الرئيسية المقالات مدارات ويهرب من وجه قضيته..!
ويهرب من وجه قضيته..!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

كعادة العرب يدافعون عن كل قضايا الكون ويهربون من وجه قضيتهم , فما ان اعلنت الادارة الامريكية عزمها حضر مواطنوا سبع دول عربية ومنها اليمن من دخول الولايات المتحدة , الا وانبرى العرب يشحذون الهمم ويسنون اقلامهم والسنتهم , ويتبارون في اختيار التعابير المناسبة لادانة هكذا اجراء.

رد الفعل في مجمله يعكس الاهمية التي تمثلها امريكا ودول اوروبا في حياة غالبية العرب الحالمين بالحصول على امكانية العيش فيها والحصول على جنسيتها , هذا ماتعكسه الهجرات غير الشرعية من خلال المغامرات التي يخوضونها واسرهم من نساء واطفال على القوارب الشراعية التي تكتض بحمولات مضاعفة عادة ماتؤدي الى غرق الكثيرين .

شخصيا لايهمني قرار الادارة الامريكية على هذا الصعيد , مالفت نظري فقط سيل الادانات لاجراء ركزوا على عنصريته وتعارضه مع القوانين الامريكية من قبل اناس يحلموا باءبسط الحقوق الانسانية في بلدانهم.

كان على هؤلاء ان يهتموا اولا بما يجري في اوطانهم من امتهان يومي لحقوقهم وكرامتهم ومواطنتهم المهدرة. ان يناضلوا من اجل بناء انظمة مماثلة ولو بحدها الادنى , ان يولوا وجوههم شطر حقيقة اوضاعهم القائمة على الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية والسلالية قبل الحديث عن عنصرية المستخلفين في الارض.

كان الاجدر بهؤلاء ان يثوروا على انظمة طالما تغذت ومازالت على كل مايفرقهم , ان ينتفضوا على حالات القهر واوضاع الاستبداد والجوع والفقر التي يئنوا تحت وطئتها بدلا عن الذهاب للخوض في قضايا الاخر حيث سيادة النظام والقانون والمواطنة المتساوية واحترام خيارات الناس ونتائج صناديق الاقتراع.

ابتسم الان في وجه صديقي المغفل وهو يسرد ساخرا كيف استطاع قاض بسيط ان يلغي كل اجراءات ترامب فيما يتعلق بالهجرة الى امريكا , دون ان يستوقف هذا المغفل ان ماجرى يحسب للقانون الامريكي قبل اي شئ , ولرئيس اقوى دولة لايحتكم لحرس جمهوري ولا وحدات خاصة كما يفعل حكامنا.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي