الرئيسية المقالات مدارات الذكرى التاسعة والثلاثين على اغتيال القائد ابراهيم الحمدي ،والتطاول عليه
الذكرى التاسعة والثلاثين على اغتيال القائد ابراهيم الحمدي ،والتطاول عليه
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

هل كنتم تتصورون أنكم ستجدون من يتجرأ ويوجه سهامه نحو هذا القائد في ذكرى استشهاده التاسعة والثلاثين؟ ؛ بعد أن قتلوه جسداً ،يحاول البعض قتله فكراً ،ويجرده من الثورة والانتساب إليها ..

الشهيد الحمدي هو الوحيد الذي انتصر لأهداف الثورة وتطلعات الشعب اليمني

نعم ؛ كان جمهوريا لاشك في ذلك ولا ريب ؛ ولم يكن ملكيا أو وريثاً للسلطة لانتمائه لأسرة بعمل أهلها في القضاء ...؛ ومن يريد أن يُزور التاريخ ويقلب الحقائق في هذا الظرف بالذات ،فظني انه هو الملكي ؛ وإن لم يكن من سلالة الملكيين .

بعض الأقلام تسرعت وكتبت عن القائد إبراهيم الحمدي لمجرد إشاعة عن أن ابنه من ضمن تشكيلة حكومية للحوافش،فانهال هذا الكاتب قدحاً وتزويراً واتهامات بالجملة على الشهيد ابراهيم ، فاستاء الكثيرون من حجم المغالطات التي سطرها هذا الكاتب في صفحته الفيس بوكية ،فمزج بين مفردات لا تلتقي اصلا ،كمفردة الامامين (الهاشميين )، و القضاة ، استخدم لغة غير منطقية ،وغير واقعية ،وفيها تجنٍ واضح على الرجل وانتمائه ،فنسبه للإمامة ،وأبعده عن الجمهورية ،وكان بإمكانه أن يعلن صراحة موقفه من حركة 13 يونيو التصحيحة ،ولاداعي للتستر ،والصاق أوصاف بالزعيم الحمدي هي ليست فيه..

لقد أكد أحد الإخوة الكبار ومن الرعيل الأول للناصريين أن الشهيد ابراهيم محمد الحمدي هو رمزا من رموزنا الوطنية ؛ ولا ينبغي السكوت أو الصمت تجاه من يسعى ﻹغتياله مجدداً فكراً ومشروعاً ..

نعم إن الاخ ابراهيم الحمدي هو ذلك الشمعة التي اضاءت للشعب اليمني ثلاث سنوات خُضر ،وسمي هو بالخَضِر عند البسطاء من الناس الذين وجدوا أنه قريباً منهم ،وأن الخير يأتيهم ببذل جهد قليل..

بعد قرأتي لما كتبه ذلك الكاتب المتحامل والمتطاول ، لم أجد من شيء ذي معنى لأناقشه فيه ،بل قام بتحويل العادات والتقاليد عند فئة من الناس ليلبسها ثوب التشابه مع من يدعون انهم اصحاب الحق الإلآهي في الحكم ،فاستشهاده كان غير موفق في ذلك ،حيث قال: إن الامامة يورثون الحكم ،والقضاة أيضا هم يورثون ؛ فورث القاضي ابراهيم الحمدي الحكم من القاضي الارياني ،ولذلك فالملكيون والقضاة متشابهون .. ؛فما هذا الابداع في تلفيق الجمل في الكتابة ،لقد قدمت لوحة تصورك انك لا تفهم شيء في السياسة ،ولا في التاريخ ولا في فهم الرجال كذلك..

إنه من يقرأ مقالة ذلك الكاتب سيدرك بسهولة مغالطته وتحيزه واستهدافه للاساءة للعملاق الذي لن يؤثر فيه مهما حاول ،فلقد سبقه الكثيرون ففشلوا ،وهيهات له ذلك ؛ لأن الحمدي باختصار سكن القلوب والعقول ؛وبالتالي لا أحدا يستطيع النيل من مكانة وعظمة هذا الشهيد في قلوب كل اليمنيين شمالاً وجنوباً .

لكن لا يعني ذلك عدم التأشير على بعض القضايا والتي تحتاج بالضرورة الى رد مؤصل يرد على ما تفضل به من مغالطات تاريخية ،ولذلك في هذه المناسبة الحزينة لفراقه ؛ فإنني أدعوا رجال التنظيم ومن يمتلكون وثائق القائد العظيم ممن اشتغلوا معه أن يخرجوها وينشروها للناس ؛ لا أن تكون محجوبة عنهم ،فتلك والله المصيبة الكبرى ،كيف لمن يمتلك وثائق وخطط وبرامج منفذة من قبل القائد الرئيس الحمدي فلا يخرجها للناس ليطلعوا عليها ،لإنه إن فعل ذلك ولم يظهرها يكون قد ساعد بقصد أو من غير قصد من غيب منجزات الحمدي العملاقة عمداً ، وحاول محوها من عقول الناس عبر العقود الاربعة السابقة ولم يستطع بفضل الله وحب الجماهير لقائدهم ؛فالأباء يحدثون الابناء عن مناقب ذلك الرجل العظيم الذي اسمه الحمدي ...؛ ولهذا فإننا هنا سنمر مرورا بما كتب عن الحمدي لنستخرج شيئا مما يفكر به بعض الافراد تجاه القائد الرمز والذين يخدمون فكرا معينا منغلقا ومتطرفاً، وكيف يبثون سمومهم نحوه ؟ ! ؛ كلما أتيحت لهم الفرص ؛ نعم! ؛ إنه الحقد والضغينة وحب الانتقام والتعصب الايدلوجي الذي لايقل خطراً عن التعصب المذهبي أو السلالي ،فينعكس ذلك ظلما وزورا وتجنيا على قائد محنك يحب وطنه كإبراهيم، وهو كذلك تحامل غير مبرر من الحقد الدفين في قلوب البعض غيرةً وحسدا لما يحظى به من حب عند أغلب اليمنيين ..

ولو كان من كتب عن ابراهيم حريصا على ثورة 2011 ومتطلباتها واتجاهاتها والتي هي بالضرورة امتداد لمشروع الرئيس ابراهيم الحمدي ،لكتب عن الزمن الجديد ،زمن ثورة فبراير وما أفرزته من متغيرات وقناعات ، وتحالفات، فالزمن الآن هو زمان التعايش والتعدد والتنوع والشراكة الوطنية ،فلا يجب والحالة هذه ان نفتش لنا عن اختلافات تخدم اعداء المشروع الذي نؤمن به الآن ،والذي ناضل من اجل تحقيقه الرئيس ابراهيم الحمدي ،والمتمثل بايجاد دولة مدنية حديثة ،فالحمدي باق فينا ،مابقي فينا التوافق الذي انجزه اليمانيون قبل سنتين في وثيقتهم المسماة وثيقة الحوار الوطني وضمانات تنفيذ تلك المخرجات ..

نعم إن ماكتبه كاتب في صفحته ،والذي تعمد التزوير لوقائع التاريخ ؛ ومحاولة الترويج لأفكار تمس أهداف الثورة اليمنية، وتضرب في العمق اﻷسس والمنطلقات الفكرية للثورة والثوار ،ومحاولة بائسة للتشكيك بدور الشهيد الحمدي ...

نحن في الذكرى التاسعة والثلاثين لاغتياله وحلم الحمدي ،ومن قبله ثوار 26 سبتمبر ، لم يتحقق هذا الحلم لحد اللحظة ؛ فينبغي علينا الحزن والبكاء ، ليس على ابراهيم ،وانما على مشروعه التصحيحي الذي كان قد بدأه لتصحيح مسار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، كان عليك ايها الكاتب أن لا تكتب على اشاعات ،وبالتالي تعمل على تضليل الناس ،وكأنها حقيقة ، فبعد مرور أكثر من اسبوع على كتابتك ،فلم تتشكل حكومة الحوثين ولم يكن ابن الحمدي في التشكيلة ولا يحزنون ، فنسألك نحن الآن ونقول لك أين هذه التشكيلة ؟ ؛ وأين ابن الشهيد في قائمة وزراء حكومة الحوثيين الانقلابيين ؟ ؛ثم لو فرضنا حصل ما اشرت اليه . ؛ فهل ما اشرت إليه في مقالك حجة على الشهيد ؟ ؛ الله المستعان ؛ ماهكذا الصيد يصطاد ؛ فلقد اثبت أنك لست بصياد ماهر ؛ فالمحكات بالفعل تكشف لنا المعادن كل يوم ..

اتعبت نفسك في تبرير أن الحوثيين ليسوا إماميين ،بل أكدت أنهم جمهورييون ،فاستخدمت الرجل للتبرير فهل بالمقابل الحمدي وابنة اخيه، وكل آل الحمدي..؛ إذن ملكيين ؟ ؛ ماذا تريد ان تقوله لنا ياهذا.

دعنا من كل التحليلات والاستنتاجات التي توصلت إليها ،لانها ببساطة لا ترتقي حتى لمجرد المناقشة ،وتعال لمناقشة مشروع الحمدي ماذا تنفذ منه وماذا تبقى ونبتغيه جميعنا للنضال من اجل تحقيقه ؛أما ماغمزت إليه في مقالك فليس له محل في الذهنية اليمنية منذ عقود ..

وكما قلت فان الهاشمين المتنورين كانوا يعتبرون الإمامة جزءاً من الماضي ،فكان ينبغي عليك ان تقف هنا وتؤكد ان الجمهورية جاءت للجميع ولا تقصي احدا ،لا أن تذهب بحديثك الفج لتنسب الشهيد الى القضاة لتدلل على نفس المسلكيات المشتركة عند الهاشمين والقضاة ،رغم ان القضاء عِلم وليس نسب ياهذا .

فقلت ،وقولك غير حق " القواسم المشتركة ، في الرداء والجنبية المعقوفة وحتى الزواج من بعضهم ، وهؤلاء من يمكن أن نصفهم بـ "الجمهوريين الارستقراطيين" ؛هذه عادات وتقاليد ولايجوز بها المقارنة ؛ لتصل من خلال هذه المقارنة أن القضاة ملكيين ،وبالتالي فالحمدي ملكي ،انت بهذه الكتابة من تخدم يارجل؟ ؛ هل تخدم الحوثين أم الشرعية ؟ ؛ فإذا كان الحمدي وهو الجمهوري والذي في عهده ترجمت الاهداف الى واقع ملموس ،فلمسها كل اليمنين،وباغتياله فقط اغتيلت تلك الاهداف ولم نعد نرى لها أي تطبيق على الواقع العملي ،فقط في عهده انتهت المذهبية والسلالية والمناطقية،والأسرية ، وأحل محلها العدل والحرية والتعاون والبناء فلا زيدي ساد ولا شافعي ،فاتجه بحكمه نحو التوزيع العادل للثروة والسلطة ، فكل الناس انتمت لمشروعه الفريد ،وكل الناس ماتزال تذكره بخير ولا يمكن للأمة أن تجمع على ظلالة ؛ تسمع الناس عند ذكره لهم تتنهد حسرة على اغتياله ومغادرة مشروعه إلى حين .

لستُ معنيا بالتاريخ الذي اوردته ،فهذا شأن تاريخي يستطيع المورخون الحقيقيون وليس الذين يلبسون عباءة المورخين أن يعطوه حقه ،لكنني استطيع الجزم أن الحمدي ليس من بينهم ،بل لقد كان ثورة بذاته ،ولذلك نقول لك لقد تطاولت كثيرا على هذا الرمز الوطني ،وتطاولك هذا غير مقبول .وحتى السلال لم يسلم من تطاولك عليه ،ولم يسلم منك كذلك الزعيم الخالد جمال عبالناصر ،قلت لنفسي وانا أقرأ مقالك ،هل يريد هذا الكاتب الشهرة باستفزازه لاغلبية اليمنين بهذا التطاول على الرموز الوطنية والقومية ؟ ؛ ثم أجيب على نفسي ،فاقول الرجل لا ينقصه شهرة فهو كاتب له جمهوره ،لكن الحقيقة التي صدمتني ان قلم هذا الكاتب قد وظف بالطريقة الخطأ وبالعناوين الخاطئة ،فهلا لك من مراجعة أخي العزيز لتحافظ على قرائك ..

قلت كلام كثير واشدت بناس وتحاملت على ناس ،وتوصلت الى ان الثورة لم تنهي الامامة الا بتدخل الشيخ ،وليس للثورة والثوار أي فضل في ذلك..،ثم تكلمت عن الحمدي وقلت بانه لم يشارك في أي معركة بطولية مع ثوار سبتمبر بقيادة الزعيم السلال أو بعدها في حصار السبعين ،وهذا شأنك وشأن المؤرخين..

اختم فأقول : اعلم علم اليقين أنك لم تكن موفقا في كتاباتك ،واعلم علم اليقين ان الشعب اليمني آمن بحكم الحمدي ، وينشد أي حكم يأتيه كما حكمه القائد الكبير ابراهيم الحمدي ،ويؤمن كذلك بالحركة التصحيحية السلمية في 13 يونيو المباركة ،والتي كانت فاتحة عهد لبناء مداميك الدولة المدنية والتي اجهضت بعد ذلك..

اللهم نعلم ان الكبار لابد ان يتعرضوا للتشويه، والتشكيك والاتهام ، فاكتب لهم في ذلك حسنات ،وعوضهم الجنة يارب ياكريم ..

آمين اللهم آمين..

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي