الرئيسية المقالات مدارات ميلاد عبد الناصر.. انحياز للفقراء
ميلاد عبد الناصر.. انحياز للفقراء
محمود كامل الكومي
محمود كامل الكومي

الوحدوي نت

ولد عبد الناصر فى أسره شعبيه من صعيد مصر .. وترعرع بين شعب أجهده الغزاة وسرقه عملاء الاستعمار الإقطاعيين والرأسماليين ولذلك كان ميلاده مرتبط ارتباط لا يقبل التجزئة بالانحياز المطلق لقوى الشعب العامل , من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والجنود والرأسمالية الوطنية غير المستغلة ,بما يحقق مصلحة المجتمع وخاصة طبقتيه الفقيرة والمتوسطة .

نشأته بين الطبقة الوسطى والفقيرة فجرت فيه روح الثورة على الظلم والقهر والاستغلال والاستعباد الذي قادته الرأسمالية والإقطاع المرتبطين بالقصر والاستعمار , فصارت ثورته وميكانيزم فورانها وثوريتها لتقضى على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم وبالتبعية القضاء على الملكية والاستعمار.

ميلاده ..انتعاش للفقراء وتحولهم الى ملاك لوسائل الإنتاج وللقلاع الصناعية التى حولت مصر الى دولة منتجة والى اقتصاد يصدر الإنتاج , وقطاع عام ملك للشعب صنعة عبد الناصر ليقود عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية , مما ساعد أبناء الطبقة الفقيرة على أن تنهض وتُخرِج العلماء من بين طياتها ليصنعوا مصر التى أذابت الفوارق بين الطبقات .

ميلاد عبد الناصر هو ميلاد لفكر جديد .. صنع الحرية الاجتماعية وجعل طريقها الاشتراكية , محدداً خطوط وخطوات الحرية الاجتماعية التى حققها بفرصة متكافئة أمام كل مواطن فى نصيب عادل من الثروة الوطنية – ولم يقتصر فكره على مجرد أعاده توزيع الثروة الوطنية بين المواطنين ,وإنما صار على توسيع قاعدة هذه الثروة الوطنية التى استطاعت الوفاء بالحقوق المشروعة لجماهير الشعب العاملة .

فى ذكرى ميلاد عبد الناصر ال 103 .. لابد أن ندرك أن أي منهاج غير ما سلف هو بيان لا يستطيع أن يحقق التقدم المنشود للوطن .. فقد حذرنا “ناصر” أن رأس المال فى تطوره الطبيعي فى البلاد التى أرغمت على التخلف –بفعل الامبريالية وأذنابها من الرأسمالية المحلية – لم يعد قادرا على أن يقود الانطلاق الأقتصادى ولا حتى أن يف بضرورات الحياة للطبقات الشعبية , فى زمن نمت فيه الاحتكارات الرأسمالية الكبرى فى البلاد المتقدمة أاعتمادا على استغلال موارد الثروة فى المستعمرات ومنها دولنا العربية .

فى الذكرى ال 103 لميلاد “ناصر”.. لابد أن ننقد ذواتنا .. ونعترف بتفريطنا فى الثوابت الناصرية, وتركنا الحبل على الغارب لقوى الرأسمالية المتحالفة مع الإمبريالية العالمية تنتهك حرمة الطبقات الفقيرة والوسطى وتمص دمائها ,, مما مكنها من أن تعمل بكل ضراوة من أجل القضاء على منجزات “ناصر” التى ناضل من اجل أن تجعل من طبقات المجتمع الدُنيا والوسطى قيادات تقود مجتمع الكفاية والعدل لتذوب الفوارق بين الطبقات – فخربوا المصانع التى مَلَكَها عبد الناصر للعمال وباعوها للرأسمالية بأ بخس الأثمان وكذلك القطاع العام الذي كان يقود التنمية من أجل جموع الشعب العامل سرقته الرأسمالية المتوحشة المصرية ودولاب الحكم بعد وفاة ناصر, وأعادوا الأرض التى وزعها عبد الناصر على المعدمين الى الإقطاع – فعاد الفقر اشد وأنكي وتحولت الطبقة الدُنيا الى ما تحت الأرض وبدت الطبقة الوسطى هي الأشد فقراً , وصار رأس المال المتحالف مع الامبريالية العالمية نذيراً ينزح ثروات مصر وغيرها من الدول العربية الى عواصم الإمبريالية العالمية فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا ليصب فى الأخير فى خزائن الصهيونية العالمية .

ميلاد “عبد الناصر” ال 103 يهل علينا اليوم وشعبنا المصري والعربي يعانى من سطو مافيا رجال الأعمال وبارونان المخدرات والسلاح , وغدت الحكومة المصرية وأغلب الحكومات العربية هي حكومات مافيا رجال الأعمال المتحالفين مع الامبريالية العالمية , تصنع غلاء الأسعار وزيادة أسعار السلع وتعويم الجنيه مما يزيد الفقراء فقراً فى مصر , ليصب كل ذلك فى جيوب الأغنياء مزيدا من الترف وعيش البارونان , وصارت كل قرارات حكوماتها تعبث بمقدرات الشعوب العربية وتخضع لشروط البنك الدولي وصندوق النقد , رافعة راياتها البيضاء استسلاما لتصير متفرج وسمسار يبيع الشعب للشركات الرأسمالية ويقبض منها عمولته , تاركين الطبقات الشعبية الكادحة تلقى مصيرها الى الفقر والفساد والجهل والمرض بما يجبرها على بيع أعضاء جسمها فى مقابل رمق الحياة .

فى الذكرى ال 103 لميلاد الزعيم ..لابد من ثورة شعبية يولد من رحمها قيادات ثورية ناصرية تنحاز للفقراء وتستعيد منجزات عبد الناصر التى قدمها للفقراء , بما يعنى انه لابد من أعادة توزيع الثروة من جديد ولا يمكن ذلك إلا بالتأميم لكل شركات النهب الأستعمارى ومافيا رجال الأعمال , وأصحاب رؤوس الأموال الحرام ومصادرة كل ممتلكاتهم التى كونوها عن طريق نهب ثروات الشعب وسرقته.

لابد من استعادة المصانع التى بناها ناصر , وإعادة هيكلتها لتقود عملية الإنتاج للاكتفاء الذاتي وللتصدير فيما بعد لتكون مصدر للعملات الحرة بما يتبعه ذلك من إلغاء تعويم الجنيه المصري ليعود للجنيه احترامه ويعود الاستقرار للاقتصاد تبعا لذلك, لا بيعها- كما يريدون الآن لشركة الحديد والصلب قلعة الصناعة التى بناها ناصر- .

فى ذكرى ميلاد عبد الناصر.. لابد للشعب العربي أن يدرك جيدا ,ًأن الهجوم على الرئيس عبد الناصر يرضى الولايات المتحدة الأمريكية – وإسرائيل ––و الأنظمة العميلة للولايات المتحدة الأمريكية – جماعة الأخوان المسلمين – ومافيا رجال الأعمال والسماسرة, وهؤلاء هم أعداء الأمة العربية والشعب العربي وبالتالي فهذا يعظم من قدر جمال عبد الناصر ويخلد ذكراه.. وإذا كان البعض من الحكام الموتورين وسماسرة الصهيونية والامبريالية يستغربون لماذا كل هذا الحب لجمال عبد الناصر من الشعب العربي رغم مرور نصف قرن عاما على وفاته ؟ فهم بلا أحساس لأنهم لايدركون كيف يعيش جمال عبد الناصر فى قلوب الفقراء – الذين باعوهم للرأسمالية- فهم الأوفياء لمن عاش من أجلهم , فصار حيا فى قلوبهم .

وأخيراً .. فأنه فى ذكرى ميلاد “ناصر” لابد لكل الشعب العربي أن يقف وقفة تعبوية مع النفس , ليشحذ قواه فى مواجهة الامبريالية العالمية وأذنابها من الرأسمالية العربية والخليجية , إذا أراد ان يعيش وينطلق الى آفاق رحبة ,ليسترد عرقه وقوت يومه الذي سرقته منه تلك الرأسمالية العفنة بما تمثله من حكومات مافيا رجال الأعمال .

وشعبنا العربي وهو يحتفل ب103 عام على ميلاد زعيمه .. يجب أن يستعيد ثقته فى نفسه ويسترد كبريائه ويتذكر مقولة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ” أن الشعب هو القائد وهو المعلم وهو الخالد أبداً “.

   

كاتب ومحامى – مصري

عن رأي اليوم

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي