الرئيسية المقالات مدارات تعز يا حلمنا المغدور!
تعز يا حلمنا المغدور!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني

من كان يتوقع حصول كل هذه الفوضى في تعز . ومن كان يحتمل ان يعبر بعض ابناء المحافظة عن انفسهم على هذا النحو المعيب والمخزي. هل كان احدكم يحتمل ولو في منامه ان هذه النماذج البشرية تعيش بيننا , وتنتمي لمحافظة طالما ظلت في مكان ضرب الامثال في التعايش والمدنية وعرش حلم بناء دولة المواطنة؟!

هل ظننتم يوما بان يحل علينا زمن يحمل كل هذا القبح واستعداد البعض للقيام وارتكاب ما يمكن ان نتخيله من الجرم.!؟

من منا كان يتوقع ان ياتي يوما ليقدم الينا من كهوف الزمن الردئ ليشكل بعدوانه سببا في تفجير كل هذا القيح من " صنفور " كنا نظنه غشاء لكوم من القيم التي لابد لها ان ان تمثل اسسا لبناء الدولة الوطنية المنتظرة وحلم جماعي طالما طال انتظاره وغلى ثمنه.

لا استوعب ما يجري في المحافظة حتى مع ادراكنا وتسليمنا وثقتنا بحضور اصابع عفاش وامواله المدنسة باخلاق ادمي يجد نفسه دوما في كل ماهو ضد الانسان واحلامه البسيطة في حياة لا يحمكها الحد الادنى مما ينعم به شعوب بلدان الكفرة والملحدين بكل مايشاهدونه من اوضاع تعصف باناس لكاءن كل مشكتهم انهم مسلمين وينتمون للجغرافية العربية المشبعة بكل مالا يستحقونه من الثروات.

هانحن نظهر على حقيقتنا ونعبر عما في دواخلنا من رواسب سنوات القهر والاضطهاد التي ولدت هذا الكم من الشعور بالمواطنة الناقصة الذي كان يفترض بنا ان نعكسه بالنضال الجماعي من اجل تقديم وتصدير النموذج الذي ظلينا ننظر له خلال عقود من الزمن وضحى في سبيله الكثيرين , بدلا عن الظهور بهذه الصورة التي لاتقدمنا رجالا كما يظن البعض , قدر ماتقدمنا باعتبارنا مجموعة همج لافرق بيننا ومن كنا نسخر من طبيعة حياتهم ونحملهم مسؤلية كل ماهو سيء ومعيق لحياة التطور في البلاد , بل واسواء منهم.

ماذا جرى يااخوه ؟ لكأننا في مباراة نتنافس فيها على من سيحصد جائزة القبح والهمجية والبداوة, , او ضرب مثلا للناس كيف يكون السقوط من الاعلى الى الادنى وتعلم لغة العنف في خمسة ايام.

ياالهي ,هل نحن في تعز حقا؟! , تلك المدينة البسيطة التي ارتسمت في اذهان العباد لعقود طويلة على انها النموذج في كل شي , تلك المدينة المشهود لها باعتبارها رحم الحلم العام والدولة المنشودة ؟!

ماذا جرى لها , اي مس عفاشي عصف بها وستطاع ايصالها الى ماهي عليه وتقديمها على هذه الصورة البشعة , بشعرها المنكوش وملابسها الرثة ووجهها البشع المخضب بدماء " الزريقي والشرعبي والمقطري والذبحاني " بأظافر اناملها المغروسة في كبد حلمنا المغدور لكائننا نعيش مشهدا في احد افلام الرعب ...... ويظل التساؤل : اين دور الجيش الوطني والمقاومة والامن والمحافظ ؟! .. ولا نامت اعين الجبناء.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي