الرئيسية المقالات مدارات ساسة الزمن المجهول
ساسة الزمن المجهول
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع

كل عام تتضح مدى هشاشة مفهوم الدولة وقداستها لدى الشارع اليمني نتيجة تقاعس السلطات المتعاقبة على نظام الحكم لتعزيز الهوية الوطنية ليتحول الإنسان اليمني الى غريب في وطن ينتمي إليه وتزداد حجم الغربة داخل الوطن في ظل ارتفاع الأصوات المنادية بالتقسيم الاجتماعي والنظر للطرف الآخر من الوطن بصفته انسان غير مرغوب .
اصوات حملت تصنيفات لم تعهدها بلادنا على مدى تاريخها الطويل والعريق الضارب في جذور الزمن رغم تنوع الدويلات على أرضه دون أي استنقاص أو تحقير لأي مواطن اين كان بلده .
تنوعات الأنظمة السياسية في تاريخ اليمن القديم والمعاصر ولكن دون محاولة المساس بالبعد الاجتماعي للاسرة اليمني .
وهي مرحلة من التدني الثقافي الخطير الذي ينهش المكونات اليمنية ويعمق الخصومات ليس بين الساسة وإنما بين مكوناته القبلية والمناطقية وبين مكونات المدينة الواحدة .
ظاهرة بدأت تتفشى وتظهر نتائجها فمن شمالي وجنوبي الى تصنيفات أشد خطورة زيود وشوافع حميريين وهاشمية مثلث وبدو حوثة وعفافيش عرب 48 وعرب 33 دحابشة وجعا ربة وحضارم وجميعها اصوات نشاز لا تحمي النسيج الاجتماعي لا لشمال اليمن ولا لجنوبة .
وهي مصطلحات دخيلة على مجتمعنا وهناك من يعمل على تغذيتها وهي بالتأكيد ايادي سوداء لا يمكن أن يكون لها صلة باليمن .
كل تلك الظواهر الغريبة لم تجد من يقف في وجه مطلقيها خاصة أنها تعمل على توسيع الفجوة بين مكونات الشعب وسمومها بدأت تصيب الجميع
على القوى السياسية سواء المنادية بعودة اليمن إلى ما قبل عام تسعين أو الداعية للحفاظ على الوحدة أن تجنب الشارع وتحيده وأن تمارس نشاطها في إطار العملية السياسية الباحثة عن هوية الدولة سواء كانت دولة اليمن الديمقراطية أو اليمن الشمالي احملوا ما شئتم من ابعد سياسية وتبنوا انظمة كما تحبون دون تحويل الصراع إلى صراع مجتمعي بين مكونات الشعب لتضمنو إقامة دولة خالية من النزعة المناطقية وتكتلات المعادية فما تنادون به لن يكون نزهة سياسية يمكن تجاوزها بانتهاء نزهتكم بل ستكون عائق يصعب معالجته على الأقل في المرحلة الحالية .
ستظل النتوءات زمن طويل وستخلف عدوات داخل النسيج الواحد وسيكتب التاريخ انكم من اشعل فتيله

 

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي