رمضان في اليمن .. أجواء معكرة
أشرف الريفي
على وقع ازيز الرصاص وأصوات المدافع ورائحة الدخان والموت ، ومنغصات كوارث طبيعية ، وأزمات اقتصادية خانقة أبرزها نقص في المواد الحياتية الرئيسية استقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك.
لتحل أصوات القصف والتفجيرات المفزعة بدلا عن صوت مدفع رمضان الذي اعتاد اليمنيون أن يكون صوتا محببا توكل إليه مهمة الإيذان بموعد الإفطار والسحور وليس الموت والدمار.
وبدلا من أن يراقب أبناء محافظة صعده "شمال البلاد" سطوع هلال شهر رمضان المبارك صاروا يراقبون قذائف "صقور الجو " التي وجهت ضربات موجعة للحوثيين حس
ب التصريحات الحكومية، ليصوم المواطن دون أن تصوم آلة الحرب عن قتل اليمنيين لبعضهم البعض تحت يافطات فضفاضة وغامضة .
وبرزت دعوات تطهير البلاد من الحوثيين بدلا من تطهير النفوس من الذنوب والآثام والضغائن ،والجنوح لخيار القوة بدلا من خيار السلم .
وبدلا من موائد الإفطار الخيرية نشطت قوافل الإغاثة للنازحين ، وحملات النصرة الشعبية للجيش في مهمته التطهيرية الشهيرة.
تلك أهم سمات المشهد الرمضاني في أقصى شمال البلاد ،أما المشهد في "الجنوب" فلم يختلف كثيرا عن مشهد المعاناة المصاحبه للمواطن اليمني في مختلف المحافظات.
فلم تكن ثغر اليمن الباسم "عدن "هذه المرة مبتسمة ومرحبه بالشهر الفضيل بل استبدلات طقوس الترحيب برمضان بمسيرات احتجاجية منذ الايام الأولى لهذا الشهر بحثا عن الماء الذي انقطع عن المدينة لأيام وتسبب في صدامات مع افراد الأمن خلفت قتيل وثلاثة جرحى.
ولم تتوقف المنغصات للمواطنين في بقية المحافظات مع قدوم هذا الشهر المبارك ليتحول من شهر الرحمة والمغفرة إلى شهر الأزمات في خصوصية يمنية خالصة ، بسبب إنعدام مادة الغاز التي اجبرت بعض المطابخ اليمنية على الصمت ،إضافة إلى إنعدام مادة "الديزل" التي عطلت بعض مصالح الناس دون مبررات رسمية مقنعه.
وزادت الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي من معاناة المواطنين لتعيش معظم المدن اليمنية طقوس هذا الشهر وسط الظلام ،والسخط الشعبي من تعكير أجواء وطقوس رمضان الروحانيه .
هذه الأزمات المنغصة لروحانية شهر القرآن لم تنس البعض وخزات موجة الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية الذي قضى على فرحة الناس برمضان .
ويؤكد عدد من التجار تراجع القوة الشرائية للمواطنين في شهر رمضان الحالي مقارنة بالأعوام السابقة.
ولم يسلم المواطنون من كوارث السيول التي دمرت المنازل وشردت المواطنين في أكثر من محافظة إبتداء من صنعاء القديمة التي شهدت سقوط منزل قديم مرورا بمحافظة البيضاء التي حاصرت فيها سيول الامطار عشرات الأسر وجرفت عدد من المنازل ،ومحافظة شبوة التي جرفت فيها السيول طفلتين .
وعلى غير العادة استقبل اليمنيون شهر رمضان تحت قصف الطائرات ،واشتعال الازمات ،واضرار السيول.