الرئيسية المقالات مدارات ابتزاز من طراز جديد!
ابتزاز من طراز جديد!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

عندما تغيب الدولة  كما هو حال اليمن اليوم , مضافا الى ذلك  مصادرة رواتب الموظفين العموميين وانعكاساته المباشرة على الحركة التجارية والمصرفية ومن ثم الحالة المعيشية السيئة التي تطال حياة كل شرائح المجتمع , يبرز الى السطح كل ما يمكن  تخيله من الجرائم بما في ذلك السقوط الاخلاقي المتمثل بانتشار الدعارة , اذ يلجأ البعض وبدلا عن الثورة على الاسباب المنتجة لهذه الاوضاع الى ما يمكنهم من  الحصول على حاجاتهم وباءي طريقة كانت.

في اليمن وكعادته يذهب الناس الى ما هو ابعد فيما يتعلق بممارسة الخطيئة والممساخة وقلة الحياء , ويدخل رجال الامن والجيش المفترض بهم محاربة الجريمة وحماية المواطن في ما يمكن وصفه بحالة سباق مع رجل الشارع في التفنن وابتداع اساليب النصب والابتزاز للمواطن والتماهي مع الحال السائد في البلد , من خلال قيامهم باستغلال البزة العسكرية ووسيلة النقل الامنية بطرق واساليب محزنة ومخزية لايحدث مثلها الا في اليمن.

على هذا الصعيد انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تحذيرات من قيام جنود بلباسهم الرسمي باصطياد الناس بطرق مختلفة لم نألف بعضها الا في عهد " المسيرة البردجانية" منها قيام الجنود في نقاط التفتيش بدس بعض الممنوعات في سيارتك , ومن ثم تهديدك بإيصالك الى البحث او اي جهة امنية اخرى , امام حالة الخوف الذي ينتابك في مثل هذه الحالة وحال اللا دولة يقومون بنهب التلفون والساعة وكل ما في الجيب من النقود واللابتوب ان وجد ومن ثم السماح لك بمواصلة السير. وفي كل مره لا يعدمون الوسائل وكل ما يقودهم الى اذلال الناس ومن ثم ابتزازهم.

اليوم حدثني جاري , وهو بالمناسبة يعمل في المحاماة , عن تعرضه لحالة ابتزاز مشابهه. يقول جاري انه واثناء سيره ليلة امس الاول على سيارته الخاصة في ميدان السبعين استوقفه طقما عسكريا موجها اليه تهمة الداعشية واعتراض الموكب الرئاسي ,ومن ثم امروه بالترجل من سيارته والتوجه برفقتهم الى الامن القومي , وامام خوفه من طبيعة التهمة ومما يمكن ان يطاله بسببها والمسدس الموجه ناحية صدره ما كان منه الا ان استسلم لابتزازهم ومن ثم اخلاءهم سبيله بعد اخذ تلفونه وانتزاع 30 الف ريال من جيبه. 

مثل هذه القصص واساليب الابتتزاز والنصب سمعنا عنها كثيرا دون ان يبدي حكام الامر الواقع بالمقابل اي اهتمام , قدر اهتمامهم بالاحتفالات الدينية المتلاحقة التي تدر عليهم كثير من الاموال المصاحبة لها.

لا ادري هل اشفق على ما حدث لجاري , ام اتشفى به باعتباره كان احد المدافعين عن عصابة المسيرة القرآنية والجيش العائلي!!؟

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي