الرئيسية المقالات مدارات هذا هو الفرق بين العثمانيين والإمام يحيى
هذا هو الفرق بين العثمانيين والإمام يحيى
خالد الرويشان
خالد الرويشان

وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ إيطاليا بلياردو في صنعاء قبل 140 عاما هذا هو الفرق بين العثمانيين والإمام يحيى.

أضحكتني ردّة فِعْل البعض على منشورٍ سابق لي عن زيارة المصور الإيطالي رينزو مانزوني لصنعاء سنة 1877 أي بعد سيطرة الأتراك على اليمن بسبع سنوات فقط! ( أي بداية فترة العثمانيين الثانية 1917 - 1870- مع أنني لم آت بشيءٍ من عندي، لقد كان كلام رينزو مانزوني وليس كلامي.

لقد غضب هذا البعض لمجرد أن رينزو الإيطالي وصف مستشفى في صنعاء بأنه يشبه مستشفيات إيطاليا، وزاد هؤلاء الحمقى غضبا أنني قلت أن الإمام يحيى حوّل المستشفى إلى قصرٍ له وسمّاه دار السعادة ( المتحف اليوم ) لم ينكروا الواقعة! فهي ثابتة ومعروفة.

  لكنهم اكتفوا كعادتهم بالشتائم ما أثار ضحكي أنهم اعتبروا ذلك دعوة لأن يحتل الأتراك اليمن الآن، بل قالوا أن كلامي ترويج لأردوغان، لم أتخيّل نكتة مثل هذه.

يا لجهلكمٌ المركّز وغبائكم المتيبّس في العروق أيها الأئمّة الصغار.

نحن نتحدث عن تاريخ ووقائع شهادة كتبها ُمصوّرٌ إيطالي في كتابه ( اليمن ..رحلة إلى صنعاء )

ماذا لو كنت قلت أن الإيطالي وقبل 140 عاما لعب بلياردو في قلب صنعاء! البلياردو الذي لم تعرفه اليمن بعد ذلك إلاّ بعد مئة سنة! لقد قضى الإمام يحيى على كل معالم النهضة التركية وعاد باليمن خلال 44 عاما من حكمه إلى ما قبل العصور الوسطى!

سأنقل سطوراً كتبها الإيطالي رينزو عن مدينة صنعاء وأهلها أيام العثمانيين في القرن التاسع عشر .. وبالضبط في صفحة 160 ، 161 وبالنص :

" المدينة تبدو لي جميلة جدا فالبيوت رائعة وكبيرة، الطرقات الواسعة والجميلة نظيفةٌ جدا

عندما أتواجد في حيّ المقاهي التركية، والدكاكين اليونانية ، يخيّل إليّ وكأنني في ضاحية أوروبية

ألتقي بجنود أتراك في كل مكان ...هم لطفاء مع العرب المغزوّين ، ولا يحدث أبدا أيّ صدام ولا أيّة مشاجرة والجميع يمدح هذا التصرف."

العرب (اليمنيون ) الذين ألتقي بهم أنيقون وجليلون . يبدو وكأنهم لا يهتمون أبدا بوجود أجنبي غريب . عندما يسلّم أحدُ المعارف أو الأصدقاء على حسين( المرافق ) يسأله عمّن أكون أنا. عندها يقوم بتحيتي ويصافحني .

ألتقي أيضا بالعديد من الضباط الأتراك الذين بمرورهم يتركون وراءهم رائحة زكيّة للسجائر التي يدخنونها كالفنانين المحترفين وفيما يخص اليونانيين لديهم دكاكين مليئة بكل ما يحتاج إليه المرء: عيدان الثقاب ، وورق لف لسجائر ، علب سردين ، شموع ، ملمّع الأحذية ، أجبان ، أرز ، بطاطا ، زيتون ، صابون ، زجاجات مخللات ، جميع أنواع الكحول ، نبيذ ، بيرة ، بسكويت ،

وفي بعض الدكاكين اليونانية في صنعاء نجد الملابس ، والقمصان ، والجوارب ، والمظلات ، والمصابيح النفطية ، والشمعدانات ، والمرايا وإجمالا نجد في صنعاء كل ما يحتاج إليه.

يوجد في البازار مقهيان تركيان ومقهى يوناني واحد فيه بلياردو ومحلان للحلاقة ومحل ساعاتي

مسؤول المراسلات ( يقصد البريد ) هو اسماعيل بيك يتقن عدة لغات يتكلم جيدا اليونانية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية ..إنه شخص مثقف ولبق يوجد مكتب للبرقيات يوصّل بالحديدة والمفترض أن يربط عدن ايضا "

كلامٌ كثير كتبه رينزو الشاب المصور المغامر والشجاع .. لكنا سنكتفي بما نقلناه لكم وحتى لا نثقل عليكم! لكني سأختم بحكايتين عن الإمام يحيى.

حضر الإمامُ يحيى حفل تخرج مدرسة الأيتام بصنعاء .. وحدث أن صفّق التلاميذ لزميلهم الذي كان يرحب بالإمام .. فاستشاط الإمام غضبا!  لأن التصفيق عادة نصرانية عصرية.

أصاب الرعب الأساتذة والتلاميذ وخيّم الوجوم فجأة ..قبل أن يغادر الإمام الحفل حانقا غاضبا

هذه رواية الثائر المسمري وكان أحد التلاميذ يومها إمامٌ يصرف تنكة تبن لمواطن.

هل تعرفون التبْن.

ثم يكتب أمام أمْر الصرف " غير مرزومة" ويعني ذلك أن يكون التبن منفوشا ..

وعندما تعتريه أريحية الكرم يكتب" تنكة تبْن وارزموها" ..يعني اضغطوها حتى تأخذ تبنا أكثر ..

كان أبخل حاكم في التاريخ.

وقصص بخله يمكن أن تصبح كتابا

وعندما طلبه أحد الشباب الفقراء معونة كي يكمل دينه أي يتزوج ..صرف له الآمام يحيى ربع قدح كبزرة.

إقراء أيضا