الرئيسية المقالات مدارات فبراير.. الثورة "الخدج" !
فبراير.. الثورة "الخدج" !
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

اتذكر انني كنت في الندوة الاسبوعية بمقر حزب التجمع الوحدوي حين حضر مجموعة من الشباب قالوا انهم بدأوا الاعتصام في ما عرف بعد ذلك بساحة التغيير سبيلا الى تغيير النظام عبر ثوره شبابية سلمية. كان عددهم لا يتجاوز العشرة وينتمون كما بدا للحزبين الاشتراكي والوحدوي الناصري.

نظرنا لهم حينها بكثير من الشفقة ونحن نسمع مداخلاتهم المشحونة بكل ذلك الحماس , عن اهدافهم واحلامهم والآمال التي يحلمون ببلوغها. اعتبرنا ما يقومون به ليس أكثر من مجرد شطحات وتقليدا لما يجري في تونس ومصر من حراك شعبي في مجتمع لا يسمح وعيه العام بتنظيم ونجاح ثورة شعبية مشابهه, وفي ظل نظام لا يمتلك الحد الادنى من احترام وظيفته وخيارات الناس.

اكدت قادم الأيام اننا كنا على خطأ في تقديراتنا وقراءتنا لحماس واصرار الشباب اللذين فقدوا بالتدريج " خطام " الثورة بعد انتقاله لأيدي الاحزاب التي التحقت بالساحة في عملية مشابهة لجماعات " حيا بهم " مع فارق نوع الملبس , ليكتشف جميعنا في النهاية ان الممسكين بخطام الثورة قد قاموا بجرها الى " عريش " المبادرة الخليجية في عملية اجهاض واضحة لمسارها.

هكذا اذا اجهضت الثورة كنتيجة طبيعية لافتقارها للحاضن الثوري والسياسي القادران على ايصالها الى كرسي السلطة الثورية التي تمكنها من كنس شبكة النظام العائلي ومراكز القوى المختلفة للمضي نحو بلوغ الغايات الوطنية المأمولة منها ووفاء لكل التضحيات والارواح التي ازهقت في سبيلها برصاص وقذائف الغدر العائلي.

غياب هذا الحاضن خلف فراغات بأقطارها الواسعة سمحت للنظام العائلي وحليفه السلالي القائم على ثقافة البطون والامغال والسائل المنوي وبرعاية ودعم ايراني من النفاذ الى موقع سلطة الامر الواقع التي قادة البلاد والناس الى مجمل ما نعيشه من اوضاع عامة لم تكن يوما بالحسبان. 

فهل تستطيع ثورة فبراير التعبير عن نفسها مرة اخرى لتشكل امتدادا لبداياتها النظيفة ضمن رؤى جديدة واستفادة من كل الاخطاء التي مرت به..! ام اننا سنقف عند عثراتنا بنهاياتها المحزنة..!!

هذا ما ستجيب عليه قادم الايام , ومستوى الوعي والادراك المتراكم عبر هذه الرحلة الطويلة وما علق بها والنتائج المخيبة للآمال والتضحيات معا.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي