الرئيسية المقالات مدارات إلى جمال عبدالناصر..
إلى جمال عبدالناصر..
محمد شمسان
محمد شمسان
 

خمسون عاماً تائهون يا جمال
سائرون في الظلام
خمسون عاماً يا حبيبنا
قد أغلقت أبوابها
وودعت أحفادها
وأمتي نيام
ممنوعة في صحوها عن الكلام
مسلوبة القرار
مغلوبة في أمرها
موقوفة المرام
خمسون عاماً يا جمال
ولم يعد من رشدنا سوى السلام
وليس ما نريده من السلام
بل ما يريد شيخنا وداعي السلام
نسلم العقول والسيادة
ونترك الخيول والزمام
والأرض والنساء للهمام
ونكتفي بحانة ومسرح
ومرقص لعام
وبعدها نراجع المدام
ونطلب الذي نريده
لعام بعد عام
وهكذا نحقق السلام
خمسون عاماً يا جمال
يرى الفقير قوته
ويعلن الصيام
يرى المريض داءه
ويكمل القيام
يرى العزيز ذله
وقهره فيحسن الختام
خمسون عاماً يا جمال
تنمر الكلاب والذئاب
وغرد الجراد والذباب
وأصبح الغراب مبعوثاً للسلام
وماتت الحمام
وصار للحمار قرن رشيق
وقامة جميلة بلا نهيق
وصولة وجولة وسيرة مرفوعة المقام
خمسون عاماً يا جمال
لم تعد تعرفنا ولم تعد تهمنا
تغيرت عقولنا
وكحلت عيوننا
وفارقت دموعها
وهجر المولود عن والده
بعد الفطام
لم البكاء يا جمال
وما يهم أمرنا من البكاء والهيام
فلا العراق أرضنا
ولا الحجاز أهلنا
ولا التلال والديار والخيام
ولا نساء الضفة
ولا بنات غزة
يعنيننا بشيء من المهام
وما لنا بيافا ولا لنا بحيفا
قرابة تهمنا
فكلها حرام
نحن العرب مشتتون
مجمعون من هنا ومن هناك
جاءت بنا الأقدار من بعيد لنسكن الديار
ونطرد الكرام
خمسون عاماً يا جمال
شاخت بها الأسود
بالت على ظهورها النعاج
وأصبحت عزيزة من سوريا
وحرة من ليبيا
وشيخة من تونس الخضراء
وطفلة رضيعة من اليمن
جميعهن بالعراء
قد أوغلت في قلوبهن
من حقد ذلك الفخام
وطيش ذلك الغلام
وظلم ذلك الإمام
خمسون عاماً يا جمال
جفت بها الأنهار وشحت الأمطار
وأنتجت عقولنا الغباء
وأمطرت قلوبنا الهباء
وجاءت الأجيال
والأجيال بعدها وقبلها
في غمرة الزحام
وكلنا نيام
نعانق الغمام وننشد السلام

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي