الرئيسية المقالات حوارات المنصوب : موسوعة الفتوحات تمثل مرجعاً مهماً لكل من يريد البحث في فكر إبن عربي وقد تجاوزنا فيها الكثير من الأخطاء التي نقلت عنه
المنصوب : موسوعة الفتوحات تمثل مرجعاً مهماً لكل من يريد البحث في فكر إبن عربي وقد تجاوزنا فيها الكثير من الأخطاء التي نقلت عنه
التقاه : محمد شمسان
التقاه : محمد شمسان

قيل‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬عصره‭ ‬بسنوات‭ ‬لذلك‭ ‬حالت‭ ‬لغته‭ ‬وعباراته‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬في‭ ‬كتبه‭ ‬ومؤلفاته‭ ‬دون‭ ‬فهمه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس‭ ‬فكانت‭ ‬فاتحة‭ ‬لمعركة‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتباين‭ ‬بين‭ ‬جمهور‭ ‬العلماء‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‮.‬
الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬محي‭ ‬الدين‭ ‬ابن‭ ‬عربي‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬مشائخ‭ ‬التصوف‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأشهر‭ ‬أقطاب‭ ‬الصوفية‭, ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬شخصيته‭ ‬وسيرته‭ ‬قائماً‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‮.‬
أخذ‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وأصبحت‭ ‬كتبه‭ ‬ومؤلفاته‭ ‬تلامس‭ ‬قلوب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المستشرقين‭ ‬والمبدعين‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬قبل‭ ‬عقولهم‭, ‬عجزت‭ ‬الألسن‭ ‬عن‭ ‬مجاراته‭ ‬والعقول‭ ‬عن‭ ‬ايستيعابه‭ ‬وفهم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفيض‭ ‬به‭ ‬قلبه‭ ‬قبل‭ ‬قلمه‮.‬
إنه‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬طريق‭ ‬إلى‭ ‬التصالح‭ ‬والمسامحة‮.‬
في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬يجمعنا‭ ‬بالأستاذ‭ ‬والباحث‭ ‬المحقق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬سلطان‭ ‬المنصوب‭ ‬نستلهم‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬والمعاني‭ ‬التي‭ ‬أراد‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬أن‭ ‬يوصلها‭ ‬إلينا‭ ‬وإلى‭ ‬من‭ ‬قبلنا‭ ‬ومن‭ ‬بعدنا‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الفتوحات‭ ‬المكية‭, ‬أهم‭ ‬وأشهر‭ ‬كتبه‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الجدل‭ ‬بين‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬أقر‭ ‬بها‭ ‬ودافع‭ ‬عن‭ ‬مقاصدها‭ ‬وما‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭, ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬اكتفى‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬الرجل‭ ‬ورجاحة‭ ‬عقله‭ ‬وعلمه‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬شكك‭ ‬واعترض‮.‬
الأستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المنصوب‭ ‬أعاد‭ ‬تحقيق‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬جزءاً‭ ‬بذل‭ ‬فيه‭ ‬جهداً‭ ‬كبيراً‭ ‬وواضحاً‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬5‭ ‬أعوام‭, ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الكتاب‭ ‬المحقق‭ ‬بطبعته‭ ‬الجديدة‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬ليكون‭ ‬خير‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬ظُلم‭ ‬كثيراً‭ ‬وظُلمت‭ ‬معه‭ ‬جميع‭ ‬كتبه‭ ‬وعباراته‮.‬
‭> ‬في‭ ‬البداية‭ ‬نرحب‭ ‬بك‭ ‬أستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬في‭ ‬بيتك‭ ‬الصحفي‭ ‬الأول‭ ‬صحيفة‭ ‬الوحدوي،‭ ‬ونبدأ‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬نسلط‭ ‬فيه‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جهدكم‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬رصيدكم،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬لكم‭ ‬أن‭ ‬أعدتم‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬اليمني‭ ‬للشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علوان‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالهادي‭ ‬السودي‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬البرعي،‭ ‬وها‭ ‬أنتم‭ ‬اليوم‭ ‬تقدمون‭ ‬للجمهور‭ ‬عملاً‭ ‬جديداً‭ ‬يتمثل‭ ‬بإعادة‭ ‬تحقيق‭ ‬موسوعة‭ ‬الفتوحات‭ ‬المكية‭ ‬للشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬محي‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬العربي‮.‬
‭> ‬أستاذ‭ ‬عبدالعزيز‮..‬‭ ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬هو‭ ‬بدايةً‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬ستعملون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مع‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي؟
‭- ‬أهلاً‭ ‬بك‭ ‬أخي‭ ‬العزيز‭ ‬محمد،‭ ‬وأنا‭ ‬سعيد‭ ‬بهذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفني‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الوحدوي‮»‬‭ ‬مع‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬ضيفاً‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬لأنني‭ ‬اعتبر‭ ‬‮«‬الوحدوي‮»‬‭ ‬بيتي‭ ‬الصحفي‭ ‬الأول‮.‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسؤالكم‭ ‬حول‭ ‬انتقالي‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬اليمني‭ ‬إلى‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬العربي‭ ‬أقول‭ ‬بالعكس‭ ‬أنا‭ ‬اعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬وأنا‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المؤلفين‭ ‬الذين‭ ‬بدأت‭ ‬معهم‭ ‬كانوا‭ ‬يمنيين‭ ‬لكن‭ ‬أيضاً‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬يمني‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬أعتبر‭ ‬أنني‭ ‬انتقلت‭ ‬أبداً‭ ‬لأنني‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬التحقيق‭ ‬فكان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬كونه‭ ‬تراث‭ ‬إسلامي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مصدره،‭ ‬والأعمال‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬عملناها‭ ‬كانت‭ ‬لبعض‭ ‬مشايخ‭ ‬الصوفية‭ ‬باليمن،‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علوان‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالهادي‭ ‬السودي،‭ ‬والشيخ‭ ‬حميد‭ ‬الدين‭ ‬المقطري،‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬البرعي،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬بهؤلاء‭ ‬المفكرين‭ ‬والعلماء‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الأئمة،‭ ‬وعملنا‭ ‬معهم‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬إعطاء‭ ‬اعتبار‭ ‬لهم‭ ‬ولكتاباتهم‭ ‬وأعمالهم،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬قوية،‭ ‬وأنا‭ ‬استغرب‭ ‬بأنه‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬إهمال‭ ‬هؤلاء‭ ‬ولم‭ ‬يهتم‭ ‬بكتبهم‭ ‬ومؤلفاتهم‭ ‬من‭ ‬قبل‮.‬‭ ‬البرعي‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬تقريباً‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬بمؤلفاته‭ ‬وطبعت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والشام‭ ‬والمغرب‭ ‬والسودان،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬برغم‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬قصور‭ ‬كبير‭ ‬للغاية‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬طباعته،‭ ‬بحيث‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬لتقارن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬طبع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وما‭ ‬نحن‭ ‬قمنا‭ ‬بتحقيقه‭ ‬وتجميعه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬ستجد‭ ‬اختلافاً‭ ‬كبيراً‭ ‬جداً‭ ‬وإساءات‭ ‬متعددة،‭ ‬لذلك‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬المهتمين‭ ‬بكتابات‭ ‬البرعي‭ ‬ومؤلفاته‭ ‬لديهم‭ ‬نفس‭ ‬صوفي‭ ‬لما‭ ‬وجدت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬والإساءات،‭ ‬لكن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النفس‭ ‬جعلتهم‭ ‬يقعون‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬ويغيرون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكلمات،‭ ‬نعم‭ ‬هم‭ ‬يحبون‭ ‬الرجل‭ ‬لكن‭ ‬كانوا‭ ‬يكتبون‭ ‬كلماته‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يريدونه‭ ‬هم،‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬صححنا‭ ‬بل‭ ‬أعدنا‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬وأخرجناه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الأن،‭ ‬وكان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬الرجل‭ ‬بفكره‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حبه‮.‬
أقول‭ ‬كان‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بهؤلاء‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يأخذوا‭ ‬حقهم‭ ‬ومكانتهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مؤلفاتهم‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬أيدينا،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬قولك‭ ‬التفكير‭ ‬بأعمال‭ ‬أخرى‭ ‬فهذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬متروك‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬فهو‭ ‬الموجه‭ ‬لما‭ ‬يريد‭ ‬والهادي‭ ‬إلى‭ ‬سواء‭ ‬السبيل‮.‬

‭> ‬الدكتور‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬المقالح‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬لهذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬إن‭ ‬الكتاب‭ ‬مظلوم‭ ‬وأنه‭ ‬تعرض‭ ‬لظلم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناسخين‮..‬‭ ‬تُرى‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ظلم‭ ‬يتحدث‭ ‬الدكتور‭ ‬المقالح؟
‭- ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكتاب‭ ‬تعرض‭ ‬لعملية‭ ‬نقد‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الرسوم‭ ‬كما‭ ‬يسميهم‭ ‬بذلك‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬كتاب‭ ‬آخر،‭ ‬طبعاً‭ ‬أنا‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬شخصياً‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التعرض‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬محتوى‭ ‬الكتاب‭ ‬لأن‭ ‬المادة‭ ‬التي‭ ‬فيه‭ ‬غزيرة‭ ‬وقوية‭ ‬وعميقة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النقد‭ ‬وأثارت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هؤلاء‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الرسوم،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬نحن‭ ‬دائماً‭ ‬ننظر‭ ‬للجوانب‭ ‬المظلمة‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬نعطي‭ ‬اهتماماً‭ ‬للجوانب‭ ‬الإيجابية‮.‬‭ ‬الجانب‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضاً‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬مدح‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمهور‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬واستقبل‭ ‬استقبالاً‭ ‬بهيجاً‭ ‬من‭ ‬قبلهم،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬الصورة‭ ‬المظلمة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تأخذ‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس‭ ‬وتظل‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬أذهانهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬بأنه‭ ‬تعرض‭ ‬للنقد‭ ‬السلبي‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬العلماء‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬قليلة‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬أقل‭ ‬ولا‭ ‬أكثر،‭ ‬لكن‭ ‬أصواتهم‭ ‬كانت‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬لأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وسائل‭ ‬استخدموها‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬أصواتهم‭ ‬ونشر‭ ‬آرائهم‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وتمثلت‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬بالإعلام‭ ‬والفضائيات‭ ‬والشبكة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وكما‭ ‬تعرف‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬عندما‭ ‬يؤلف‭ ‬الشخص‭ ‬كتاباً‭ ‬يحتاج‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الى‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الناس‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬أصبح‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬معرفة‭ ‬كل‭ ‬الإصدارات،‭ ‬وذلك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬حتى‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬أو‭ ‬أسبوعي‭ ‬لأن‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وفرت‭ ‬ذلك‭ ‬وسهلت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عندما‭ ‬يظهر‭ ‬كتاب‭ ‬ناقد‭ ‬أو‭ ‬حتي‭ ‬رأي‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬إيصاله‭ ‬إلى‭ ‬الناس،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأمر‭ ‬يبدو‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬تعرض‭ ‬للنقد‭ ‬الواسع‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الامر‭ ‬كذلك‭ ‬إطلاقاً‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬لقيه‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬ترحيب‭ ‬وحفاوة‭ ‬واستقبال،‭ ‬لذلك‭ ‬انا‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‮.‬‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬سألتني‭ ‬لماذا‭ ‬ظلم‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‮.‬‭ ‬سأقول‭ ‬لك‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬طبيعي‭ ‬جداً‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يجعلهم‭ ‬يفهمون‭ ‬محتواه‭ ‬ومضامينه‭ ‬التي‭ ‬احتواها‮.‬

‭>  ‬غزارة‭ ‬المعنى‭ ‬وقوة‭ ‬الطرح‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬عليه‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الألفاظ‭ ‬والمصطلحات‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬فهم‭ ‬الناس‭ ‬وهؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬الذين‭ ‬أسماهم‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬بعلماء‭ ‬الرسوم؟
‭- ‬لاحظ‭ ‬بأن‭ ‬الكتاب‭ ‬تعرض‭ ‬للنقد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬عدة‭ ‬لهذا‭ ‬النقد،‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬طبيعي‭ ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬أبونا‭ ‬آدم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الملائكة‭ ‬بالسجود‭ ‬على‭ ‬قبر‭ ‬آدم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬فسجد‭ ‬الملائكة‭ ‬جمعهيم‭ ‬إلا‭ ‬إبليس‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬المعترض‭ ‬لأمر‭ ‬الله‭ ‬لذلك‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬عمل‭ ‬او‭ ‬جهد‭ ‬يقدم‭ ‬للناس‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينقده‭ ‬لأنه‭ ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬فإن‭ ‬قضية‭ ‬الاعتراض‭ ‬كانت‭ ‬قائمة‭ ‬منذ‭ ‬اعتراض‭ ‬إبليس‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‮.‬
الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬إن‭ ‬الاعتراض‭ ‬والنقد‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬الكتاب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الناس‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬بني‭ ‬اسرائيل‭ ‬كان‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعترض‭ ‬على‭ ‬أنبيائهم‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬حد‭ ‬القتل‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬والقران‭ ‬الكريم‭ ‬قد‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كثيراً،‭ ‬لذلك‭ ‬الاعتراض‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬لأنه‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الحياة‮.‬
السبب‭ ‬الآخر‭ ‬هناك‭ ‬قضية‭ ‬الحسد‭ ‬الإنساني‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬التعبير،‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬كثير‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يركز‭ ‬عليه‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬ابن‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬كتبه‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬حسد‭ ‬علماء‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأنبيائهم‭ ‬وهم‭ ‬ينتقدونهم‭ ‬لأنهم‭ ‬فقراء‭ ‬ومستضعفين،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬علماء‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬يقولون‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أنبياء‭ ‬علينا‭ ‬ونحن‭ ‬أحق‭ ‬منهم‭ ‬بالنبوة‭ ‬ولدينا‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬من‭ ‬قبلهم،‭ ‬وهذا‭ ‬الحال‭ ‬أيضاً‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬الأولياء‭ ‬لأن‭ ‬الاولياء‭ ‬لديهم‭ ‬ورث‭ ‬من‭ ‬الأنبياء،‭ ‬فتلاحظ‭ ‬عندما‭ ‬يظهر‭ ‬ولي‭ ‬من‭ ‬الأولياء‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعترض‭ ‬عليه‭ ‬وينتقده‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬أنه‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬عندي‭ ‬وأنا‭ ‬العالم‭ ‬والفقية،‭ ‬وهناك‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬الجهل‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الشخص‭ ‬جاهلاً‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الآخر‭ ‬ولا‭ ‬يعي‭ ‬مقاصدة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التعصب‭ ‬ضد‭ ‬طرف‭ ‬لصالح‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬هذا‭ ‬أيضاً‭ ‬جهل‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬واجهت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأولياء‮.‬
هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬التي‭ ‬يناقشها‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬هي‭ ‬أساساً‭ ‬قد‭ ‬تستدعي‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬مسألة‭ ‬وجدانية‭ ‬وروحية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الآخر‭ ‬عندما‭ ‬يعترض‭ ‬هو‭ ‬أصلاً‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬هذا‭ ‬الكشف‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬ذلك‭ ‬الطرف‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬مقاصده‭ ‬وما‭ ‬يرمي‭ ‬إليه‭ ‬لأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬على‭ ‬الاستدلال‭ ‬العقلي‭ ‬والمنطقي،‭ ‬وهذا‭ ‬الاستدلال‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬صاحبه‭ ‬يناقض‭ ‬نفسه‭ ‬ويناقض‭ ‬آراءه‭ ‬ومواقفه‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬راياً‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الآخر‭ ‬ليقول‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬يبقى‭ ‬ثابتاً‭ ‬على‭ ‬رايه‭ ‬ومواقفه‭ ‬ولذلك‭ ‬يقف‭ ‬الآخر‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬ذلك‭ ‬واستيعابه‮.‬‭ ‬وهناك‭ ‬قضية‭ ‬أخرى‮.‬
‭> (‬مقاطعاً‭) ‬ما‭ ‬هي‭ ‬هذه‭ ‬القضية؟
