الرئيسية المقالات مدارات ما بين عرس المخلافي وسباء عفاش..!!
ما بين عرس المخلافي وسباء عفاش..!!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

تمكنت الاشاعة في هذا البلد من كل شيء ، وهي اجمالا تعكس بتأثيرها وسيادتها للحال العام مستوى الوعي المجتمعي الذي اشك احيان كثيرة في امكانية ان يشكل حاضنة حقيقية لأي عملية تغيير ناجحة .

تتعدد اوجه الاشاعة ومصادرها من سابقة ومصاحبة وحتى لاحقة . يمارسها الجميع بدءا بالسياسي الذي يتعامل معها – خطاء - كواحدة من قيم العمل السياسي وحتى رئيس الجمهورية والتي مثل الرئيس المخلوع فارسها ومازال ، اما الشارع فهو بوقها ومصدر تداولها وانتشارها .

كثيرة هي اوجه الغرابة في هذا البلد ، مثلا قد يلفت نظر احدهم سيارتك المتواضعة بينما لا يلفت نظره اخر موديل يجلس فيها شخصا كان والى وقت قريب يقطع المسافة بين سكنه ومقر عمله مشيا على الاقدام . يقف طويلا امام قدرتك على بناء سكن متواضع بعد مضي عشرات السنين من العمل ولا يتوانى في جلدك بكل اسواط " الحشوش " , بالمقابل لا يثير اهتمامه تلك القصور الباذخة المنتشرة في امانة العاصمة والمشيدة كلها من الاموال العامة ، ولا يهتم لصفة مالكيها اللذين شغلوا او يشغلوا مواقع المسؤولية بأ مكانات دعوة الوالدين وقومة الفجر او حديثا بمؤهلات صلب السائل المنوي ، مع انهم والى ما قبل فترة ليست بالطويلة كانوا لا يستطيعون توفير ايجار مساكنهم المتواضعة .

منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نشاهد الصور المنشورة لمدينة سباء في دبي والتي تعد احد استثمارات الرئيس المخلوع ونجله احمد ، تلك المدينة الجميلة بمبانيها متعددة الادوار والمساحة الشاسعة التي تشغلها والتي جرى بناءها على الطراز المعماري اليمني ، وهي بالطبع مدينة استثمار سياحي كلفت مليارات الدولارات دون اعتبار لمشاعر الناس او حساب لردات فعلهم ، ناهيكم عن بقية استثماراتهم – ومن عمل معهم – في مناطق متعددة من العالم ، وحجم الاموال المودعة في البنوك والتي تبلغ بحسب رصد المؤسسات المالية الدولية 60 مليار دولار .مع ذلك لم تحظى بردود الافعال الشعبية التي تستحقها ولو بالحد الادنى لهذا الحجم المهول من النهب والفساد العام الذي قاد الى كل هذا الثراء الفاحش ، بل على العكس مازلنا نسمع من يتباهون بترديد عبارتهم التقليدية والسمجة " سلام الله على عفاش " .

بالمقابل تابعنا وسمعنا وقراءنا ذلك الكم الهائل من التعليقات والمنشورات والمشاركات بمضامينها المختلفة ، التي صاحبت عرس نجل وزير الخارجية الاخ / عبد الملك المخلافي بأحد فنادق القاهرة والتي لم تتوقف منذ ايام .

وللأسف الشديد فقد تورط في الحملة الممنهجة اياها عدد ممن كان يفترض بهم ان يستوعبوا الموضوع ودوافعه على نحو يليق بمستوى وعيهم المفترض ، بمن فيهم " مكلف " محسوبة وقلمها على ثورة فبراير ، وباتت وزوجها ضيفان دائمان على دوائر ضاحية بيروت الجنوبية واحد مخرجاتها ، بدلا عن الانسياق وبتلك السطحية خلف روائح مطابخ يعون سلفا وظيفتها وطبيعة الوجبات التي اعتادوا تقديمه للشارع اليمني .

هل كان على المخلافي مثلا اقامة عرس نجاه في الصالة الذهبية بالمعادي ام في صالة المراسيم بالدقي !!. مع علمنا ان اعراس البعض هنا في اليمن تكلف اضعاف ما انفقه الرجل ، من خلال تلك العزائم الباذخة وما يرافق المناسبة من مصاريف باهضة ومظاهر احتفالية وشطحات لا حدود لها ، تنتهي بسفر العريسان الى خارج البلاد لقضاء شهر العسل .

بل ان هناك من ذهب للقول بأن " يحي صالح " كان ضمن المدعوين ، مع ان لا الانتماء السياسي للمخلافي ولا موقعه الرسمي يسمحان له باءستضافة هكذا مخلوقات .

لا نحتاج لذكاء اضافي كي ندرك التوظيف السياسي للمناسبة بهدف الاساءة للمخلافي ، ومن ثم للسلطة الشرعية التي يمثلها وهو بيت " العصيد " .

خلاصة القول ، ايهما كان اولى أن تقوم الدنيا من اجله ولا تقعد : مدينة سباء السياحية المشيدة من قوت الشعب في دبي ، ام حفلة عرس نجل المخلافي والتي لاتتعدى تكلفتها قيمة خمس نوافذ في المدينة انفة الذكر!! .

والله ان المرء ليحتار في امر ناس هذي البلاد المنحوسة بمثل هذا المستوى من الوعي والانقياد السهل خلف الاشاعة .

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي