الرئيسية المقالات تقارير أسباب تفاقم جرائم القتل بين الآباء والأبناء في اليمن
أسباب تفاقم جرائم القتل بين الآباء والأبناء في اليمن
جمال الورد
جمال الورد


ما بين فترة وأخرى تطالعنا الأخبار والأحداث عن جرائم لم يعتد عليها المجتمع اليمني المعروف بتماسكه وطبعه المتدين الذي يجرم أي قتل أو اعتداء على الآخرين، فما بالك إن كان الضحية هو أحد الوالدين، كما نسمع خلال الفترة الأخيرة والتي ازدادت معدلات هذا النوع من الجرائم‮.‬
"قتل الأبناء لآبائهم" حالات مأساوية من جرائم لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، فكيف يتغير وضع الوالدين من المصدر الرئيسى للحنان والشعور بالأمان بالنسبة لأبنائهم إلى عدو يكنون له حقدا يصل إلى القتل؟.. قضية فى غاية الخطورة تحتاج إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات‮ ‬نحو‮ ‬الأسباب‮ ‬الكاملة‮ ‬سواء‮ ‬أكانت‮ ‬نفسية‮ ‬أو‮ ‬اجتماعية‮ ‬أو‮ ‬مادية‮ ‬لاتخاذ‮ ‬كل‮ ‬الاحتياطات‮ ‬اللازمة‮ ‬لتجنب‮ ‬هذه‮ ‬الكارثة‮.‬

جرائم‮ ‬دخيلة‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮

بعد أن كان المجتمع اليمني سمحاً ومتسامحاً لدرجة أن أبدان أفراده تقشعرُّ لمجرَّد سماع جريمة قتل نفذها رجُل من أي منطقة من مناطق اليمن، أصبح الآن يعيش حالة من الصدمة مع كل جريمة يسمعها، من ابن يحز رأس والده، إلى آخر يفرغ خزنة سلاحه الناري في جسد أمه وأبيه وأخوته،‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬تقوم‮ ‬بتسديد‮ (‬طعنات‮) ‬في‮ ‬صدر‮ ‬أمِّها‮ ‬وسحق‮ ‬رأسها‮ ‬بالحجارة‮!!‬
حتى‮ ‬أصبحت‮ ‬هذه‮ ‬الجرائم‮ ‬تتكرر‮ ‬بصورة‮ ‬مخيفة‮ ‬واضعةً‮ ‬جملة‮ ‬من‮ ‬الأسئلة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬بُدَّ‮ ‬من‮ ‬طرحها‮ ‬هنا‮ :‬هل‮ ‬أصبح‮ ‬مجتمعنا‮ ‬كاسراً‮ ‬لدرجة‮ ‬أن‮ ‬جرائم‮ ‬قتل‮ ‬الابناء‮ ‬لآبائهم‮ ‬أصبحت‮ ‬من‮ (‬سفاسف‮) ‬الأمور؟‮ ‬
ما السبب الذي يجعل أكثر من (350) جريمة قتل للآباء والأبناء، والاقارب في السنوات الأخيرة، كما جرى في المحويت وإب وذمار وعمران، وعدن، وكذلك في مديرية الجراحي في محافظة الحديدة عندما أقدم ابن على قتل والدته ووالده وأحد جيرانه، وكذلك في صنعاء مؤخراً وما حدث للأستاذ عبدالعزيز زهرة ونجله وزوجته، وكما حدث لطفل في الضالع حين حز والده رأسه بالمنجل، أو ذاك الذي قتله والده في رداع، وإب، والفتيات الثلاث في صنعاء، وكثير من الجرائم بحق الطفولة أيضاً بدافع "تأديب الأم" بحرمانها من أبنائها، أو "لعجز الأب عن إعالة أسرته" وهذه‮ ‬طبعاً‮ ‬أسباب‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬تبرر‮ ‬للقتل‮ ‬وإزهاق‮ ‬الأرواح‮ ‬بهذه‮ ‬البساطة‮.‬
جرائم متعددة يرى أبناء الشعب اليمني خصوصاً نخبه المثقفة والناشطين على مواقع التواصل أنها دخيلة على المجتمع اليمني، ويرجعون أسبابها إلى عدد من المحفزات التي جعلت منها ظاهرة متفشية في أوساط المجتمع، نتيجة الفقر وانسداد الأفق أمام الشباب والبطالة، والشعور بالضياع،‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬ضعف‮ ‬الوازع‮ ‬الديني‮ ‬والقيمي‮ ‬والأخلاقي‮ ‬لدى‮ ‬مرتكبي‮ ‬هذه‮ ‬الجرائم‮.‬

خلل‮ ‬في‮ ‬التربية‮ ‬وأسلوب‮ ‬التنشئة‮ ‬منذ‮ ‬الصغر

تعد الجريمة ظاهرة اجتماعية عالمية لا يكاد يخلو منها أي مجتمع إنساني، وهي تتنوع من حيث طبيعتها وتعتبر الأسرة من أهم الجماعات الإنسانية وأعظمها تأثيرًا في حياة الأفراد، فهي الوحدة البنائية الأساسية التي تنشأ عن طريقها مختلف الأجيال، والإجرام الأسري هو تلك الأنماط‮ ‬الحديثة‮ ‬التي‮ ‬تتنوع‮ ‬إليها‮ ‬الظاهرة‮ ‬الإجرامية‮ ‬داخل‮ ‬النطاق‮ ‬الأسري‮ ‬الواحد،‮ ‬بسبب‮ ‬ما‮ ‬يستجد‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬الاجتماعية‮ ‬من‮ ‬ظروف‮.‬
وفي‮ ‬السياق‮ ‬ذاته،‮ ‬أكد‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬خبراء‮ ‬الاجتماع‮ ‬وعلم‮ ‬النفس،‮ ‬أن‮ ‬ظاهرة‮ ‬قتل‮ ‬الابناء‮ ‬لوالديهم‮ ‬نتيجة‮ ‬الإفراط‮ ‬في‮ ‬حب‮ ‬الأطفال،‮ ‬والضغوط‮ ‬النفسية،‮ ‬بجانب‮ ‬التنشئة‮ ‬غير‮ ‬السليمة‮.‬
حيث إن أسلوب التربية الحالي أصبح كارثة اجتماعية أفرزت أفراداً غير أسوياء، وصلت مؤخراً لعدد من الجرائم البشعة، مثل قتل الزوجة للزوج والأب لابنه، والابن لوالديه، وهذا دليل على أن المجتمع يمر بخلل أخلاقي خطير بسبب غياب رقابة الأب والأم فى المنزل على الأطفال، كما‮ ‬أن‮ ‬وسائل‮ ‬الإعلام‮ ‬لها‮ ‬دور‮ ‬في‮ ‬تنمية‮ ‬نوازع‮ ‬ودوافع‮ ‬العنف‮ ‬لدى‮ ‬الأطفال‮ ‬والنشء‮ ‬وحتى‮ ‬الشباب‮.‬
ويرى خبراء علم النفس أن سبب كثرة جرائم قتل الأبناء لوالديهما هو الضغط النفسي والتنشئة الاجتماعية غير السليمة، فالاضطراب النفسي والضغط على الطفل منذ الصغر يجعله يتحمل ويخزن حتى يحدث انفجار من الضغط الزائد مع مرور الأيام وهذا ما يجعل الشباب يفكر فى الانتقال‮ ‬دون‮ ‬النظر،‮ ‬مؤكدين‮ ‬أن‮ ‬عامل‮ ‬البطالة‮ ‬في‮ ‬البلد،‮ ‬يعد‮ ‬أيضاً‮ ‬عاملاً‮ ‬للعنف‮ ‬نتيجة‮ ‬شعور‮ ‬الشباب‮ ‬بفقدان‮ ‬الأمل‮.‬
مشيرين الى أن التربية الخطأ منذ النشئة عامل أساسي حيث يقوم بعض الآباء بتدليل أولادهم حتى ينشأ غير قادر على تحمل المسئولية، وعلى العكس من أسرة أخرى تقوم بالتعنيف، وكلٌّ منهم يرتكب خطأ يؤثر على الطفل ويجعل لديه طاقة تنفجر عند الضغط‮ ‬الزائد‮ ‬تتمثل‮ ‬فى‮ ‬ضرب‮ ‬الآباء‮ ‬وقتلهم‮.‬