‭-  ‬إن‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الكشف‭ ‬فهو‭ ‬يستخدم‭ ‬نفس‭ ‬الألفاظ‭ ‬الموجودة‭ ‬عندنا‭ ‬أو‭ ‬لدينا،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬موجودة‭ ‬عند‭ ‬عوام‭ ‬الناس،‭ ‬فبالتالي‭ ‬تذهب‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬إلى‭ ‬مقاصد‭ ‬ومعارف‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬ان‭ ‬يفهمها‭ ‬او‭ ‬يستسيغها‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬بمعانيها‭ ‬الحقيقية‭ ‬لذلك‭ ‬يحصل‭ ‬الرفض،‭ ‬لكن‭ ‬أيضاً‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬أخير‭ ‬ربما‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الاعتراض‭ ‬وهو‭ ‬وجود‭ ‬أخطاء‭ ‬كثيرة‭ ‬جداً‭ ‬رافقت‭ ‬عملية‭ ‬النقل،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ما‭ ‬حاولنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬نتلافاه‭ ‬ونتجاوزه‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الاخطاء‭ ‬دفعت‭ ‬الكثيرين‭ ‬للاعتراض‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬اعترضوا‭ ‬على‭ ‬ألفاظ‭ ‬وكلمات‭ ‬وعبارات‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬ولم‭ ‬تستخدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أصحاب‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاعتراض‭ ‬عليها‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬حيث‭ ‬وجدنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬والعبارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬محي‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬عربي‭ ‬بسببها‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لم‭ ‬يقلها‭ ‬ولم‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬كتبه‭ ‬وإنما‭ ‬نقلت‭ ‬بطريقة‭ ‬خاطئة‭ ‬عنه،‭ ‬ولذلك‭ ‬ولَّدت‭ ‬هذه‭ ‬الألفاظ‭ ‬اعتراضاً‭ ‬كيبراً‮.‬
‭> (‬مقاطعاً‭) ‬مثل‭ ‬ماذا‭ ‬؟
‭- ‬وجدنا‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬وقد‭ ‬غلط‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬ذلك‮»‬‭ ‬والصحيح‭ ‬أن‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬هي‭ ‬‮«‬وقد‭ ‬أغلظ‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬في‭ ‬ذلك‮».‬‭ ‬طبعاً‭ ‬كان‭ ‬المعترضون‭ ‬يعتقدون‭ ‬بأن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬يقول‭ ‬بأنه‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وأنه‭ ‬أعلم‭ ‬وأفهم‭ ‬منه‭ ‬والصحيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬ذلك‭ ‬إطلاقاً‭ ‬وقد‭ ‬تأكد‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النسخة‭ ‬التي‭ ‬خطها‭ ‬بيده‭ ‬وهي‭ ‬أغلظ‭ ‬وليس‭ ‬غلط‮.‬
بالتأكيد‭ ‬فإن‭ ‬تأثير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬سيكون‭ ‬فادحاً،‭ ‬خصوصاً‭ ‬عندما‭ ‬تصل‭ ‬مثل‭ ‬هذ‭ ‬العبارات‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬اعتراض‭ ‬وانتقاد‭ ‬وهناك‭ ‬عبارات‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬ذكرنا‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬أجرتها‭ ‬معي‭ ‬صحيفة‭ ‬الثورة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬خصوصاً‭ ‬المفكرين‭ ‬قالوا‭ ‬بأن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬قول‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يدركون‭ ‬حصافة‭ ‬الرجل‭ ‬ومكانته‭ ‬وغزارة‭ ‬علمه‭ ‬ورجاحة‭ ‬عقله‭ ‬وحكمته‮.‬
لذلك‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬اعتقد‭ ‬بأنها‭ ‬تجعل‭ ‬الآخر‭ ‬يصدر‭ ‬أحكاماً‭ ‬بالتكفير‭ ‬لأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬ذلك‮.‬

‭> ‬طيب‭ ‬أستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬لو‭ ‬توقفنا‭ ‬قليلاً‭ ‬عند‭ ‬التكفير‭ ‬والأخطاء‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬باعتقادك‮..‬‭ ‬هل‭ ‬ستسهم‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬التي‭ ‬استطعتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تلافي‭ ‬تلك‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬عربي؟‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬هل‭ ‬ستساعد‭ ‬على‭ ‬انصاف‭ ‬ابن‭ ‬عربي‭ ‬ورد‭ ‬اعتباره‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬العلماء‭ ‬والأولياء‭ ‬الذين‭ ‬ظُلموا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسلامي‭ ‬عموماً؟
‭- ‬طبعاً‭ ‬بالتأكيد‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬لأنه‭ ‬أولاً‭ ‬النسخة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬شبه‭ ‬منقحة‭ ‬وجدنا‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬ألف‭ ‬خطأ‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬كلمات‭ ‬الكتاب‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬وسبعمائة‭ ‬وخمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬ألف‭ ‬كلمة،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬وفقاً‭ ‬للدارسات‭ ‬الحديثة‭ ‬والعديدة‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬هي‭ ‬نسبة‭ ‬عادية‭ ‬لأنها‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬واحد‭ ‬فاصل‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬أيضاً‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬خصوصاً‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العبارات،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬يكفي‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬العشر‭ ‬أو‭ ‬العشرين‭ ‬كلمة‭ ‬فإنها‭ ‬ستعطي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬انطباعاً‭ ‬سيئاً‭ ‬لدى‭ ‬الناس‮.‬
نحن‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬وعونه‭ ‬تجاوزنا‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نظن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬وتلافينا‭ ‬الأخطاء‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توصل‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬إصدار‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬الخاطئة،‭ ‬وأقول‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬أخطاء‭ ‬ستكون‭ ‬طفيفة‭ ‬وبسيطة،‭ ‬وستكون‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أخطاء‭ ‬إملائية‭ ‬أو‭ ‬مطبعية،‭ ‬وقد‭ ‬يتمكن‭ ‬الشخص‭ ‬بسهولة‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬معانيها‭ ‬ودلالاتها‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وهذا‭ ‬أعتقد‭ ‬لن‭ ‬يؤثر،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬أننا‭ ‬سوف‭ ‬نصححها‭ ‬ونتلافيها‭ ‬في‭ ‬الطبعات‭ ‬القادمة‭ ‬والمراحل‭ ‬اللاحقة،‭ ‬لكن‭ ‬أنا‭ ‬أظن‭ ‬أننا‭ ‬بالفعل‭ ‬تجاوزنا‭ ‬هذه‭ ‬المكشلة‭ ‬وأنصفنا‭ ‬الرجل‭ ‬ووضعنا‭ ‬كتابه‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬والآن‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينتقد‭ ‬فعليه‭ ‬أن‭ ‬ينتقد‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬وعلى‭ ‬واقع‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقله،‭ ‬وهنا‭ ‬أنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬شيئاً،‭ ‬بالطبع‭ ‬أنا‭ ‬أتكلم‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬المنصفين‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ناقد‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬متعصباً‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ماذا؟‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬أو‭ ‬الأدباء‭ ‬أضافوا‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬كلمات‭ ‬وتعبيرات‭ ‬ثم‭ ‬قالوا‭ ‬إنهم‭ ‬نقولها‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر،‭ ‬وهذه‭ ‬مصيبة‭ ‬كبيرة‭ ‬وهؤلاء‭ ‬طبعاً‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬عنهم‭ ‬لأنهم‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬طبيعتهم‭ ‬مزورين‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يظل‭ ‬مجانباً‭ ‬للصواب،‭ ‬لأن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬وتشويهه‭ ‬لدى‭ ‬عامة‭ ‬الناس،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬أنا‭ ‬اعتبرهم‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬علماء‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحرفون‭ ‬الكلم‭ ‬عن‭ ‬مواضعه‮.‬
ونحن‭ ‬للأسف‭ ‬لدينا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الصنف،‭ ‬ولكن‭ ‬بالطبع‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنا‭ ‬أعتقد‭ ‬لا‭ ‬أعنيهم،‭ ‬أنا‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬المنصفين‭ ‬سوف‭ ‬يجدون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المادة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬وكتبها‭ ‬فيه،‭ ‬حيث‭ ‬بإمكانهم‭ ‬أن‭ ‬ينتقدوا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‮.‬
‭> ‬الدكتور‭ ‬عثمان‭ ‬يحيى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬السربون‭ -‬حسب‭ ‬علمي‭- ‬وقد‭ ‬أسفر‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬إخراج‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬جزءاً‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬ثمانية‭ ‬وعشرين‭ ‬جزءاً‭ ‬تقريباً‭ ‬ثم‭ ‬توقف‮..‬‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأجزاء‭ ‬التي‭ ‬أخرجت‭ ‬وقدمت‭ ‬للناس؟
‭- ‬الدكتور‭ ‬عثمان‭ ‬يحيى‭ ‬حقق‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬سفراً‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬سبعة‭ ‬وثلاثين‭ ‬سفراً،‭ ‬وقد‭ ‬توفي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬الكتاب،‭ ‬وكان‭ ‬التحقيق‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تكليف‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬السربون‭ ‬ومنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية‭ ‬للكتاب‭ ‬وتوفي‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكمله،‭ ‬نحن‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬واستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬أيضاً‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬عملنا‭ ‬هذا‭ ‬صححنا‭ ‬أيضاً‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬أو‭ ‬حققها‭ ‬عثمان‭ ‬يحيى‭ ‬لأنه‭ ‬جل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يسهو‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬بمفرده‮.‬
‭> (‬مقاطعاً‭) ‬يعني‭ ‬أنكم‭ ‬وجدتم‭ ‬أخطاء؟
‭- ‬نعم‭ ‬وجدنا‭ ‬أخطاء‭ ‬وأنا‭ ‬أعيد‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬كا‭ ‬يعمل‭ ‬بمفرده‭ ‬وهذا‭ ‬أعتقد‭ ‬الأساس‭ ‬وهناك‭ ‬معلومات‭ ‬لست‭ ‬معنياً‭ ‬بها‭ ‬لكنها‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬لديه‭ ‬اتجاه‭ ‬فكري‭ ‬آخر‭ ‬مغاير‭ ‬للشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬صوفياً‭ ‬وشيخاً‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬التصوف‭ ‬بينما‭ ‬الدكتور‭ ‬عثمان‭ ‬يحيى‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬اسماعيلي‭ ‬المذهب‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬وأنا‭ ‬اقول‭ ‬ربما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬لعب‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التحقيق‮.‬
‭> ‬طيب‭ ‬أستاذي‭ ‬الكريم‭ ‬تعددت‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬الصوفية‭ ‬ممن‭ ‬نسبت‭ ‬إليهم‭ ‬طرق‭ ‬بأسمائهم‭ ‬تختلف‭ ‬فيها‭ ‬الأوراد‭ ‬وتربية‭ ‬المريدين‮..‬‭ ‬برأيك‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تنسب‭ ‬طريقة‭ ‬خاصة‭ ‬بالشيخ‭ ‬الاكبر‭ ‬محي‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬عربي؟‭ ‬وهل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الظلم‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر؟
‭- ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬طريقة‭ ‬نسبت‭ ‬إليه،‭ ‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬بالطريقة‭ ‬الأكبرية،‭ ‬وهذه‭ ‬طبعاً‭ ‬قرأنا‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬خلفاً‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنهما‭ ‬كانا‭ ‬خليفتين‭ ‬الأول‭ ‬اسمه‭ ‬اسماعيل‭ ‬بن‭ ‬سودكين‭ ‬وقد‭ ‬توفي‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشيخ‭ ‬بثمان‭ ‬سنوات،‭ ‬والثاني‭ ‬اسمه‭ ‬صدر‭ ‬الدين‭ ‬القونوني،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬انتهت‭ ‬الطريقة‭ ‬لكن‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أفضل‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬طريقة‭ ‬تنسب‭ ‬للشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬استمرت‭ ‬طريقته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬لكانت‭ ‬مؤلفاته‭ ‬فقط‭ ‬يستفاد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬ولحرفت‭ ‬باقي‭ ‬الطرق‭ ‬من‭ ‬علومه‭ ‬وكتبه،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬مؤلفات‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬كانت‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬أدبيات‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تنسب‭ ‬إليه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬الآخرون‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬لذلك‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬ينتفع‭ ‬بعلومه‭ ‬وكتبه‭ ‬ومؤلفاته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬عند‭ ‬الصوفية‭ ‬ممد‭ ‬لكل‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية،‭ ‬ويعتبر‭ ‬مرجعية‭ ‬لكل‭ ‬الصوفية‭ ‬والمتصوفة‮.‬
وكمان‭ ‬هنا‭ ‬الآن‭- ‬لو‭ ‬تلاحظ‭- ‬هذه‭ ‬الموسوعة‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬وهي‭ ‬الفتوحات‭ ‬المكية‭ ‬هذه‭ ‬الآن‭ ‬تعتبر‭ ‬مرجعية‭ ‬لكل‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية‭ ‬وكل‭ ‬المتصوفين‭ ‬وكلهم‭ ‬يأخذون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬وكل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تصدر‭ ‬لاحقاً‭ ‬سواءً‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬أو‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬المرجعية‭ ‬الأساسية‭ ‬لها‭ ‬بدرجة‭ ‬رئيسية،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬طريقة‭ ‬تنسب‭ ‬إليه‭ ‬جعلت‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬مرجعية‭ ‬وممد‭ ‬لكل‭ ‬الطرق‭ ‬الصوفية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‮.‬
‭> ‬هل‭ ‬زار‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬عربي‭ ‬اليمن؟
‭- ‬لا‮..‬‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬لم‭ ‬يزر‭ ‬اليمن‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أصوله‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقاً،‭ ‬لكن‭ ‬هنا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬شيئاً‭ ‬أعتبره‭ ‬مهماً‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬مريد‭ ‬يمني‭ ‬واسمه‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬بدر‭ ‬الحبشي،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مريدي‭ ‬الشيخ‮.‬‭ ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬الحبشي‭ ‬كان‭ ‬مهاجراً‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬جاءه‭ ‬هاتفاً‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬شيخه‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬فاس‭ ‬بالمغرب،‭ ‬فذهب‭ ‬الحبشي‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬ولقي‭ ‬شيخه‭ ‬بن‭ ‬عربي‭ ‬وبقي‭ ‬ملازماً‭ ‬له‭ ‬فانياً‭ ‬في‭ ‬خدمته‭ ‬وانتقل‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬المشرق‭ ‬وظل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬خدمتة‭ ‬شيخه‭ ‬حتى‭ ‬مات‭ ‬بين‭ ‬يديّ‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‮..‬
والشيء‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬قد‭ ‬أهدى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ (‬الفتوحات‭ ‬المكية‭) ‬إلى‭ ‬مريده‭ ‬الحبشي‭ ‬وشخصاً‭ ‬آخر‭ ‬معه‭ ‬هو‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬المهداوي‮.‬‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬عنهما‭ ‬في‭ ‬وهو‭ ‬يهدي‭ ‬إليهم‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭: ‬‮«‬فقيدت‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬اليتيمة‭ ‬التي‭ ‬أوجدها‭ ‬الحق‭ ‬لأعراض‭ ‬الجهل‭ ‬تميمة‭ ‬ولكل‭ ‬صاحب‭ ‬صفي‭ ‬ومحقق‭ ‬صوفي‭ ‬ولحبيبنا‭ ‬الولي‭ ‬وأخينا‭ ‬الزكي‭ ‬وولدنا‭ ‬الرضي‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬بدر‭ ‬الحبشي‭ ‬اليمني‮».‬
‭> ‬سؤال‭ ‬أخير‭ ‬اختتم‭ ‬به‭ ‬معك‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الممتع‮.‬‭ ‬ذكرتم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬قيض‭ ‬لهذا‭ ‬الشيخ‭ ‬أسرة‭ ‬‭ ‬آل‭ ‬حسان‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬حبشي‭ ‬بمحافظة‭ ‬تعز‮..‬‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬حسان‭ ‬بن‭ ‬سنان‭ ‬وما‭ ‬علاقته‭ ‬بهذا‭ ‬الكتاب؟
‭- ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬أنا‭ ‬كتبتها‭ ‬لسبب‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬أنني‭ ‬تتبعت‭ ‬فوجدت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬اهتم‭ ‬بنشر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هم‭ ‬أبناء‭ ‬الطريقة‭ ‬الفاسية،‭ ‬وكانت‭ ‬لي‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬طبعة‭ ‬خرجت‭ ‬لهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1247هـ‭ ‬وكانت‭ ‬مليئة‭ ‬بالأخطاء،‭ ‬وقد‭ ‬وقعت‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الشيخ‭ ‬الأمير‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الجزائري‭ ‬وقام‭ ‬الأمير‭ ‬الجزائري‭ ‬بتكليف‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬قونيا‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬لعمل‭ ‬تصحيح‭ ‬للنسخة‭ ‬المطبوعة‭ ‬وفق‭ ‬النسخة‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بخط‭ ‬الشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬المخطوطة‭ ‬الأصلية‮.‬
بعدها‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬إعادة‭ ‬طباعة‭ ‬الكتاب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1329هـ‭ ‬قبل‭ ‬مائة‭ ‬عام‭ ‬تقريباً‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التصحيح‭ ‬الذي‭ ‬عمله‭ ‬الأمير‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الجزائري،‭ ‬فالأمير‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الجزائري‭ ‬طريقته‭ ‬فاسية‮.‬
ومن‭ ‬هنا‭ ‬أيضاً‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬الفتوحات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬للشيخ‭ ‬الأكبر‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬فاس‮.‬‭ ‬والشيخ‭ ‬حسان‭ ‬بن‭ ‬سنان‭ ‬أيضاً‭ ‬كانت‭ ‬طريقته‭ ‬فاسية‭ ‬أي‭ ‬بنفس‭ ‬طريقة‭ ‬الأمير‭ ‬الجزائري‭ ، ‬وأبناء‭ ‬الطريقة‭ ‬الفاسية‭ ‬هم‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬وبهذا‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تحقيق‭ ‬الفتوحات‭ ‬المكية‭ ‬في‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬مجلداً‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬خمسة‭ ‬أعوام‭ ‬سابقة‮.‬
‭> ‬شكراً‭ ‬أستاذ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬أسعدنا‭ ‬كثيراً‭ ‬وشرفتنا‭ ‬به‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬متمنياً‭ ‬لك‭ ‬دوام‭ ‬التوفيق‮.‬
‭- ‬لا‮..‬‭ ‬بالعكس‭ ‬أنا‭ ‬سعيد‭ ‬جداً‭ ‬بهذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬وأشكركم‭ ‬كثيراً‭ ‬عليه،‭ ‬وسلامي‭ ‬لكل‭ ‬الإخوة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوحدوي‭ ‬واتمنى‭ ‬للجميع‭ ‬التوفيق‭ ‬والسداد‮..‬‭ ‬شكراً‭ ‬جزيلاً‮.‬‭ ‬
__

إقراء أيضا