدقا وحبا ووفاء على وتر العروبة الجريحة, التي يحاول أعدائها خنقها بما يسمى الشرق الأوسط الكبير في ظل رياح العولمة،لكن ألامه هاهي اليوم تقاوم لتعود للعروبة ذات يوم.
وما أكده المناضل القومي خير الدين حسيب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ذات عند تسليم جائزة جمال عبد الناصر (إن جمال عبد الناصر لم يكن مجرد رئيس أو رجل دوله, وإنما كان حركة تاريخيه لتيار قومي ينشد الاستقلال والتقدم الاجتماعي والوحدة, كان التيار سابقا قبله,وسيظل باقيا بعده, ولكن هو الذي جسده في حركه تاريخيه لها قوانينها الموضوعية التي تستحيل إزالتها)
رحم الله الزعيم جمال عبد الناصر ولتبقى فلسفته وأهدافه خالدة في أفكارنا ما حيينا عهدا منا


إقراء أيضا