رأي‮ ‬علماء‮ ‬النفس‮ ‬والاجتماع

يشير الخبراء والمختصين في قضايا العنف الأسري، والطب النفسي، الى إن جرائم قتل الأبناء لآبائهم وأشقائهم والعكس موجودة منذ بدء الخليقة مستدلين على ذلك بقصة قتل قابيل لشقيقه هابيل والتي تعد أول جريمة قتل في تاريخ البشرية، مؤكدين أن عدم التصدي لهذه‮ ‬الجرائم‮ ‬سيؤدى‮ ‬إلى‮ ‬انتشار‮ ‬تلك‮ ‬الحالات‮ ‬وستكون‮ ‬ظاهرة‮. ‬
ويرى علماء النفس أن الأطفال المهملين والذين يسيئ الوالدان معاملتهم ولا يكون لديهم إلا خيارات محدودة هم من يقومون بمثل هذه الجرائم الاجتماعية، كما أن لهم سمات شخصية تتلخص في ظهور علامات العنف الأسرى، من حاولوا الحصول على مساعدات لكن جميعها باءت بالفشل، من حاول‮ ‬الهرب‮ ‬أو‮ ‬الانتحار‮ ‬والمنعزلون‮ ‬عن‮ ‬أقرانهم،‮ ‬من‮ ‬يشعرون‮ ‬بقلة‮ ‬الحيلة‮ ‬وعدم‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬تغيير‮ ‬أحوالهم‮ ‬المنزلية،‮ ‬حيث‮ ‬إنهم‮ ‬ينظرون‮ ‬لجريمة‮ ‬القتل‮ ‬على‮ ‬أنها‮ ‬حل‮ ‬مريح‮ ‬لجميع‮ ‬الأطراف‮ ‬المعنية‮.‬
لافتين في الوقت نفسه الى إن ما نسمعه من جرائم في بلادنا خلال الفترة الأخيرة تؤكد أن أغلب الحالات يكون الأبناء في حالة من الغضب نتيجة خلافات أسرية أو الشعور بالتهميش والظلم من الأب كما يعانون من ضغوط نفسية او متعاطين لمواد تخرجهم عن نطاق سيطرتهم العصبية، ولا يكون لديهم إدراك واضح عن مفهوم الموت، كما يجدون صعوبة كبيرة في قبول أن أفعالهم قد تؤدي إلى نتيجة لا رجعة فيها، خصوصاً عنما تكون الأحوال الأسرية بالبيت لا تطاق ولا يمكنهم احتمالها والبدائل أمامهم تكون محدودة ومن أكثرها شيوعاً هو القتل.
وقسم‮ ‬علماء‮ ‬النفس‮ ‬من‮ ‬يرتكب‮ ‬هذه‮ ‬الجرائم‮ ‬إلى‮ ‬ثلاثة‮ ‬أنواع‮ ‬نتيجة‮ ‬للتنشئة‮ ‬منذ‮ ‬الصغر‮ ‬وهم‮ :‬

1‮- ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يتعرضون‮ ‬للمعاملة‮ ‬شديدة‮ ‬السوء‮ ‬تتخطى‮ ‬كل‮ ‬الحدود‮ ‬من‮ ‬جانب‮ ‬الوالدين‮.‬
2‮- ‬من‮ ‬يعانون‮ ‬من‮ ‬اضطرابات‮ ‬عقلية‮ ‬حادة،
3‮- ‬المدللون‮ ‬الذين‮ ‬يعانون‮ ‬من‮ ‬اتجاهات‮ ‬معادية‮ ‬للمجتمع‮.‬
جرائم‮ ‬قتل‮ ‬الآباء‮ ‬لأطفالهم
في سياق متصل، شدد معلقون على أنه لا يجب أن نغفل الجرائم الأكثر انتشاراً وهي جرائم " قتل الآباء لأبنائهم" حيث ينبغي التعامل مع الطفل ككيان مستقل وليس ملكيةً لأهله أو مجالاً للثأر بين الآباء، وسأل عدد منهم: "متى تكون عندنا جهات لها الحق في سحب الطفل من أهله إذا‮ ‬تبين‮ ‬أنه‮ ‬يتعرض‮ ‬للتعنيف؟‮"‬،‮ ‬ومتى‮ ‬يفهم‮ ‬العرب‮ ‬وتعترف‮ ‬قوانينهم‮ ‬بأن‮ "‬الطفل‮ ‬ليس‮ ‬ملكية‮ ‬أهله‮"‬؟‮ ‬

واعتبر الناشط اليمني محمد البكاري أنه "إذا كان الأب الذي هو مصدر الحنان يذبح طفله أو يقتل ابنته بهذه الطريقة البشعة خلاص ما عد في إنسانية أبداً أبداً. أصبحنا غير قادرين على أستيعاب هذه الجرائم المتكررة أبداً.
وقال ناشطون وحقوقيون إن مبدأ "لا يُقتل الأصل بفرعه" المعمول به في اليمن ينبغي أن يتغير إلى "يجب أن يُقتل الوالد بولده"، مناشدين السلطات المحلية لمعاقبة كل أب يقدم على قتل ابنه، ورجح البعض أن "غياب الأمن وسلطة القانون" هو أحد أسباب مثل هذه الجرائم الوحشية، واستدعى‮ ‬آخرون‮ "‬تعاطي‮ ‬المخدرات‮"‬،‮ ‬فيما‮ ‬قال‮ ‬البعض‮ ‬إن‮ "‬العنجهية‮ ‬الذكورية‮" ‬كانت‮ ‬سبباً‮ ‬في‮ ‬ارتكاب‮ ‬هذه‮ ‬الجريمة‮ ‬مع‮ ‬التسلح‮ ‬بالثقة‮ ‬في‮ ‬الإفلات‮ ‬من‮ ‬العقاب‮.‬
وقالت المحامية والناشطة الحقوقية اليمنية هدى الصراري، عبر تويتر: "يعرف المنتهكون ضد الأبناء أن لديهم قانوناً يبرر لهم عملتهم ويقدم الحجج"، مشددةً "مطلبنا تغيير النصوص القانونية لحماية الأطفال في اليمن".

وتابعت: "لن يقدم أي شخص وسيفكر ألف مرة قبل ارتكابه جريمة ضد طفل حينما تكون لدينا قوانين رادعة لا يستطيع أي جانٍ مهما كانت صلة قرابته بالمجني عليه أو الضحية التملص من جرمه"، منتقدةً أن "يبقى الحق العام خاضعاً للسلطة التقديرية للقضاء بينما حق الضحية يسقط".

رأي‮ ‬الدين

لمعرفة رأي الدين في ظاهرة قتل الابناء لآبائهم علينا أن نتأمل قوله تعالى"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا‮ ‬وَقُلْ‮ ‬لَهُمَا‮ ‬قَوْلًا‮ ‬كَرِيمًا‮ (‬23‮)" ‬سورة‮ ‬الإسراء‮. ‬
ثم‮ ‬نجد‮ ‬أن‮ ‬رسولنا‮ ‬الكريم‮ ‬أكد‮ ‬أن‮ ‬رضا‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬رضا‮ ‬الوالدين‮ ‬وسخطه‮ ‬في‮ ‬سخطهما‮. ‬
إن الوالدين هما صاحبا الفضل الاكبر بعد الله سبحانه وتعالى على إلانسان فهما سبب وجودك في هذه الدنيا وتحملا من الكد والتعب والعناء ما لا يمكن أن يتحمله أحد وبفضل رعاية الأب والأم اشتد ساعدك حتى صرت إنسانا كاملا ورجلا قويا. لكننا في الآونة الاخيرة وللأسف الشديد أصبحنا نرى أبناء يعقون والديهم يسبونهم ويتسلطون عليهم بالضرب والإهانة وصولاً للقتل، هذا الصنف من الأبناء الذين يعقون آباءهم وأمهاتهم ألم يعلمون أن عقوق الوالدين من أعظم الذنوب بل من أكبر الكبائر؟ وأيضا ما ورد عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم‮ "‬ثلاثة‮ ‬لا‮ ‬ينظر‮ ‬الله‮ ‬عز‮ ‬وجل‮ ‬إليهم‮ ‬يوم‮ ‬القيامة‮ ‬العاق‮ ‬لوالديه‮ ‬والمرأة‮ ‬المترجلة‮ ‬والديوث‮".‬
فكل من تسوِّل له نفسه العقوق بوالديه، عليه أن يتذكر حديث رسولنا الكريم الذي قال فيه : " كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات " .

كيفية‮ ‬مواجهة‮ ‬الظاهرة

يؤكد علماء النفس وعلم الاجتماع أنه لكي يتجنب المجتمع وقوع الأبناء فى جريمة قتل الوالدين، علينا الاهتمام بالأطفال منذ الصغر، فنحن بحاجة ملحة لتعليم الوالدين مهارات تربية الأبناء ودعمهم، بالإضافة إلى إخضاع الوالدين لدورات تدريبية يتعلمون من خلالها كيف يتعاملون مع الضغوط الحياتية التى تواجههم وكيفية تنشئة الأبناء بالشكل الصحيح، والعمل على توفير الطرق المناسبة للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تواصل الآباء مع علماء النفس والاجتماع بالبحث المكثف لتقديم المعلومات الضرورية حول إدارة البيت، الأسرة وتربية الأبناء‮.‬
كما أكدوا على ضرورة تحسين الوالدين مهارات التواصل المجتمعى وتقوية الروابط العاطفية الصحية، فكلما قوى الارتباط العاطفى بين الأبناء ووالديهم كلما قلت مستويات الجريمة أو الانحرافات الاجتماعية، إضافة إلى دعم الأطفال فى كل المراحل العمرية عن طريق الدورات المدرسية‮ ‬التى‮ ‬تحفزهم‮ ‬على‮ ‬فتح‮ ‬قلوبهم‮ ‬والشكوى‮ ‬إذا‮ ‬تعرضوا‮ ‬لأى‮ ‬إساءة‮ ‬حتى‮ ‬يمكنهم‮ ‬الحصول‮ ‬على‮ ‬المساعدة‮ ‬المطلوبة‮.‬
وفكرياً يعتبر غياب الموعظة وغياب الكلمة الطيبة والحنان من قبل بعض الأولياء وخاصة الآباء في تعاملهم مع الأبناء الشرارة الأولى لاشتعال جذوة الكراهية والحقد من قبل الأبناء تجاه الآباء.. وللحد من هذه الظاهرة الخطيرة، على القضاء القيام بدوره الردعي الفعال، لا بد‮ ‬من‮ ‬تشديد‮ ‬الحكم‮ ‬في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق‮ ‬بالعملية‮ ‬البشعة‮ ‬ضد‮ ‬الوالدين‮ ‬المتمثلة‮ ‬في‮ ‬العقوق‮ ‬والاعتداء‮ ‬والقتل‮. ‬
كما‮ ‬أن‮ ‬على‮ ‬منظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬والجمعيات‮ ‬ووسائل‮ ‬الإعلام‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬المنابر‮ ‬الإعلامية‮ ‬القيام‮ ‬بدورهم‮ ‬التوعوي‮ ‬وتأسيس‮ ‬برامج‮ ‬دينية‮ ‬ترتكز‮ ‬على‮ ‬المواعظ‮ ‬الحسنة‮ ‬وإحياء‮ ‬الوازع‮ ‬الديني‮ ‬وتقوية‮ ‬الخطاب‮ ‬الهادف‮.‬

إقراء أيضا