الرئيسية المقالات مدارات خالد الجفري.. صاحب النفس الزكية: وداعا!
خالد الجفري.. صاحب النفس الزكية: وداعا!
د. عبدالله الخولاني
د. عبدالله الخولاني

ودع الناصريون ظهر يومنا هذا الأحد 2017/9/17 المناضل الحبيب خالد علوي الجفري إلى مثواه الأخير، بعد رحلة طويلة من النضال الهادئ، إذ كان منذ انتمى للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في ثمانينيات القرن الماضي يؤدي مهامه النضالية العظيمة بدون ضجيج.. يشارك اخوته الناصريين أفراحهم ويقف إلى جوارهم في أتراحهم، لم يتخلف عن أية مناسبة، ولم يرفض أداء أي واجب مهما صعُب، يشْرِك الأخرين أفراحه، ويكتم عنهم كل ما كان يعانيه من آلام المرض ومتاعب الحياة.

كان كل من يرتبط به بصداقة، أو حتى برفقة طريق، يلمس فيه النفس الزكية المطمئنة، التي تسكن جوانحه وتهذب وتكبح جوارحه. لم يقل كلمة جارحة بحق أي من أخوته في التنظيم أو في عمله، أو حتى في حياته العامة، وقد انعكس ذلك على الجمع الغفير الذين توافدوا للصلاة عليه في جامع اسحاق وسط العاصمة، وتشييعه إلى مثواه الأخير في مقبرة خزيمة.. فقد كانوا –جغرافيا- منحدرين من كل مناطق الجمهورية، مع حضور ملموس لأصحاب القلوب اللينة والأفئدة الرقيقة من أبناء تهامة المسالمة (مسقط رأسه).

وباستثناء اخوته الناصريين الذين كانوا في مقدمة المشيعين وفي كل جوانب موكبه الجنائزي، كانت الأحزاب والتنظيمات السياسية، والمنظمات المجتمعية، حاضرة بقياداتها وقواعدها، بدون ترتيب مسبق.. لقد حضروا تلقائيا -فقط- لأن المشيَّع الذي صعدت روحه إلى عليين هو خالد علوي الجفري الإنسان، المؤمن والصادق الصدوق.

إن عيون الناصريين لتدمع.. وإن قلوبهم لتخشع.. وإنهم على فراقك لمحزونون يا أبا عبد الناصر. أما أنت فهنيئا لك أن اجتباك الله- في هذا الزمن الرديء- لأن تأخذ مقعدك في الفردوس الأعلى، إلى جوار الصالحين الذين حسنت أعمالهم.. تغمد الله روحك بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه، ولأهلك وأخوتك الناصريين العزاء، ألهمهم الله الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي