الرئيسية المقالات مدارات لأبناء بعدان وعنس : عدوكم واحد فأحذروه
لأبناء بعدان وعنس : عدوكم واحد فأحذروه
أشرف الريفي
أشرف الريفي
 أن قضية الاختطافات التي دشنها مسلحون من مغرب عنس بحق سائقين من أبناء بعدان في العاشر من الشهر الحالي صارت محط اهتمام الإعلام والمهتمين ،ناهيك عن ابناء المديريتين.
ولأن العودة إلى الإختطافات يعد سلوكا جبانا منافيا للأخلاق والقيم ، فأن الغضب المسيطر على معظم ابناء مديرية بعدان أمر طبيعي ورد فعل متوقع في ظل غياب دولة الأمن والأمان ، والاستعانة بسياسة إنعاش العداءات المناطقية التي تنتهجها سلطة الحزب الحاكم دون اي خجل أو حياء.
ومايجب إيضاحه هنا أن شعور الغضب والنقمة المسيطرة على المواطنيين الذين يشعرون بالغبطة والإهانة يجب أن لايوجه صوب ابناء مغرب عنس ، لأن ابناء المديريتين هما ضحايا لغياب دولة المواطنة المتساوية القائمة على مبدأ حفظ حقوق الناس وحماية ممتلكاتهم .
أن مايحدث اليوم من اختطافات مدانة هي نتاج طبيعي لضعف الدولة الفاسدة والتي صارت تحكم من خلال خلق الصراعات بين ابناء البلد ، لتدير الحكم عن طريق الازمات. وما يجب الوقوف أمامه اليوم هو عدم استغلال الوضع والاحتقانات لتغذية شعور النقمة ضد منطقة يمنية اخرى ولكن يجب تحويله إلى اداة ضغط على نظام يريد ان يحول كل أبناء اليمن إلى أعداء وخصوم.
في الإنتخابات الرئاسية برز الرئيس علي عبدالله صالح مهددا الجماهير بالصوملة في حالة الإدلاء بأصواتهم لفارس التغيير فيصل بن شملان ، واليوم عند التمعن في المشهد اليمني نجده قريب الشبه بالوضع الصومالي ... نجد تفجيرات في اماكن مختلفة ، حروب قبلية نشطة ،وتوتر مسلح في الجنوب وصعدة . واختطافات تصول محافظات دون وجود للدولة التي تقف في وجه هذا الفلتان الأمني. وكأن بشارة الرئيس تحققت !
ماذا لوكان السائقون الذين تم اختطافهم من فرزة بعدان غدرا ، وكذلك المخطوفين محمد علي الدعيس ومعين وهمدان المخلافي من جنسية اجنبية كيف كانت ستستنفر الاجهزة الأمنية طاقتها لملاحقة الخاطفين .؟ وكيف كان لوزير الداخلية الذي ينتمي لمحافظة الخاطفين أن يشكل غرفة عمليات لمتابعة تطورات القضية .؟
لكن مشكلتنا الرئيسية اننا في دولة لا تحترم مواطنيها ولاتعطي قيمة لأدمية الانسان وكرامته ،.. دولة تستخف بأبنائها وتحولهم إلى وقود لحروب وصراعات هم في غنى عنها ، وتستنفر كل اجهزتها لو شكا شخص اجنبي من سوء معاملة في بلادنا .
في كل بلاد العالم يتمتع المواطنين بأحترام كبير ومعاملة محترمة إلا في بلادنا يتلقى المواطن شتى الإهانات والجرع ،وتسقط أدميته دون اي ضمير يؤنب هذا النظام غير الأخلاقي.
لن أتحدث عن وضع ومكانة المواطن في مغرب عنس ، ولكني سأتطرق إلى وضع المواطن في بعدان هذه المديرية التي صارت تفاخر بأنها رفدت البلد بالدكتور، والمدرس ،والمهندس ،والإعلامي ،والمحامي ،والاديب ،والمثقف، والسياسي ،وغيرهم من الكوادر الكفؤه .
ولكم أن تتصور وا بيئة كهذه صار معظم ابنائها من الشريحة المتعلمة وصاروا يشكلوا طليعة في المجتمع لكنهم لايجدون دولة تحمي حقوقهم وتصون حياة وممتلكات اخوانهم وأهاليهم .
هل يريدون من الدكتور مثلا أن يترك سماعته الطبية ويستبدلها بكلاشنكوف ، ومن المدرس أن يستبدل "الطبشور " بالبارود ... ؟ هل يريدون أن يرجع المجتمع الى الوراء عقود من الزمن في ظل غياب الدولة ، وبروز المشاريع الصغيرة .؟
أن تكاتف والتفاف ابناء المديرية حول قضية الاختطافات أمر جيد ليس بمقياس العصبية "النتنه" ولكن بمقياس وجود مظالم تبحث عن نصير ومساندة. وما يجب التأكيد عليه أن النبرة الظاهرة اليوم لدى البعض بأن ابناء مغرب عنس هم اعداءنا الرئيسيين امر ليس دقيق ، لانه لو وجدت الدولة الحقيقية والمنصفة لما تجرأ شخص أو مجموعة للقيام بمثل هذه الجرائم ، لو جدت دولة النظام والقانون لما تجرأت عصابة مسلحة لاستحداث نقطة في طريق صنعاء إب واختطاف الناس بالهوية .
