السابعة صباحا , اسمع الآن أصوات مزعجة صادرت نوم وراحة إجازتي الأسبوعية , صادرة من مايكرفون على سيارة تجوب الشوارع مذكرة بميلاد الرسول الأعظم.
لم ناءلف مثل هذه الحملات الإعلامية المفرطة في التكلف المصاحبة للمولد النبوي الشريف , إذ كانت تقتصر على الأذكار في الجوامع والندوات التلفزيونية والإذاعية وكل مايذكر بحياته وسيرته النبوية , وعن ضرورة استلهام العبر وتمثل قيمة وسلوكه في حياتنا ومعاملاتنا اليومية.
كل مظاهر الاحتفال في المدن الواقعة تحت سيطرة التحالف الصالحوثي وعلى هذا النحو المفرط , يقدم الجماعة وكاءنهم يحتفلون بميلاد جدا لهم وليس برسول أمه , تشرح سيرته وميلاده كل من ينتمي لها.
بل اشعر وأنا أشاهد هذا الكم الهائل من اللافتات المرفوعة في الشوارع والساحات والمباني , وسيادة اللون الأخضر وكل ماله علاقة باستحضار تجارب مماثله في التعاطي الاحتفائي مع المناسبة , اشعر وكأنني احد سكان طهران او الضاحية الجنوبية في بيروت.
نبدو بهذا الحال لكائننا حديثوا العهد بالاسلام لم يمضي على اسلامنا سوى اسبوع او شهر على الاغلب.
نحن مسلمون ياهؤلاء منذو 14 قرنا ولسنا بحاجه لمن يذكرنا بنبينا ومولده على هذا النحو المبتذل , الذي يحيل رسولنا الكريم الى اشبه بمرشح في حملة انتخابات رئاسية.
او ان يروج له بهذه الطريقة التي تشعرنا وكأننا اقلية مسلمة في بلد يغلب عليها عبدة " الدنادغ و العكابر " .
استحضار المجازر اليومية في تعز والبيضاء وحجم الدمار الذي يطالها وغيرها من المناطق , ومن ثم ربطها بهذا القدر من التوظيف للمناسبة تنزع عن هؤلاء القوم حق الاحتفال بميلاد نبي تمثل الرحمه والالفة والاخاء والمحبة , وتجريم قتل النفس التي حرم الله الا بالحق مضمون واركان دعوته العظيمة في حياة الناس.
استغلال المناسبات الدينية عموما وتوظيفها , بما فيها تلك الاحتفالات الرسمية المذهبية التي لم ناءلفها , لا تعدو عن كونها محاولات بائسة للتغطية على كل الجرائم المرتكبة بحق المجتمع من حروب أهلية وخارجية وجوع وفقر وتشرد وحصارا للمدن , وتجريفا لقيم التعايش الذي عرف بها اليمنيين.