هل بعد هذه المهزله مهزله .؟ أمر معيب أن تبقى الاجهزة الامنية صامته خلال عشرة ايام من جريمة الاختطاف ، وتطور خطير أن يفقد المواطن ثقته بالدولة واجهزتها ، ليؤمن أن حقه ينتزعه بيده . وهو ماحدث عند اختطاف شاحنتين من مغرب عنس كرد فعل لماحدث ولمماطلة السلطات الأمنية.
في قاموس الاخلاق والقيم ان ماحدث عمل جبان ومدان ، وفي قاموسهم يعد عمل " حمران عيون" ، وهذه الثقافة يريدون تعميمها على مختلف مناطق اليمن ، لإفساد اخلاق وقيم وتقاليد الناس والعودة إلى زمن اللا دولة ،زمن القبائل والمكونات الصغيرة التي تدافع عن نفسها بنفسها .
يجب أن ندافع عن قيمنا بالانتصار لقيم الدولة الحديثة التي تحمي مواطنيها وتعاقب المجرمين ، وان نتمسك بالطرق القانونية وأن ننضال من اجل إيجاد دولة تحمي حقوق الناس لادولة تهدرها .
ندرك ان سلطة اليوم هي نتاج لعملية انتخابية غير نزيهة ، لكن ندرك ايضا أن الشعب قد وعى وأنه لن يرض مجددا تسليم اموره للجلاد والعابث بثروات البلاد ومكونات المجتمع.
لانعرف لماذا لايترجم قانون الاختطاف لردع مثل هؤلاء البلاطجة ،وإيقاف هذه الظاهرة المقيته وغير الأخلاقية .
مشائخ:
أحمل للمشائخ في المنطقة وفي المحافظة ود كبير على المستوى الشخصي ،لكني لا اتفق معهم في أمور كثيرة خاصة في مجال الدفاع عن حقوق المواطنيين ، ففي قضايا كثيرة تخص ابناء المحافظة مع آخرين " حمران عيون" يتسابق مشائخ إب إلى التوسط وتقديم التنازلات للخصم على حساب ابناء منطقتها ، هؤلاء هم من باعوا دم صلاح الرعوي ، وهم كذلك من خذلوا الحبيشي الذي قتله "اصحاب سنحان " بدم بارد قبل سنوات في العاصمة صنعاء ، وهم من نشطوا عرف "المهجم " و "الهجر " على حساب مواطنيين دهست كرامتهم ، وأهينت أدميتهم على الملاء.
لهؤلاء نقول : ندرك ان الدولة ضعيفة وأنكم نتاج لهذه الدولة ،ولكن مالم يكن في الحسبان ان تتحولوا إلى مبصمين للتنازل عن الحقوق ، فأن كنتم مازلتم تهوون مهنتكم هذه فنناشدكم البقاء في بيوتكم أشرف لكم ولنا.

لابناء بعدان :
إذا استمرت الدولة بصم اذنها مقابل مطالبكم أرجو الا يجرونكم إلى ساحتهم ، وان تستخدموا الوسائل السلمية لمواجهة ذلك . بإمكانكم تنظيم المظاهرات والمسيرات الرافضة لمثل هذه الظاهرة ،والمدينة لخنوع السلطة وعدم تجاوبها مع مظالم مواطنيها ، بإمكان إخوانكم المغتربين في مختلف البلدان تنظيم مظاهرات أو وقفات احتجاجية امام سفارات بلادنا في الخارج حينها ستكون الوسيلة انجح من اللجوء لاسلوب هو دخيل على قيمنا وأعرافنا .
لازال بايدينا كمديرية متقدمة في الوعي أوراق كثيرة لمواجهة مثل هذه الجرائم ،وما نحتاجه هو جرعة من الجرأة في وجه هذه السلطة ، وحينها لن تسقط المديرية من اهتمام السلطة واجهزتها وستتحول إلى رقم صعب متسلح بالوعي وبالنهج السلمي والحضاري .
لنستخدم اسلحة العصر الحديث من مختلف أنواع الاحتجاجات الجماهيرية ، بدلا من العودة إلى تصرفات متخلفة من نتاج عصور الظلام لاتتواكب مع العصر الواحد والعشرين ولاتفتح بابا مشرقا لغد افضل ولجيل متقدم .


إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي